خبراء يرسمون للنبأ: سيناريوهات حل أزمة سد النهضة بعد محادثات واشنطن
سر حضور ترامب لحفل تدشين السد 2020
مصير الوساطة الأمريكية في حال فشل ترامب في الانتخابات الرئاسية
سر حضور وزير الخزانة الأمريكي للمباحثات بدلا من وزير
الخارجية
«القدر» و«السنوات السبع السمان» حلت مشكلة «ملئ السد»
«نور الدين»: اجتماعات واشنطن مكسب كبير لمصر وحضور
الرئيس الأمريكي حفل تدشين السد مشروط بنجاح الوساطة الأمريكية والتوصل لاتفاق
يرضى جميع الأطراف
«بخيت»: رهان مصر على الوساطة المنفردة خطر ومطلوب
الرجوع للبند العاشر من اتفاق المبادئ
«علام»: دخول الولايات المتحدة والبنك الدولي في
الوساطة حقق لمصر الكثير من المكاسب والجولة القادمة ستكشف سير المفاوضات
الأحداث والتطورات وردود الأفعال التي أعقبت مباحثات واشنطن بين مصر
والسودان وإثيوبيا بخصوص أزمة سد النهضة، طرحت الكثير من الأسئلة وعلامات
الاستفهام، حول السيناريوهات المتوقعة لحل الأزمة بعد اجتماعات واشنطن، التي انتهت
بالاتفاق على إجراء 4 جولات حتى 15 يناير القادم، وهو الموعد النهائي التي وضعته
الولايات المتحدة الأمريكية والبنك الدولي للتوصل لاتفاق بين الأطراف الثلاثة.
حضور ترامب
لحفل تدشين السد
قالت الإذاعة الإثيوبية «فانا»، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب
أبدى رغبته خلال اجتماع واشنطن حضور حفل قصّ الشريط الرمزي إيذانًا ببدء العمل على
سد النهضة على النيل الأزرق، وأفادت وسائل الإعلام الإثيوبية بأن الرئيس الأميركي دونالد
ترامب عبر عن رغبته في حضور تدشين سد النهضة عندما يكتمل.
كما قامت شركة ساليني الإيطالية، المسئولة عن تنفيذ السد الإثيوبي، بنشر
صور جديدة لسد النهضة الإثيوبي، داعيةً الرئيس الأميركي دونالد ترامب لقص شريط افتتاح
السد العام المقبل 2020.
وقالت الشركة في تغريدة لها عبر موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”: “ندعو
الرئيس ترامب لقص شريط افتتاح أكبر سد في القارة عند الانتهاء، سيكون السد الذي تم
بناؤه بواسطة شركة ساليني في إثيوبيا ذو قدرة توليد كهرباء عالية”.
موقف إثيوبيا ثابت
أبرزت وسائل إعلام إثيوبية كواليس اجتماعات سد النهضة التي احتضنتها واشنطن
برعاية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الأربعاء الماضي، مُعتبرة أنها ساهمت في إزالة
التشويش وعكست ما وصفته بـ"الموقف الإثيوبي الثابت من الاستخدام العادل لمياه
النيل".
نقلت إذاعة "فانا" الإثيوبية تصريحات نُسبت إلى وزير الخارجية
الإثيوبي جيدو أندرجاتشو، وصف فيها اجتماع واشنطن بأنه "مُفيد" وأزال التشويش
وعكس موقف إثيوبيا "البنّاء" تجاه سد النهضة المُخطط أن يكون أكبر سد في
أفريقيا لتوليد الطاقة الكهرومائية بمجرد الانتهاء منه.
وقال أندرجاتشو إن إثيوبيا استغلت اجتماع واشنطن لإظهار موقفها الثابت
من الاستخدام العادل لمياه النيل، مُشيرًا إلى أن بلاده عكست خلال الاجتماع حقها في
الاستخدام العادل لمياه النيل.
وأكّد أن إثيوبيا لا تهدف من بناء السد الإضرار بمصالح الدول المجاورة
وإنما "إمداد 70 مليونًا من مواطنيها بالكهرباء وخفض الفقر"، بحسب قوله.
وقال إن إثيوبيا تولي أهمية كبيرة للمناقشات الفنية مع دولتيّ مصر والسودان
حول السد، و"على ثقة من أن أي خلافات ستتم مُعالجتها من خلال مشاورات اللجنة الفنية".
وقالت صحيفة "ريبورت" الإثيوبية المُستقلة واسعة الانتشار،
إن إثيوبيا أبرزت "موقفها الثابت" وإصرارها على الانتهاء من السد دون الإضرار
بمصالح مصر المائية خلال اجتماع واشنطن.
وأبرزت الصحيفة توصيف ترامب للسد بأنه "واحد من أكبر السدود في العالم،
والذي لا يزال يجري بناؤه"، حسبما صرّح السفير الإثيوبي لدى الولايات المتحدة
فصوم أريجا.
اجتماعات ايجابية
ووصف وزير الخارجية المصري، سامح شكري، الخميس، نتائج الاجتماعات التي
عقدت في واشنطن بشأن سد النهضة الأثيوبي برعاية أميركية وبمشاركة رئيس البنك الدولي
بالإيجابية.
وأوضح شكري أن نتائج الاجتماعات من شأنها أن تضبط مسار المفاوضات وتضع
له جدولا زمنيا واضح ومحدد، حيث تقرر أن يتم عقد 4 اجتماعات عاجلة للدول الثلاث على
مستوى وزراء الموارد المائية.
وأضاف أن الاجتماعات ستكون بمشاركة ممثلي الولايات المتحدة والبنك الدولي،
وتنتهي بالتوصل إلى اتفاق حول ملء وتشغيل سد النهضة خلال شهرين بحلول 15 يناير
2020، على أن يتخلل هذه الاجتماعات لقاءين في واشنطن بدعوة من وزير الخزانة الأميركي،
ستيفن منوشين، لتقييم التقدم المحرز في هذه المفاوضات.
وأعرب شكري عن تقدير الرئيس، عبد الفتاح السيسي، العميق لرعاية الرئيس،
دونالد ترامب، لهذه المفاوضات واستقباله للوزراء الثلاثة والدور البناء والمحوري، الذي
يضطلع به الرئيس الأميركي، وبما يعكس عمق العلاقات الاستراتيجية التي تربط بين مصر
والولايات المتحدة، الأمر الذي من شأنه أن يسهم في التوصل لاتفاق حول ملء وتشغيل سد
النهضة وبما يعزز من تحقيق الاستقرار والتنمية في منطقة الشرق الأفريقي.
وثمن وزير الخارجية المصري الدور البناء لوزير الخزانة الأميركي والاهتمام
الذي أولاه لهذا الموضوع ورئاسته للاجتماع، الذي عقد مع وزراء الدول الثلاث.
وأكد شكري خلال الاجتماعات المكثفة، التي عقدت على أن مصر تسعى للتوصل
إلى اتفاق متوازن يمكن إثيوبيا من تحقيق الغرض من سد النهضة، وهو توليد الكهرباء، دون
المساس بمصالح مصر المائية وحقوقها، وأن مياه النيل هي مسألة وجودية بالنسبة لمصر.
رجل من طراز فريد
وأعلن الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، أنه أجرى اتصالا هاتفيا مع نظيره
الأمريكي، دونالد ترامب، بحثا خلاله قضية سد النهضة.
وقال السيسي، في تغريدتين نشرهما على حسابه الرسمي في موقع "تويتر":
"سعدت كثيرا بمكالمتي اليوم مع الرئيس ترامب، والتي تناولنا خلالها القضايا ذات
الاهتمام المشترك".
وأضاف السيسي: "وكعادته أثبت الرئيس ترامب أنه رجل من طراز فريد
ويمتلك القوة لمواجهة الأزمات والتعامل معها، وإيجاد حلول حاسمة لها، وأجدد امتناني
الشخصي وتقدير مصر لسيادته على الجهود التي يبذلها لرعاية المفاوضات الثلاثية بين مصر
والسودان وإثيوبيا حول سد النهضة".
وتابع الرئيس: "أؤكد على ثقتي الكاملة في هذه الرعاية الكريمة والتي
من شأنها إيجاد سبيل توافقي يرعى حقوق كافة الأطراف في إطار قواعد القانون الدولي والعدالة
الإنسانية".
وفي أول تعليق له على مفاوضات سد النهضة قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب
أنه عقد اجتماعا مع كبار الممثلين من مصر وإثيوبيا والسودان للمساعدة في حل نزاعهم
الطويل حول سد النهضة الإثيوبي الكبير .
وأضاف ترامب في تغريدة له منذ قليل: بناء سد النهضة أحد أكبر الصراعات
في العالم ، والذي يجري بناؤه حاليا. وقد سار الاجتماع بشكل جيد ستتواصل المناقشات
خلال اليوم.
نجاح المفاوضات لصالح ترامب
يقول الدكتور نادر نور الدين، أستاذ المياه والأراضي في جامعة
القاهرة، إن اجتماعات واشنطن مكسب كبير جدا
حققته الدولة المصرية نتيجة العلاقة الجيدة بين الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس
الأمريكي دونالد ترامب، وجهود وزارة الخارجية في هذا المجال، بحيث أنها أرغمت إثيوبيا
على قبول الوساطة الدولية دون شروط، وأيضا أدخلت البنك الدولي الذي كانت ترفض
أثيوبيا دائما إدخاله في المفاوضات، وسبق لمصر في العام الماضي أنها طلبت من إثيوبيا
وساطة البنك الدولي وحضوره للمفاوضات ولكن إثيوبيا رفضت، والآن إثيوبيا انصاعت
للوساطة الأمريكية بحضور البنك الدولي، بل أن رئيس البنك الدولي بنفسه حضر الجولة
الأولى من المباحثات وتعهد بعد انتهاء الجولة الأولى بأنه سيشارك في الأربع
اجتماعات القادمة وبأنه سيكون موجودا، لأن هذا له أهميته، لأن البنك الدولي مودع
به جميع اتفاقيات نهر النيل السابقة كنهر دولي عابر للحدود، كما شارك البنك الدولي في كل المباحثات وكل الاتفاقيات، سواء من أول
اتفاقية 1889 مع الكونغو وصولا إلى كل الاتفاقيات الأخرى، اتفاقية 1902، 1906، مع
إثيوبيا، و1929 مع دول منابع النيل الأبيض، ثم 1959 مع السودان، ثم 1993مع
إثيوبيا، بل أن البنك الدولي رفض تمويل سد النهضة إلا بعد التوافق مع مصر على قبول
شرعية هذا السد، وبالتالي وجود البنك الدولي سيكون قويا وخبراءه لهم مجال كبير في
نهر النيل ويستطيع أن يكون محكم عادل على التداعيات المتوقعة، وهذا دون إرادة
الجانب الإثيوبي.
وأضاف «نور الدين»، أنه على مصر أن تكون ممتنة جدا للرئيس الأمريكي بسبب إصراره على حضور
رئيس البنك الدولي وعلى أن يترأس المباحثات وزير الخزانة الأمريكي وليس وزير الخارجية الأمريكي، لأن وزير الخزانة
الأمريكي مقرب جدا من الرئيس ترامب ومن أسرته بالإضافة إلى أنه الوزير الذي يتحكم
في كل المنح التي تمنح للدول خاصة في برامج الغذاء العالمي وبرامج محاربة الفقر
والقضاء على الجوع، كما أن البنك الدولي هو الداعم لكل المعونات في إثيوبيا التي تساهم
سواء في تطوير الزراعة والري أو محاربة الفقر والجوع، وبالتالي ترأس وزير الخزانة الأمريكي
لاجتماعات واشنطن كان ذكاء من ترامب، لأنها رسالة للجانب الإثيوبي بضرورة الانصياع للوساطة الدولية والحق، من أجل ذلك إثيوبيا في حالة ضياع ووزير الخارجية
الإثيوبي يزعم تسييس أزمة سد النهضة، لكن هذا ليس تسييسا، ولكنه تدويل للقضية
منذ أن أعلن الرئيس السيسي في الأمم المتحدة أن إثيوبيا تتعنت ولم تبادل الثقة
المصرية بثقة، وهذه كانت بداية لتدويل القضية،
ولكن إثيوبيا لا تريد أن تقول تدويلا لأنها تعلم أنها لا تريد أن يكون هناك
شاهد على تعنتها ولا شاهد على تعمد إضرارها بدولتي المصب، مصر والسودان، لذلك كان
وجود البنك الدولي مع الولايات المتحدة الأمريكية مهم جدا ومكسب كبير لمصر.
وأكد خبير المياه والأراضي، أن عدد سنوات ملئ الخزان لم تعد مشكلة الآن بعد أن أكرم الله مصر ببداية السنوات السبع السمان، فمنذ عامين وهناك فيضان غزير أدى إلى وجود وفرة مائية في كل الخزانات في مصر والسودان، وبحيرة ناصر أصبحت عامرة الآن، وبالتالي تستطيع إثيوبيا أن تملئ الخزان في عامين أو ثلاثة أو أربعة من مياه الفيضان الغزيرة ذات الفيضان العالي نتيجة السنوات السبع السمان، وبالتالي القدر هو الذي حل مشكلة عدد سنوات ملئ سد النهضة، ولم تعد هناك مشكلة تواجه مصر طالما أن هناك في مخزون السد العالي ما يكفي مصر من المياه، كما أن إثيوبيا سوف تقوم بملء الخزان من مياه الفيضان وليس من مياه النيل الأزرق وتدفقاته المتجهة إلى مصر والسودان.
وأوضح «نور الدين»، أن هناك مشكلتين تواجهان حل أزمة سد الهنهضة، مصر مصرة على الاتفاق معهما مع إثيوبيا، المشكلة الأولى الأولى، ما هو الحد الأدنى من المياه الذي تضمن إثيوبيا أن تسمح بخروجه كل عام من خلف سد النهضة، ومصر تريد ألا تقل التدفقات المائية التي ستسمح إثيوبيا بخروجها من خلف سد النهضة عن 40 مليار متر مكعب بدلا من 50 مليار متر مكعب كانت تحصل عليها مصر، وبالتالي يكون مصر قد ضحت بحوالي 10 مليار متر مكعب، يتم تقاسمهما مناصفة مع السودان، طبقا لاتفاقية 1959، وبالتالي العجز سيصبح حوالي 5 مليار متر مكعب وليس 10 مليار متر مكعب، مصر تستطيع تعويضه من المخزون الكبير في بحيرة السد العالي، وبالتالي حل هذه المشكلة هو أن تتعهد إثيوبيا بألا تقل تدفقات مياه النيل الأزرق عن 40 مليار متر مربع، ولكن إثيوبيا رفضت هذا المبدأ وقالت أنها لن تلتزم بحصة معينة، ولكن هو يعتقد أن الوسيط الأمريكي سوف يرغمها.
أما عن المشكلة الثانية فقال «نور الدين»، ماذا عن السنوات العجاف، فبعد أن تنتهي السنوات السبع السمان سوف يأتي سنوات عجاف، تصبح فيه تدفقات النيل الأزرق نصف تدفقاته العادية، بدلا من 50 مليار متر مكعب يصبح 25 مليار متر مكعب في أثناء سنوات الجفاف، فهل ستكون الأولوية في السنوات العجاف هي لضخ المياه إلى الشعوب العطشانة في مصر والسودان أما أن الأولوية ستكون لتوليد الكهرباء من السد الإثيوبي، إثيوبيا متمسكة بعدم خروج المياه من السد إلا بعد توليد الكهرباء، وبالتالي مصر تريد وضع سيناريو وسياسة مائية للسنوات العجاف أو سنوات الجفاف، تقوم على عدم الاضرار بدولتي المصب، مصر والسودان.
وعن حضور ترامب لاحتفال تدشين السد في 2020 كما ذكرت وسائل الإعلام الإثيوبية، قال خبير المياه، إن حضور ترامب مشروط ومرهون بنجاح مفاوضات سد النهضة برعاية الولايات المتحدة الأمريكية، لذلك الرئيس ترامب اشترط لحضور حفل تدشين السد أن يكون هناك تراضي وتوافق بين مصر وإثيوبيا على كل الأمور كشرط لحضوره حفل التدشين، ولكن إذا لم يحدث توافق وفشلت المفاوضات فسوف تقوم أمريكا باللجوء للأمم المتحدة للتحكيم بين الدول، وبالتالي حضور الرئيس ترامب مشروط بالتوصل إلى اتفاق وتراضي الأطراف الثلاثة، مصر والسودان وإثيوبيا، كما أن موافقة الرئيس الأمريكي على حضور حفل تدشين السد ورسالة للجانب الإثيوبي بأن الجانب الأمريكي غير منحاز للجانب المصري، وحضور ترامب سيكون مكافئة للجانب الإثيوبي على رضوخه وانصياعه لتحكيم البنك الدولي والوساطة الأمريكية، ومصر لن تمانع في حضور ترامب طالما تم التراضي والتوافق بين الدول الثلاثة، وطالما أن إثيوبيا ضمنت لمصر حد أدنى من تدفقات مياه النيل الأزرق، وطالما ضمنت إثيوبيا عدم حدوث أي أضرار على مصر ، وفي حال حدوث أضرار يكون هناك تعويضات يفصل فيها البنك الدولي.
وردا على سؤال: هل الوساطة الأمريكية مرهونة ببقاء ترامب في السلطة
وعلاقته بالرئيس عبد الفتاح السيسي، وماذا لو لم ينجح ترامب في الانتخابات
الرئاسية القادمة، قال «نور الدين»، أن الانتخابات الأمريكية ستجرى بعد عام،
وبالتالي هذا سيكون نقطة جيدة لترامب، ورسالة طمأنة للجانب المصري على إصرار ترامب
على نجاح المفاوضات، من أجل ذلك تم الاتفاق على إجراء 4 محادثات في شهرين، وعلى أن
يتم التوافق خلال هذين الشهرين، وهذه ستكون ورقة رابحة لترامب في الانتخابات
الرئاسية القادمة، وهذا الأمر يطمئن مصر والسودان بأن ترامب مصمم على النجاح بدليل
أنه ارتضى الوساطة قبل الانتخابات الأمريكية مباشرة لتكون ورقة في صالحه، ولن يرضى
بأن تفشل المفاوضات تحت التسويف الإثيوبي أو المط وتطويل الزمن المعتاد من الجانب
الإثيوبي خلال السنوات الثمانية الماضية.
الوساطة
المنفردة خطر
من جانبه يرى اللواء حمدي بخيت وكيل لجنة الدفاع والأمن القومي
بالبرلمان المصري، أنها ما زال هناك أمل في المفاوضات، وإذا المفاوضات صارت في
طريقها الصحيح سيكون هناك اتفاق بحلول شهر يناير القادم، أما إذا لم يحدث اتفاق
فسيكون هناك تدخل من جانب الولايات المتحدة والبنك الدولي، وبالتالي السيناريو
الأول لحل أزمة سد النهضة هو نجاح المفاوضات، والسيناريو الثاني هو أن تفشل المفاوضات ومن ثم يتدخل
البنك الدولي والولايات المتحدة الأمريكية للتوفيق بين وجهات النظر.
وعن رهان مصر على الوساطة الأمريكية قال «بخيت»، أنه يرى أن الوساطة
المنفردة خطرا، ولكن ما زال هناك البنك الدولي، وبالتالي وجود أكثر من جهة في
الوساطة يكون أفضل، وعن تصريحات وزير الخارجية الإثيوبي بعد مفاوضات واشنطن، والذي
أكد فيها تمسك بلاده ببناء السد، قال الخبير العسكري، أن بناء السدود حق لأي دولة،
بشرط ألا تؤذي هذه السدود الدول الأخرى وألا تؤثر سلبا على حصص الدول الأخرى من
المياه، وبالتالي لابد من الرجوع للبند العاشر من اتفاق المبادئ الذي ينص على
ضرورة وجود لجنة فنية أو مشورة فنية تقول إن كان بناء السد صحيح أم أنه يضر بالدول
الأخرى، فإذا كان بناء السد يضر بالدول الأخرى فلا يجوز بناءه، وإذا كان لا يضر
بالدول الأخرى فمن حقها أن تبني، وعن الأنباء التي تتحدث عن رغبة الرئيس ترامب
حضور حفل تدشين السد قال «بخيت»، أن ذلك لن يغير من توجه مصر وتمسكها بالوساطة،
ولكن ليس معنى ذلك أن تتنازل مصر عن حقوقها، الوساطة شئ وحقوق المصريين شئ أخر،
والوساطة ليس معناها مناصرة طرف على حساب طرف أخر، ومن حق الرئيس ترامب حضور حفل
تدشين السد، لكن في إطار الوساطة الصحيحة والتوافق بين كل الأطراف.
مكاسب كثيرة لمصر
ويقول الدكتور محمد نصر الدين علام، وزير الري والموارد المائية
الأسبق، أن مصر حققت الكثير من المكاسب من اجتماعات واشنطن، مشيرا إلى أن الجولة
القادمة من المحادثات سوف تكشف عن سير هذه المفاوضات، لافتا إلى أن دخول الولايات
المتحدة الأمريكية كوسيط دولي قوي مكسب كبير لمصر، وأن مصر لا تمانع من حضور
الرئيس الأمريكي لحفل تدشين السد، إذا تم ذلك بعد التوصل إلى اتفاق عادل ومقبول من
كل الأطراف، مشيرا إلى أن مشاركة البنك الدولي في هذه المفاوضات مكسب لمصر بعد أن
كان الجانب الإثيوبي يرفض وجوده في أي مفاوضات، مؤكدا أنه متفائل بنهاية هذه
المفاوضات.