رئيس التحرير
خالد مهران

مصير قيادات الإخوان والقرضاوي بعد المصالحة مع قطر

النبأ


«حسن»: هناك مؤشرات كثيرة على حدوث انفراجة كبرى في الأزمة والدوحة لا يمكن أن تتخلى عن القرضاوي لأنه أصبح مواطن قطري


«بيومي»: حل الأزمة بمعزل عن مصر خطأ كبير و يجب التعامل بحذر مع تصريحات وزير الخارجية القطري


الدوحة تنفى علاقتها بالإخوان وتزعم أن المطالب ال13 لم تعد على طاولة المفاوضات



مؤشرات كثيرة تؤكد على قرب حدوث انفراجة كبيرة في حل الأزمة الخليجية الفترة القليلة المقبلة، لاسيما بعد الاستقبال الحار لرئيس الوزراء القطري من جانب الملك سلمان في الرياض، أثناء انعقاد القمة الخليجية. 

.

انتقلنا من الطريق المسدود


ففي أول اعتراف رسمي من الدوحة، أعلن وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، أن بلاده تجري مباحثات مع المملكة العربية السعودية، حول الأزمة الخليجية، مؤكدًا في كلمة له في منتدى حوارات المتوسط التي انعقدت بالعاصمة الإيطالية روما، أن "هناك مباحثات مع الأشقاء في السعودية ونأمل أن تسفر عن نتائج إيجابية".


وأضاف وزير الخارجية القطري، "انتقلنا من طريق مسدود في الأزمة الخليجية إلى الحديث عن رؤية مستقبلية بشأن العلاقة مع السعودية".


وأشار وزير الخارجية القطري، في تصريحاته إلى أن "الحديث مع السعودية لم يدر عن المطالب الـ13 التعجيزية كشرط لعودة العلاقات مع الدوحة"، معتبرًا أن "المفاوضات تبتعد عنها".


وقال الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إن "ما حصل في 2017 كان تعطيلا للمنطقة، ونعتقد أن تسلسل الأحداث بعد حصار قطر قوض من أمن منطقتنا". مضيفا "إننا على الأقل ننتقل من الطريق المسدود والاستعصاء والطلبات الـ13 وغيرها من التفاصيل إلى الحديث عن رؤية مستقبلية"، رافضا الخوض في تفاصيل عن المواضيع المطروحة والأشخاص الذين يخوضون المفاوضات.


وجدد الوزير القطري التأكيد في المنتدى على رفض بلاده التدخل في سياستها الخارجية، مشيرا إلى أن "الطلبات الـ13" التي كانت الرياض وحلفاؤها يضعونها كشرط للمصالحة ليست على طاولة البحث.


وأكد وزير الخارجية القطري: "لم ندعم الإسلام السياسي ولا جماعة الإخوان المسلمين. دعمنا كان للشعوب وليس للأحزاب السياسية".


وأوضح آل ثاني: "دعمنا لمصر لم ينقطع حتى بعد الانقلاب على الرئيس المنتخب محمد مرسي".

وأشار وزير الخارجية القطري، إلى أن "الإخوان المسلمين" ليس لديهم أي وجود رسمي في بلاده.


زيارة غير معلنة


وكانت تقارير صحفية تحدثت عن انفراج مرتقب في الأزمة الخليجية على خلفية زيارة "غير معلنة" لوزير الخارجية القطري إلى السعودية، فضلا عن مشاركة منتخبات السعودية والإمارات والبحرين في بطولة "خليجي 24" لكرة القدم والتي استضافتها العاصمة القطرية الدوحة.


وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، قد كشفت، أن وزير خارجية قطر، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، قام بزيارة غير معلنة إلى السعودية خلال شهر أكتوبر للقاء كبار المسئولين السعوديين، في مسعى لإنهاء الأزمة الخليجية.


ونقلت الصحيفة، عن مسئول عربي أكد الزيارة، قوله إن وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني قدم عرضا مفاجئا لإنهاء الأزمة، حيث صرح بأن الدوحة مستعدة لقطع علاقاتها مع "جماعة الإخوان المسلمين" التي تصنفها المملكة وحلفاؤها "جماعة إرهابية".


وأفادت الصحيفة بأن هذا المقترح من شأنه تلبية الطلب الكبير الذي تقدمت به السعودية والإمارات ودول أخرى عندما قطعت العلاقات الدبلوماسية مع قطر في العام 2017، واتهمتها بدعم الإرهاب، وهو ما تنفيه الدوحة.


وتابع المسئول العربي قائلا إن "السعودية تدرس اقتراح قطر، ولكن حتى الآن، لم يتضح ما إذا كان الطرفان يستطيعان الاتفاق".


أنا خليجي وافتخر


وكان الأكاديمي الإماراتي، عبد الخالق عبد الله، قد قال في سلسلة تغريدات: "أبشركم بتطورات مهمة لحل الخلاف الخليجي بأقرب مما تتوقعون... قرار مشاركة السعودية والإمارات والبحرين في كأس الخليج 24 في الدوحة قرار سياسي بقدر ما هو رياضي. كرة القدم رسخت مقولة أنا خليجي وافتخر، وقد تفتح الباب لسفر الجماهير الرياضية إلى قطر لمساندة منتخباتها ما يعني بالضرورة رفع منع السفر إلى قطر وعودة اللحمة الخليجية. قريبا سنحتفل بذلك".


تبعات خطيرة على المنطقة


وقال وزير الخارجية المصري سامح شكري، إن مصر إحدى البلدان التي قطعت علاقاتها مع قطر، مشيرا إلى أن مصر دائما تبحث عن الحلول والعلاقات المشتركة التي تستند لتاريخ طويل من العلاقات.


وأضاف شكري، خلال حديثه في النسخة الخامسة لمنتدى "روما للحوار المتوسطي" وإمكانية التصالح مع قطر أن: "أسلوب استضافة قطر للمنظمات الإرهابية والدعم الذي قدمته للمنظمات المتطرفة والتدخلات في غزة وليبيا، أدت لزعزعة الاستقرار في المنطقة".


وتابع: "لا نرى تغييرات في سياسة قطر ولكن هناك أمل دائم في تغيير سياساتها"، مشددا أن أمن واستقرار مصر سينعكس على المنطقة، وعدم الاستقرار في مصر سيكون له تبعات خطيرة على المنطقة.


أسئلة وعلامات استفهام


هذه التطورات في الأزمة الخليجية أثارت الكثير من الأسئلة وعلامات الاستفهام، حول موقف مصر من هذه المصالحة، وهل يمكن للسعودية والإمارات والبحرين أن تجرى هذه المصالحة بعيدا عن مصر، وما هو مصير جماعة الإخوان المسلمين المتواجدين في قطر بعد تصريحات وزير الخارجية القطري؟.


مآزق جماعة الإخوان المسلمين


يقول السفير رخا أحمد حسن، مساعد وزير الخارجية الأسبق وعضو المجلس المصري للشئون الخارجية، أن هناك مؤشرات كثيرة تؤكد على قرب حدوث انفراجة في الأزمة الخليجية، في ظل وجود ضغوط أمريكية على دول الخليج، على أساس أن الخلاف بين الدول الخليجية الثلاثة، السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين، أصاب مجلس التعاون الخليجي بالشلل، بالإضافة إلى أن قطر لا تستطيع الالتزام بالعقوبات الأمريكية على إيران، لأنها أصبحت تعتمد على السلع والخدمات التركية والإيرانية


مشيرا إلى أن بوادر الانفراجة في الأزمة بدأت بتنظيم قطر لخليجي 24 في كرة القدم، باعتبار أن الرياضة دائما تكون مدخل لتخفيف حدة التوتر السياسي بين الدول والشعوب، حيث بدأ الطيران السعودي يتجه مباشرة من المدن السعودية إلى الدوحة، ونفس الأمر قامت به البحرين، وهذا يعني فتح المجال الجوي السعودي والبحريني أمام الطيران القطري، كما أن حدة الهجوم الإعلامي على قطر خفت كثيرا في الدول الثلاث، والمؤشر الأخر هو قيام الملك سلمان بتوجيه دعوة خطية لأمير قطر لحضور القمة الخليجية في الرياض بعد أن كان مقررا عقدها في الكويت، وهي الدعوة الأولى بعد الأزمة الخليجية، كما أن حضور أمير قطر أو وزير خارجيته للقمة الخليجية في الرياض يعني أن هناك بوادر انفراج في حل الأزمة، وكلها تطويرات تؤشر على أن الأزمة الخليجية في طريقها للحل، وأن هناك اتجاها قويا للمصالحة وعودة تطبيع العلاقات بين الدول الثلاث وقطر، حتى وإن لم يتم إعادة السفراء، وبذلك يكون الهدف الأول قد تحقق وهو فتح الحدود واستئناف العلاقة مع قطر، والولايات المتحدة الأمريكية تسعى لذلك بقوة.


وأضاف«حسن»، أن تصريحات وزير الخارجية سامح شكري تؤكد أن موقف مصر من الأزمة لم يتغير، وأن مصر ما زالت متمسكة بالشروط الثلاثة عشر التي تم وضعها في بداية الأزمة، لكن ما زالت العلاقات المصرية القطرية على المستوى الشعبي والاقتصادي مستمرة.


وعن تصريحات وزير الخارجية القطري عن جماعة الإخوان المسلمين، قال مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن الخروج من مآزق جماعة الإخوان المسلمين يمكن أن يكون عن طريق قيام قطر بترحيل أعضاء الجماعة الذين لم يحصلوا على الجنسية القطري أو الذين صدر بحقهم أحكام في مصر إلى  دول أخرى مثل تركيا أو أوربا أو أمريكا، مستبعدا تخلي قطر عن أعضاء الجماعة الذين حصلوا على الجنسية القطرية مثل الشيخ يوسف القرضاوي.


 ولفت إلى أن القرضاوي وغيره من أعضاء الجماعة الذين حصلوا على الجنسية القطرية أصبحوا الآن مواطنين قطريين، مستبعدا أن تقوم قطر بتسليم أعضاء الجماعة المتواجدين على أراضيها لمصر، سواء كانوا من المقيمين أو من الحاصلين على الجنسية القطرية، مؤكدا على أن الدول العربية وخاصة دول مجلس التعاون الخليجي من أكبر الخاسرين من الأزمة الخليجية، مقابل أن تركيا وإيران من أكبر المستفيدين من هذه الأزمة، موضحا أن عدم تصنيف الإخوان كتنظيم إرهابي في الأمم المتحدة وأمريكا والدول الأوربية وأغلب الدول العربية مشكلة تواجه الدول العربية الأربعة في التعامل مع ملف الجماعة مع قطر.


وتابع عضو مجلس الشئون الخارجية المصري، أن هناك خلاف بين مصر والإمارات والبحرين والسعودية على وضعية جماعة الإخوان المسلمين، مشيرا إلى أن تركيا سوف تستفيد من المصالحة الخليجية، من خلال عودة العلاقات التركية السعودية والإماراتية إلى طبيعتها، لاسيما وان السعودية والإمارات من أكبر المستثمرين في تركيا، كما أن مصير الوجود التركي في قطر متوقف على موقف قطر من هذا الوجود، لافتا إلى أن هناك أزمة ثقة حدثت بين قطر والدول العربية، لاسيما بعد حديث أمير الكويت في الولايات المتحدة الأمريكية، من أن الكويت منعت غزو قطر، وهذا كانت زلة لسان من أمير الكويت استفادة منها تركيا من خلال ترسيخ وجودها العسكري في قطر، مؤكدا على أن الطرف العربي هو الخاسر الأكبر من هذه الأزمة، وأكبر خسارة تمثلت في ارتماء قطر في أحضان إيران وتركيا، كما أن هذه الأزمة أدت إلى المزيد من التمزق بين الدول العربية، لذلك كان يجب على الدول العربية أن تحتوى قطر، بدلا من تركها فريسة للدول الأخرى، لافتا إلى أن الدول العربية هي الخاسر الأكبر وربما يكون الأوحد في كل ملفات المنطقة الآن.


الأفعال وليس الأقوال


من جانبه يقول السفير جمال البيومي مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن مصر ترحب بأي مصالحة مع قطر، بشرط أن يكون ذلك في إطار الشروط ال13 التي وضعتها الدول الأربعة في بداية الأزمة، وخاصة توقف قطر عن دعم وتمويل الإرهاب، مستبعدا تخلي الدول الأربعة عن الشروط التي وضعوها لحل الأزمة، مؤكدا على أن دول الخليج سترتكب خطأ كبيرا في حال حل الأزمة مع قطر بعيدا عن مصر، مطالبا بتوخي الحذر في التعامل مع تصريحات وزير الخارجية القطري، الذي نفى فيها عدم وجود علاقة بين قطر وجماعة الإخوان المسلمين، كما طالب  أن تتعامل هذه الدول مع الدوحة على أساس الأفعال وليس الأقوال.