تفاصيل أخطر 10 ملفات ستقلب كيان الشرق الأوسط فى 2021
مؤشرات على تقارب تركى سعودى
وإتمام مصالحة خليجية مع قطر
نشر الديمقراطية وحقوق الإنسان
على رأس أولويات الإدارة الأمريكية الجديدة
عودة واشنطن للاتفاق النووى مع
إيران ومستقبل مشروع أردوغان بشرق المتوسط.. إلى أين؟
«خبراء»: بايدن لا يستطيع تجاهل
قوة التحالف الإستراتيجى بين مصر والسعودية والإمارات
السفير رخا أحمد حسن: أمريكا
لن تضحى بعلاقتها الإستراتيجية مع مصر من أجل حقوق الإنسان
التحالف بين الدول العربية السنية
وإسرائيل سينتهى بعد تقارب إيران وأمريكا
التقارب المرتقب بين أنقرة والرياض لن يؤثر على العلاقات المصرية السعودية
تتهيأ منطقة الشرق الأوسط لاستقبال سيد
البيت الأبيض الجديد، الذي سوف يسكن البيت الابيض في 20 يناير 2021، فالكثير من الدول في منطقة الشرق الأوسط بدأت ترتب
أوراقها طبقا لتوجهات الرئيس الأمريكي الجديد، جو بايدن، الذي أطلق تصريحات أثارت قلق
الكثير من حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة.
وحسب خبراء ومراقبين فإن هناك 10 ملفات
مهمة سوف يحدث فيها تغيير وسوف تؤدي إلى قلب كيان الشرق الأوسط عام 2021، مع بداية
عهد الرئيس الأمريكي الجديد، جو بايدن.
قطار التطبيع
يتوقع الكثير من الخبراء والمراقبين أن ينضم المزيد من الدول العربية إلى قطار التطبيع مع إسرائيل في عهد الإدارة الأمريكية الجديدة عام 2021، بعد التحاق عدد من الدول العربية آخرها دولة المغرب بهذا القطار.
يضع الخبراء عددا من السيناريوهات بالنسبة لمستقبل ملف التطبيع مع إسرائيل في عهد بايدن وبعد رحيل ترامب منها، انضمام بعض الدول العربية لقائمة الدول المطبعة مع إسرائيل، ومن أبرز الدول المرشحة للتطبيع مع إسرائيل الفترة القادمة، قطر والسعودية وسلطنة عمان وبعض الدول الآسيوية مثل إندونيسيا. السيناريو الآخر هو توقف موجة التطبيع في ظل توقع البعض أن تكف إدارة الرئيس الجديد عن ممارسة الضغوط على الدول العربية للدخول في عمليات سلام إسرائيلي كما كان يحدث في عهد ترامب، حيث يتوقع أن تركز إدارة الرئيس جو بايدن على إحياء المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
التقارب التركي السعودي
سجلت العلاقات الرسمية بين المملكة العربية السعودية وبين تركيا، مؤشرات عديدة توحي بتقارب قد يزيح الخلافات المتراكمة منذ سنوات بين البلدين، بعد توتر كبير شاب العلاقات بسبب قضية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في إسطنبول عام 2016.
المؤشر الأخير كان باتصال جرى بين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وذلك لتنسيق الجهود المبذولة ضمن أعمال قمة العشرين التي استضافتها السعودية يومي 21 و22 من شهر نوفمبر الماضي.
وذكرت وكالة "الأناضول" التركية أن الرئيس أردوغان والملك سلمان "اتفقا خلال الاتصال الهاتفي على إبقاء قنوات الحوار مفتوحة لتطوير العلاقات الثنائية وإزالة المشاكل بين البلدين".
أما المؤشر الثاني كان تقديم السعودية التعزية بضحايا زلزال ولاية إزمير التركية، إضافة لتقديم مساعدات للمنكوبين في الزلزال بتوجيه من الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز.
الأزمة الخليجية
شهدت الأزمة الخليجية انفراجة كبيرة الفترة
الأخيرة، حيث أعلن وزير الخارجية الكويتي أن مباحثات مثمرة جرت خلال الفترة الماضية،
لحل الأزمة الخليجية، وأن "كافة الأطراف أكدت حرصها على التضامن والاستقرار الخليجي
والعربي، وعلى الوصول إلى اتفاق نهائي يحقق التضامن الدائم بين دولهم، وتحقيق ما تصبو
إليه شعوب دول المنطقة".
وقال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل
بن فرحان، إن تقدما كبيرا حصل تجاه حل الأزمة الخليجية في الأيام الأخيرة، واقتربنا
من التوصل لاتفاق بين جميع دول الخلاف.
ذكرت صحيفة "الرأي" الكويتية
نقلا عن مصدر دبلوماسي رفيع أن المصالحة الخليجية ستتم في اجتماع القمة الخليجية المزمع
عقده في مملكة البحرين مبدئيا خلال الشهر الجاري.
أكد وزير الخارجية المصري، سامح شكري، استعداد
بلاده لدعم أي جهود تهدف لتحقيق التضامن العربي، مشيرا إلى ضرورة أن تقوم المصالحة
الخليجية على أساس مبادئ محددة.
وشدد شكري على ضرورة أن يكون اتفاق المصالحة
المنشود شاملا "ويراعي كافة العوامل التي أدت إلى هذه الأوضاع وأن يضمن لمصر ودول
الرباعية أن يكون هناك تقدير لأهمية وتكريس المبادئ الخاصة بالعلاقات ما بين الإخوة".
الديمقراطية وحقوق الإنسان
يقول بعض الخبراء والمراقبون، أن هناك ملفين
سيحددان علاقة الدول العربية بالإدارة الأمريكية الجديدة، هما، منظومات حقوق الإنسان
والديمقراطية وقضايا الإصلاح، وهي ملفات لم تكن من ضمن أولويات الإدارة الأمريكية السابقة،
والملف الثاني هو الموقف العربي من اتفاقات التطبيع مع إسرائيل.
وأكد بايدن، على أن «التزام أمريكا بالقيم
الديمقراطية وحقوق الإنسان سيكون أولوية، حتى مع أقرب شركائنا الأمنيين».
ويتضح من تصريحات بايدن قبل الانتخابات
الأمريكية أنه سوف يضع قضايا مثل حقوق الإنسان ونشر الديمقراطية في الشرق الأوسط على
رأس أولويات إدارته.
بايدن والسعودية
أكد الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن،
أنه سيعيد تقييم علاقة واشنطن بالرياض في حال فوزه بالانتخابات وسيتوقف عن بيع السلاح
الأمريكي للسعودية.
وقال: "سنعيد تقييم علاقتنا بالمملكة،
وننهي الدعم الأمريكي لحرب السعودية في اليمن، ونتأكد من أن أمريكا لا تتخلى عن قيمها
لبيع الأسلحة أو شراء النفط.
وقال إنه سيجعل السعودية تدفع ثمن مقتل
الصحفي جمال خاشقجي وسيتعامل معها باعتبارها دولة منبوذة.
الملف النووي الإيراني
هناك توقعات أن تعود الولايات المتحدة الأمريكية
إلى الاتفاق النووي الإيراني في عهد بايدن، والتي انسحبت منه في عهد الرئيس المنتهية
ولايته ترامب، حيث قال الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن إنه سيعود إلى الاتفاق النووي
ويرفع العقوبات عن إيران، إذا التزمت بشكل صارم بالاتفاق النووي.
من جانبه قال وزير الخارجية الإيراني محمد
جواد ظريف إن طهران لا تقبل بشروط مسبقة من جانب الإدارة الأمريكية المقبلة بشأن برنامجها
النووي، مؤكدا على ضرورة عودة الولايات المتحدة إلى اتفاق عام 2015 قبل إجراء محادثات.
التحالف بين إسرائيل والدول العربية
السنية
شهدت فترة عهد ترامب مساعي أمريكية لتشكيل
تحالف يضم إسرائيل والدول العربية السنية المعتدلة مثل مصر والسعودية والأردن والبحرين
والإمارات ضد إيران، حيث يتوقع الكثير من الخبراء أن تواصل الإدارة الأمريكية الجديدة
بقيادة جو بايدن نفس نهج إدارة ترامب وتعمل على تشكيل هذا التحالف بضغوط من إسرائيل.
مشروع أردوغان في الشرق الأوسط
توقع معلقون أن تتدهور العلاقات الأمريكية
التركية في عهد بايدن، بسبب التدخلات السياسية والعسكرية لأنقرة لأسباب كثيرة منها،
ملف الأكراد والديمقراطية وحقوق الإنسان ومشروع أنقرة في منطقة الشرق الأوسط.
وأشارت صحيفة العرب اللندنية إلى أن الرئيس
التركي «فقد أفضل حليف له في واشنطن، بعد فوز الديمقراطي جو بايدن بالانتخابات الأمريكية،
لتصبح تركيا مكشوفة أمام غضب الكونجرس الأمريكي شديد العداء لها".
وقد ظهر بايدن في مقطع فيديو سابق، يصف
خلاله أردوغان بـ«"المستبد»، وإعلانه تشجيع ودعم المعارضة التركية حال فوزه بالانتخابات.
الوجود العسكري الأمريكي في المنطقة
والحرب على الإرهاب
يتفق ترامب وبايدن على أن الوجود العسكري
الأمريكي في المنطقة يجب تقليصه إلى أدنى درجة ممكنة، وفي حال الحاجة يجب أن يظل هناك
ما بين ألف وخمسمائة إلى ألفي عسكري من القوات الخاصة للعمل مع الشركاء المحليين لمواجهة
الجماعات الإرهابية مثل الدولة الإسلامية في كل من سوريا والعراق.
وقال بايدن في مقابلة مع مجلة الجيش الأمريكي
«ستارز أند سترايبز»، إن عصر الحروب اللانهائية يجب أن تنتهي، لكن لا يجب أن نغفل عن
مسألة الإرهاب والدولة الإسلامية.
ووصف بايدن الأوضاع في البلدان تنتشر فيها
القوات الأمريكية، سوريا والعراق وافغانستان بأنها معقدة ولا يمكنه التعهد بسحب القوات
الأمريكية منها بشكل كامل في المستقبل القريب.
بايدن والشرق الأوسط
يتوقع الكثير من الخبراء أن تهتم الإدارة
الأمريكية الجديدة في بداية ولايتها بشئون البلاد الداخلية، التي تتميز بعدم الاستقرار،
في ظل تداعيات فيروس كورونا وأرقام البطالة المرتفعة وحالة الاستقطاب الداخلية.
أما فيما يخص السياسة الخارجية، فلا يتوقع
الباحثون أن تشهد «تغيرا كبيرا»، رغم تباين الرؤى بين الديمقراطيين والجمهوريين.
يقول متابعون ومراقبون إن بايدن سيتسلم
مفاتيح البيت الأبيض في وقت تعيش فيه المنطقة العربية وضعا أفضل في ظل وحدة وانسجام
قادة السعودية والإمارات ومصر، مشيرين إلى أن الرئيس الجديد سيعمل على تعزيز التعاون
معهم لمكافحة الإرهاب ومحاربة التطرف وتحقيق التنمية والسلام.
يقول المحلل السياسي في فرنسا، مصطفى الطوسة،
إلى أن من يعتقد أن بايدن "سيعيد المنطقة العربية والخليجية إلى معادلات ما قبل
باراك أوباما مخطئ".
وأضاف أن المنطقة "طرأت عليها تغييرات
جذرية، كما أن الدول العربية والخليجية باتت تعرف جيدا من يهدد أمنها واستقرارها، وتحالفت
لخلق وضع سياسي واستراتيجي جديد.. وبالتالي فسيكون من المفروض على بايدن التعامل مع
الوضع".
وأعرب الطوسة عن ارتياحه للتحالف الذي يشكله
كل من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود والشيخ محمد بن زايد آل نهيان،
ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي،
مبرزا أن بايدن سيتعامل مع هذا التحالف بواقعية وعقلانية.
وأكد أن "هذا الثقل الاستراتيجي السياسي
الاقتصادي الذي تشكله السعودية والإمارات ومصر لا يمكن لأي رئيس مهما كانت قوته ومقاربته
أن يتجاهله، والأكيد أن بايدن سيجعل منه محورا رئيسا في الإقليم لحل مختلف النزاعات".
وتوقع الخبراء أن يواصل بايدن دعم جهود
السلام مع تل أبيب، لكنه لن يسرع في هذا الملف كما فعل ترامب، لكنه سيركز عليه، على
اعتبار أنه يهم المنطقة والعالم.
أزمة سد النهضة
يتوقع الكثير من الخبراء والمراقبين حدوث تغيير في ملف سد النهضة بعد وصول الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن إلى البيت الأبيض في العشرين من يناير المقبل.
استبعد الدكتور هاني رسلان، مستشار مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، إدراج سد النهضة ضمن أولويات إدارة بايدن في الشهور الأولى من ولايته، بما قد يصب في مصلحة إثيوبيا التي تخطط لبدء المرحلة الثانية من ملء السد في أغسطس 2021، حسبما أعلن رئيس الوزراء آبي أحمد في وقت سابق من العام الجاري
كما توقع الدكتور أيمن شبانة، نائب مدير مركز حوض النيل بجامعة القاهرة، ألا يقدم الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن الكثير في هذا الملف، مشيرا إلى أن الديمقراطيين أصحاب ما يطلق عليه مشروع الشرق الأوسط الكبير، ومشروع التقسيم، ومشروع التجزئة، يستغلون فكرة الديمقراطية للضغط على الدول، ولا يحبون التعامل مع الدول إلا تحت الضغط.
أما الدكتور عباس شراقي أستاذ الجيولوجيا بجامعة القاهرة فقال، إن الدور الأمريكي في ملف سد النهضة فى المرحلة القادمة يتوقف على علاقة القيادة السياسية في مصر بالإدارة الأمريكية الجديدة التى يمكنها التدخل الجاد بغرض الوصول الى اتفاق يرضى الدول الثلاث.
وأكد «شراقي»، أن أمريكا لها مصالح كبيرة فى منطقة الشرق الأوسط وتعتمد على مصر كثيرًا لتحقيق أهدافها خاصة مع الدول العربية كما حدث فى العراق، كما أن لمصر أيضا مصالح مع أمريكا، ونظرًا لعلاقة المصالح هذه فإنه من المتوقع أن تتصرف الإدارة الأمريكية بحكمة وخبرة ودبلوماسية لتعميق علاقاتها بمصر عن طريق حل قضية سد النهضة.
من جانبه قال الدكتور عبد الفتاح مطاوع رئيس قطاع مياه النيل الأسبق أن الولايات المتحدة الأمريكية دولة مؤسسات ولا يحكمها أفراد حتى وإن اختلف الاسلوب، مضيفًا لن تنسحب الولايات المتحدة من المفاوضات التي تشارك فيها من خلال وزارة الخزانة والبنك الدولي بهذه السهولة، خاصة وان تلك المؤسسات تعلم مدى خطورة الموقف وعدالة قضية مصر وتأثير سد النهضة الكارثي على المنطقة، مؤكدا أن الولايات المتحدة سوف تستكمل المفاوضات بنفس النهج للتوصل إلى أنسب صيغة، خاصة وأنها تعلم جيدًا تفاصيل الخلافات وكيفية التوصل إلى حلول بناء على خبراتها السابقة في الأزمة.
ويقول السفير، رخا أحمد حسن، مساعد وزير الخارجية الأسبق وعضو المجلس المصري للشئون الخارجية، أنه بالنسبة للأزمة الخليجية فإن تغيير الموقف الأمريكي من إيران وتراجع قوة وتأثير المنظمات الإرهابية في الفترة الأخيرة سيؤدي إلى إسقاط معظم المطالب الثلاثة عشر من قطر، مؤكدا على أنه من مصلحة دول الخليج تسوية هذه الأزمة التي أثرت سلبا على مجلس التعاون الخليجي، متوقع أن تتم عودة العلاقات بين قطر ودول الخليج تدريجيا مع قيام السعودية برفع المقاطعة، لكن الموقف المصري سيحتاج إلى المزيد من البحث والدراسة لأن الموقف المصري متوقف على موقف قطر من جماعة الإخوان المسلمين.
وعن عودة الولايات المتحدة الأمريكية للاتفاق النووي الإيراني وتأثيره على منطقة الشرق الأوسط، قال «حسن»، أن عودة أمريكا للاتفاق النووي مع إيران سيكون له تأثير على علاقة إيران بدول الخليج وسيؤدي إلى إنهاء المواجهة بين إيران وأمريكا في العراق والشرق الأوسط وتخفيف الاحتقان بين إيران والسعودية والبحرين ومنطقة الخليج وربما إنهاء الحرب في اليمن وسوريا.
وتوقع مساعد وزير الخارجية الأسبق، حدوث تقارب أكثر بين المملكة العربية السعودية وتركيا الفترة القادمة، مشيرا إلى أن قضية الصحفي السعودي جمال خاشقجي ستتحول إلى مجرد وسيلة للضغط من جانب تركيا، مؤكدا على أن المصالح بين البلدين ستكون هي الأساس، مستبعدا أن يكون لهذا التقارب أي تأثير على العلاقات بين مصر والسعودية، لافتا إلى أن العلاقات المصرية السعودية لها طبيعة خاصة حيث يوجد تنسيق كامل بين البلدين على كل المستويات، مشيرا إلى أن استمرار قطار التطبيع العربي مع إسرائيل يتوقف على الإغراءات التي ستقدمها أمريكا للدول التي ترغب في التطبيع مع إسرائيل.
وعن العلاقة بين الولايات المتحدة الأمريكية والسعودية في عهد بايدن، قال عضو المجلس المصري للشئون الخارجية، إن هذه العلاقات ربما تؤدي إلى الإسراع في انهاء الحرب في اليمن وإلى التهدئة مع إيران وهذا شيء إيجابي، مستبعدا حدوث تغيير كبير داخل المملكة، كما استبعد تنصيب ولي العهد الأمير محمد سلمان ملكا خلفا لوالده في ظل وجود الملك سلمان على قيد الحياة.
وأكد «حسن»، أن الحزب الديمقراطي الأمريكي سوف يقوم بتنشيط ملف الحريات وحقوق الإنسان في الشرق الأوسط بشكل أكبر، مشيرا إلى أن الحزب الديمقراطي يعتبر الحريات العامة وحقوق الإنسان ومنظمات المجتمع المدني جزءا من القيم الأمريكية ويسعى لنشرها في العالم، لافتا إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية تستخدم ملف الحريات وحقوق الإنسان كوسيلة للضغط والمساومة على الدول الأخرى.
وعن مستقبل العلاقات التركية الأمريكية ومشروع أردوغان في المنطقة في ظل الإدارة الأمريكية الجديدة، قال «حسن»، إن التعاون الأمريكي التركي في سوريا وليبيا سوف يستمر للحفاظ على المصالح الأمريكية ومواجهة روسيا وخاصة أن أمريكا لا تريد إرسال قوات لهذه المناطق، مشيرا إلى أن تركيا عضو مهم في حلف النيتو والتنسيق بينها وبين أمريكا سوف يستمر في إطار هذا الحلف لأن تركيا تقوم بدور مهم في التوازن مع روسيا، لافتا إلى أن مستقبل الوجود التركي في سوريا متوقف على حل الأزمة السورية والتواجد الروسي والإيراني، متوقعا أن تظل أزمة البحر المتوسط بين تركيا وقبرص واليونان مستمرة لفترة طويلة، لكنها ستبقى في إطار المناوشات والمفاوضات ولن تصل لمواجهة عسكرية، مشيرا إلى أن أزمة شرق المتوسط أساسها قانوني، مؤكدا على أن تركيا لا تمتلك أي سند قانوني في هذا الموضوع وأنها تخالف القانون الدولي للبحار.
وأشار مساعد وزير الخارجية الأسبق، إلى أن التواجد العسكري الأمريكي في الشرق الأوسط سوف يستمر مع تخفيض القوات الأمريكية في العراق، مؤكدا على أن عودة أمريكا للاتفاق النووي وعودة وانهاء التوتر بين إيران والسعودية ودول الخليج وتحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط لن يؤدي إلى سحب القوات الأمريكية من دول الخليج، مشيرا إلى أن التقارب بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية ورفع العقوبات الأمريكية عن إيران سيؤدي إلى تقوية إيران ودخولها في عملية تنمية وإعاد إعمار، وبالتالي التواجد الأمريكي في المنطقة يصبح مطلوبا ومهما للحفاظ على الاستقرار لاسيما وأن دول الخليج غير قادرة على تحقيق توازن القوة مع إيران، موضحا أن رفع العقوبات عن إيران وعودة أمريكا للاتفاق النووي مع مراقبة الوكالة الدولية للطاقة الذرية سيجعل إيران تتجاوب مع المطالب الدولية، وبالتالي مسألة السلاح النووي سوف تنتهي، وهذا يعطى ضمانات لإسرائيل، لاسيما وأن هناك التزاما أمريكيا تجاه إسرائيل ودول الخليج بعدم حصول إيران على السلاح النووي، ولكن رغم ذلك سيظل التوتر بين إسرائيل وإيران مستمرا، وسوف تظل إسرائيل تضغط على إيران، وربما يتم إضافة ملحق للاتفاق النووي مع إيران يحتوي على المزيد من الضمانات لإسرائيل ودول المنطقة بعدم إنتاج إيران سلاح نووي.
وأكد «حسن»، على أن مشروع التحالف بين الدول العربية السنية المعتدلة وإسرائيل الذي تم الحديث عنه في عهد بايدن سوف ينتهى بعد التقارب الأمريكي مع إيران ويتحول إلى تنسيق بين إسرائيل وهذه الدول.
وعن العلاقات المصرية الأمريكية في عهد بايدن، أكد مساعد وزير الخارجية الأسبق، على أن الولايات المتحدة الأمريكية لن تضحي بعلاقتها الإستراتيجية مع مصر بسبب ملف الحريات وحقوق الإنسان، مشيرا إلى أن مصر دولة مهمة جدا بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية، مشيرا إلى أن العلاقات بين مصر وأمريكا ستبقى كما في الملفات الاقتصادية والعسكرية والأمنية والسياسية مع زيادة بعض الضغوط في ملف الحريات وحقوق الإنسان، لاسيما وأن هذه الدول لا تريد أن تكون مصر دولة مسيطرة، مؤكدا على أن مصر تستطيع إفشال هذه الضغوط من خلال تنفيذ توصيات المجلس القومي المصري لحقوق الإنسان، متوقعا أن يكون لقضية الطالب الإيطالي جوليو ريجيني تاثير سلبي على العلاقات المصرية الإيطالية في المستقبل، مطالبا بمعالجة هذه القضية بحكمة وحنكة سياسية.