رئيس التحرير
خالد مهران

"وزير البترول" يُعلن معايير جديدة للاستثمار في مجال استخراج الخامات التعدينية

وزير البترول
وزير البترول

أ
قال المهندس طارق الملا، وزير البترول والثروة المعدنية، الثلاثاء، إن الوزارة تبنت أسسًا ومعاييرًا جديدة للاستثمار في مجال استخراج الخامات التعدينية، واستغلالها سيكون الأولوية فيها لتقييم العروض الاستثمارية المقدمة التي تشمل تصنيع هذه الخامات بعد استخراجها من المناجم لزيادة القيمة المضافة منها، وعدم بيعها أو تصديرها في صورتها الأولية كما كان يجرى في السابق، الأمر الذي كان لا يحقق استفادة كبيرة للدولة من ثرواتها التعدينية.

وأوضح «الملا» أن المعيار الرئيسي الذي اعتمدته الوزارة للمفاضلة بين العروض الاستثمارية في مزايدة البحث عن الخامات التعدينية التي جرى طرحها في نوفمبر الماضي هو وجود خطة واضحة لإقامة صناعات تحويلية للخامات المستخرجة، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة ستجعل من تصنيع الخامات التعدينية نهجًا رئيسيًا للعمل والاستثمار في هذا القطاع الحيوي، ويلبي احتياجات المصنعين المحليين من الخامات التعدينية التي تدخل في العديد من الصناعات أو تصدير هذه الخامات في صورة منتجات ذات قيمة عالية، الأمر الذي يضاعف في الحالتين حجم الاستفادة من الثروات التعدينية، ويساعد على تحقيق مزايا مهمة للأنشطة الصناعية والتجارية وتعظيم مساهمة التعدين في الناتج القومي.

جاء ذلك خلال استعراض الوزير أمام لجنة الصناعة بمجلس النواب لنتائج خارطة الطريق التي تنفذها الوزارة لتطوير قطاع التعدين اعتبارًا من عام 2018 بحضور النائب معتز محمود، رئيس اللجنة، والمهندس علاء خشب، نائب الوزير للثروة المعدنية.

وأضاف «الملا» أن هذه المعايير تم اعتمادها لأول مرة وتجسد الفكر الاستثماري الجديد الذي تم تطبيقه في قطاع التعدين وان المزايدة التي يتم اغلاق باب التقدم اليها منتصف شهر مارس المقبل تلقى اقبالاً كبيرًا من المستثمرين محليًا ودوليًا، والتقدم بطلبات وعروض عديدة للمشاركة بالمزايدة التي تشمل الاستثمار في استخراج خامات مهمة ومتوفرة بمصر مثل الرمال والفوسفات والحديد والفلسبار والرصاص والزنك والكاولينا، مؤكدًا أن النماذج الجديدة وتطوير الإجراءات الخاصة بالاستثمار والتراخيص شجع المستثمرين على التقدم وإن اتباع أحدث الأساليب في الترويج للمزايدة ومنها الخرائط الاستثمارية الرقمية يشكل حافزًا إضافيًا لهم للمشاركة وسرعة وسهولة اتخاذ قرارات الاستثمار.

وأكد «الملا» أن الشهر الحالي سيشهد استكمال توقيع كل عقود البحث عن الذهب مع الشركات العالمية والمحلية الفائزة بالمزايدة الخاصة بالاستثمار في هذا النشاط وهي 11 شركة عالمية ومصرية بدأ التوقيع مع بعضها الشهر الماضي إيذانًا بالبدء الفوري في اعمال البحث والاستكشاف في مناطق عمل كل شركة.

وأوضح «الملا» أن هذه النتائج تعد بداية حقيقية لقطاع التعدين، وأنها تعكس نجاح جهود الوزارة في تشجيع المستثمرين وتحويل قطاع التعدين إلى قطاع جاذب للاستثمار خلال الفترة الأخيرة بعد البدء في تنفيذ إجراءات خارطة الطريق التي تم وضعها للنهوض بهذا القطاع منذ عام 2018 بالاستعانة بكبرى بيوت الخبرة العالمية، وبالاعتماد على أحدث وأنجح الممارسات العالمية في مجال التعدين لجذب الاستثمار، والتي استهدفت مواجهة التحديات التي مر بها قطاع التعدين في السابق والتي أدت إلى عدم تقديمه للمردود والأداء المأمول بما يتناسب مع ثروات مصر التعدينية، مضيفًا أن هناك العديد من الإجراءات المهمة التي تم اتخاذها لتنفيذ خارطة الطريق بنجاح وفي مقدمتها تعديل الإطار التشريعي الحاكم لأنشطة وممارسات التعدين وتطوير النماذج المالية والاستثمارية للتعاقد مع المستثمرين وتيسير إجراءات التراخيص وتطبيق التحول الرقمي وكذلك تنمية مهارات الكوادر العاملة في قطاع التعدين لمواكبة المتغيرات والتطورات الجديدة في القطاع والعمل بالتوازي على الترويج الفعال للفرص الاستثمارية والمناخ الجديد لقطاع التعدين المصري لجذب كبرى الشركات والمستثمرين في العالم.

وأشار إلى أن الوزارة تستهدف مساهمة فعالة للتعدين في الناتج القومى وزيادتها إلى 5% خلال السنوات الخمس المقبلة حيث ان مساهمته الحالية ضئيلة ولا تتجاوز نصف بالمائة فقط بالناتج القومي، الأمر الذي لا يعكس قدرات هذا القطاع الحقيقية التي ترى الوزارة أنه يمكن أن يقدم قصص نجاح لا تقل عن ما قدمه قطاع البترول والغاز الذي أسهم بنحو 27% من الناتج القومي خلال عام 2019، و24% خلال عام 2020 رغم تحديات جائحة كورونا.