البابا تواضروس «أُونْ لاين»!
«الخماسين المقدسة» الفترة الوحيدة فى العام التى يُمنع فيها الصوم حتى أيام الأربعاء والجمعة، ويصومها المسيحيون فى كل أسبوع، وهى فترة تمتد من عيد القيامة المجيد حتى عيد العنصرة، أى عيد الصعود، حيث تُعد فترة فرح لا صوم فيها، ويكون فيها الطقس الكنسى فى القداسات والصلوات باللحن الفرايحى.
اتصالًا بالخماسين المقدسة وألحانها، العظة الأسبوعية للبابا تواضروس ستعود مع نهاية فترة الخماسين المقدسة، يوم 23 يونيو المقبل.
خبر جد سعيد يزفه موسى إبراهيم، المتحدث الرسمى للكنيسة الأرثوذكسية، عبر «اليوم السابع».
اللقاء الأسبوعى يتجدد، أشواق الطيبين للقاء البابا تتحدث عنها المنتديات المسيحية، يستوحشون من الوحشة ظهورات البابا الأسبوعية ويفتقدونها، للبابا فى قلوب البسطاء محبة عميقة لا تغيرها الحملات الإلكترونية الممنهجة الظالمة لقداسته.
محبة خالصة، وتوقيًا، وأخذًا بالأسباب، لا تتعجل قداسة البابا، الوباء لا يزال شديدًا، واللقاح لا يوفر مناعة كاملة، والخوف مشروع على صحتكم وصحة الحضور، سيكون الحضور كثيفًا على شوق، وهنا وجه الخشية.
مَن يحب البابا يتمنى له الصحة والسلامة بعيدًا عن العدوى الضاربة فى الأرجاء، الموجة الثالثة صعبة، والعدوى منتشرة، أعلم شوق البابا للقاء الشعب، وتشوق الطيبين لرؤية البابا، ولكن الشوق لا يُغنى من حذر مستوجب، ويستوجب الحذر الكامل.
صحة البابا محل رعاية، وخضع قداسته لأكثر من عملية كبيرة فى ظهره خلال السنوات الأخيرة، ومقاومته أخشى ليست فى معدلاتها التى تقاوم فيروسًا متحورًا عصيًّا على العلاجات، ويتفلت شرسًا من اللقاحات، فليتمهل قداسته حتى ينزاح شبح الوباء تمامًا، ولو بعد حين.
فى الـ«أُونْ لاين» حياة، اللقاء الإلكترونى، أو العظة عبر تقنية الفيديو تُذاع على القنوات المسيحية توفر بديلًا، كل الرئاسات من حول العالم تتواصل إلكترونيًا، «أُونْ لاين»، والاحترازات الطبية القصوى فى حالات التواصل المباشر، أخشى ثغرة ينفذ منها الفيروس، ينجيه وينجينا الله، ويحيط الشعب برعايته، ويرفع عن البشرية جمعاء البلاء.
خلاصة القول، الأمر طبى بحت، والاحترازات الطبية مستوجبة، وشوق الشعب مقدر، والخشية مستوجبة، لا أتزيد ولا أزايد على المقدرين من حول البابا، مَن هيأوا الأسباب لظهور قداسته لاحقًا فى موعد معلوم، ولكن الحذر كل الحذر.. الحذر واجب، والقلق يعتور المحبين، وهم قانعون بما تيسر إلكترونيًّا وفضائيًّا من ظهورات، وليتها «أُونْ لاين» وتكون أسبوعية فى نفس الموعد المضروب للعظة، بديلًا مؤقتًّا كافيًا.
البابا الصامت على الأذى لم يغِب، يسجل حضورًا لافتًا، ولم يمنعه الوباء من الظهور، صحيح بمفرده، ولكنها الأسباب التى يتوخّاها الشعب جميعًا، وعليه يفضل بقاء البابا «أُونْ لاين» وليست بدعة كنسية، ولكنها من أحكام الجائحة.
نقلا عن "المصري اليوم "