في ذكرى انتفاضة الحجارة
انتفاضة الحجارة، الانتفاضة الفلسطينية الأولى، التي انطلقت في الثامن من ديسمبر من العام 1987، الفعل الوطني المقاوم الذي أوضح خارطة الطريق، ورسم الأهداف وحدد المعالم، لعالم الانتصار للحرية والكرامة الإنسانية وعدالة القضية، التي هزمت الاحتلال وسحقت أنف الاستعمار، بكوفية فلسطينية وطنية مستقلة قادها للنصر الشهيد الخالد ياسر عرفات "أبو عمار"، فكان قرار البدء لا الانتظار، لأجل الحرية والانتصار، من مهندس الانتفاضة أمير الشهداء خليل الوزير " أبو جهاد" ، أول الرصاص وأول الحجارة، ليعلن انطلاق الشرارة بقوة وعزيمة وجدارة، لتكون نقطة التحول والالتقاء في العمل الفلسطيني الموحد -انتفاضة الحجارة- لأنها العمق الأهم الذى أعطى للإرادة الفلسطينية والوحدة الوطنية البعد للانتماء وصدق الوفاء لمعنى الهوية الباحثة عن الحرية والاستقلال، من خلال سواعد أطفال وهامات شباب انتفضوا بسلاح الحجر، الذي كان له الأهمية في البعد والأثر في التكوين الايجابي للشخصية الوطنية في ذات كافة أبناء شعبنا الفلسطيني على مختلف توجهاتهم ومشاربهم الفكرية على حد سواء.
انتفاضة الحجارة وعبر فنونها وفعاليتها وقوة حضورها بكافة جماهيرها، أثبتت أنها التجربة النضالية الأهم والأعم و الأشمل في تاريخ الثورة الفلسطينية المعاصرة ، نظراً لقوة وأثر حجم التفاعل ووحدة التقابل في الرؤية والهدف والمضمون ، في اطار وحدة الدم والمصير المشترك في كل معركة ومعترك يٌخاض، التي عنوانها تحرير الأرض المحتلة ، وبالدم نكتب لفلسطين.
أسهمت انتفاضة الحجارة، في تعزيز معنى الانتماء الحقيقي للوحدة الوطنية ببين الفصائل كافة، وبين عموم وأطياف جماهير شعبنا الفلسطيني بلا استثناء، لأنها الحكاية النضالية المعبرة عن عالم الانتماء للفكرة الوطنية والإنسان الفلسطيني الرافض للاحتلال، وللانقسام والعاشق للوحدة الوطنية و الحرية والمتطلع لقيام دولة مستقلة بعيون أطفال الحجارة، الذين جسدوا أسطورة المقاومة الشعبية السلمية في عقول وأذهان العالم بأسره، التي عززت مضامين التفاعل مع القرارات الشرعية والأممية لحق شعبنا بالحرية والاستقلال ودحر الاحتلال.
قبل الختام، ورغم مٌضي الأيام وتوالي السنين والأعوام إلا أن انتفاضة الحجارة استطاعت التربع على عرش الفؤاد الوطني بكل قوة وإرادة وجدارة.
في الختام.. نحن اليوم كفلسطينيين مطالبين جميعاُ، في البحث عن خيارات نضالية تفاعلية تسهم في تعزيز فكرة انتفاضة الحجارة من جديد، لكي نعيد للأذهان الفجر العنيد المشتاق للحرية والوحدة الوطنية، ضمن أسس وثوابت عنوانها عدالة القضية في إطار استقلالية الهوية السياسية الفلسطينية.