الدكتور أحمد حجازي الأستاذ بـ«آداب دمياط»: المواجهة العسكرية كفيلة باقتلاع الإرهاب ووضع الجامعات ضعيف (حوار)
قال الدكتور أحمد حجازي، الأستاذ بكلية الآداب جامعة دمياط، إن الجامعات المصرية تتعامل مع ملف الطلاب الوافدين بصورة «جيدة»، مضيفًا أن على المسؤولين عن التعليم العالي الاهتمام بهذا الملف وتسهيل إجراءات التسجيل الإدارية في الجامعات المصرية لجذب المزيد من الطلاب الوافدين.
وأضاف «حجازي» في حوار لـ«النبأ» أن المواجهة العسكرية للإرهاب ستفضي إلى اقتلاعه من جذوره، مطالبًا بتكاتف المجتمع المصري خلف القوات المسلحة في مواجهة التطرف والإرهاب.
وأشار «حجازي» إلى أنه شارك في عدد من المبادرات التوعوية الرامية للارتقاء بالمجتمع المحلي في محافظة دمياط، موضحًا إلى أنه تعرض لحملة تشويه جائرة خلال الفترة الماضية لكن تلك الحملة باءت بالفشل، وإلى نص الحوار:
في البداية حدثنا عن مبادرات مكافحة الإدمان في دمياط بعد تكريمك من المجلس القومي لمكافحة الإدمان
بدأنا خلال الفترة الماضية في عدد من المبادرات الطيبة داخل محافظة دمياط، وهذه المبادرات هدفها الارتقاء بالمجتمع المحلي، ونشر ثقافة العمل الجماعي، ومن بين المبادرات التي أطلقناها «مبادرة مكافحة الإدمان»، والتي تتم برعاية مباشرة من مشرف عام الأنشطة بمحافظة دمياط، ويشارك فيها مجموعة من الشباب المتطوعين.
وما الذي شملته هذه المبادرة؟
بدأنا المبادرة بحملات توعية في داخل الجهاز الإداري للدولة، بالتزامن مع المبادرة الرئاسية للتحليل المفاجئ للكشف عن المخدرات، وذلك حفاظًا على السلامة المهنية للموظفين، كما أطلقنا حملات توعية للعاملين في «الورش»، والسائقين، بالإضافة لحملات أخرى داخل مراكز الشباب، ونتيجةً لهذه الجهود جرى تكريمي من المجلس القومي لمكافحة الإدمان لدوري في الترويج للأنشطة التي يقوم بها.
وماذا عن مبادرات التوعية بحقوق الإنسان؟
بدأنا أيضًا سلسلة من الحملات التوعوية بحقوق الإنسان في محافظة دمياط، وذلك بالتعاون مع المجلس القومي للمرأة والمجلس القومي للأمومة والطفولة، ومؤسسة اليونيسيف، وركزنا خلال تلك المبادرة على التوعية بحقوق الطفل، والتعريف بالآثار السلبية لختان الإناث وزواج القاصرات، وعمالة الأطفال، والعنف ضد المرأة، كما أطلقنا برنامجًا يحمل اسم «مودة» للحد من الطلاق بعد ارتفاع نسبه.
كيف يمكن الاستفادة من الجامعات وأعضاء هيئة التدريس في تنمية المجتمعات المحلية؟
من وجهة نظري، أرى أن أفضل طريقة هي الاستفادة من تلك الخبرات الأكاديمية في إعداد وتنظيم مؤتمرات، وندوات، ومحاضرات علمية، ودورات تدريبية حول خدمة المجتمع وتنمية البيئة.
كما يمكن الاستفادة منهم في دراسة مشكلات المجتمع وتقديم حلول لها، ووضع أفضل التصورات للارتقاء بالمجتمع.
من المحافظات للجامعات.. ما رأيك في وضع الجامعات المصرية في التصنيفات العالمية؟
ما زال وضع أغلب الجامعات المصرية، ضعيفًا جدًا ولابد من العمل على تحسين هذا الوضع.
كيف يمكن الارتقاء بالتصنيف الدولي للعلوم الاجتماعية داخل الجامعات المصرية؟
عن طريق نشر الأبحاث العلمية في مجلات دولية، والعمل على تطوير طرق ونوعيات التدريس للعلوم الاجتماعية في الجامعات المصرية.
ما تقييمك لتعامل الجامعات المصرية مع ملف الطلاب الوافدين؟
بالطبع تعامل الجامعات مع هذا الملف «جيد»، لكن ما زلنا بحاجة لتطوير آلية التعامل مع هذا الملف المهم خاصةً أن هناك بعض الجامعات تقبل الطلاب الليبيين فقط، بينما تقبل جامعات أخرى الوافدين الليبين والعراقيين وهكذا.
كيف يمكن زيادة أعداد الطلاب الوافدين بالجامعات المصرية؟
عن طريق تيسير الإجراءات الإدارية الخاصة بالتسجيل في الجامعات المصرية، والتعامل مع الوافدين بطريقة تشعرهم كأنهم في بلدهم، وأنا لي تجربة شخصية رائعة مع الطلاب الوافدين.
وما الطريقة الأفضل للتعامل مع الوافدين؟
ينبغي أن نتعامل مع هؤلاء الطلاب على أنهم ضيوف في بلدنا وفي جامعتنا، والنبي أوصى بإكرام الضيف، وهذا يعطي انطباعًا جيدًا عن مصر بشكل عام والجامعة بشكل خاص في الخارج.
وعندما يتكون عند هؤلاء الطلاب مثل هذا الانطباع، يعودون لبلدهم ويكونون سفراء لمصر هناك، وهذا يساهم في الترويج للتعليم العالي المصري في البلدان العربية، ويساعد على جذب الطلاب الوافدين لمصر.
بخبرتك البحثية في مجال التطرف.. هل تكفي المواجهة العسكرية في القضاء على الإرهاب؟
نعم المواجهة العسكرية للإرهاب كافية لاقتلاعه من جذوره، لكن ينبغي أن يصاحب الحملات العسكرية، حملات إعلامية لتوعية أفراد المجتمع بخطورة التطرف والإرهاب، وينبغي أن تتضافر الجهود المجتمعية بالكامل مع القوات المسلحة، وتدعمها في مواجهة الإرهاب.
كيف يمكن استغلال العلوم الإنسانية في مواجهة ظاهرة التطرف؟
عن طريق الاهتمام بالبحث العلمي الذي يتناول ظاهرتي التطرف والإرهاب.
الدكتور أحمد حجازي تعرض لمحاولات تشويه عدة.. ماذا تقول عنها؟
هناك محاولات شرسة للنيل من شخصي، وتشويهي لكن كل تلك المحاولات تفشل في نهاية المطاف، لأن الله يدافع عن الذين آمنوا، وفي النهاية الله حسبنا.