رئيس التحرير
خالد مهران

وماذا عن بقية الكنائس؟

حمدي رزق
حمدي رزق


توجيه مهم ولافت، وعلى وقته تماما، صادر من قداسة البابا تواضروس الثانى، بابا الكنيسة القبطية الأرثوذكسية للآباء كهنة كنائس قطاعات القاهرة والإسكندرية (!!).

الخميس الماضى (٢٢ إبريل ٢٠٢١ م / ١٤ برمودة ١٧٣٦ ش)، وجه البابا الآباء كهنة كنائس قطاعات القاهرة والإسكندرية بالالتزام بمراجعة أسماء المصلين المسجلة أسماؤهم فى كشوف الحاجزين للصلاة (كلٌ فى كنيسته)، والاعتذار بشكل قاطع لمن يعلمون بإصابته أو إصابة أحد أفراد أسرته بفيروس كورونا حاليًا أو مؤخرًا، عن عدم استقبالهم للصلاة فى الكنيسة واستبعاد أسمائهم من الكشوف.

يقول البابا فى توجيهه: «والأمانة تقتضى على الجميع (كهنة وشمامسة وشعب) أن يمتنع عن الذهاب إلى الكنيسة فى حالة مجرد الشك فى احتمال إصابته أو مخالطته لمصاب سواء من أفراد أسرته أو من آخرين».

«إن أمانتنا فى هذا الأمر لها بركة خاصة من الله، بينما السلوك بعدم أمانة والتواجد فى تجمعات فى الكنيسة أو فى أى مكان، يعد خطيئة أمام الله، لأنه سيسبب أذى لمن حوله، وأرجو أن تعظنا فى هذه الظروف كلمات معلمنا يعقوب الرسول: (مَنْ هُوَ حَكِيمٌ وَعَالِمٌ بَيْنَكُمْ، فَلْيُرِ أَعْمَالَهُ بِالتَّصَرُّفِ الْحَسَنِ فِى وَدَاعَةِ الْحِكْمَةِ)». (يع 3: 13).

وماذا عن بقية الكنائس، لا أعلم ما الحكمة البابوية من قصر التوجيه الاحترازى المهم على كنائس قطاعات القاهرة والإسكندرية فحسب، ولماذا لم يعمم التوجيه الملزم على الكنائس المصرية جميعا، أخشى غم علينا الأمر، وأطمع فى تفسير ما لم أستطع عليه صبرا. وقبلها وبعدها، أضم صوتى لصوت القمص النابه «صرابامون الشايب» أمين دير القديسين بمدينة الطود (الأقصر)، مناديا على البابا تواضروس بنفس السؤال، بلغة كنسية راقية.

من خطاب القمص صرابامون: «قداسته بابا الإسكندرية وكل الكرازة المرقسية، وقداسته مسؤولٌ عن سلامتنا وسلامة كل شعبه وسلامة الأديرة، مثلما هو مسؤولٌ عن شعب القاهرة والإسكندرية».

هذا المنشور (التوجيه) هام جدا، أرجو من الآباء الأساقفة الأجلاء والكهنة اتباع ما جاء فيه بكل دقة وأمانة، راجيا بدالة البنوة وباسم الأرامل والأيتام ومصابى كورونا المطروحين، فى أقسام العزل فى أنحاء مصر أن تكون قرارات قداسته مُلزِمَةٌ للجميع.

ومن أجل سلامة كل المصريين.

«نحتاج أن تكون قرارات قداستكم من أجل كل المصريين، جميع المصريين يحملون لقداستك كل الحب والتقدير، فاشملهم يا قداسة البابا بالقرارات التى تحميهم وتجعلهم يعيشون فى أمان، فى هذه الفترة العصيبة من تاريخ مصر التى يفتك فيها الوباء بالناس بلا رحمة لا نعرِفٌ لنا إلا راعيًا واحدًا هو قداسة البابا تواضروس الثانى».

انتهى خطاب القمص صرابامون الشايب، ونزيد قداسته من الشعر بيتا، يستوجب تعميم التوجيه البابوى عاجلًا، سيما أن بعض المحافظات ضرب فيها الوباء، ربما أقسى من القاهرة والإسكندرية.. والشكر موصول لقداسته.. شَاكِرِينَ كُلَّ حِينٍ عَلَى كُلِّ شَىءٍ..

نقلا عن "المصري اليوم"