رئيس التحرير
خالد مهران

انتخابات الرئاسة الأمريكية 2020.. كيف ستؤثر نتيجتها على الشرق الأوسط؟

النبأ

 مع اقتراب موعد انتخابات الرئاسة الأمريكية، علقت صحف عربية على هذه الانتخابات، وأجابة عن سؤال: كيف يمكن أن تغير النتيجة منطقة الخليج والشرق الأوسط؟، وما الذي يمكن أن ينعكس على منطقة الشرق الأوسط والخليج من نتائج هذه الانتخابات؟ وهل فوز أحدهما يمكن أن يغير شيئا في المنطقة؟ وهل إذا ذهب ترامب قد يأخذ معه نتنياهو؟ وهل يصبح الخليج مسرحا لمفاجأة الانتخابات؟

 

يقول أحمد سيد أحمد في صحيفة الأهرام المصرية إن لدى ترامب وبايدن "أوراق قوة ونقاط ضعف".

 

ويضيف: "فالديمقراطيون بقيادة بايدن يتبعون استراتيجية توظيف الفشل للرئيس ترامب فى عديد من الملفات، حيث يحملونه مسؤولية تفشى جائحة كورونا بسبب فشله فى إدارتها واستهتاره وتقليله من خطورتها ... وتدهور الاقتصاد وفقدان ملايين الوظائف وتدهور معيشة الشعب الأمريكى ... و تصاعد العنصرية فى المجتمع الأمريكى بسبب تشجيعه للحركات اليمينية المتطرفة".

 

ويرى سيد أحمد بالتالي أن "نقاط ضعف ترامب هى نقاط قوة للديمقراطيين فى الفوز بالانتخابات. لكن الإشكالية أن مراهنة الديمقراطيين على توظيف ثغرات ترامب قد لا تعنى فوزهم لأنهم لم يطوروا فى المقابل استراتيجية بديلة أو خططا وآليات محددة لكيفية معالجة تلك القضايا".

 

ورغم اتفاق الكاتب أن السياسة الخارجية الأمريكية لا تشكل عاملا مهما فى الانتخابات الرئاسية، إلا أنه يؤكد أن ترامب "سيوظف قراراته بنقل السفارة الأمريكية للقدس، والاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان السورية المحتلة لكسب أصوات الإنجيليين، وكذلك اتفاقات التطبيع بين بعض الدول العربية وإسرائيل، إضافة إلى موقفه المتشدد تجاه النظام الإيرانى وممارسة سياسة أقصى الضغوط عليه بسبب دعمه للإرهاب وتطوير برنامجه النووى والصاروخى الباليستى".

 

ويؤكد سيد أحمد أنه "إذا فاز ترامب، وهو الأرجح، فسيكون بسبب ضعف بايدن وعدم امتلاكه برنامجا انتخابيا قويا يكون بديلا لترامب ومقنعا للناخب الأمريكى، فنقاط الضعف لكل طرف هى بمثابة نقاط قوة للطرف الآخر".

 

وتحت عنوان "ترامب أم بايدن"، يقول بكر صدقي في صحيفة القدس العربي اللندنية إن فوز ترامب "سيريح دولاً وقوى فاعلة، مقابل احتمال فوز بايدن الذي تتمناه دول وقوى أخرى، ويثير مخاوف دول وقوى مقابلة".

 

ويؤكد الكاتب أنه "سواء فاز الجمهوري ترامب بولاية ثانية أم الديمقراطي بايدن، ثمة ثوابت في السياسة الخارجية الأمريكية تتعلق أولاً بمفهوم الأمن القومي، وثانياً بالمصالح الاقتصادية، وكلاهما مفهومان قابلان للتأويل، وهذا ما يمنح الإدارات المختلفة هامشاً للتغيير أو الثبات على ما هو قائم".

 

ويوضح صدقي: "على سبيل المثال فإن الالتزام بأمن إسرائيل هو من ثوابت السياسة الخارجية الأمريكية بصرف النظر عن هوية الجالس في البيت الأبيض أو فريقه، أو الحزب المسيطر على الغالبية في مجلسي النواب والشيوخ".

 

وعن نتائج الانتخابات على حظوظ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البقاء بمنصبه، يرى جمال زحالقه في صحيفة القدس العربي اللندنية أنه لو خسر ترامب الانتخابات "في هذه الحالة سيخسر نتنياهو حليفا شخصيّا، ودرعا واقيا، وسيّدا مطيعا، ليصبح أكثر عرضة للضغوط وأقل قدرة على صدّها، وتزول عنه هالة السياسي الداهية، الذي يتحكّم بالرئيس الأمريكي بكل ما يتعلّق بمصالح إسرائيل".

 

ويؤكد الكاتب أن كلا المرشحين "يدعمان إسرائيل، كل على طريقته ... وكذلك لن يكون هناك تراجع في التزام الحزبين والمرشحين باتفاقيات وبمبادئ التعاون الاستراتيجي، التي تشمل تدفقا سلسا للمعلومات المخابراتية والأمنية والعسكرية، وضمان التفوق الأمني الإسرائيلي".

 

ويرى أن "أقصى ما يمكن أن نتوقعه في الانتخابات الأمريكية هو التخلّص من لعنة ترامب، ولكن لا أمل في الحصول على بركة من بايدين. لقد ارتكب ترامب كل الموبقات وصار بنظر الكثيرين ممثلا للشيطان على الأرض لدرجة أن منافسه الباهت، الذي لا يقول شيئا يذكر، أصبح ملاك رحمة يراهن عليه للتخلص من كابوس السنوات الأربع الأخيرة".

 

وتقول صحيفة العرب اللندنية إنه "مع بدء العد التنازلي لأهم انتخابات في العالم، بدا لافتا لدول الشرق الأوسط تجاهل أجندة المرشحين في السباق باتجاه البيت الأبيض للمنطقة باستثناء إيران، وعدم إعطائها الزخم اللازم والذي طالما كان حاضرا في كل الانتخابات السابقة".

 

وترى الصحيفة أن هذا الأمر "لفت أنظار المراقبين والمحللين وحرّك سيلا من التساؤلات عن المكاسب والخسائر من هذا الموقف الذي يضفي المزيد من الغموض على مستقبل أسخن الأماكن من حيث تشابك التوترات والصراعات والنزاعات".

 

وتقول: "يتأكد للمراقبين كل يوم أن جذوة الحماسة الأمريكية لحل مشاكل الشرق الأوسط انطفأت بشكل غير مسبوق، ويبدو ترامب وهو في منصبه كمن يتحرك على رمال ساخنة، إذ من الواضح أن سياسته لم تنفع أو تضر الولايات المتحدة ولذلك فهو يسير في الانتخابات الجديدة غير مبال بما يحدث، مثلما هو الحال مع بايدن".

 

وتؤكد الصحيفة أن "القضية الإقليمية الوحيدة، التي ظهرت بشأنها تناقضات حادة هي قضية إيران، ولاسيما موقف الولايات المتحدة من الاتفاقية النووية الإيرانية متعددة الأطراف لعام 2015".

 

وتقول العرب اللندنية: "جذبت الخلافات الحادة انتباه قادة إيران الذين يأملون في أن تؤدي الانتخابات الأمريكية إلى تخفيف العقوبات، التي تسببت في أضرار اقتصادية كبيرة، لكنها لم تدفع طهران إلى تغيير استراتيجيتها الإقليمية".

 

في الصحيفة نفسها، يقول عمر علي البدوي: "يترقب الخليج أكثر من غيره نتائج ما تنتهي إليه الانتخابات، نتيجة تأثير السياسة الخارجية الأمريكية على معادلات المنطقة التي تقعد على كف عفريت، تشكل إيران صداع رأس المنطقة والعاصمة واشنطن على حد السواء".

 

ويضيف الكاتب أنه مع تصاعد الاحتكاك بين طهران وواشنطن هذه الأيام، يضع ترامب القضية الإيرانية "على رأس الأجندة التقليدية للسياسة الخارجية الأمريكية، ليزداد لهيب الملف ويزداد جحيم توتره".

 

ويقول البدوي: "تعبّر الاحتكاكات المبعثرة في أجزاء من المنطقة، عن نذير صدام مباشر وتدميري بين واشنطن وأدوات إيران في المنطقة".

 

ويرى الكاتب أن الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما "قوّى جانب طهران باتفاق يشوبه الكثير من الخلل والنقص، وعزّز من انكسار المنطقة بتمكين جماعة الإخوان من حكم دول محورية".

 

ويضيف البدوي: "إلا أن الأحلام الهشّة تبدلت بدخول المنطقة في نفق أكثر سوداوية بصعود رايات التشدد وتدفق شلال الدماء، الذي تناثرت شظاياه في عواصم عربية وأوروبية مختلفة".

 

المصدر: BBCعربي