نقطة دم تكشف جريمة قتل "الأب القعيد" على يد «الابن العاق» بدار السلام
«مش هتبطل الوساخة دي يا نجس» كلمات قالها المجني عليه «صبحي. أ» 68 سنة موظف بالمعاش، لنجله عند مشاهدته أثناء خروجه من إحدى غرف النوم بالشقة "سكنهما"، مع «فتاة»؛ الأمر الذي أدى لحدوث مشاجرة بين الأب «القعيد» وابنه العاق، انتهت بقتل والده عن طريق «كتم أنفاسه»، وأبلغ الشرطة لإبعاد الشبهات عنه.
السطور التالية تكشف تفاصيل جريمة قتل بشعة شهدتها منطقة دار السلام بالقاهرة، عقب قيام شخص بقتل والده أمام «عشيقته» عن طريق «كتم أنفاسه» باستخدام «وسادة» وضعها على وجهه، ولم يتركه حتى لفظ أنفاسه الأخيرة.
بدأت أحداث الواقعة عندما تلقى المقدم شادي الشاهد، رئيس مباحث قسم شرطة دار السلام بالقاهرة، بلاغًا من «محمود صبحي»، 42 سنة، يفيد بالعثور على والده، «جثة هامدة» داخل الشقة سكنه بشارع مصطفى اللبان المتفرع من شارع الفيوم بدائرة القسم.
وانتقل رئيس المباحث والنقباء محمد عبد الحليم ومصطفى يونس معاوني مباحث القسم إلى مكان الحادث، وتبين أن الجثة لموظف بالمعاش، 86 سنة، والد المبلغ، مبتور الساق اليمنى، «قعيد على كرسي متحرك».
وبمناظرتها وجدت به إصابات سطحية في الرقبة عبارة عن خدوش تفيد قيام الجاني بكتم أنفاس المجني عليه ما أدى لوفاته.
كما تبين من خلال الفحص سلامة جميع مداخل ومخارج الشقة، وسرقة مبلغ مالي قدره 50 ألف جنيه، من داخلها، فيما أفاد نجله بأنه عقب عودته من العمل عثر على جثة والده مسجاة على ظهرها، وأن والده يعيش بمفرده داخل الشقة.
وكشف ضباط المباحث ان طريقة كسر إحدى "ضلفتي" باب الخزنة الحديدية، التي كانت توجد بها الأموال المسروقة مما يدل على معرفة مرتكب الجريمة بمكان إخفاء الأموال، ودارت الشبهات حول نجل المجني عليه المبلغ عن الجريمة، وتم التحفظ عليه، واقتياده إلى ديوان القسم، لحين فحص نقطة الدماء التي عثر عليها بمكان الواقعة وتم نقل الجثة إلى مشرحة المستشفى بمعرفة النيابة العامة.
وتحرر عن الواقعة المحضر اللازم وتولت نيابة دار السلام الجزئية التحقيقات، فيما أنكر نجل المجني عليه ارتكابه الجريمة، وأمرت باحتجازه على ذمة التحريات.
وتبين أن نقطة الدماء لا تخص المجني عليه ونجله، الأمر الذي أبعد الشبهات عن نجل القتيل، وأكد وجود طرف ثالث، وعليه قررت النيابة العامة إخلاء سبيل الابن.
ونظرًا لما تمثله الجريمة من خطورة على الأمن فقد أمر اللواء خالد عبد العال مدير أمن القاهر بتشكيل فريق بحث بإشراف اللواء محمد منصور، مدير مباحث القاهرة، لكشف غموض الواقعة وضبط مرتكبيها.
وبعد مرور شهر على تاريخ ارتكاب الجريمة توصل فريق البحث أن «نقطة الدماء» خاصة بـ«فتاة»،وبالبحث عنها وضبطها، اعترفت تفصيليًا عن الجريمة وأقرت بأنها يوم الحادث كانت برفقة نجل المجني عليه بالشقة محل الواقعة، لقضاء «ليلة حمراء» معه، وحال خروجهما من غرفة النوم فوجئا بوالد رفيقها بصالة الشقة ودار حديث بينهما قال فيه الأب لنجله «مش هتبطل الوساخة دي يا نجس» الأمر الذي أدى لحدوث مشاجرة بينهما وقيام ابنه بقتله عن طريق «كتم أنفاسه» باستخدام «وسادة»، وأوضحت أنها حاولت منعه لكن الأبن لم يترك اباه حتى أنهى حياته وسقط قتيلًا، ثم أبلغ الشرطة لإبعاد الشبهات عنه.
وبناء على تلك المعلومات قام رجال المباحث من ضبط نجل المجني عليه لاتهامه بقتل والده بعدما اعترفت عليه عشيقته، وبعرضه على النيابة العامة أمرت بحبس المتهم 4 أيام على ذمة التحقيقات.
وفى لقاء مع جيران القتيل قالوا إن المجني عليه لديه 6 أبناء بينهم 3 فتيات، جميعهم يقيمون بعيدًا عنه، ما عدا ابنه «محمود» المتهم بقتل والده يقطن معه بنفس الشقة، وأنه دائمًا يشكو من بخل والده.
وأكدوا أن المتهم تزوج مرتين الأولى طلقها بعد إنجاب طفلين منها، والثانية أنجبت طفلة، وتركت له المنزل بسبب كثرة المشاكل معه.