«النبأ» تكشف بالتفاصيل .. المستفيدون من إشعال «الفتنة» بين الدول العربية
العلاقات بين الجزائر والمغرب تدخل مرحلة القطيعة
قطر ترفض التطبيع مع الأسد وأمريكا توجه رسالة للعرب
«حسن»: المشهد العربي مثير للألم وتركيا لن تخرج من ليبيا قبل
الانتخابات
«الشاذلي»: العرب الخاسر الأكبر مما يحدث
وإسرائيل لها أصابع في كل مكان بالشرق الأوسط
«خلاف»: تل أبيب أكبر المستفيدين من
الخلافات العربية المعطلة
في
الوقت الذي تواصل فيه إسرائيل وتركيا وإيران والقوى الدولية التمدد في الشرق
الأوسط، تضرب الخلافات العربية البينية العالم العربي، فما هي أسباب هذه الخلافات،
ومن المستفيد من إثارة فتنة الخلافات في جميع أنحاء الوطن العربي؟
الجزائر التي
تدعم حركة البوليساريو التي تسعى إلى إنشاء جمهورية صحراوية عربية ديمقراطية
مستقلة في الصحراء الغربية، التي تعدها المملكة المغربية جزءا لا يتجزأ من
أراضيها، أعلنت قطع علاقتها الدبلوماسية مع المغرب.
وحسب
خبراء، تشهد العلاقات المغربية - الجزائرية تدهورًا مزمنًا، بسبب تراكم
الخلافات التي نشبت نتيجة قضية تقسيم الحدود، واستمرت إلى الآن، ومنذ ذلك
الحين أصبح نظاما البلدين على طرفي نقيض، يتنافس كل واحد منهما على الريادة
الإقليمية والقارية، إضافة إلى تبادلهما الاتهامات، وعملهما على كسب تحالفات في
المنظمات الإقليمية والقارية والدولية، لضرب مصالح الطرف الآخر.
وكان آخر تطور في تدهور علاقات
البلدين إعلان وزير الخارجية الجزائري، رمطان لعمامرة، قطع بلاده علاقاتها
الدبلوماسية مع المغرب، "على خلفية أفعاله العدائية المتواصلة ضد
الجزائر"، محملًا صناع القرار في المغرب مسؤولية تردي العلاقات بين البلدين،
بسبب دعم الرباط منظمتين إرهابيتين ضالعتين بالحرائق الأخيرة، التي اندلعت في
الجزائر.
وفي ليبيا وقبل اسابيع قليلة من
اجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المزمع اجراؤها في 24 ديسمبر القادم، طفت
على السطح خلافات شديدة بين الفرقاء السياسيين، تهدد بنسف العملية الانتخابية
برمتها، منها اعتراض بعض القوى السياسية وعلى رأسها تيار الإخوان المسلمين على
ترشح سيف الإسلام القذافي نجل الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي والمشير خليفة
حفتر قائد الجيش الوطني الليبي للانتخابات الرئاسية، بعد أن كشف مسؤولون في
المفوضية الوطنية العليا للانتخابات في ليبيا أن سيف الإسلام القذافي، نجل الرئيس
الليبي الراحل معمر القذافي، قدم أوراق ترشحه في الانتخابات الرئاسية التي ستجري
في 24 ديسمبر المقبل.
وتشهد العلاقات بين لبنان ودول
الخليج لاسيما المملكة العربية السعودية أزمة غير مسبوقة، بعد أن قامت المملكة
وتبعها دول الخليج الأخرى بقطع علاقتها الدبلوماسية مع لبنان بعد تصريحات وزير
الإعلام اللبناني جورج قرداحي عن حرب اليمن والتي وصفتها المملكة ودول الخليج
بالمسيئة.
وكشفت مصادر دبلوماسية، عن أن
دول مجلس التعاون الخليجي تتجه إلى اتخاذ خطوات تصعيدية مشتركة وستفرض عقوبات على
شخصيات لبنانية سياسية ورجال أعمال، ومن بينهم رجال أعمال نقلوا أموالهم من مصارف
أوروبية إلى الإمارات خوفًا من العقوبات الأوروبية.
وهناك أيضا انقسام عربي على عودة
سوريا للجامعة العربية، فبينما تسعى دول عربية مثل مصر والإمارات العربية المتحدة
والجزائر والعراق والأردن لإعادة عضوية سوريا في الجامعة العربية، هناك دول عربية
أخرى تعارض هذا التوجه.
ففي الوقت الذي قام فيه وزير
الخارجية الإماراتي، الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان بزيارة سوريا والتقى بالرئيس
بشار الأسد، والتي رأى مراقبون ومحللون سياسيون أن هذه الزيارة إشارة
واضحة على إنهاء عزلة سوريا في العالم العربي والتي استمرت نحو 10 سنوات وتبشر
بعودتها إلى محيطها العربي ودورها البارز فيه، دعا وزير الخارجية القطري الشيخ
محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إلى وقف تطبيع العلاقات مع نظام الرئيس السوري بشار
الأسد.
وقال الوزير القطري خلال مؤتمر
صحفي مشترك في واشنطن مع نظيره الأمريكي أنتوني بلينكن "نأمل بأن لا تتشجع
الدول على اتّخاذ خطوات إضافية تجاه النظام السوري".
وأضاف الشيخ محمد بن عبد الرحمن
آل ثاني أن "موقف قطر سيبقى على حاله، لا نرى أي خطوات جادة لنظام الأسد تظهر
التزامه بإصلاح الضرر الذي ألحقه ببلده وشعبه". وأردف أنه "طالما لم
يتخذ أي خطوة جادة، فإننا نعتقد أن تغيير الموقف ليس خيارا قابلا للتطبيق".
فتش عن إسرائيل
في
يناير 2016، قال الدكتور نبيل العربي، الأمين العام لجامعة الدول العربية،
إنه لا يوجد أدنى شك في أن إسرائيل المستفيد الأول من التواترات وعدم الاستقرار في
المنطقة العربية، لاسيما التوتر الدائر بين المملكة العربية السعودية وإيران.
ويقول السفير رخا أحمد حسن،
مساعد وزير الخارجية الأسبق وعضو المجلس المصري للشئون الخارجية، أن المستفيد من
الخلافات التي تضرب العالم العربي الأن هم كل أعداء العرب، وعلى رأسها، تركيا
وإيران وإسرائيل، مشيرا إلى أن المشكلة هي في عدم وجود قيادة للعالم العربي، مؤكدا
على أن المشهد العربي الأن يثير الألم ويبعث على حالة من الاستياء الشديد من طريقة
التفكير العربية والعمل العربي المشترك.
وأضاف
«حسن»، أن مؤتمر باريس الأخير حول ليبيا شهد غياب أطراف لها دور مباشر في ليبيا
مثل تركيا وروسيا والجزائر لأسباب مختلفة، لاسيما الطرف التركي الذي يتمسك ببقاء
قواته في ليبيا ويصر على عدم مغادرة ليبيا إلا عن طريق حكومة منتخبة، وبالتالي
القوات التركية لن تخرج من ليبيا قبل الانتخابات، وروسيا تتبرأ من شركة فاغنر، لكن
هناك اهتمام أمريكي بالملف الليبي من خلال حضور نائب رئيس الجمهورية ألين هاريس.
وتابع مساعد وزير الخارجية
الأسبق، أن من بين الاشكاليات التي تهدد اجراء الانتخابات الليبية في موعدها هي أن
الميليشيات الليبية سواء من الإخوان المسلمين أو من الذين قاموا بالثورة ضد
القذافي يشعرون أن الانتخابات لو أجريت في الوقت الحالي سوف تنزع منهم الكثير من
السلطات وأنهم غير مطمئنين للجيش الوطني الليبي، وبالتالي هم يقومون بعرقلة
الانتخابات، رغم تلويح مؤتمر باريس بفرض عقوبات على الأطراف التي تقوم بعرقلة
الانتخابات.
مواجهة من يتآمرون على الدول العربية
ويقول
السفير محمد الشاذلي، مساعد وزير الخارجية الأسبق وسفير مصر السابق في السودان، إن
الخاسر الأكبر من الخلافات العربية العربية هم العرب، وبالتالي طالما ظلت الجبهة
العربية مشرذمة سنجد كل من يجد فائدة من تشرذم العالم العربي يتحرك كما يريد،
والآن هناك الكثير من القوى التر تتحرك في العالم العربي مثل، تركيا وإيران
وإسرائيل وروسيا والولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا، الحل للمشاكل العربية هو في
وجود الجبهة العربية الموحدة لمواجهة من يتآمرون ضد الدول العربية بدلا من توزيع
الاتهامات.
وعن
الجدل الدائر حول عودة سوريا للحضن العربي، أكد «الشاذلي»، أن سوريا
عمود أساسي من أعمدة العروبة، وأنه كان يرى أن خروج سوريا من الجامعة العربية كان
خطأ كبيرا جدا، وأنه لا يمكن لأحد أن يجرد دولة عربية من عروبتها مهما كان الخلاف
والاختلاف، سوريا عضو في الجسم العربي وفي الروح العربية ولا يمكن لأحد أن
يستبعدها، مستنكرا الحديث عن وجود فيتو أمريكي يمنع سوريا من العودة للجامعة
العربية، مؤكدا على أنه ليس هناك فيتو أمريكي يقيد التصرف العربي لاسيما وأن
الولايات المتحدة الأمريكية ليست عضوا في الجامعة العربية وليست دولة عربية،
وبالتالي لا يجب أن يلتزم العرب بما تمليه عليهم، مشيرا إلى الحديث عن علاقة سوريا
بإيران يطرح سؤالا مهما عن علاقة الدول العربية بإسرائيل، ولا يمكن أن نقارن علاقة
سوريا بإيران بعلاقة بعض الدول العربية بإسرائيل.
وأضاف
سفير مصر السابق في السودان، أن اجراء الانتخابات الليبية في موعدها أمر مهم جدا
للحفاظ على المصداقية، ولكن اجراء الانتخابات في موعدها يتطلب توفير الجو الملائم
وبذل جهد كبير جدا، مشيرا إلى أن الأهم من اجراء الانتخابات هو القبول بنتائجها،
فهل هناك استعداد لقبول نتائج هذه الانتخابات من كل الأطراف الليبية؟، وبالتالي
المطلوب أولا هو توحيد المؤسسة العسكرية الضامن الأساسي لاجراء هذه الانتخابات،
بالاضافة إلى ضرورة إخلاء البلد من المرتزقة، والوقوف بحزم أمام القوى الخارجية
التي تعيث فسادا في الأرض الليبية، لاسيما وأن وجود هؤلاء المرتزقة مخالف للقانون
الدولي، لافتا إلى إن كل من لا يريد الاستقرار في ليبيا سوف يسعى إلى التشكيك في
الانتخابات.
لكن في
حال وجود جبهة قوية مؤمنة باجراء هذه الانتخابات رغم معارضة شراذم من الليبيين،
مشيرا إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حاول التشكيك في الانتخابات الأمريكية
ولكن لأن هناك ايمانا شعبيا بهذه الانتخابات وبالآلية الديمقراطية فشل في تعطيل
الانتخابات، وبالتالي اجراء هذه الانتخابات يعود لإرادة الشعب الليبي من أجل اجهاض
المخططات التي تسعى لتعطيل الانتخابات، مؤكدا على أن الأجندة الوحيدة لمصر والرئيس
عبد الفتاح السيسي في ليبيا هي مصلحة ليبيا واستقرارها، ولا ننسى أن هناك وحدة
كانت بين مصر وليبيا وسوريا في ستينيات القرن الماضي، وبالتالي هناك جذور تاريخية
بين مصر وليبيا، مشيرا إلى أن العمالة والشركات المصرية في ليبيا هي التي اسهمت في
اقامة البنية التحتية في ليبيا، وبالتالي لا أحد يستطيع أن يزايد على دور مصر في
ليبيا، مصر في الماضي دعمت ليبيا وازدهارها واستقرارها وستظل في الحاضر والمستقبل
تسير على هذا النهج.
وعن
الدور الإسرائيلي في ليبيا، قال «الشاذلي»، إن إسرائيل تسعى أن يكون لها دور
وأصابع في كل مكان في العالم العربي والشرق الأوسط، ولكن الأمر منوط للعرب بأن
يحافظوا على مصالحهم ووحدتهم الوطنية.
التسويات تتم لصالح إسرائيل
ويقول
السفير هاني خلاف، مساعد وزير الخارجية الأسبق للشئون العربية، إن هذه الخلافات
بين الدول العربية معطلة لكل أمل عربي في أي تسويات، مشيرا إلى أن الجميع فوجئ أن
التسويات تتم لصالح إسرائيل وليست بين الأطراف العربية، مؤكدا على أن إسرائيل هي
المستفيد الأكبر من اتفاقيات التطبيع الأخيرة مع الدول العربية، لافتا إلى أن
المستفيد الأول من هذه الخلافات هي إسرائيل أولا ثم إيران، مؤكدا أنه يرحب بأي
محاولة لإعادة سوريا للحضن العربي لاسيما وأن سوريا من الدول المؤسسة للجامعة
العربية وكان من الخطأ تجميد عضويتها فيها، مشيرا إلى أنه لا يرى وجود فيتو أمريكي
لمنع سوريا للجامعة العربية، مشيرا إلى أن عودة سوريا للجامعة العربية يعود
للجامعة فقط، متوقعا أن تعود سوريا للجامعة العربية من خلال القمة العربية التي
ستعقد في الجزائر وبتوافق عربي.
وعن ما
يحدث في ليبيا، قال «خلاف»، إن هناك مشكلات يمكن أن تؤدي إلى تأجيل اجراء هذه
الانتخابات تتمثل في وجود خلافات على النظام القانوني والورقة الدستورية، ووجود
مشكلة أمنية تتمثل في وجود بعض المليشيات المسلحة غير المنضبطة.