الصين اليوم.. فرحة بهبوط أمريكا على المريخ وترقب لاجتماعها مع "الرباعي"
رغم المعارك التجارية بين البلدين، لم يتمالك الصينيون من مستخدمى مواقع التواصل الاجتماعي أنفسهم فرحا بنجاح هبوط مسبار وكالة ناسا الأمريكية "بيرسيفيرانس" على الموقع المحدد على سطح المريخ بسلام، أمس الخميس، بعد رحلة استغرقت 203 أيام غطت أكثر من 470 مليون كيلومترات من الأرض.
يأتي ذلك، في وقت، تتجه فيه أنظار الصين الرسمية إلى فعاليات تشارك فيها وتقودها الولايات المتحدة مع حلفائها من بين موضوعاتها احتواء الصين.
على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، تفاعل المستخدمون مع الهتافات التي انطلقت من مركز التحكم في المهمة في مختبر الدفع النفاث التابع لوكالة ناسا بعد تأكيد المراقبين اكتمال هبوط المسبار المتجول، المثبت بجسمه المروحية انغنيوتي، على سطح المريخ في حوالي الساعة 3:55 عصرا بتوقيت شرق الولايات المتحدة.
وصعد موضوع هبوط المركبة الفضائية المتطورة إلى قمة محرك البحث على مواقع التواصل الاجتماعي مثل "سينو يبو" الذي حشد ملايين المشاهدات في الدقائق الأولى مع فيديو هبوط المركبة.
وانهمرت تهاني المستخدمين الصينين للولايات المتحدة بتلك المناسبة، ممنيين أنفسهم بنجاح الهبوط المرتقب للمسبار الصيني تيانون1 في وقت لاحق من العام.
وكتب أحد مستخدمي الإنترنت أنه "على الرغم من أن الولايات المتحدة كانت تخوض المعارك مع بلدنا خلال السنوات القليلة الماضية، فلا ينبغي لنا أن نمنع انفنسنا من الاحتفال بهبوط المركبة، إنها تمثل البشرية جمعاء".
وعبر آخر عن أمله في أن تشارك وكالة ناسا الرائدة عالميا في مجال استكشاف الفضاء نتائجها وتقنياتها مع بقية العالم.
وتعد هذه خامس مركبة تضعها الولايات المتحدة على المريخ.
ووصلت المركبة إلى الغلاف الجوي للمريخ قبل سبع دقائق من هبوطها على سطحه في مهمة وصفتها الوكالة بأنها كانت"سبع دقائق من الرعب".
ومن المقرر أن يبحث المسبار بيرسيفيرانس، وهو أكبر وأثقل وأكثر روبوت جيولوجي تطورا يتم إطلاقه في الفضاء على الإطلاق، في فوهة جيزيرو عن العلامات القديمة للحياة على المريخ ويجمع عينات ستُعاد في النهاية إلى الأرض.
وتم إطلاق بيرسيفيرانس في 30 يوليو من العام الماضي من مجمع الإطلاق الفضائي 41 في محطة كيب كانافيرال للقوات الجوية في ولاية فلوريدا الأمريكية.
وأشاد الخبراء الصينيون بأسلوب الهبوط باعتباره "الأكثر تعقيدا والأكثر كلفة والأكثر تقدما" حتى الآن.
ووفقا لوكالة ناسا، يوم الخميس، قامت مجموعة أجهزة الاستشعار الخاصة بالدخول والنزول والهبوط بجمع بيانات حول الغلاف الجوي للمريخ أثناء دخول المركب ، كما قام نظام الملاحة النسبي للتضاريس بتوجيه المركبة الفضائية بشكل مستقل أثناء هبوطها النهائي.
ومن المتوقع أن يساعد كلاهما البعثات المستقبلية على الهبوط في عوالم أخرى بأمان وبحمولات أكبر، وفقا للمراقبين الصينيين.
من جانبها، هنأت مؤسسة علوم وتكنولوجيا الفضاء الصينية، عملاق الفضاء الصيني المملوك للدولة والمسؤولة عن مهمة مسبار تيانون-1 إلى المريخ وكالة ناسا على الهبوط السلس، آملة تحقيق النجاح الكامل للبعثات الثلات (الأمريكية والصينية والامارتاتية) وتقديم مساهمات جديدة لاستكشاف الفضاء السحيق للبشرية.
وقالت إنه على الرغم من وصول تيانون-1 إلى مدار المريخ قبل حوالي ثمانية أيام من المسبار المتجول، إلا أنه سيبقى في مرحلته المدارية لبضعة أشهر قبل محاولة الهبوط في مايو أو يونيو.
وقالت إنه نظرا لأن تيانون -1 والمركبة المتجولة الأمريكية لديهما مخططات استكشافية مختلفة، فلن يهبط تيانون-1 على الفور على الكوكب الأحمر. ومن المقرر بحسب الوكالة أن يستغرق دخول تيانون-1 إلى المريخ ونزوله وهبوطه حوالي تسع دقائق.
يأتي ذلك فيما تتجه أنظار الصين الرسمية عن كثب إلى الاجتماع الرباعي الثالث للولايات المتحدة واليابان والهند وأستراليا منذ عام 2020 والذي سيعقد صباح الخميس (بالتوقيت الشرقي)، وهو أيضا أول اجتماع افتراضي رباعي تحت إدارة بايدن. وينظر للتحالف بأنه نسخة من الناتو لمنطقتي المحيطين الهادئ والهندي موجهة لاحتواء الصين بمبادرة من اليابان والولايات المتحدة.
وأعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس، يوم الأربعاء، أن وزير الخارجية أنطوني بلينكن سيتحدث إلى نظرائه من أستراليا واليابان والهند في إطار العمل الرباعي.
وكان بايدن، أكد أن العمل عن كثب مع الحلفاء سيكون مفتاح استراتيجيته حيال الصين.
وقال بايدن، في وقت سابق، إن الولايات المتحدة ستهدف إلى "إخراج" بكين من المنافسة.
وفي مكالمة هاتفية، الأسبوع الماضي، اتفق كل من بايدن ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي على تعزيز الأمن في منطقة المحيطين الهادئ والهندي من خلال الرباعي".
وكانت اليابان استضافت، في أكتوبر الماضي اجتماعا بحضور وزراء خارجية الرباعي، تمخض في الشهر التالي عن إجراء مناورات بحرية مشتركة هي الأكبر منذ عقود ما بين الدول الأربع "تمرين مالابار 2020".
ويرى الخبراء الصينيون الرباعية كحجر زاوية لما يسمى باستراتيجية للمحيطين الهندي والهادئ والتي ستلعب دورا أكبر في جهود إدارة بايدن لاحتواء الصين.
وورث بايدن استراتيجية المحيطين الهندي والهادئ من إدارة ترامب ويتوقع أن يستخدم الرئيس الأمريكي المطلع أيضا على سياسة "إعادة التوازن في آسيا" إبان عهد باراك أوباما مجموعة متنوعة من الآليات و الأدوات لاحتواء التنمية السلمية للصين مع حلفاء الولايات المتحدة.
وقال الخبراء الصينيون، إن بايدن يأمل في اتخاذ نهج متعدد الأطراف، باستخدام الرباعية كوسيلة دبلوماسية لتعزيز المصالح الإقليمية للولايات المتحدة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ وإعلان أن "كابتن أمريكا قد عاد".
وتقلق الصين من أن تحول الولايات المتحدة الرباعية إلى نادي كامل مناهض للصين، وخاصة بعد توقيع اتفاقة الشراكة الاقتصادية الشاملة وتوسع العلاقات الاقتصادية والتجارية بين دول المحيطين الهندي والهادئ مع الصين.
لكن بعض المحللين الصينيين يرون أنه من غير المرجح أن تؤثر تلك الحيل الجيوسياسية على علاقات الصين نظرا لتنامي علاقات الصين الاقتصادية مع تلك الدول.
وأوردت تقارير عالمية أن بايدن سيشارك في حدث افتراضي لمجموعة السبع اليوم الجمعة، لمناقشة مواضيع مثل مكافحة كوفيد-19 والتعافي الاقتصادي والتعامل مع التوترات مع الصين وروسيا.