رئيس التحرير
خالد مهران

نتنياهو يأمر بتنفيذه.. تفاصيل مشروع «قضبان السلام» الذي يربط إسرائيل بدول الخليج وتأثيره على قناة السويس

النبأ

 

كشفت شركة الأخبار الإسرائيلية، أن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، أتفق مع وزير الاستخبارات والمواصلات يسرائيل كاتس، على التسريع لمبادرتهما المشتركة "قطار السلام"، الذي سيربط بين القارات ويعتمد بمساره على سكة الحديد الحجاز، وخلال اللقاء بينهما تم عرض شريط الفيديو الذي يعرض المشروع، والميزات البارزة للمشروع الذي حصل على الضوء الأخضر بالبلاد.

كما اتفق نتنياهو وكاتس على تفاصيل المبادرة للمشروع، حيث أتفق على الترويج للمبادرة وتعزيزها مع جميع الأطراف المعنية، الولايات المتحدة والأردن ودول أخرى في العالم العربي والاتحاد الأوروبي والدول الآسيوية، حيث أوصى نتنياهو طاقمه، بما في ذلك رئيس مجلس الأمن القومي، بالمساعدة في دفع المبادرة.

وحسب وزير المواصلات، كاتس، فإن "قطار المرج" سوف يستخدم مستقبلا كممر مواصلات إقليمي لحركة البضائع بين أوروبا والشرق الأوسط و"يشكل ربطا للبحر المتوسط وجسرا للسلام، ويعزز ربط البحر المتوسط بالأردن، ومن هناك إلى الخليج العربي، ويستخدم ممرا مكملا لمسار الحركة البحرية حول الجزيرة العربية".

وأضاف أن رؤيته هي "ربط السعودية ودول الخليج والأردن بميناء حيفا والبحر المتوسط، الأمر الذي يجعل من إسرائيل مركزا إقليميا للنقل البحري بما يعزز الاقتصاد الإسرائيلي. هذه رؤية واقعية ندفع بها بالتعاون مع الإدارة الأميركية وجهات أخرى دولية". على حد تعبيره.

ويقوم المشروع على إنشاء طريق تجاري من البحر الأبيض المتوسط إلى الخليج العربي من خلال خطوط سكك الحديد التي تمر من إسرائيل إلى السعودية. ووفقا للخطة، سيتم تمديد مسار "قطار المرج" إلى ما وراء الحدود مع الأردن، وسوف يصل فرع آخر إلى جنين ويربط السلطة الفلسطينية من هناك، وبالتالي ستصبح إسرائيل جسرا بريا بين أوروبا ودول الخليج.

ويهدف المشروع كذلك ليكون الأردن كمركز إقليمي للنقل البري، والذي سيتم ربطه بنظام سكك حديد إقليمي إلى إسرائيل والبحر الأبيض المتوسط وأوروبا في الغرب، كما سيتم ربط الأردن بالسعودية ودول الخليج والعراق في الجنوب الشرقي والشرق، والبحر الأحمر عبر العقبة وإيلات في الجنوب.

كما كشفت دانة فايس، المحللة السياسية للقناة الإسرائيلية 12، عن "مشروع مواصلات جديد عبارة عن خط سكة حديدية صادق عليه رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير المواصلات يسرائيل كاتس، بموجبه يصل بين أوروبا والسعودية من خلال إسرائيل".

وأضافت في تقرير حصري ينشر لأول مرة، أن "المشروع يسمى قضبان السلام، يهدف لإيجاد خط تجاري من البحر المتوسط وصولا إلى الخليج العربي، الذي تسميه إسرائيل الخليج الفارسي. وبموجب المشروع، سيمر خط السكة الحديد من إسرائيل إلى المملكة العربية السعودية، على أن يمر بالحدود الأردنية ومدينة جنين شمال الضفة الغربية".

وأشارت إلى أن "هذا المشروع ينضم لجهود أمريكية للوصل بين إسرائيل والدول المعتدلة في المنطقة لمواجهة التهديد الإيراني، كونه يهدف لربط الشرق الأوسط بالعالم كله، من خلال خط السكة الحديد الذي يمر بإسرائيل، حيث اتفق الاثنان، نتنياهو وكاتس، أن يتقدما بمشروعهما هذا لتحشيد دعم إقليمي ودولي؛ لأنه سيغير وجه الشرق الأوسط".

وأوضحت أنه "تم نشر عرض فيديو للمشروع في كل مراحله، حيث حصل على الضوء الأخضر للمباشرة فيه، كونه يعتمد على ربط البحر المتوسط بالخليج العربي عبر إسرائيل والسعودية، من خلال إشراك الأردن والسلطة الفلسطينية، بحيث تتحول إسرائيل لتصبح الجسر البري اليابس الذي يربط بين أوروبا ودول الخليج العربي، وتم تكليف كاتس بتقديمه للجهات ذات العلاقة: الولايا المتحدة، والأردن، ودول الخليج، ودول عربية أخرى، والاتحاد الأوروبي، ودول آسيوية، نظرا لما يحققه المشروع من فوائد اقتصادية وتجارية".

 

وأكدت أن "نتنياهو طلب من جميع مستشاريه الدفع بالمشروع قدما إلى الأمام، بمن فيهم مجلس الأمن القومي، فيما قال كاتس إن هذا الخط للسكة الحديد مصمم من أجل السلام الإقليمي، وتقوية الاقتصاد الإسرائيلي، وزيادة نفوذها في المنطقة، وتقريبها من الدول العربية المعتدلة".

يقول التقرير إن "إسرائيل ترى في هذا المشروع خطا تجاريا بديلا لكل دول المنطقة للربط بين الشرق والغرب، بحيث يوفر خطوط مواصلات قصيرة، وسريعة، ورخيصة التكلفة، وأكثر أمانا، خاصة في ظل التهديد الإيراني المتنامي في المنطقة، واقترابها من المنافذ البحرية في الخليج العربي والبحر الأحمر، وإمكانية استخدامها قذائف صاروخية باتجاه شواطئ البحر، وتفخيخ زوارق بحرية، سواء من خلال حلفائها الحوثيين في اليمن، أو القراصنة البحريين".

واختتمت بالقول إنه "من المتوقع أن تقوم الولايات المتحدة بدور الراعي لهذا المشروع، بجانب دول إقليمية وعالمية ستسعى لتوفير الإسناد اللازم للبدء فيه، سواء في التخطيط له، أو تمويله، أو تنفيذه، كما أن المشروع يقوم على أساس مصالح أمنية واستخبارية واقتصادية مشتركة بين العديد من دول المنطقة".

 

ليست المرة الأولى التي يتم الحديث فيها عن انشاء هذا المشروع

ففي فبراير 2013 نشرت صحيفة "جلوباس" الاقتصادية الإسرائيلية، تفاصيل جديدة ومثيرة عن مشروع خط السكك الحديدية السريع الذى تنوى إسرائيل إقامته لربط مدينة "إيلات" الساحلية على البحر الأحمر، بعدة مدن ساحلية مطلة على البحر المتوسط، ومن بينها "تل أبيب" و"حيفا" و"أشدود"، وذلك لنقل الركاب والبضائع ليكون بديلا ومنافسا قويا لقناة السويس المصرية.

ونشرت الصحيفة العبرية لأول مرة خرائط توضح خط سير القطار الجديد من إيلات إلى مدن البحر المتوسط، مشيرة إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتانياهو يصر على إنفاق عشرات المليارات فى ميزانية تقدر بـ 30 مليار دولار، لتصل تكلفة المشروع عند انتهائه لـ100 مليار دولار، وذلك لنقل البضائع بين البحرين الأحمر والمتوسط فى مدة لا تزيد عن ساعتين فقط، وهى المدة التى تقل عن نقل البضائع عبر القناة.

وأضافت الصحيفة الإسرائيلية، أن تل أبيب تنوى أيضا إنشاء مطار دولى على طراز عالمى فى إيلات ليخدم المدينة الساحلية وتنشيط السياحة بها، لتكون مدينة سياحية نموذجية على غرار مدينة "شرم الشيخ".

وكشفت «جلوباس» عن أن وزير المواصلات الإسرائيلى يسرائيل كاتس قام مؤخرا بعدة زيارات سريعة للصين، لبدء تنفيذ المشروع فى أسرع وقت بتكلفة منخفضة لتوفير جزء كبير من تكلفة التمويل لبناء الموانى الجديدة فى إيلات وحيفا وأشدود وتل أبيب وفق خطة نتانياهو الإستراتيجية للربط بين الموانئ الإسرائيلية وإنشاء الجسر البرى الذى سيعد الطريق التجارى البديل لقناة السويس، مضيفة أن المشروع سيجعل لإسرائيل رصيدا إستراتيجيا عند الصين القوة العظمى الصاعدة عند إتمامها لهذا المشروع الضخم.

وقالت جلوباس، إن إسرائيل لا تزال كالمعتاد تشكل تهديدا لمصر، وإن هذه المشروعات الإستراتيجية الجديدة قد توتر العلاقات بصورة أكبر، وأن القاهرة قد تلجأ لعمل أى شىء لإيذاء المشروع، دون الانجرار إلى صراع عسكرى مفتوح مع إسرائيل، وذلك من خلال دعم الحكومة المصرية لتنظيم القاعدة فى سيناء، لشن عمليات مسلحة على طول الطريق التجارى الذى سيصل إلى نحو 200 ميلا على طول السواحل الشرقية لشبه جزيرة سيناء، وكذلك تنفيذ أعمال مسلحة ضد خط السكك الحديدية شمال إيلات.

وكشفت جلوباس، عن أنه قبل شهر واحد طلب الدكتور يعقوب شينين مدير إدارة النقل بوزارة المواصلات الإسرائيلية من كبار الخبراء الانتهاء من المشروع فى أسرع وقت، مشيرا إلى أن الفوائد الاقتصادية للمشروع ستساهم بصورة مذهلة فى نمو الاقتصاد الإسرائيلى، لافتا إلى أن إيلات تتلقى اليوم حوالى مليونى سائح سنويا، وأنه بعد الانتهاء من مشروع السكك الحديدية والمطار الدولى قد يصل عدد السائحين إلى الملايين.

وفي ديسمبر 2017 نشر موقع «إيلاف» السعودي تقريرا بعنوان «مشروع إسرائيلي جديد بديل لقناة السويس عبر "قطار الحجاز"، قالت فيه أن وزير الاستخبارات والمواصلات الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، اقترح إعادة إحياء مشروع قطار الحجاز الذي يربط بين ميناء حيفا في شمالي الأراضي المحتلة ودول الخليج مرورًا بالأردن والسعودية.

وشرح الوزير الإسرائيلي في حوار مع موقع "إيلاف"، طريقة تنفيذ المشروع، قائلًا إنه حتى يكتمل سيكون على إسرائيل إكمال خطوط السكك الحديدية من حيفا إلى معبر الحدود البري بين إسرائيل والأردن، في حين سيكون على الأردنيين إكمال الخطوط من منطقة إربد والمفرق إلى الحدود مع السعودية ليلتقي بخطوط المملكة مما يربط الخليج العربي بميناء حيفا، مشيرا إلى  أن المشروع جاهز ويمكن تفعيله "قريبًا جدًا خلال سنة أو سنتين"، متابعًا أنه تم عرضه على "الخليجيين".

وأوضح الوزير الإسرائيلي أن ذلك سيسهل تكلفة وصول البضائع القادمة من أوروبا إلى الخليج، مشيرا إلى أن "نحو 25% من التجارة التركية تمر عبر ميناء حيفا إلى دول الخليج مرورا بالأردن".

 

 

وفي شهر يناير 2018 ذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية أن إسرائيل تخطط لإنشاء خط سكة حديد يربط إسرائيل، بعدة دول عربية.

وقالت الصحيفة الإسرائيلية في تقرير لها، أن هذه السكة الحديدية ستربط إسرائيل بالأردن، ومنها إلى العراق والسعودية.

وأشارت الصحيفة إلى أن بندًا، يتضمن تخصيص مبلغ 15 مليون شيكل، «4.5 مليون دولار»، لوضع المخطط الهندسي للمشروع، وافق عليه الكنيست، عند إقرار موازنة عام 2019.

وأضافت الصحيفة أن المشروع يمكن أن يمتد إلى العراق والسعودية، في حال التوصل إلى اتفاقية سلام معهما.

وسيبدأ خط سكة الحديد الجديد، من مدينة بيسان، شمالي فلسطين المحتلة، باتجاه معبر الشيخ حسين، الحدودي مع الأردن، بطول 15 كيلومترًا.