«ورطة البابا».. فاطمة ناعوت تُشعل حرب «الميليشيات الإلكترونية» ضد تواضروس
«الكاتبة»: خلية منشقة قادت حملات الهجوم علىّ لاغتيالى «معنويًا»
«بشرى»: البابا قلّص برنامج اللقاء وحذف بعض الفقرات منه ووعد بعدم تكراره
«صبحى»: ما تفعله «ناعوت» الهدف منه «الشو الإعلامي» والتسلق على أكتاف الكنيسة
تثير الكاتبة والشاعرة فاطمة ناعوت صدامات دائمًا؛ بسبب وجهات نظرها وكتاباتها فى القضايا السياسية والدينية لاسيما فى ما يتعلق بالشأن القبطي.
هذا الأمر تسبب فى موجة من الهجوم عليها بعد استقبال البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، لـ«صالون فاطمة ناعوت الثقافي»، واتهمت السوشيال ميديا الكاتبة الشهيرة بالمتاجرة بالقضايا الخاصة بالشأن القبطى.
وأعلنت العديد من الصفحات القبطية على مواقع التواصل الاجتماعي رفضها استضافة البابا الصالون الثقافي، واتهام «ناعوت» بمحاولة التكسب من وراء قضايا الأقباط، فتحت عنوان: «لا يا سيدي قداسة البابا» قالت صفحة بعنوان «عضمة زرقا»، إحدى الصفحات القبطية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، إنّ «الكرسي المرقسي له كرامة لا يضاهيها كرامة أي منصب عالمي، وأن الجالس على السدة المرقسية هو خليفة الكاروز مارمرقس، ولا يقبل أن يتم عقد صالون فاطمة ناعوت في بيت مارمرقس، في المقر البابوي، في القلاية البطريركية، بجوار أجساد العظماء في الآباء مرقس وأثناسيوس».
وكتبت الصفحة: «مَنْ يا سيدي هي فاطمة ناعوت؟ شاعرة وأديبة وصحفية.. وماذا أيضا! وما معنى صالونها وما أهميته لينعقد في المقر البابوي! ما معنى أن يغني سمير الإسكندراني في المقر البابوي.. أو في حضور قداسة البابا وحتى إن غنى للوطن.. لكل مقام مقال.. المقر ليس مسرحا ولا مكانا للغناء.. وعازفين الآلات الموسيقية ليس مقامنا ولا تلك تقاليد الجالس على الكرسي».
ولم تكن هذه هى الشرارة الأولى التى أشعلت ثورة الغضب ضد «البابا»، ولكن عندما أعلنت الكاتبة الصحفية عن تنظيم صالون ثقافى فى أحد الفنادق بالقاهرة يحضره البابا تواضروس، شنّ الأقباط حملات ضد البابا، مطالبينه بالاعتذار عن عدم حضوره، ولكن «تواضروس» تغلّب على هذا الأمر، بعقده بالكاتدرائية بالعباسية.
لم تقف الكاتبة فاطمة ناعوت مكتوفة الأيدى أمام مثل هذه الدعوات، ووصفتها بأنه حملة ممنهجة ضدها، ودخلت فى ردود عن طريق التعليق على ما يكتبه النشطاء الأقباط عبر صفحتها، وأعلنت أنها غاضبة أنها دافعت عن الأقباط فى مصر وأنها لن تدافع عنهم مرة أخرى.
ويبدو أن الكاتبة الصحفية تداركت خطأها وكتبت عبر صفحتها الشخصية على «فيس بوك»، تؤكد فيها اعتذارها لمهاجمة الأقباط، مؤكدة أنها عرفت من القيادات العليا في الكنيسة الوطنية، أن الأشخاص الذين شنوا ضدها حملات شرسة وممنهجة بهدف اغتيالها معنويًّا وأدبيا، هم خلية منشقة متطرفة يقودها شخص يعيش في أمريكا وتعمل منذ سنوات ضد الرئيس عبد الفتاح السيسي وضد الدولة المصرية وضد الباباوات وضد استقرار الكنيسة المصرية الوطنية.
وأضافت: «بعد نجاح الصالون والإشادة به من كل أنحاء الدنيا، أطلقت تلك الخلية كتائبَها الإلكترونية لسبّ قداسة البابا تواضروس باستخدام معجم شديد البذاءة لم أتحمله، وإطلاق الشائعات حول اسمي، والتشكيك في تاريخي المعروف للجميع والثابت في كتبي ومقالاتي ونضالي الميداني والإعلامي، منذ قرابة العشرين عامًا»، متابعة: «تلك الخلية لها مصالح محددة في زعزعة صورة الرمز الروحي للأقباط، وتعمل على ضرب الكنيسة المصرية الوطنية، وتُجنّد من أجل هذا بعض الأقباط في مصر من الذين لهم مطالب غير مشروعة لا تحققها لهم الكنيسة المصرية».
من ناحيته، قال القس بولس حليم، المتحدث الرسمي باسم الكنيسة القبطية الإرثوذكسية: «ليس عندي علم بمن هم هؤلاء القيادات الذين تحدثت عنهم الكاتبة، والكنيسة ليست طرفا في اَية نزاعات في هذا الموضوع».
وقال الكاتب السياسي جرجس بشرى، إن «ناعوت» عليها كثير من علامات الاستفهام واللغط خاصة فيما يتعلق بآرائها المثيرة للفتنة مثل زواج مسلمة من مسيحي، كما أنها حاولت من قبل زواج فتاة مكرسة مسيحية بالإسكندرية لشاب مسلم، على حد قوله.
وقال بشرى: «البابا بحكمته اعتذر عن الذهاب للصالون بالفندق، وقابلها في الكاتدرائية وأكرمها وأكرم من معها كعادته بلقاء الجميع، ولكنه وعد بعدم تكرار الصالون مرة أخرى في الكاتدرائية»، كاشفا عن أن البابا تواضروس قلّص برنامج اللقاء وحذف بعض الفقرات منه، لافتا إلى أن البابا حل الأمر بحكمة واستجاب لجماهير الأقباط الغاضبين منها أيضا بعدم التكرار للصالون».
وأكد «بشرى» أن ناعوت بعد الخسارة المذرية والإنهيار الذي لحقها وبعد أن فقدت تعاطف الأقباط معها وقبلهم المسلمين تحاول إحداث فتنة بين الكنيسة والبابا والشعب وكتبت مقالا صكت فيه مصطلحا خطيرا على لسان قيادات عليا في الكنيسة القبطية حيث قالت إنها علمت من قيادات عليا في الكنيسة لم تذكر اسمها أن من يقودون الحملة ضدها «خلية منشقة متطرفة ضد البابا والكنيسة والدولة والرئيس السيسي ويقودها شخص من الخارج».
وقال «بشرى» إن المفاجأة الكبرى أن «ناعوت» نفسها اعترفت أنها تقاضت ٢٠٠٠ دولار من منظمة «كوبتس سولدريتي» عندما دُعيت لمناقشة أوضاع الأقباط في مصر في المؤتمر ورفضت وصف الأقباط هناك بالأقلية، مع أنه يوجد فيديو لها قبل ثورة ٣٠ يونيو تصف فيه فاطمة ناعوت الأقباط بالأقلية، وكان أصلا لا يجب على ناعوت أن تذهب لمناقشة قضية وطنية بحتة على أرضية خارجية، ولكنها الآن تحاول وصف كل من انتقدوها من المصريين ومن الشخصيات الوطنية الإسلامية والمسيحية المحبة للوطن والكنيسة والبابا وعلى لسان قيادات كنسية عليا بأنهم خلية منشقة متطرفة، لكي تجمل صورتها وتحصل على أكبر قدر من المكاسب.
واستكمل: «فاطمة ترى نفسها أنها فوق الجميع ولا تقبل النقد وبارعة في صناعة المظلومية وقلب الحقائق لصالحها، وما زالت ترتكب أخطاء فكرية جسيمة ضد شعبنا ووطننا تحت ستار الليبرالية وحرية الرأي والتعبير».
بدوره قال نادر صبحى، مؤسس ما يعرف بحركة «شباب كريستيان للأقباط الأرثوذكس»، أنه وجّه رسالة للبابا تواضروس، فى ذلك التوقيت برفضه ما يسمى بعقد صالون فاطمة ناعوت داخل المقر البابوى، مشيرا إلى أن ما تفعله «ناعوت» هو محاولة لـ«الشو الإعلامي» وحب التسلق والتملق على أكتاف الكنيسة والأقباط.