قنا.. غياب «القلاع الصناعية» وراء هجرة شباب المحافظة لـ«الخليج»
يبدو أن «سيناريو» الأزمات بمحافظات وقرى الصعيد وبشكل خاص في قنا، لم ينتهِ بعد، فبالرغم من التصريحات التي يطلقها المسئولون بين حين وآخر حول الـ«العقلية الجديدة» في التعامل مع أزمات هذه المحافظة، وأنها تستند إلى الاهتمام والتطوير بالمناطق الجنوبية التي ظلت لفترة طويلة «مهمشة»، إلاّ أن هناك بعض المشكلات التي تشكل صداعًا مزمنًا لم يتم حلها حتى الآن، وتقف عائقًا أمام المحافظ اللواء عبد الحميد الهجان، والتى قد تهدد برحيله.
ويشتكي أهالي المحافظة من تردي مستوى الخدمات الصحية، التي قد تضطرهم أحيانًا إلى السفر إلى خارج المحافظة للبحث عن مستوى رعاية أفضل، رغم الفقر الذي يعانيه أصحابها، بالإضافة إلى أنه حتى الآن مازال بعض الأهالي لا يستطيعون «سد» احتياجاتهم من المياه التى لم تصل إلى كل المناطق والقرى في المحافظة.
من ناحيته، قال النائب البرلماني عن محافظة قنا جمال عبد العال، إن هناك عددا من الأزمات التي تشهدها المحافظة، والتي تعد تحديًا كبيرًا أمام النواب.
وأوضح «عبد العال» في تصريح خاص لـ«النبأ»، أن المحافظة تعاني من مشكلة حياتية مهمة ترتبط بالناحية الصحية، لم يتم حلها منذ سنوات يتعلق بتوقف بعض المستشفيات، إذ إن الحكومة اتخذت قرارًا في توقيت واحد بإعادة تجديد «3» مستشفيات يخدمون نصف المحافظة وهى مستشفى أبوتشت، ونجع حمادى، ودشنا، وحتى الآن لم يتم الانتهاء منها، مشيرًا إلى أن هذه الأزمة تعد تحديًا كبيرًا للنواب الثلاثة فى الدوائر والذين يحاولون بالتواصل مع زارتي الصحة والتخطيط وضع الاعتمادات اللازمة المالية لهم؛ لأن المواطنين يعانون بشكل شديد من الناحية الصحية.
وواصل: هناك أزمة تتعلق بعدم وصول المياه، لبعض الأهالي في مركز أبوتشت، على الرغم من التكاليف المادية التي «تكبدتها» موازنة الدولة، وإنشاء محطة «النجمة والعمران»؛ لحل المشاكل إلا أن المحطة تحتاج لرفع الكفاءة، متابعا: «قاربنا على 3 سنوات في محاولة ضخ الاعتمادات المالية وحتى الآن لم يحدث شيء».
وأضاف: من أهم المشاكل التي تواجه المحافظة بصفة عامة أيضًا عدم وجود مشروعات أو قلاع صناعية تشبه وجود مصنع الألومنيوم، لاستيعاب عدد كبير من فرص العمل، والقضاء على البطالة الموجودة فى الصعيد، التى تتسبب فى الهجرة الكثيفة من شباب الصعيد إلى دول الخليج، مشيرا إلى أن المحافظة تضم مساحات من الصحراء من الممكن استغلالها لعمل مصانع.
وتابع: كما نعاني من العجز الشديد في الأطباء بالمستشفيات وكذلك المدرسين، قائلًا: هناك مراكز بها أكثر من المطلوب والبعض الآخر به عجز غير طبيعي.
وأرجع نائب قنا هذه الأزمات إلى ضعف الإمكانيات المادية والظروف الاقتصادية التي تواجه البلاد وتؤثر على جودة الخدمات المقدمة للمواطنين، بالإضافة إلى سوء الإدارة والتخطيط، متابعًا: «لما نهد مستشفى ونبنيه فى وقت واحد ده خطأ كبير كان من الممكن نعمله بالتوازى مستشفى ورا آخر عشان على الأقل يكون فى خدمة معقولة».
وقال النائب البرلماني عن مركز نقادة صبري يوسف، على الرغم من القرارات التى تم اتخاذها لصالح المحافظة تحت قبة البرلمان، إلا أن المحافظة تواجه أزمات تتمثل في عدم وجود مرافق الصرف الصحي، على الرغم من أنه تم تخصيص قرض من صندوق النقد الدولي بشأنه، بالإضافة إلى مستشفى نقادة والذي يحتاج إلى الإحلال والتجديد.
وأضاف «يوسف» في تصريح خاص لـ«النبأ» أنه تم إدخال الصرف الصحي إلى منطقتين وجارٍ توصيله إلى ثلاث قرى، كما طالب برفع قيمة النولون "المشال" لنقل المحصول على أن يصل لـ10 جنيهات للطن بدلًا من ثلاثة جنيهات ونصف.
وأشار إلى أن أزمة عجز الأطباء بالمستشفيات، جاءت بسبب رفع حافز المناطق النائية عن قنا، ومن ثم أصبحت هناك لا توجد أي مميزات تجعل الأطباء وكذلك المدرسين يصرون على التواجد في هذه المحافظة النائية.