أول تعليق من البابا تواضروس على رحيل الأنبا إبيفانيوس أسقف دير أبو مقار
أعرب قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، عن حزنه على رحيل الأنبا ابيفانيوس أسقف دير أبو مقار الذي توفي بشكل غامض فجر الأحد.
وقال البابا تواضروس، في عظة الجنازة التي بدا فيها حزينًا باكيًا: "أمام هذا المصاب الجلل لا يهتز إيماننا بالله ضابط الكل، هو الذي يضبط الحياة، وهذا المصاب هزني أنا شخصيًا، الأنبا إبيفانيوس نموذج مشرق، فقد كان كوكبًا مضيئا، وهو أول أسقف يقام في عهدي".
وأضاف البابا: "كنت استرشد به كثيرا في قراراتي فقد كان غزير المعرفة ولم تكن معرفته سطحيا في كل دراساته وحياته والمخطوطات التي يحققها كان عميق المعرفة وكنت أكلفه بحضور المؤتمرات ليمثل الكنيسة فقد كلفته بـ20 مؤتمرا فى 5 سنوات ليمثل فيها وجه الكنيسة القبطية ويمثل مصر واستضاءت بمعرفته الأرض".
ووصف البابا تواضروس الانبا ابيفانيوس بغزير المعرفة مضيفًا: "نقيم حلقات دراسية للرهبان والراهبات ويتعلم الآباء الكثير منه ويرشدهم ويجيب على الأسئلة وجعل المعرفة في متناول كل الناس، فالأسقفية ليست جاها ولا منصبا ولا ملابس بل قامة دراسية ومعرفية".
واستكمل البابا: "فقد كان نموذجا وقامة واحتل هذه المكانة وكان يشرف الكنيسة القبطية أمام كنائس العالم"، متابعًا: "أنتج كتبًا كثيرة وطبعها الدير في مجالات معرفية مختلفة، زرت هذا الدير بعد تعيينه وقضيت يومًا في رحاب الآباء الأحباء ونفتخر بهذا الدير".
واستطرد البابا: "قلما نجد هذا النوع من الآباء الأساقفة، وكان يتمتع بالبساطة في ملبسه ومسكنه وطعامه فقد كان بسيط الحياة جدا وكان يفضل الجلوس في الصفوف الأخيرة".
ونعى البابا الأنبا ابيفانيوس، قائلا: "خسرناك فعلًا ولكن اسمك الذي مستمد من النور سيظل نورًا في المجمع المقدس واسمك سيظل خالدًا وطوبى لهذا الدير الذي أنجب هذه الشخصية المباركة الدير الذي انجب قديسيين وأساقفة".
وقال للحاضرين في الجنازة: "أشهد أمام الله وأمامكم أن هذا النموذج رفيع في الحياة الروحية، وقد كان طبيبًا متميزًا وهادئًا ودخل إلى الدير في عمر الثلاثين وتتلمذ على يد الآباء وصار محبوبًا بينهم".
وتابع البابا تواضروس: "لم تدم أسقفيته إلا خمس سنوات لكنه قدم الكثير، فإن لم نتعزى ونتعلم من هذا الإنسان الملائكي الذي أهدته لنا السماء فسوف نخسر كثيرًا".
ووجه البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، عدة نصائح إلى رهبان دير الأنبا مقار العامر قائلًا: "أرجو لآباء الدير السلام فى قلوبهم فأنتم رهبان تنتمون لهذا الدير العريق وشيوخه فأنتم تلاميذ القديس مكاريوس الكبير، لا تنتموا لأى أحد آخر.
وأضاف: وعندما دخلتم الدير وصار بينكم شيوخ الجميع ينتمى لأب الرهبنة الكبير فاحفظوا سلامكم ورهبنتكم وأخرجوا منكم أى انحراف بعيد عن هذه الرهبنة التى هى أمانة فى حياة كل منا.
واستطرد: فلتحفظوا السلام والهدوء والمحبة بينكم وتطردوا على كل ضعف، مؤكدًا: ونحن نتنظر نتائج التحقيقات ولم نصل إلى شيء، متابعا: "الرهبان ليس من حقهم الظهور الإعلامى بأى صورة من الصور، فقد انقطعتم عن العالم من أجل أبديتكم وخلاصكم ليحفظكم إله السلام ويحفظ الدير".
واختتم البابا تواضروس: "رغم مرارة الألم ولكننا نرفع أيدينا للسماء التي فيها راحتنا محذرًا الآباء الرهبان من الظهور الإعلامي بأي صورة من الصورة"، قائلًا: "لقد انقطعتم عن العالم فلا تعودوا بأي صورة من الصور".