«حزب سياسي» أو «حركة علمية».. هكذا سيكون مستقبل «مبادرة حجي» بعد مقاطعة الانتخابات (تقرير)
كان قرار مبادرة «الفريق الرئاسي 2018»، بمقاطعة الانتخابات الرئاسية المقبلة، قرارًا متوقعًا؛ لاسيما أن نظام عبد الفتاح السيسي لم يرد على الشروط التي طلبتها المبادرة حتى تشارك في هذه الانتخابات التى تراها قوى التيار المدني أنها ستكون «مسرحية هزلية جديدة».
وطالبت مبادرة الفريق الرئاسي في وقت سابق، بـ«إنهاء حالة الطوارئ، والإفراج عن كل المعتقلين السياسيين والمتهمين في قضايا تخص حرية الرأي والتعبير ومعتقلي الأرض، إضافة إلى السماح للمرشحين المحتملين في الرئاسة بإقامة المؤتمرات والندوات الانتخابية بدون تصريح أمني، وعدم ملاحقة أعضاء الحملات الانتخابية أمنيًا، ووجود مراقبة للعملية الانتخابية من المنظمات الحقوقية الدولية والمحلية».
لكن المبادرة أعلنت رسميًا، يوم الثلاثاء الماضي، مقاطعة الانتخابات الرئاسية، وقالت في بيان لها: «بعد الاطلاع على لائحة الانتخابات المعلن عنها، والشروط التعجيزية الواردة بها، وعدم استجابة الجهات القائمة على هذه الانتخابات بتقديم أي رد على المطالب المتكررة منذ أكثر من عام للقوى المدنية السلمية بضمان حد أدنى لنزاهة هذه الانتخابات، كما وردت في إعلان المبادرة في مايو 2017، قررت مبادرة الفريق الرئاسي بإجماع كل أعضائها مقاطعة الانتخابات الرئاسية».
وأضافت المبادرة أن «الانتخابات بشكلها الحالي لم تعد الفرصة المرتقبة للتغير السلمي والحضاري».
وكشف أيمن عويان، عضو المكتب السياسي لـ«مبادرة الفريق الرئاسي»، كواليس قرار المبادرة الخاص بمقاطعة الانتخابات الرئاسية المقبلة، مشيرًا إلى أن أعضاء المكتب السياسي اتخذوا هذا القرار بالإجماع؛ ولم تكن هناك معارضة من أي عضو؛ لافتًا إلى أن التيار المؤيد لـ«خالد على» داخل المبادرة شارك في مداولات حسم قرار الموقف من الانتخابات المقبلة.
وأضاف «عويان» في تصريحات خاصة لـ«النبأ»، أنه تم الاتفاق على الظهور الإعلامي المكثف، خلال الأيام المقبلة، من جانب الدكتور عصام حجي، عالم «الفضاء والصواريخ» بوكالة ناسا الأمريكية، والذي يدير «ملف التعليم» داخل المبادرة؛ لشرح أسباب اتخاذ قرار مقاطعة الانتخابات؛ بسبب شروط الترشح التعجيزية التي أعلنتها الهيئة الوطنية للانتخابات.
وبشأن المستقبل السياسي لـ«مبادرة الفريق الرئاسي 2018»، بعد مقاطعة الانتخابات الرئاسية المقبلة، قال أيمن عويان، إن المبادرة لن ينتهي دورها في الحياة السياسية المصرية بقرار عدم المشاركة في الانتخابات، لافتًا إلى أن الدكتور عصام حجي اقترح على أعضاء المكتب السياسي أن تتحول مبادرة الفريق الرئاسي إلى «حركة علمية» تهتم بالبحث العلمي فقط.
وأضاف «عويان»، أن هناك اقتراحًا آخر، وهو أن تتحول المبادرة إلى «حزب سياسي جديد»، لتفعيل التواصل مع القوى المدنية التي يجب أن تقاطع الانتخابات الرئاسية المقبلة، وأن تتخذ هذا القرار بالإجماع؛ حتى لا تعطي الشرعية لنظام الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وعن دور الدكتورة هالة البناي، المديرة السابقة لـ«مبادرة الفريق الرئاسي 2018» في قرار مقاطعة الانتخابات الرئاسية المقبلة، قال «عويان» إن الدكتورة هالة بعد استقالتها من المبادرة، لم يعد لها أي دور سياسي فيها، ولم يتم استطلاع رأيها في قرار مقاطعة الانتخابات الرئاسية.
وبدأت مبادرة «التوافق لفريق رئاسي 2018»، نشاطها السياسي منذ أغسطس 2016، وتعمل هذه المبادرة على 5 محاور أساسية هي «التعليم والاقتصاد والصحة والمساواة والمرأة».
وكانت الدكتورة هالة البناي، تشغل منصب مدير عام المبادرة، وبعد استقالتها شغل المنصب المحامي أحمد قناوي.
وتتعرض مبادرة «التوافق لفريق رئاسي 2018» منذ ظهورها، لحملات هجوم شديدة عليها من قبل وسائل الإعلام الموالية لنظام الرئيس عبد الفتاح السيسي، خاصة أن المبادرة كانت تدعو لإيجاد بديل رئاسي لـ«السيسي».