المخطط الخبيث .. تفاصيل الحرب القادمة لتركيع مصر أمام أمريكا وأوروبا
إدارة بايدن تلغى قرار منح الحصانة للدكتور حازم الببلاوى
روما تمارس ضغوطا على الاتحاد
الأوروبى لفرض عقوبات على القاهرة
سامح شكرى: مصر حريصة على حقوق
الإنسان مثل أمريكا
رئيس الهيئة البرلمانية لحزب
مستقبل وطن يطالب بتشكيل لوبى مصرى فى الخارج
السفير رخا أحمد حسن: ستكون هناك
ضغوط على مصر من جانب الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى
منذ ثورة 30 يونيو 2013، والمؤامرات والمخططات
الأمريكية والغربية الرامية إلى تركيع مصر واسقاطها لم تتوقف، ومن الواضح أن هذه المؤامرات
والمخططات لن تتوقف الفترة القادمة، حيث توقع الكثير من الخبراء والمراقبين أن تشهد
الفترة القادمة المزيد من الضغوط على مصر من جانب كل من الولايات المتحدة الأمريكية
والدول الأوربية في عدد من الملفات.
أمريكا تسقط الحصانة عن رئيس
وزراء مصر الأسبق
علقت إدارة الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن
طلبا للحكومة المصرية بشأن تحصين رئيس الوزراء الأسبق الدكتور حازم الببلاوي، الذي
يعمل في المجلس التنفيذي لصندوق النقد الدولي في واشنطن، منذ الثاني من نوفمبر
2014، والذي يتمتع بـ”حصانة كاملة” من الإجراءات الجنائية والمدنية والإدارية في الولايات
المتحدة، بموجب الاتفاقية الدبلوماسية، وذلك في القضية المرفوعة ضده في واشنطن، في
مزاعم تتعلق بتعذيب الإخواني محمد سلطان.
فبعد 4 أيام من تنصيب بايدن، أصدرت وزارة
العدل الأميركية قرارا تطلب فيه من المحكمة تعليق قرار الإدارة السابقة، بتحصين رئيس
وزراء مصر الأسبق، حازم الببلاوي، في قضية تعذيب مزعومة رفعها ضده الإخواني محمد سلطان.
وأكدت الوزارة أنها اتخذت قرار التعليق
كون القضية تحتاج وقتا للمراجعة والتمحيص، وأضاف البيان أنه ستتم إعادة النظر في القضية
يوم 21 شباط، فبراير القادم.
وبحسب صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية، فإن وقف طلب
الحصانة جاء عقب تغير الإدارة الأميركية، ولن يُعاد النظر فيه إلا بعد 26 فبراير المقبل،
مع استقرار الأمور الأساسية لإدارة الرئيس بايدن.
وأشارت الصحيفة إلى طلب السفارة المصرية
في واشنطن عدم تدخل الخارجية الأمريكية في القضية التي رفعها سلطان ضد الببلاوي.
قضية جوليو ريجيني.. أوروبا تتضامن
مع إيطاليا
يتوقع الخبراء أن تدخل أوربا الفترة القادمة
على خط أزمة الطالب الايطالي جوليو ريجيني،
حيث مارست روما الفترة الماضية ضغوطا على الاتحاد الأوربي من أجل فرض عقوبات على مصر
بسبب قضية الطالب الإيطالي، وقد طالب الاتحاد الأوربي مصر بالتعاون مع إيطاليا في التحقيقات،
وقال مفوض الأمن والسياسات الخارجية بالاتحاد الأوربي، إن قضية ريجيني ليست قضية إيطاليا
بمفردها بل الاتحاد الأوربي ككل.
وقال وكيل وزارة الخارجية الفرنسية لشؤون
الاتحاد الأوروبي كليمان بون، إن مصر وفرنسا شركاء، لكن باريس متضامنة مع روما بقضية
الباحث الإيطالي جوليو ريجيني.
وأضاف بون، في مقابلة مع صحيفة "لا
ستامبا" الإسبانية، أن شراكة فرنسا مع مصر في القضايا الأمنية بالمنطقة ضرورية
وذات فائدة لأوروبا كلها، لكننا لا نعبر عن أي شك أو ضعف فيما يتعلق بالتضامن الواجب
تجاه إيطاليا في قضية ريجيني.
ذريعة حقوق الإنسان لابتزاز مصر
بعد فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن في
انتخابات الرئاسة الأمريكية، توقع مراقبون أن تواجه مصر ضغوطا في ملف حقوق الإنسان،
خاصة أن بايدن سبق وانتقد أوضاع حقوق الإنسان في مصر.
وقال وزير الخارجية المصري، سامح شكري،
إن بلاده تشاطر الإدارة الأمريكية الجديدة الحرص على حقوق الإنسان، متمنيا أن يكون
تقييمها مبنيا على معلومات حقيقية وليس آراء "لا تمثل الشعب المصري".
وأضاف الوزير أن الدول والشعوب لها الحق
في تقييم مدى تمتعها بحقوقها ورعاية السلطات لذلك، وليس من حق دول أخرى التدخل في شؤون
مصر الداخلية.
وتابع شكري: لكل مجتمع ظروفه الخاصة، وفقا
للتحديات التي يواجهها. دولة ألمانيا على سبيل المثال يختلف حاضرها عن 70 عاما ماضية،
وكذلك أوروبا بشكل عام، تواجه تحديات مختلفة على مر الزمان.
وأكد أنه لا يوجد صحفي في مصر سواء كان
مواطنا أو أجنبيا تم توجيه تهم له بسبب التعبير عن الرأي ولكن بسبب تهم جنائية، مضيفا
أن الفرصة تتاح له (المتهم) أمام القضاء المصري للدفاع عن نفسه.
وحول موقف إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب
جو بايدن، قال شكري إن الإدارة الأمريكية الجديدة حريصة على قضايا حقوق الإنسان، مضيفا:
"نحن نشاركها هذا الحرص ونأمل أن يكون تقييمها حقيقيا وعادلا ومبنيا على معلومات
موثقة، وليس بالتركيز على فئات لا تمثل توجهات الشعب المصري ولها أهداف".
ولفت إلى أن هناك منظمات تنتهج التطرف والعنف
ولها أذرع كبيرة، تصدر للساحة الخارجية وضعا مغايرا لما في مصر، داعيا وزراء الخارجية
للتجول في مصر والحديث مع المواطنين المصريين للتعرف عن قرب على حقيقة الأوضاع في مصر.
وفي نهاية ديسمبر الماضي أصدر البرلمان
الأوروبي قرارا بأغلبية أعضائه يحث فيه الحكومات الأوروبية على اتخاذ مواقف أكثر حزما
تجاه أوضاع حقوق الإنسان في مصر، وهو القرار الذي رفضه مجلس النواب المصري.
واعتبر رئيس مجلس النواب، أن قرار البرلمان
الأوروبي غير مقبول ولا يلائم الشراكة الاستراتيجية المصرية - الأوروبية، مؤكدا رفض
المجلس لقرار البرلمان الأوروبي، جملة وتفصيلا، واصفا إياه بأنه يعبر عن أهداف مسيسة،
ونهج غير متوازن.
كيف تواجه مصر هذه المؤامرات؟
طالب النائب أشرف رشاد، رئيس الهيئة البرلمانية
لحزب مستقبل وطن وزعيم الأغلبية، نبيلة مكرم، وزيرة الهجرة، بتشكيل «لوبي» مصري في
الخارج لتوضيح الصورة الحقيقية لمصر.
وقال «رشاد»، خلال الجلسة العامة لمجلس
النواب أثناء إلقاء بيان وزارة الهجرة عن برنامج الحكومة،: «لماذا لا يتم صنع لوبي
مصري عبارة عن مجموعة في كل دولة من أبناء مصر ليتم استخدامهم دعائيا لصالح مصر سياسيا،
ويقومون بشرح الإنجازات المصرية ودورها في مواجهة الإرهاب».
وأضاف: «نشعر أن الواقع في مصر لا يتم شرحه
للدول الخارجية بشكل حقيقي في الوقت الذي تقوم فيه كيانات مأجورة ومنظمات عالمية لها
توجهات وحضور كبير في تسويق صورة مختلفة عن مصر، فأين دور أبناء مصر في الدعاية للإنجازات
المصرية».
ويؤكد الكثير من الخبراء والمراقبين على
أن الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن سيعمل ألف حساب للتحالف العربي المكون من مصر والسعودية
والإمارات العربية المتحدة.
نظرية المؤامرة
ويقول السفير رخا أحمد حسن، مساعد وزير
الخارجية الأسبق وعضو المجلس المصري للشئون الخارجية، إن الحريات العامة وحقوق الإنسان
جزء من سياسة الحزب الديمقراطي الخارجية منذ عهد الرئيس كارتر وحتى الآن، مشيرا إلى
أن الكونجرس الأمريكي شكل لجنة لمتابعة موضوع حقوق الإنسان والحريات العامة في مصر،
لافتا إلى أن المشكلة الكبرى أن الاتحاد الأوربي غير مقتنع بالرواية المصرية بخصوص
مقتل الطالب الايطالي جوليو ريجيني، متوقعا أن تكون هناك ضغوط شديدة على مصر الفترة
القادمة من جانب الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوربي، لافتا إلى أن ملف حقوق
الإنسان في مصر سيكون مصحوبا بضجة إعلامية وسياسية من جانب الولايات المتحدة الأمريكية.
وأضاف «حسن»، أن مواجهة هذه الضغوط يبدأ
من سحب السجادة من تحت الإدارة الأمريكية الجديدة والاتحاد الأوربي، مشيرا إلى أنه
سيكون هناك سقف معين لهذه الضغوط، بحيث لا تؤثر على المصالح الاستراتيجية المشتركة
التي تربط مصر بكل من الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوربي، مؤكدا على أن قضية
الطالب الايطالي جوليو ريجيني ستبقى عقبة في طريق تطوير العلاقات المصرية الأوربية
بعد أن تحولت إلى قضية رأي عام.
أكد أنه ضد نظرية المؤامرة التي يروج لها
الإعلام وأنه يتفق مع ما قاله عماد الدين أديب من ضرورة ألا يكتفي الخطاب الإعلامي
المصري بوصف ما يحدث أنه مؤامرة، وأن هذا الخطاب يجب أن ينتهي وأن ننتقل إلى خطاب إعلامي
واعٍ يشتبك بالحوار ويشرح للناس حقيقة ما أنجزته الإدارة المصرية والظروف الموضوعية
التي تجعل مصر تتخذ ما تراه من قرارات لتأمين 104 ملايين مصري يريدون حياة كريمة ولا
يريدون التفجير في الشوارع أو قتل أبنائهم من الجيش والشرطة.