جمعية كُتاب الدراما (واخدة تعسيلة)!!
كثيرًا ما أشعر أن جمعية (كُتاب الدراما العرب)، التى تشكلت قبل نحو خمسة عشر عامًا، قد ذهبت فى سبات عميق، تستيقظ فجأة بين الحين والآخر لتصدر بيانًا وتعاود النوم مجددًا.. هكذا عودتنا.
السرُّ وراء إنشاء الجمعية هو الحصول على حق الأداء العلنى للكتاب، وهو ما لم تتقدم فيه الجمعية خطوة واحدة للأمام منذ أن ترأسها الكاتب الكبير الراحل محفوظ عبدالرحمن 2005، حتى تولى رئاستها قبل عامين الكاتب الكبير بشير الديك.
فى لحظة استيقاظ مباغتة أصدروا بيانًا- ودون أن يتوافقوا جميعًا عليه- ولكنهم- أقصد أغلبية من تحمسوا للبيان- توقعوا أن الفرصة مواتية لكى يتقدموا للرأى العام باعتبارهم القادرين على إصلاح حال الدراما التى وصفوها بالمتردّية.. فقط، أبعدوا (الاختيار) و(هجمة مرتدة)، وبعد ذلك فتحوا النيران.
أغلب كُتاب الدراما الموقعين على البيان صاروا خارج الملعب، فكان ينبغى أن يعلو صوتهم بالغضب، الأقلية هم الذين يعملون وفى كل المجالات، وهذا الأمر ليس وليد هذه الأيام.. لو قلنا مثلًا إن أعضاء نقابة الممثلين 4 آلاف، فلا أتصور أن من يمارسون المهنة يتجاوزون 10%، وهو ما ينطبق أيضًا على السينمائيين والموسيقيين.
البيان فى عمقه دعوة للفت الأنظار، يقدمون للرأى العام أنفسهم بأنهم القادرون على تقديم الصعيد كما ينبغى أن يكون الصعيد، وأنهم ضد العنف والدماء والألفاظ الخارجة، وهو ما يضمن أن يقف الرأى العام فى صفهم لأنهم سوف يقدمون له (الدراما النظيفة)، ثم انبطحوا أكثر وهم يؤكدون أنهم يوجهون الدعوة لإنشاء رقابة موازية يشاركون فيها مع عدد من الأطباء ورجال المجتمع فى كل المجالات، وأنهوا بيان الخزى بطلب لقاء عاجل مع المنتج تامر مرسى.
استتبع الأمر إصدار بيان آخر من مجموعة موازية لاتزال فى الميدان، كان رهانهم متجاوزًا اللحظة ورفضوا تمامًا كل هذا التردى الذى دفع هؤلاء إلى المطالبة بزيادة اللجان الرقابية، لمجرد تأكيد الانبطاح أكثر وأكثر.
ستظل الأزمة قائمة بين من لا يعمل ولا يعترف عادة بأنه يتحمل المسؤولية، بل يلقى التبعة على الزمن والشللية، يطلق على نفسه صاحب الموقف الذى لا يمكن أن يستجيب لرغبات النجوم، بينما كل النجوم يتذكرونه وهو يعرض عليهم مشروعاته التى لاتزال تسكن خارج الزمن.
الجمعية أُنشئت من أجل إقرار قانون (الملكية الفكرية) الذى يضمن للأعضاء وورثتهم موارد مالية دائمة مقابل إعادة عرض أعمالهم على الشاشات، إلا أنها انحرفت عن الهدف لتصفية حسابات والبحث عن فرصة.
لا أحد ينتقد زملاء له فى المهنة طالما لايزال محسوبًا عليها، الجمعية تورطت قبل ذلك فى بيان قبل نحو عام أو اثنين عندما اعترضت على نظام ورش كتابة السيناريو، ومع إقرارى أن أغلب ما تنتجه الورش دون المستوى، إلا أن الورش فى عدد قليل- لو كان هناك أسطى فاهم (الشغلانة)- تنتج أعمالًا جيدة، لدينا هذا العام مسلسلا (لعبة نيوتن) تامر محسن، و(خللى بالك من زيزى) مريم ناعوم.
كاتبنا الكبير بشير الديك قامة وقيمة وتاريخ عريض، عليه ألا يتورط قبل أن يزج أحدهم بالجمعية مستغلًا اسمه فى مواقف ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب، حقٌّ يراد به باطل.
(جمعية الدراما) التى تنام كثيرًا كثيرًا حتى وهى مستيقظة تكتشف أنها لاتزال (واخدة تعسيلة)!!.
نقلا عن "المصري اليوم "