رئيس التحرير
خالد مهران

لعنة فلسطين .. هزيمة مؤلمة لإخوان المغرب في الانتخابات

النبأ

 

هزيمة مؤلمة تعرض لها حزب "العدالة والتنمية" المغربي في الانتخابات التشريعية التي جرت في 8 سبتمبر/ أيلول الجاري، حسب ما وصفها الأمين العام السابق للحزب عبد الإله بنكيران.

 

بنكيران الذي كان يستعد للترشح للانتخابات التي جرت يبدو أنه قرأ المشهد جيدا، حيث تراجع عن الترشح للانتخابات، إلا أنه لم يتخل عن فكرة العودة لقيادة الحزب، حيث دعا الأمين العام لحزب العدالة والتنمية سعد الدين العثماني للاستقالة.

 

العديد من المعطيات كانت تشير إلى أن "العدالة والتنمية" لن يحافظ على صدارة المشهد الذي تصدره طيلة 10 سنوات، إلا أنه لم يكن يتوقع أن تكون الخسارة بهذا الشكل، حيث حصل الحزب على 12 مقعدا فقط حسب النتائج الأولية، وهو ما يراه الشارع هزيمة ساحقة.

 

بشأن الهزيمة الساحقة التي تعرض لها الحزب في المغرب، تقول الكاتبة والباحثة السياسية شامة درشول، إن: الحزب حل بالمرتبة الثامنة بـ 12 مقعدا، وهذا يعني أنهم لن يتواجدوا في الحكومة، ولن يجدوا سوى المعارضة بديلا مع باقي الأحزاب التي حصلت على نتائج ضعيفة.

 

وأوضحت أن هذا الوضع سيئ لهم ليس بسبب تبخر حلمهم في ولاية ثالثة، بل لأن وضعهم في المعارضة بهذه النتائج سيكون ضعيفا، ولن يساعدهم في تشكيل معارضة قوية ضد الحكومة المقبلة.

 

وهذا يعني أيضا أن "التحالف الإسلامي اليساري" الذي كان يلجأ إليه الحزب كحديقة خلفية لتشكيل معارضة خارج الحكومة، وحتى تشكيل معارضة وهم داخل الحكومة لم يعد خيارا ناجحا.

 

وأضافت في حديثها لـ"سبوتنيك"، أن الوضعية الحالية قد تدفع الحزب نحو انشقاق لتشكيل حزب جديد، يشتغل على نفسه خلال فترة الحكومة الحالية وعينه على الانتخابات القادمة.

 

وتشير درشول إلى أن تراجعهم عن الصف الأول كان متوقعا، لكن سقوطهم المدوي بهذا الشكل لم يكن ليتوقعه أحد حتى أكثر المتشائمين. 

 

واستطردت بقولها إنهم يفسرون هذا التراجع بتحالف سلطة المخزن مع مال أخنوش، وهي طريقة دائما ما يلجؤون إليها "المظلومية".

 

لكنها رأت أن: "هناك أسباب حقيقية وراء ما حصل، أولها أن جماعة العدل والإحسان تخلت عنهم، وهي من كانت تساعدهم في الوصول إلى أعلى الأصوات، إضافة إلى أن الجماعة لعبت على حبلين، (الحكومة والشارع)، إضافة إلى أزمات وفضائح جنسية ومالية جعلت منهم حزبا بشريا وأسقطت عنه التأليه". 

 

ورأت أنهم ارتكبوا أخطاء جسيمة كان القصر أو الدولة العميقة تتدخل لتصحيحها. 

 

وبينت أنهم صموا آذانهم عن الشارع، وفقدوا حتى اهتمام القصر بهم كورقة وساطة لامتصاص غضب الشارع.

 

وقالت إنهم: "صمتوا كذلك عن خروقات حقوقية وتجاهلوها، ونهجوا "السياسة الجيدة نحن من وراءها، والسيئة من تدبير القصر أو المخزن"، وهو تهرب من المسؤولية أضعف صورتهم أمام الشعب".

 

النقطة التي يتفق عليها العديد من الخبراء أن توقيعهم على التطبيع كان ضربة موجعة لهم في الشارع، وهو ما توضحه درشول بأن موافقتهم على قرارات كانوا من أشرس معارضيها مثل التطبيع، تعد أحد الأسباب.

 

وترى درشول أن النتيجة التي حصل عليها حزب العدالة والتنمية لا ترتبط بالتحولات في المنطقة، لكنها نتيجة التفاعلات والسياسات التي اتبعها الحزب خلال فترة حكمه في الداخل المغربي.

 

بدوره، قال رشيد لرزق أستاذ العلوم السياسية في المغرب، إن هناك العديد من العوامل التي تضافرت على الزلزال الذي عرفه "العدالة والتنمية"، وذلك يعود إلى كون المحيط الإقليمي هو الذي ساهم في صعوده المدني، وأن هذا المحيط لم يعد وبالتالي تقهقر".

 

وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن: "المبالغة في لعبة تبادل الأدوار التي تفطن لها الشارع المغربي بين الجناح المزايد الذي يقوده عبد الإله بنكيران والجناح البرغماتي، كان أحد الأسباب أيضا".

 

وأوضح أن حزب "العدالة والتنمية" يعود لحجمه الذي كان سنة 1997، حيث كان فقط في عشر مقاعد. 

 

وشدد على أن حزب "العدالة والتنمية" لم يلب ما كان ينتظره المواطن المغربي في الصحة والتعليم وتحسين جودة الحياة.

 

وعلق رئيس حركة "مجتمع السلم" الجزائرية، عبد الرزاق مقري، على الانتخابات المغربية، مؤكدا أن لعنة فلسطين أصابت العثماني الذي تعرض حزبه لهزيمة مدوية.

 

وكتب مقري، اليوم الخميس، في تغريدة عبر صفحته الرسمية على موقع "تويتر"، قائلا: "العبرة لعنة فلسطين تصيب العثماني والعدالة والتنمية في المغرب، عبرة لمن يريد أن يعتبر، اللهم لا شماتة! عبرة للانبطاحيين من الإسلاميين، أو أي قوة سياسية، لما يحدث لهم حينما يعتقدون أنهم بالتنازلات عن مبادئهم ستحتضنهم الأنظمة الفاسدة العميلة، وأن الغرب سيقبلهم".

 

هذا وكشفت نتائج الانتخابات التشريعية والمحلية في المغرب عن مفاجأة كبيرة بسقوط حزب "العدالة والتنمية" (إسلامي معتدل) الذي قاد الحكومة لولايتين متتاليتين عقب تصدره نتائج انتخابات 2012 و2016.

 

وتذيل "العدالة والتنمية" ترتيب الأحزاب الفائزة بأكثر من 10 مقاعد، واحتل المرتبة الثامنة بعد أن حصل على 12 مقعدا في البرلمان، فيما حصل في آخر استحقاق انتخابي على 125 مقعدا ما يعني أنه خسر 113 مقعدا.

 

ولم يتوقع أشد المراقبين تشاؤما تحقيق حزب "العدالة والتنمية" هذه النتائج الهزيلة، حيث مني الحزب بخسارة تؤكد أن الناخب المغربي عاقب، بطريقته، الحزب الذي قاد الحكومة لعشر سنوات من دون أن يحقق الكثير من وعوده الانتخابية.

 

واهتزت شعبية حزب "العدالة والتنمية" بتلك الهزيمة، بعد أن كان قد وصل للسلطة في فترة موجات الربيع العربي عام 2011، مستفيدا من التعديل الدستوري الذي منح الحزب الفائز بالانتخابات حق قيادة الحكومة، بالقرارات العديدة التي اتخذها برفع الدعم عن المواد الأكثر استهلاكا وإصلاح نظام التعاقد.

 

المصدر: سبوتنيك