رئيس التحرير
خالد مهران

«لغز خالد فوزي».. ما السر وراء إقالة مدير «المخابرات العامة» على طريقة «رئيس الأركان»؟

السيسي وخالد فوزي
السيسي وخالد فوزي - أرشيفية


فجأة، تناقلت المواقع الإليكترونية داخل وخارج مصر، تقارير صحفية، تفيد قيام الرئيس عبد الفتاح السيسي، بإعفاء اللواء خالد فوزي، من منصب مدير المخابرات العامة.


وبحسب تقرير لـ«الأخبار اللبنانية»، فإن الرئيس عبد الفتاح السيسي أعفى «فوزي» من منصبه لسببين؛ الأول مرتبط بالملف الفلسطيني، وعودة التعثر في المصالحة بين حركتي فتح وحماس، والثاني: مرتبط بالإعلام وإخفاقه في توظيف الإمكانات التي أُتيحت إعلاميًا والإنفاق الزائد الذي سيجري ترشيده بصورة كبيرة خلال الفترة المقبلة.

ويعد تغيير «رأس» جهاز المخابرات العامة، أبرز إجراء يقوم به الرئيس عبد الفتاح السيسي، بعد شهور قليلة، من إعفاء الفريق محمود حجازي، من رئاسة الأركان، وتعيين محمد فريد حجازي، بدلًا منه.




لكن الأسباب التي قيل إنها كانت وراء إقالة اللواء خالد فوزي من منصبه، كمدير للمخابرات العامة، لم تكن مقنعة.

ففي الجزء الخاص بالإعلام، فإن «الدوائر المخابراتية» تسيطر بصورة كاملة على عدد كبير من القنوات الفضائية؛ فضلًا عن شراء وامتلاك وسائل إعلامية أخرى، من وراء ستار.

وفيما يخص المصالحة الفلسطينية، وتحقيق التسوية، فقد كان هذا الملف تحت متابعة مباشرة من المخابرات العامة التي عقدت سلسلة طويلة من المناقشات في مبناها بمشاركة ممثلين عن حركتي «فتح وحماس».

وفي أكتوبر من العام الماضي، تم الإعلان عن اتفاق شامل بين الحركتين، وخرج آلاف الفلسطينيين إلى الشوارع في أنحاء غزة احتفالا باتفاق المصالحة.

وشمل اتفاق المصالحة بين الحركتين عدة بنود، أهمها «دراسة ملفات موظفي غزة وإلزام الحكومة بدفع مكافآتهم بعد سريان الاتفاق، استلام حكومة الوفاق كافة معابر غزة».

وهللت الوسائل الإعلامية لهذه المصالحة، واعتبرتها انتصارًا كبيرًا لـ«المخابرات العامة» في عهد اللواء خالد فوزي، ثم انتشر «مدح» الجهاز بصورة كبيرة بعد نجاح الجهاز في توحيد الفصائل بجنوب السودان لوقف الاقتتال بينها.

كما أن هذه الوسائل الإعلامية ترى المخابرات «حائط صد للدولة والوطن العربي، وتفشل مخططات لإسقاط المنطقة».



على الجانب الآخر، تظهر روايات أخرى لتفسير الإطاحة باللواء خالد فوزي، من المخابرات العامة، ومنها التسريبات التي كشفت عنها صحيفة «نيويورك تايمز»، وبثتها قناة «مكملين»، والتي زعمت تورط ضابط بالجهاز في توجيه تعليمات لعدد من مشاهير الإعلام والفن بشأن بعض القضايا مثل: اليمن، وانسحاب الفريق أحمد شفيق من انتخابات الرئاسة وغيرها.


ومن أبرز المرشحين لتولي منصب مدير المخابرات العامة، اللواء إبراهيم عبد السلام.


نرشح لك: «انفراد».. قصة تسريب «نيويورك تايمز» و«مكملين» لمكالمات ضابط مخابرات وإعلاميين وفنانين



وقال اللواء محمد رشاد، وكيل جهاز المخابرات العامة الأسبق، إن الموضوعات الخاصة بالتغييرات داخل جهاز المخابرات، هي موضوعات «حساسة»، لافتًا إلى أن واقعة إعفاء اللواء خالد فوزي من منصبه، بها أجزاء غامضة، وأسباب غير واضحة.


وأضاف «رشاد» في تصريحات خاصة لـ«النبأ»، أن الأسباب التي قيل إنها السبب في خروج «فوزي» من المخابرات العامة، هي أسباب غير مقنعة، مشيرًا إلى أن العمل في الجهاز لا يقبل الأخطاء التراكمية، وبالتالي لا يمكن أن يخرج خالد فوزي؛ بسبب أخطاء تراكمية، مثل الفشل فيما يخص «وسائل الإعلام»، أو تعثر المصالحة الفلسطينية.


وتابع: «من الممكن أن يكون فوزي سقط في خطأ لحظي وهو الذي كان سببًا في خروجه»، مشيرًا إلى أن هذا الخطأ قد يهدد الأمن القومي المصري، فكان الرد هو الإعفاء من المنصب، مثلما حدث مع الفريق محمود حجازي، رئيس الأركان السابق.


وبشأن وجود علاقة بين خروج اللواء خالد فوزي، من منصبه، وترتيبات الانتخابات الرئاسية المقبلة، قال اللواء محمد رشاد: «لا توجد علاقة.. الانتخابات الرئاسية المقبلة محسومة، ولا مشكلة فيها، وأي حديث بشأنها مضيعة للوقت».


وعن الطريقة التي سيتم بها اختيار «خليفة» اللواء خالد فوزي في رئاسة جهاز المخابرات العامة، أكد «رشاد» أن هذا الأمر يعتمد على طريقتين؛ الأولى: هي طريقة قديمة تعتمد على اختيار شخصية من داخل القوات المسلحة، أما الطريقة الثانية: فهي اختيار شخصية من داخل الجهاز نفسه لتولي المنصب.


نرشح لكقصة الاستعانة بـ«تلميذ المشير» لحراسة الأمن القومي.. وترشيح محمود حجازي لرئاسة الحكومة



في نفس السياق، كشف لواء سابق بـ«الداخلية»، أن الأخبار الخاصة بإعفاء مدير المخابرات العامة من منصبه، هي أخبار ليست رسمية، وربما تكون «أخبارًا ملونة أو شائعات».


وقال لـ«النبأ»، إنه ليس غريبًا، أن يُقيل أو يعفي الرئيس عبد الفتاح السيسي مدير المخابرات العامة، فقد فعلها من قبل مع رئيس أركان حرب القوات المسلحة، الفريق محمود حجازي.


وأضاف أنه تحدث سقطات في «المخابرات»، ولكن يكون العقاب هو الرد عليها.


يُذكر أن اللواء خالد فوزي، من مواليد عام 1957، وهو حاصل على بكالوريوس العلوم العسكرية بالكلية الحربية، مشاة، سنة 1978م، والتحق بجهاز المخابرات العامة المصرية برتبة نقيب سنة 1982، وتدرج في جميع الوظائف بهيئة الأمن القومى، حتى وصل إلى رتبة اللواء، ثم تم الدفع به إلى منصب رئيس هيئة الأمن القومى سنة 2013، ثم مساعدًا لرئيس المخابرات العامة المصرية لشئون الأمن القومى.


وتولي «فوزي» منصب مدير المخابرات العامة، خلفًا للواء محمد فريد تهامي، الذي كان يعاني من ظروف صحية.