الأوروبيون قلقون من انسحاب أمريكا المحتمل من معاهدة الأسلحة النووية
أعرب العديد من وزراء الخارجية الأوروبيين عن قلقهم اليوم الجمعة بشأن انسحاب الولايات المتحدة المحتمل من معاهدة القوى النووية المتوسطة المدى التي ترجع لعقود مع روسيا.
وتحظر معاهدة القوى النووية المتوسطة المدى التي وقعتها واشنطن وموسكو عام 1987 الصواريخ النووية التي يتراوح مداها بين 500 و5500 كيلومتر.
وأرست المعاهدة أساس الهيكل الأمني الأوروبي.
ورغم ذلك، تتهم الولايات المتحدة، روسيا بخرق المعاهدة، بتطويرها صواريخ "9 إم 729".
كانت إدارة ترامب حذرت في ديسمبر من أنها ستنسحب من المعاهدة الثنائية مع روسيا إذا لم تمتثل في غضون 60 يوما، وحددت الثاني من فبراير (السبت) موعدا نهائيا لذلك.
ومن المقرر صدور إعلان أمريكي بالفعل اليوم، وتنفي روسيا الاتهامات.
وقال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، في بوخارست، حيث يحضر محادثات مع نظرائه بالاتحاد الأوروبي: "بدون معاهدة القوى النوية المتوسطة المدى سيكون هناك أمن أقل".
وأشار إلى أن الخروقات الروسية ألغت المعاهدة.
وحث وزير الخارجية المجري بيتر زيجارتو الجانبين على التعاون، مشيرا إلى أن بلاده تعلمت درسا واضحا من التاريخ مفاده: "عندما يكون هناك صراع بين الشرق والغرب، دائما ما يخسر الواقعون بوسط أوروبا".
وقال نظيره البلجيكي ديدييه رايندرز إن الانسحاب من المعاهدة ليس النهج الصحيح.
وأضاف: "ليس بالخروج من إطار العمل المتعدد الأطراف سيتمكن المرء من النجاح في أن يتمتع بقدرة أكبر على الضغط أو الكفاءة في النضال من أجل حظر انتشار الأسلحة النووية".
ويخشى الكثيرون في أوروبا من أن انسحاب أمريكا سوف يؤدي إلى نقاش بشأن إعادة التسلح النووي، غير أن ماس حذر من مثل هذه الأحاديث.
وأضاف: "لم تعد أوروبا مقسمة مثلما كانت خلال فترة الستار الحديدي، وهذا السبب وراء عدم ملاءمة كل الإجابات من هذه الفترة للتصدي للتحديات التي نواجهها الآن".