هذا ما يفعله الحرمان من النوم بالجسم لمدة ليلة واحدة!
وجد باحثون من جامعات أكسفورد وكامبريدج وهارفارد
ومانشستر وساري أن الناس باتوا ينامون ساعتين أقل، مما كانوا عليه في الستينات، وهو
ما يؤدي إلى تدهو الصحة العامة للبشر.
يقول البروفيسور راسل فوستر، الأستاذ بجامعة أكسفورد،
الذي عمل في الدراسة. "ما نفعله كبشر، أمر فريد من نوعه، حيث يمكن أن يؤدي
العمل على المدى الطويل على مدار الساعة إلى مشاكل صحية خطيرة، تشمل زيادة خطر
الإصابة بالسرطان وأمراض القلب والسكري من النوع الثاني والسمنة.
يضيف فوستر: إن كل جانب من جوانب الحياة العصرية يسرق
نومنا، باتت حياتنا أكثر صخبًا من أي وقت مضى، حيث يعيش المزيد من الناس في المدن
حيث لا يكونوا متناغمين مع الدورات ذات الإضاءة الفاتحة، فنحن نشاهد برامج التلفزيون،
وشاشات الهواتف الذكية، وأصبح تلقى رسالة عمل بعد التاسعة مساءًا أمر طبيعي.
يوضح: إن الضوء الاصطناعي له تأثير كبير على جسمنا، حيث
يعمل على تنظيم عملية تجديد الخلايا، وتجديد إنتاج الهرمون وتنظيم مستويات
الجلوكوز والأنسولين، وهو ما من شأنه أن يتكيف مع ضوء النهار والظلام.
للبقاء بصحة جيدة، لا يزال يتعين علينا النوم مثل أسلافنا
من خلال الذهاب إلى الفراش عند غروب الشمس والاستيقاظ عند شروق الشمس!!
يقول الدكتور نيل ستانلي مستشار النوم بصحيفة ديلي
تليجراف: "إذا حرمنا أنفسنا بالكامل من النوم، فلن نعيش أطول مما لو حرمنا
أنفسنا من الماء، ونموت أسرع خمس مرات مما لو توقفنا عن الأكل!!"، وهو ما
يعني أن النوم أهم من الطعام والشراب.
يقول الدكتور ستانلي: "إن حاجة الإنسان للنوم 8
ساعات أسطورة، بل هو أمر وراثي فهناك أشخاص يحتاجون إلى أربع ساعات في الليلة
وآخرون يحتاجون إلى 11. لا يمكنك تدريب نفسك على الحاجة إلى نوم أقل من ذلك، وإذا
كنت في كثير من الأحيان تنام أقل من الساعات المطلوبة، فسوف تضر نفسك.
ولمعرفة احتياجاتك الفعلية من النوم، كل ما عليك أن تحدد
إذا ما كنت تشعر بالنعاس خلال النهار أم لا.
وتؤدي قلة النوم في الليل إلى زيادة في مستويات هرمون
جريلين، الذي يشير إلى الجوع دون شبع.
وعلى المدى الطويل، فقدان ساعة من عدد ساعات نومك
المطلوب، يزيد من خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان، والسكري، ومرض الزهايمر،
والسمنة، والانخفاض المعرفي، والاكتئاب وأمراض القلب". وجدت دراسة من كلية
الطب بجامعة هارفارد أن الأشخاص الذين ينامون أقل من خمس سنوات ساعات في الليل
لمدة خمس سنوات متتالية لديها مخاطر أكبر بنسبة 300 في المئة من تصلب الشرايين.
كما أن الدماغ هو العضو الأكثر تأثراً بسوء النوم، حيث أظهر علم الأعصاب في السنوات العشر الأخيرة أن نقص النوم يمكن أن يغير من عمر دماغك، فأثناء النوم، تتسع المسافة بين خلايا المخ بنسبة 60٪ أكثر من الوقت الذي تستيقظ فيه"، و هذا يسمح للدماغ لطرد السموم التي توجد مع السائل الشوكي الدماغي.