العاملون بالبترول: الإنتاج مستمر بمعدلات طبيعية وإجراءات صارمة ضد كورونا
من صحراء مصر الغربية، إلى الصحراء الشرقية، ومن شمالها إلى جنوبها، ومن المياه العميقة في البحر المتوسط، إلى مياه البحر الأحمر، مهندسون وعمال وفنيون يعملون بمواقع إنتاج البترول، هنا لا صوت يعلو فوق صوت حفارات الإنتاج والأجهزة والمعدات الفنية المستخدمة في عمليات البحث والاستكشاف وإنتاج البترول والغاز، والذي يعد العمود الفقري للاقتصاد المصري، وإجراءات احترازية ووقائية فائقة الدقة لمواجهة فيروس كورونا المستجد، من أجل الحفاظ على العاملين بالبترول.
رغم تواجدهم في بيئة أقرب إلى الحجر الصحي، حيث العمل لمدة 14 يوما متواصلة دون إجازات، فإن كل مواقع العمل الإنتاجية بقطاع البترول، لديها قواعد في العمل، يلتزم بها الجميع، من مسافات متباعدة أثناء العمل على البريمة، بالإضافة إلى ارتداء الكمامات والجوانتيات، كما تتضمن مواقع العمل سواء بالصحراء أو في البحر، غرفة عزل لأي حالة اشتباه، لعزل أي حالات اشتباه بالعدوى.
ليس هذا فقط، بل إن جميع مواقع البترول تعمل بكامل طاقتها الإنتاجية، فإنتاج المواقع لم يتأثر، وكذلك يسير العمل بشكل طبيعي جدا، بالرغم من تقليل أعداد العاملين، فإن قطاع البترول يمتلك أحدث الأنظمة للتعامل بشكل أكثر كفاءة، حتى في ظل الظروف التي تمر بها البلاد من مواجهة فيروس كورونا المستجد.
كما تتضمن إجراءات الوقاية بالمواقع الإنتاجية، شاشات عرض للتوعية بإجراءات الوقاية، عن طريق أفلام فيديو فى القاعات الإدارية وقاعات الطعام وتوفير اللوحات الإرشادية لطرق الوقاية.
وفي هذا الإطار تقوم كافة المواقع البترولية بإجراء الكشف على عمال الشركات قبل السفر إلى المواقع البترولية، سواء كان السفر عن طريق الأتوبيسات أو الطائرات، وذلك بالقاهرة، حرصا على عدم وصول أى منهم إلى المواقع، وهم في حالة الاشتباه بالإصابة أو الإصابة بالفعل، وكذلك الاستمرار في إجراءات الكشف قبل ترددهم للمواقع كما قامت معظم الشركات بتوفير إعداد إضافية من الأتوبيسات من أجل تقليل العدد داخل كل أتوبيس للحفاظ علي مسافات متباعدة بين الأفراد وكذلك الحال بالنسبة الطائرات.
وكذلك قامت كل شركات قطاع البترول بتشكيل غرف عمليات ومتابعة بشكل يومي للعاملين بكافة المواقع، سواء البرية أو البحرية، لتشديد الإجراءات من حيث النظافة وقياس الحرارة ومتابعة الإجازات وحالات العزل للمشتبه في إصابتهم والالتزام بكافة الضوابط والإجراءات الاحترازية الصادرة والإبلاغ الفورى عن أى حالات إصابة ومتابعة الموقف مع التأكيد على ذلك، حيث أن تنفيذ هذه الإجراءات والالتزام بها مسئولية إدارة كل شركة.
ومن جانبه قال المهندس سمير عبادي رئيس شركة خالدة للبترول، إن شركة خالة للبترول كانت تعتبر الشركة الأولى التي اكتشفت حالة مصابة بها في قطاع البترول، ونتيجة الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الشركة وإتباعها لتعلميات وزارة الصحة في هذا الشأن وتعاونها مع الفريق الطبي نجحت الشركة في الحفاظ علي سلامة العاملين وعدم انتقال العدوى وتم رفع الحجر الصحي لافتا أنه بالرغم من ذلك إلا أن الشركة حافظت علي معدلات الإنتاج الطبيعي وتعمل بكافة طاقتها الإنتاجية.
وأضاف المهندس سمير عبادي، أنه تم تقليل جزء من العمالة طبقا للقرارات الحكومية، إلا أن الشركة تحقق معدلات الإنتاج المتوقعة، موضحا أنه يتم إتباع كافة الإجراءات الخاصة بمواجهه فيروس كورونا بكفاءة عالية داخل الحقول وكذلك المقرات الإدارية للشركة حيث يتم قياس دراجات الحرارة لكافة العاملين قبل انتقالهم من القاهرة إلي حقول الشركة بالمواقع المختلفة وكذلك تم زيادة الوقت المخصص لتناول الوجبات علي مدار اليوم وتخصيص أماكن بحيث يكون هناك تباعد في المسافات للعاملين أثناء تواجدهم بالحقول كما تم تقليل إعداد العاملين عند انتقالهم إلى المواقع سواء بالطائرات أو بالأتوبيسات.
وذكر المهندس سمير عبادي، أنه يتوجه بالشكر لكافة العاملين بالحقول نتيجة وعيهم الشديد وثقافتهم وحرصهم علي زيادة الإنتاج قائلا "منظومة البترول منظومة منضبطة تعمل تحت قيادة المهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية".
وكان المهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية، قد أكد في تصريحات سابقة، أن هناك جنودا يعملون في الحقول على مدار 24 ساعة حتى في ظل فيروس كورونا مع اتخاذ الإجراءات الاحترازية اللازمة والعزل الصحي، موضحا أنه في أول مارس كان هناك حالة، وتم عزله والسيطرة على الأمر، وكان شخصا أجنبيا يعمل في إحدى الشركات الأجنبية، باعتبار أن تلك الشركات جزء من نسيج الصناعة في مصر.