استجابة لما نشرته «النبأ».. «النائب العام» يُحقق فى مخالفات «نادى صيادلة مصر» قريبًا
وزارة التضامن الاجتماعى تفضح «المتورطين».. وتوصى بمحاكمتهم
خطة الـ 5 أعضاء للإطاحة بهيئة المكتب الحالى للسيطرة على 30.8 مليون جنيه من مشروع الإسكان
قصة الاستيلاء على «شيكين» بـ3 ملايين جنيه من مستحقات «جولدن سيتى»
علمت «النبأ» من مصادرها الخاصة، أن وزارة التضامن الاجتماعي شكلت لجنة لبحث أعمال جمعية نادي صيادلة مصر، عقب القضية التي فجرتها «النبأ» بشأن مخالفات الجمعية، وأسفرت نتائج اللجنة عن وجود مخالفات مالية جسيمة على رأسها شقة المعادي التي اشتراها رئيس النادي السابق محمد عبد الفتاح لنفسه من أموال شركة «جولدن سيتي» للتنمية العقارية والمقاولات، بالإضافة إلى مخالفات إصدار «شيكات» بدون رصيد، والتلاعب بأموال النادي.
وكانت «النبأ» قد أشارت في العدد السابق إلى مذكرة مقدمة من شركة جولدن سيتي للتنمية العقارية والمقاولات والتوريدات العمومية بتاريخ 6/7/2017 إلى نقيب صيادلة مصر، تؤكد تعرض الشركة لابتزاز مادي ومعنوي عن طريق طلب تبرعات مالية ومطالب شخصية من قبل كل من محمد عبد الفتاح الشهير بمحمد أبو عبل الرئيس السابق لجمعية نادي الصيادلة، ومحمد مكاوي أمين عام النادي السابق، بالإضافة إلى عضو مجلس الإدارة، هيثم عبد العزيز أمين الصندوق السابق بالجمعية، والذي أجرى مكالمة هاتفية مع رئيس شركة جولدن سيتي، هدده فيها بأنه لن يحصل على مستحقاته المالية طالما أنه قام برفع الأمر إلى النقيب العام لصيادلة مصر، فضلًا عن تورط محمد عبد الفتاح في مطالبة رئيس شركة جولدن بصرف حصة من الأرباح في مشروع فارما جولدن تاورز له ولكل من محمد مكاوي، وهيثم عبد العزيز، وحسام حسن.
وكشفت «النبأ» عن مستند موقع من كل من محمد عبد الفتاح، رئيس مجلس إدارة نادي الصيادلة سابقًا، ومحمد مكاوي، الأمين العام السابق، وهيثم أحمد عبد العزيز أمين الصندوق السابق، يقرون فيه باستلامهم مبلغ 500 ألف جنيه من شركة جولدن سيتي للتنمية العقارية والمقاولات بموجب الشيك رقم 000122011188، كتبرع لجمعية نادي الصيادلة، بينما كشف مستند آخر استلام المذكورين مبلغًا مماثلًا من الشركة بموجب الشيك رقم 00012201187، ليصل إجمالي «الشيكين» مليون جنيه.
ونوهت إلى استغلال مبلغ المليون جنيه في شراء شقة خاصة للمدعو إبراهيم محمد ذكي، من واقع عقد بيع نهائي تمليك، يفيد قيام إبراهيم محمد ذكي بشراء شقة من السيدة زينب محمد رمضان استشاري متفرغ بالمعهد القومي للتغذية، مساحتها 186 مترا تقريبًا، وهي رقم 8 بالدور 6 بالمنزل رقم 56 برج بدر السياحي بشارع مصر حلوان الزراعي بالمعادي، بمبلغ مليون جنيه.
وأشارت «النبأ» إلى مذكرة مرسلة بتاريخ 22/2/2018 من إدارة الشئون القانونية بمديرية الشئون الاجتماعية بمحافظة القاهرة، إلى المحامي العام لنيابات وسط القاهرة، نيابة عابدين، تتهم محمد مكاوي، الأمين العام السابق لنادي الصيادلة، ومحمد عبد الفتاح، رئيس النادي السابق، وإبراهيم زكي، نائب رئيس النادي السابق، بارتكاب عدد من المخالفات وإهدار المال العام، على رأسها إهدار أموال جمعية نادي الصيادلة في إقامة الحفلات بالفنادق الكبرى، بالإضافة إلى أشياء أخرى دون حاجة ماسة لذلك، حيث تم إهدار أكثر من 8 ملايين جنيه في هذا الشأن بخلاف التوقيع على شيكات بالمخالفة للوائح والقرارات الخاصة بالجمعيات الأهلية حتى عام 2022 من مستحقات الصيادلة دون سند أو مبرر لذلك الأمر، وقد حصلت شركة جولدن سيتي.
وفي السياق ذاته حصلت شركة «جولدن سيتي» للتنمية العقارية والمقاولات، بتاريخ 17/2/2018، على حكم قضائي في القضية 103 لسنة 2018 جنح قسم عابدين ضد كل من هيثم عبد العزيز الأمين السابق لصندوق جمعية نادي الصيادلة، ومحمد عبدالفتاح الرئيس السابق للجمعية، بالحبس 3 سنوات مع الشغل وكفالة 30 ألف جنيه، بسبب إصدار شيكات بدون رصيد للشركة، كما حصلت على نفس الحكم القضائية ضد المذكورين السابقين في القضية رقم 95 لسنة 2018 جنح قسم عابدين، بشأن إصدار شيكات بدون رصيد.
وأكدت المصادر لـ«النبأ» أن اللجنة المشكلة من وزارة التضامن الاجتماعي، أوصت بإحالة هيئة مكتب نادي الصيادلة السابقين، وهم محمد عبد الفتاح الشهير بـ«أبو عبل»، رئيس النادي السابق، وإبراهيم زكي، نائب رئيس النادي السابق ومحمد مكاوي الأمين العام للنادي السابق، وهيثم عبد العزيز أمين الصندوق السابق، إلى النائب العام للتحقيق في ما أسفرت عنه اللجنة من مخالفات منسوبة إليهم.
وأوضحت المصادر، أنه من المقرر أن يفتح النائب العام التحقيق في تلك المخالفات، ومن المتوقع إصدار قرار ضبط وإحضار للمتهمين، خاصة وأنه سبق وأن صدر قرار طلب حضور من نيابة عابدين لهم، لكنهم لم يمثلوا للحضور.
وبالرغم من هذا الجهد الذي تقوم به الجهات المعنية في كشف الحقائق بشأن مخالفات هيئة نادي الصيادلة السابقين، تمهيدًا لمحاسبة المتورطين واسترداد ما تم نهبه من المال العام، إلا أن تلك الفئة ما زالت تبحث عن حيل للإفلات من العدالة، وضغوط لإسكات المدافعين عن المال العام، حيث يرتب الأربعة السابقين بهيئة مكتب نادي الصيادلة خطة للتخلص من هيئة المكتب الحالين، حتى يعودوا أكثر شراسة وقسوة على أموال الصيادلة.
ففي تاريخ 18/3/2018 اجتمع كل من محمد عبد الفتاح، وإبراهيم زكي، وهيثم عبد العزيز، ومحمد مكاوي، وحسام السيد الذي تقدم باستقالته من النادي، وقرروا إعادة تشكيل هيئة المكتب بدلًا من أعضاء هيئة المكتب الحالين، وهم نجوى هاشم رئيس مجلس إدارة النادي، أشرف مكاوي نائب رئيس مجلس الإدارة، عمرو مغربي الأمين العام، ربيع السوداني أمين الصندوق، جورج عطا الله عضو مجلس إدارة النقابة العامة لصيادلة مصر.
وكشفت مذكرة مقدمة لمديرية التضامن الاجتماعي بالقاهرة، أن الخمسة السابقين سلموا محضر الاجتماعي لإدارة عابدين بتاريخ 25/3/2018، مطالبين باعتماد تغيير هيئة المكتب بموجب محضر هذا الاجتماع.
وطبقًا لما أكدته المصادر، فإن الخطة المرسومة من الخمسة المذكورين هدف الأساسي، منع وصول أقساط الحاجزين بمشروع إسكان الصيادلة التابع لشركة جولدن سيتي، والتي تقدر بنحو 30.800 مليون جنيه حتى تاريخ 31/3/2018، خاصة أنهم يقومون في الوقت الحالي بحملة ممنهجة لتشويه المشروع وتحريض الحاجزين على عدم دفع الأقساط المقررة، والغريب أن محمد عبد الفتاح رئيس النادي السابق الذي يريد «عرقلة» المشروع هو نفسه الذي وقع على عقد التعاقد مع شركة جولدن، لكن عندما ظهرت مخالفاته وابتزازه للشركة لم يكن أمامه سوى التشويه، وتحويل القضية عن مسارها الحقيقي.
والمفاجأة أن تلك الواقعة التي تم فيها نهب 3 ملايين جنيه من شركة جولدن سيتي، حيث كشفت مذكرة محررة من الشركة بتاريخ 23/9/2017 بقسم أول شرطة مدينة نصر، تؤكد فقد الشركة لشيكين صادرين لصالحها من جمعية نادي الصيادلة ضمن مستحقاتها طرف النادي، الشيك الأول يحمل رقم 00011935508 بمبلغ 2 مليون جنيه، والثاني رقم 000119355082 بمبلغ مليون جنيه.
وأصابع الاتهام في تلك الواقعة تشير إلى نادي الصيادلة، خاصة أن «الشيكين» موقعان من محمد عبد الفتاح رئيس النادي السابق، وهيثم عبد العزيز أمين الصندوق السابق، وتبين أن «الشيكين» تم صرفهما في 24/9/2017، وهو اليوم التالي لفقدهما، والأغرب أن عملية صرف هذين الشيكين لا تتم إلا بالتعزيز أي بمكالمة هاتفية من الفرع الذي تم الصرف منه لكل من رئيس النادي وأمين الصندوق.
والأكثر «غرابة» أن حساب نادي الصيادلة المدون بـ«الشيكين» لم يكن به أي مبالغ مالية وقت إصدار الشيكين، وكان المبلغ بحساب آخر للنادي، لكن وبالرغم من علم النادي بفقد الشيكين إلا أنه تم تحويل المبلغ من الحساب الآخر إلى الحساب المدون بـ«الشيكين» وتم صرفهما في اليوم التالي للفقد.