سقوط الأقنعة .. تفاصيل تحركات السيسي لمنع «قوى الشر» من إحراج مصر في قضية فلسطين
تخصيص نصف مليار دولار لإعادة إعمار غزة وفتح المستشفيات لاستقبال الجرحى وإرسال عشرات الشاحنات المحملة بالأغذية والأدوية للقطاع
سفير فلسطين فى مصر يشكر السيسى
على ما قامت به مصر
«راغب»: مصر كانت على مستوى الحدث
فى التعامل مع الأزمة
«إبراهيم»: القاهرة مصر تحركت
بشكل مكثف منذ اللحظة الأولى لاندلاع أحداث القدس ومازالت تحمل عبء الدفاع عن القضية
الفلسطينية
«الرقب»: الدولة المصرية عملت
منذ اليوم الأول على حقن دماء الشعب الفلسطينى والولايات المتحدة جددت انحيازها لإسرائيل
«الشاذلى»: توحش إسرائيل سيستمر
طالما ظل العرب متفرقين ومصر فعلت ما بوسعها
«درويش»: أمريكا تنظر للعرب والمسلمين
على أنهم وحوش وإرهابيون يهددون العالم
صحيفة أمريكية: الصراع بين الفلسطينيين
والإسرائيليين عاد من جديد رغم «الاتفاقيات الإبراهيمية»
الإدارة الأمريكية توافق على
بيع أسلحة دقيقة التوجيه لتل أبيب
تصريحات عنترية معتادة من تركيا
وإيران وحزب الله
للوهلة الأولى قامت مصر بتحركات دبلوماسية
مكثفة بهدف الوقف الفوري لنزيف الدم ووقف التصعيد الإسرائيلي على قطاع غزة وعلى الفلسطينيين
في الضفة الغربية والقدس.
وأعلنت الرئاسة المصرية تخصيص 500 مليون
دولار لجهود إعادة إعمار غزة في أعقاب الضربات الجوية الإسرائيلية، مع قيام الشركات
المصرية المتخصصة بالاشتراك في تنفيذ عملية إعادة الإعمار.
كما وضعت مصر المستشفيات المصرية في حالة
تأهب قصوى لاستقبال جرحى العدوان الإسرائيلي، وقامت بإرسال العشرات من شحنات الأغذية
والأدوية للشعب الفلسطيني، وقامت بإرسال العشرات من سيارات الإسعاف إلى قطاع غزة لنقل
الجرحى الفلسطينيين إلى المستشفيات المصرية.
وأكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، على استمرار
مصر ببذل قصارى جهدها من أجل وقف التصعيد المتبادل حاليًا، وذلك من خلال تكثيف الاتصالات
مع كافة الأطراف الدولية المعنية، ومع الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، مع دعم مصر لكافة
الجهود الدولية الرامية لإنهاء حالة التوتر الحالية واستعادة الاستقرار والحد من نزيف
الدماء والخسائر البشرية والمادية.
كما شدد الرئيس على خطورة تداعيات محاولات
تغيير الوضع الديموغرافي لمدينة القدس، وهي المحاولات التي تستوجب الوقف الفوري.
وقد تلقى الرئيس عبد الفتاح السيسي،
اتصالين من الرئيس الأمريكي جو بايدن.
وقال السفير بسام راضي، المتحدث الرسمي
باسم رئاسة الجمهورية، أن الاتصال تناول "تبادل الرؤى والتقديرات تجاه تطورات
القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، فضلاً عن التباحث حول موضوعات علاقات التعاون
الثنائي بين مصر والولايات المتحدة".
وفِي هذا الإطار، أكد الرئيس "بايدن"
على قيمة الشراكة المثمرة والتعاون البناء والتفاهم المتبادل بين الولايات المتحدة
ومصر، ومن ثم تطلع الإدارة الأمريكية لتعزيز العلاقات الثنائية مع مصر خلال المرحلة
المقبلة في مختلف المجالات، خاصةً في ضوء دور مصر المحوري إقليمياً ودولياً، وجهودها
السياسية الفعالة في دعم الأمن والاستقرار في المنطقة وتسوية أزماتها.
وقد أكد الرئيس من جانبه قوة العلاقات المصرية
الأمريكية وما تتسم به من طابع استراتيجي، مؤكداً
استمرار مصر في بذل الجهود لتعزيز العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، وذلك
في إطار ثابت من المصالح المشتركة والاحترام المتبادل.
وقال النائب أحمد دياب وكيل لجنة الشباب
والرياضة بمجلس الشيوخ، أن إتصال رئيس الولايات المتحدة الأمريكية جو بايدن بالرئيس
السيسي، والحديث على البعض الامور الهامة المتعلقة بالمنطقة، يعكس مكانة وقوة الدولة
المصرية.
وأشاد دياب، بإتصال الرئيس بايدن بالرئيس
عبد الفتاح السيسي مرتين والذي يثبت أن مصر رمانة الميزان في منطقة الشرق الاوسط، لافتا
إلى أن اللإشاعات التي تم ترويجها من قبل بعض المغرضين بشأن موقف الرئيس بايدن من مصر
بعد انتخابه كان محض كذب وإدعاءات عارية تماما عن الصحة شكلا ومضمونا.
وأوضح وكيل لجنة الشباب والرياضة بمجلس
الشيوخ، أن الدولة المصرية دائما ما تؤكد مواقفها أنها الشقيقة الكبرى للعرب وأشقائها
من الدول الأفريقية أيضا، متابعًا أن العلاقات الخارجية المصرية شهدت تطورا كبير وغير
مسبوق على مدار الفترة الماضية.
وشكر سفير دولة فلسطين في مصر ومندوبها
الدائم لدى جامعة الدول العربية، دياب اللوح، الرئيس عبد الفتاح السيسي والأجهزة المعنية
المصرية ووزارة الصحة وأطقمها الطبية، على فتح المستشفيات المصرية أبوابها لتلقي الجرحى
الفلسطينيين وعلاجهم في مصر.
وقال القيادي في حركة "فتح" أستاذ
العلوم السياسية بجامعة القدس جهاد الحرازين، إن "مصر لم تتأخر في الوقوف إلى
جوار الشعب الفلسطيني منذ اندلاع الأزمة، بل تحركت منذ اللحظة الأولى للعدوان في سبيل
التهدئة وتوفير الحماية للفلسطينيين ووقف العدوان، وعبر اتصالات ومباحثات مع الفصائل
الفلسطينية والجانب الإسرائيلي والأمم المتحدة ومجلس الأمن.
ويقول رئيس المؤسسة العربية للدراسات الاستراتيجية
سمير راغب، إن "مصر كانت على مستوى الحدث في التعامل مع الأزمة، سواء بإرسال مذكرة
لأمين عام الأمم المتحدة أو مجلس الأمن"، مشيرا إلى أن "لهجة وزير الخارجية
المصري سامح شكري خلال اجتماع جامعة الدول العربية، والأمين العام للجامعة أحمد أبو
الغيط، حملت رسائل مباشرة بأن مصر لن تسمح باستمرار نزيف الدماء والخسائر والعدوان
على الفلسطينيين، وهو ما يتضح في حديث شكري عن ارتكاب جرائم مخالفة للقانون الدولي".
اتفاقيات أبراهام في مهب الريح
تسبّب الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين
في تشكيك البعض في جدوى اتفاقيات السلام التي
أبرمتها إسرائيل مع بعض الدول العربية، حيث أشار مايكل ستيفنز، الزميل المشارك في معهد
رويال يونايتد سيرفيس للأبحاث في لندن، إلى أن الوعود العربية بأن اتفاقيات أبراهام
ستمنح دولًا بعض النفوذ على إسرائيل لمساعدة القضية الفلسطينية اتضح أنها جوفاء.
وأكدت روسيا في مجلس الأمن الدولي أن تطبيع
العلاقات بين إسرائيل ودول عربية أمر غير قادر على إرساء استقرار شامل في الشرق الأوسط
في حال تجاهل الملف الفلسطيني الإسرائيلي.
وقال نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي
فيرشينين، إن "الدورة الجديدة من الأزمة تشير إلى أن تطبيع علاقات إسرائيل مع
دول عربية، وعلى الرغم من إيجابية هذه الظاهرة، غير قادر على إرساء استقرار شامل للأوضاع
في الشرق الأوسط في حال تجاهل الملف الفلسطيني الإسرائيلي".
وكتب ماكس بوت مقالة في صحيفة "واشنطن
بوست" الأميركية رأى فيها أن الاشتباكات الأخيرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين
توضح أنه لا يوجد "سلام" ولا "شرق أوسط جديد" كما زعم الرئيس الأميركي
السابق دونالد ترامب في 15 أيلول سبتمبر 2020، عندما افتخر بإنجازاته – والوحيدة تقريبًا
– في السياسة الخارجية وهي توقيع اتفاقيات أبراهام لتطبيع العلاقات بين "إسرائيل"
والإمارات العربية المتحدة والبحرين، إذ قال ترامب حينها في احتفال بالبيت الأبيض:
"بعد عقود من الانقسام والصراع، نحتفل ببزوغ فجر شرق أوسط جديد، ستعمل هذه الاتفاقيات
معًا كأساس لسلام شامل في جميع أنحاء المنطقة".
وقال الكاتب إنه بعد ثمانية أشهر، يبدو
هذا التفاخر أكثر إثارة للضحك الآن مما كان عليه في ذلك الوقت. فلا تزال الفوضى المليئة
بالدماء نفسها كما كانت دائمًا، كانت اتفاقيات أبراهام جيدة، لكنها لم تفعل شيئًا لحل
النزاعات الكامنة في اليمن وسوريا وليبيا أو الضفة الغربية وقطاع غزة.
وقالت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية:
«كانت إسرائيل تأمل في أن تؤدي مجموعة من الاتفاقيات الدبلوماسية التي تم التوصل إليها
العام الماضي، والتي يطلق عليها الاتفاقيات الإبراهيمية، إلى إعادة تشكيل موقفها في
منطقة طالما تجنبتها، مما يساعد البلاد على احتواء إيران والبدء في إقامة علاقات تجارية
جديدة، لكن صراعها المستمر منذ عقود مع الفلسطينيين عاد إلى الواجهة مرة أخرى».
مجلس الأمن يفشل كالعادة
فشل مجلس الأمن الدولي أكثر من مرة في إصدار
بيان يدعو لوقف العدوان الإسرائيلي بسبب اعتراض الولايات المتحدة الأمريكية، التي أدعت
أنها لا تثق بأن بيانا من شأنه أن يسهم في وقف التصعيد.
أمريكا وأوروبا.. من حق إسرائيل
الدفاع عن نفسها
كان الموقف الأمريكي والأوربي صادما للكثيرين،
وخاصة الذين كانوا يراهنون على أمريكا والغرب في وقف الحرب على غزة، والذين كانوا يتوقعون
من الرئيس الحالي جو بايدن موقفًا مختلفًا عن موقف الرئيس السابق دونالد ترامب.
كما كرر وزير الخارجية الأمريكي إدانة الهجمات
الصاروخية التي شنتها حركة حماس باتجاه إسرائيل "بأقصى درجات الحزم"، وقال
إن "مقتل مدنيين" يمثل "مأساة".
حتى موقف الدول الأوروبية الذي كان داعمًا
نسبيا للحقوق الفلسطينية، انحاز هذه المرة بشكل كامل للعدوان الإسرائيلي، حيث صدرت
بيانات وتصريحات منفردة عن الأمريكيين والأوروبيين، أكدت على حق إسرائيل الدفاع عن
نفسها والتنديد بأعمال المقاومة الفلسطينية ووصفها بالإرهاب.
العرب والمسلمون يطالبون المجتمع
الدولي بالتحرك
أما الموقف العربي والإسلامي فقد عبرت عنه،
جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي، حيث حمّلت جامعة الدول العربية سلطات
الاحتلال الإسرائيلية كامل المسؤولية، وطالبت، في بيان، المجتمع الدولي وأعضاء الرباعية
الدولية والمنظمات الإقليمية والدولية ومجلس الأمن، بتحمل المسؤولية والتدخل الفوري
والحاسم لوقف الحرب.
وأكدت الجامعة العربية أنَّها تستنكر جرائم
الحرب والعدوان الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني والقصف الهمجي لقطاع غرة، وشدد على
استنكار مخططات التطهير العرقي التي تمارسها سلطات الاحتلال، خاصة في القدس وأحيائها.
وأدانت منظمة التعاون الإسلامي "بأشد
العبارات الاعتداءات الوحشية الإسرائيلية" على الشعب الفلسطيني، حسبما ورد في
بيان صدر عن اجتماع طارئ للمنظمة الأحد. وطالب البيان، الذي نشرته وسائل الإعلام الرسمية
السعودية، بالوقف الفوري للهجمات على المدنيين، واصفًا إياها بأنها "تنتهك القانون
الدولي وقرارات الأمم المتحدة".
إيران وتركيا وحزب الله.. تصريحات
عنترية
كالعادة اكتفت إيران وتركيا بالتصريحات
النارية العنترية المدغدغة للعواطف، فمنذ بداية الأزمة أطلق الرئيس التركي رجب طيب
أردوغان عددًا من التصريحات النارية التي لا تغني ولا تسمن من جوع.
فقد اعتبر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان،
أن يدي نظيره الاميركي جو بايدن "ملطختان بالدماء" بسبب دعمه لإسرائيل التي
تواصل تصعيدها العسكري ضد قطاع غزة.
وخاطب «أردوغان»، «بايدن» قائلا: «تكتب
التاريخ بيدين ملطختين بالدماء»، آخذًا على الإدارة الأميركية خصوصًا أنها وافقت على
بيع أسلحة إضافية للدولة العبرية "التي تشن هجمات غير متكافئة على قطاع غزة".
كذلك وجّه أردوغان انتقادات حادة لإسرائيل
قائلا: "إنهم قتلة لدرجة أنهم يقتلون أطفالا بعمر خمس وست سنوات، لا يشبعهم إلا
سفك الدماء"، وكرر اتهامه لإسرائيل بأنها "دولة إرهابية".
وقال قائد "فيلق القدس" التابع
للحرس الثوري الإيراني، إسماعيل قاآني، إن "على الشعب الفلسطيني الاستعداد لاستلام
إدارة بلاده بعد زوال إسرائيل، فيما تعهد بأن "إيران ستقدم كل ما في وسعها حتى
تحقيق هدف تحرير كامل التراب الفلسطيني".
أما حزب الله اللبناني بقيادة حسن نصر الله،
والذي طالما رفع شعارات «الموت لإسرائيل»، والدفاع عن القدس وعن فلسطين، فلم يحرك ساكنا
ولم يخرج حتى تصريح من السيد حسن نصرر الله لمناصرة المقاومة الفلسطينية.
سباق مع الزمن لوقف الحرب
أكد اللواء محمد إبراهيم الدويرى، نائب
المدير العام للمركز المصري للفكر والدراسات الاسترتيجية، أن مصر تسابق الزمن لوقف
الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة وتتحرك على أعلى المستويات وبشكل قوى وشامل مع كافة
الأطراف الإسرائيلية والفلسطينية والاقليمية والدولية لوضع حد للاعتداءات والمأساة
التى يشهدها الفلسطينيون، على أساس أن تكون هذه الخطوة وإنهاء هذه الحرب التدميرية
مقدمة نحو إقرار الحل السياسى الذى يتبناه المجتمع الدولى وهو حل الدولتين والذى يعنى
قيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على حدود 67 عاصمتها القدس الشرقية تعيش جنبًا
إلى جنب بجوار دولة إسرائيل فى أمن وسلام واستقرار.
وأضاف بأن مصر تحركت بشكل مكثف منذ اللحظة
الأولى لاندلاع أحداث القدس فى السابع من مايو الحالى وبلورت مواقفها منذ البداية تأسيسًا
على مبدأين رئيسيين أولهما الرفض المطلق لسياسة الأمر الواقع الذى تحاول إسرائيل فرضها
على الفلسطينيين؛ ولا سيما فى مدينة القدس، وثانيهما أن القضية الفلسطينية تمثل أساس
الاستقرار فى المنطقة وأن كافة التداعيات التى تحدث على فترات ليست سببًا وإنما هى
نتيجة لعدم حل هذه القضية العادلة ورفض إسرائيل منح الفلسطينيين حقوقهم المشروعة.
وشدد «إبراهيم»، على أن مصر التى تحملت
عبء الدفاع عن القضية الفلسطينية طوال عقود سابقة ولاتزال تتمتع بعلاقات جيدة مع كافة
الأطراف الإقليمية والدولية سوف تظل تتحمل هذه المسئولية بكل صدق وجدية حتى ينعم الفلسطينيون
بدولتهم المستقلة.
سئمنا من الحروب والقتل
يقول الدكتور أيمن الرقب، الخبير السياسي
الفلسطيني، والقيادي في حركة فتح، إن الاحتلال الإسرائيلي هو الذي بدأ باستفزاز الفلسطينيين
من خلال الاعتداء على الفلسطينيين في مدينة القدس، مشيرا إلى أن الفلسطينيين كعرب ومسلمين
يفتخرون أن مقاومة بدائية في قطاع غزة تجعل دولة نووية كدولة الاحتلال الاسرائيلي يبيت
سكانها في الملاجئ، وبالتالي ما يحدث هو جولة من جولات الصراع مع الكيان الصهيوني.
ووجه السياسي الفلسطيني الشكر إلى مصر على
موقفها من القضية الفلسطينية، مؤكدا على أن مصر تحركت منذ اليوم الأول لوأد التصعيد
الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني وحقن دماء الشعب الفلسطيني، مشيرا إلى أن مصر اعتبرت
أن القضية الفلسطينية هي قضية أمن قومي مصري وبالتالي تحركت في سياق منع التصعيد ولكن
الاحتلال رفض.
ولفت إلى أنه منذ اليوم الأول الذي بدأت
فيه الأحداث في القدس تحرك الجانب المصري وأرسل وفدا عالى المستوى لإقناع الاحتلال
بعدم التصعيد ولكن دون جدوى، موضحًا أن مصر أرسلت طواقم طبية لمعالجة الجرحى في قطاع
غزة، وفتحت مستشفيات العريش وسيناء أمام الجرحي الفلسطينيين، وأرسلت إسعافات الهلال
الأحمر المصري لنقل المصابين، وقامت بإرسال شاحنات أغذية وأدوية لقطاع غزة، مشددا على
أن مصر تعتبر القضية الفلسطينية قضية أمن قومي مصري وتتحرك في هذا السياق لحقن دماء
الشعب الفلطسطيني.
وتابع «الرقب»، أن الولايات المتحدة الأمريكية
أعلنت مرة أخرى انحيازها الكامل للاحتلال الإسائيلي، ومنعت إصدار حتى مجرد بيان من
مجلس الأمن لوقف الحرب على الشعب الفلسطيني، مشيرًا إلى أن حل القضية الفلسطينية واضح
للجميع وهو انسحاب إسرائيل من الأراضي التي احتلها عام 1967 من أجل قيام دولة فلسطينية
تعيش في سلام.
وحوش وإرهابيون
ويقول اللواء عبد الرافع درويش، الخبير
العسكري والاستراتيجي، إن ما يحدث في غزة مأساة بمعنى الكلمة، محملا حركة حماس جزءا
كبيرا من المسئولية على ما يحدث وأنها تتاجر بأولادها وترفض وقف إطلاق النار، متسائلا:
«أين إيران وحزب الله.. وأين أردوغان خليفة المسلمين؟»، مشيرًا إلى أن الموقف الأمريكي
كالعادة منحاز بشكل كامل لإسرائيل.
وتابع «درويش»، أن امريكا تعتبر ما تقوم
به إسرائيل دفاعا عن النفس، وهذا يؤكد أنها تكيل بمكيالين بالنسبة لحقوق الإنسان، فهي
تنظر للعرب والمسلمين على أنهم وحوش وإرهابيون يهددون العالم، بينما تنظر للإسرائيليين
على أنهم ديمقراطيون وحياتهم غالية، مشيرا إلى أن حقوق الإنسان بالنسبة لأمريكا هي
حقوق الإنسان الإسرائيلي، أما المواطن الفلسطيني أو العربي فليس له ثمن عندهم، واصفا
الموقف العربي مما يحدث بـ«المتخاذل»، مشيرا إلى أن مصر هددت إسرائيل وأرسلت عربات
إسعاف لنقل الجرحى، ولكن لا أحد يعترف بالدور الذي تقوم به مصر من أجل الشعب الفلسطيني.
توحش إسرائيلي
ويقول السفير محمد الشاذلي، سفير مصر السابق
في السودان وعضو المجلس المصري للشئون الخارجية، إن سبب ما نراه من توحش إسرائيلي على
الفلسطينيين هو التشرذم والتفرق العربي، مشيرا إلى أنه كلما تشرذم العرب وتفرقوا قويت
شوكت الأعداء، معبرا عن أسفه من بعض الأصوات التي تشمت، وتحمّل حماس مسئولية ما يحدث
في قطاع غزة.
وأوضح «الشاذلي»، أن الذي يقتل الأطفال
والنساء والشيوخ في غزة ليست حماس ولكنها إسرائيل، مؤكدا على أن تحميل ما يحدث من دمار
في غزة لحماس غير مقبول وغير أخلاقي، منوها إلى أن مصر فعلت ما تستطيع فعله وقامت بفتح
معبر رفح وفتحت المستشفيات لعلاج الجرحى الفلسطينيين، مشيرا إلى أن رد الفعل العربي
كالعادة اقتصر على الإدانة والشجب، مؤكدا على أن ما يحدث في غزة سوف يستمر طالما لا
يوجد جبهة عربية موحدة وقوية وطالما أن الدول العربية مهلهلة ومتشرذمة، لافتا إلى أن
الموقف الأمريكي طول عمره منحاز تماما لإسرائيل ويضمن التفوق العسكري لإسرائيل الذي
يمكنها من العربدة في العالم العربي كله.
وأكد أنه لم يفاجأ مثل الآخرين من الموقف
الأمريكي الذي يرى أنه لم يتغير، متسائلا: هل التنكيل الذي يحدث للفلسطينيين في المسجد
الأقصى دفاع عن النفس، وهل كم الدمار الذي يحدث في قطاع غزة دفاع عن النفس؟، مشيرا
إلى أن حديث بعض الأطراف العربية عن وجود خسائر في الجانب الإسرائيلي يهدف إلى إضعاف
الموقف الفلسطيني، مؤكدا أن ما يحدث لا يسمى حربا وإنما هو إرهاب دولة على شعب مستضعف
لا حول له ولا قوة، مؤكدا أنه لا يراهن على أمريكا أو اوربا أو روسيا أو أي طرف خارجي
لحل القضية الفلسطينية، ولكنه يعول فقط على وحدة الصف العربي ووجود جبهة عربية قوية
وموحدة تقف ضد العربدة الإسرائيلية.
وشدد على أن هذه الأحداث أثبتت العجز العربي
والإسلامي، موضحا على أن هذا السيناريو سوف يستمر وسوف يتكرر نتيجة العجز والانقسام
العربي وعدم وجود جبهة عربية موحدة، متوقعا أن تتم إعادة بناء ما تم تدميره ثم تقوم
إسرائيل مرة أخرى بدك غزة وهكذا دواليك، مشيرا إلى أن حل الدولتين الذي يتحدثون عنه
يقوم على وجود دولة فلسطينية منزوعة السلاح والسيادة وضعيفة مقابل دولة إسرائيلية مدججة
بالسلاح تتحكم فيها إسرائيل.