رئيس التحرير
خالد مهران

أمريكا تحشد .. سيناريو توجيه ضربة عسكرية لطهران للرد على هجمات «أرامكو»

النبأ

لا زال الهجوم الذي تعرضت له المنشآت النفطية التابعة لشركة أرامكو السعودية، يثير عاصفة من الجدل، وصل إلى حد التهديد باستخدام القوة العسكرية للرد على هذا الهجوم.

حيث تبحث كل من السعودية والولايات المتحدة الأمريكية ما أسمته الرد المناسب على الهجوم، وأشارت هذه الدول بأصابع الاتهام إلى إيران.

إيران تنفي وتحذر وتهدد

ما زالت ردود الفعل الإيرانية تتواصل حول اتهام الجهورية الإسلامية بالتوريط في الهجوم على المنشآت النفطية التابعة لشركة أرامكو السعودية.

فقد  نفى وزير الدفاع الإيراني العميد أمير حاتمي، أي دور لطهران في الهجوم على المنشآت النفطية التابعة لشركة أرامكو السعودية.

ونقل التلفزيون الإيراني عن حاتمي قوله على هامش اجتماع الحكومة، اليوم الأربعاء: "السعودية والكيان الصهيوني رغبا منذ البداية في جر الولايات المتحدة إلى صراع في المنطقة"، نافيا علاقة بلاده بالهجمات على منشآت "أرامكو".

وقال حاتمي إن "القضية واضحة للغاية، كان هناك صراع بين البلدين (اليمن والسعودية)"، إيران لا دخل لها في الموضوع.

وأضاف: "إن تم الاعتداء علينا فإن ردنا سيكون حاسما، مثلما أسقطنا الطائرة الأمريكية".

 

أما الرئيس الإيراني حسن روحاني فقد وصف، في وقت سابق اليوم، الهجوم على منشآت النفط السعودية بأنه "إنذار".

ونقلت وكالات أنباء إيرانية عن روحاني القول: "اليمنيون هاجموا منشأتي النفط السعوديتين على سبيل الإنذار".

وتابع الرئيس الإيراني، خلال اجتماع الحكومة: "اليمنيون لم يبدأوا الحرب في المنطقة، بدأتها السعودية والإمارات والولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية".

وأضاف: "اليمنيون لم يقصفوا مدرسة أو مستشفى في السعودية، وإنما قصفوا مقرا صناعيا كي يحذروا العدوان السعودي كإنذار، بعد هجمات على مستشفيات ومدارس وأسواق باليمن".

كما ألقى روحاني باللائمة على واشنطن والتحالف العسكري الذي تقوده السعودية في بدء صراع في المنطقة، مشيرا إلى أن طهران لا تريد صراعا في المنطقة.

وتابع: "لا نريد الصراع في المنطقة ... من الذي بدأ الصراع؟ ليس اليمنيون. لقد كانت السعودية والإمارات وأمريكا وبعض الدول الأوروبية والنظام الصهيوني هي التي بدأت الحرب في هذه المنطقة".

 

كما أكد أمين مجلس الأمن القومي الإيراني، علي شمخاني، أن سياسية طهران الإستراتيجية هي خفض التوترات في المنطقة، لكنها في الوقت ذاته جاهزة برد كبير على أي اعتداء عليها أو على مصالحها، مشددا إلى أن دفاع الشعب اليمني عن نفسه حق مشروع.

ونقلت صحيفة "اعتماد" الإيرانية عن شمخاني قوله إن "الإستراتيجية السياسية لإيران هي خفض التوترات في المنطقة، وتجنب أي تصادم مع أي جهة وحل مشاكل المنطقة عن طريق الحوار، لكن في الوقت نفسه إيران جاهزة للرد بشكل كبير جدا لدرجة كسر ظهر المعتدي إذا ما تم الاعتداء على  عليها أو على مصالحها".

وأضاف شمخاني "الأزمة في اليمن ليس لها حل عسكري ويمكن حل هذه الأزمة فقط عن طريق الحوار اليمني اليمني ودون تدخل أي طرف ثالث".

وأكد أن "دفاع الشعب اليمني عن نفسه من جميع الجهات أمام العدوان الخارجي الذي لا يرحم على هذا البلد  حق مشروع وقانوني ورد طبيعي على المعتدين".

 

وقال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، إن الإدارة الأمريكية لن تحقق شيئا من استمرارها في سياسية ممارسة أقصى الضغوط وتوجيه الاتهامات إلى إيران.

وأكد ظريف أن واشنطن لن تحقق أي مكاسب من استمرارها في ممارسة سياسية الضغط وتوجيه الاتهامات إلى إيران.

جاء ذلك، على هامش اجتماع حكومي، اليوم الأربعاء، قال فيه: "لن تحقق الإدارة الأمريكية شيئا من استمرارها في سياسة ممارسة أقصى الضغوط وتوجيه الاتهامات لإيران"، حسب ما نقل التلفزيون الإيراني.

وأضاف ظريف: "الولايات المتحدة بدلا من أن تقوم بتسليط الضوء على المجازر، التي تقع في اليمن فإنها تقوم بتضخيم ردة فعل اليمنيين".

السيناريو العسكري

في الاتجاه الأخر هناك تحركات من جانب الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاءها في المنطقة الذين يلمحون إلى مسئولية إيران عن هذا الهجوم، من اجل الرد على هذا الهجوم.  

 

فقد تلقى ولي العهد السعودي، وزير الدفاع، الأمير محمد بن سلمان اتصالا هاتفيا، من رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون أكد فيه على أهمية الرد الجماعي على هجوم أرامكو.

وأدان جونسون الهجوم على منشأتي أرامكو، وأكد وقوف بلاده إلى جانب السعودية، وحرص بريطانيا على أمن المملكة، بحسب وكالة الأنباء السعودية "واس".

وعلق ولي العهد السعودي، قائلا: " الهجوم التخريبي تصعيد خطير ليس تجاه السعودية فحسب وإنما العالم بأسره"، وفقا لصحيفة "عكاظ" السعودية.

وقال المتحدث باسم جونسون، إن الزعيمين اتفقا أيضا على ضرورة خفض التصعيد في المنطقة، وعبرا عن التزامهما بنهج مشترك تجاه إيران، التي يتهمها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالمسؤولية عن هذا الهجوم، وذلك حسب وكالة "رويترز".

كما أعلنت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن وزير الخارجية مايك بومبيو سيتوجه إلى منطقة الخليج، اليوم الأربعاء، لبحث سبل الرد على هجوم استهدف منشآت نفطية سعودية، وذلك على الرغم من استبعاد الزعيم الأعلى الإيراني علي خامنئي أية محادثات مباشرة مع الولايات المتحدة.

وذكرت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية - في موقعها الإلكتروني - أن جولة بومبيو التي أُعلن عنها في اللحظات الأخيرة وتشمل المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، تؤكد خطورة تطور التوترات مع إيران إلى صراع عسكري.

وقال ترامب إن إيران ربما تكون مسئولة عن الهجوم، لكنه "يود تجنب" الحرب، بينما وجه بومبيو اللوم بشكل مباشر أكثر إلى طهران.

وأضافت الصحيفة الأمريكية أن هجمات طائرات بدون طيار على منشأتي نفط سعوديتين، التي تعتقد الولايات المتحدة بأنها انطلقت من إيران على الرغم من مزاعم جماعة الحوثي في اليمن بأنها هي من نفذت هذه الهجمات، بددت كل الآمال في أن يلتقى ترامب بنظيره الإيراني حسن روحاني في الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك الأسبوع المقبل.

وكانت الولايات المتحدة قد أرسلت خبراء الطب الشرعي إلى المملكة العربية السعودية للمساعدة في التحقيق لتحدد الموقع الذي انطلقت منه الهجمات، ويتوقع مسئولون أمريكيون إن السعودية قد تطلب من مجلس الأمن الدولي إدانة إيران إذا ثبتت أنها هي المسئولة عن هذه الهجمات.

ورأت الصحيفة الأمريكية أن زيارة بومبيو الخاطفة ستسمح له بمناقشة سبل الرد على تصرفات إيران في المنطقة.

وأعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أنه من المقرر أن يلتقي بومبيو لدى وصوله جدة اليوم مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان للتشاور حول التنسيق لمواجهة إيران .. وفي وقت لاحق، سيزور بومبيو الإمارات للقاء ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد.