رئيس التحرير
خالد مهران

علم فلسطين

عمرو الشوبكي
عمرو الشوبكي


يصر البعض على أن يحول قضايا التضامن التى تشهدها ملاعب الكرة فى العالم كله إلى معارك صغيرة لا علاقة لها برسالتها الإنسانية والأخلاقية، هذا ما جرى مع بعض لاعبى النادى الأهلى عقب فوزهم بكأس السوبر الإفريقية، حين هاجمهم البعض بسبب رفع علم فلسطين، معلنين تضامنهم مع القضية الفلسطينية.

فى كل بلاد الدنيا المشاهير والنجوم فى الصحافة والفن والأدب والرياضة يتضامنون مع شعوب مضطهدة، أو يعلنون رفضهم للعنصرية والتمييز، كما جرى فى العديد من ملاعب كرة القدم، وفى العديد من المهرجانات السينمائية والأنشطة الثقافية.

تضامن مشاهير العالم، الإنسانى والأخلاقى، مع ما يرونه قضية عادلة أمر متكرر، فلماذا نتعامل مع القضايا الطبيعية وكأنها انتقاص من وطنيتنا، أو أن رفع علم فلسطين يخصم من علم مصر، فى حين أن التضامن مع أى شعب واقع تحت الاحتلال جزء من الوطنية المصرية، لأن الأخيرة هى الأصل وتتأكد بالتضامن مع أى شعب مضطهد، فما بالنا بشعب عربى شقيق.



لا أحد «يفعص» فى تفاصيل التفاصيل ولا النوايا أمام فعل تضامنى يجب أن يمر بشكل طبيعى، فهناك من قال إن رفع العلم تأثرا «بالأجواء القطرية» ومجاملة لها، فى حين أن مصر هى الأصل فى دعم القضية الفلسطينية، وهناك من ذهب أبعد وقال إنها رد على لاعبى الجزائر الذين اعتادوا رفع علم فلسطين، فرفع لاعبو الأهلى العلم حتى لا تترك الساحة للجزائر، وكأن جماهير الأهلى لم تهتف مرات كثيرة لصالح الشعب الفلسطينى، وأن تضامن لاعبى الجزائر مع فلسطين هو موقف محترم مثل نظرائهم المصريين، وأى لاعب آخر يتضامن مع شعب مضطهد.

التضامن لا يعنى أنك مطالب بأن تحرر فلسطين بدلا من شعبها، إنما تقول إن هناك شعبا واقعا تحت ظلم واحتلال، وإيمانك بالعدل يجعلك ترفع علمه وتتضامن معه، فهذا بالقطع موقف مشرف يجب أن يكون محل فخر واعتزاز.



اعتاد بعضنا للأسف أن يحول قضايا الفطرة الإنسانية السليمة إلى نزاع وخناقة، فهناك من اعتبر أن تهنئة المسيحيين بأعيادهم تعنى التخلى عن عقيدته الدينية، وكأن رسائل المحبة والتضامن واحترام الآخرين تعنى تخليك عن قناعاتك الدينية، وهناك من يقول لك حين ترفض عنصرية الغرب «انظر ما يفعله العرب هناك»، ويبدأ فى سرد أحاديث بائسة وعنصرية بحق بنى جلدته، وإذا رفضت إرهاب المتطرفين العرب فى الغرب انهال عليك سيل من الأحاديث عن تاريخ الغرب الاستعمارى وعما فعلوه فى بلادنا ويبرر الإرهاب.

علينا ألا نُحمِّل قضايا التضامن الإنسانى والقومى والأخلاقى أكثر مما تحتمل لأنها جزء من الفطرة الإنسانية السليمة، والتضامن مع أى شعب مضطهد واقع تحت الاحتلال موقف إنسانى نبيل يفخر به كل صاحب فطرة سلمية، وكل وطنى مصرى أصيل.

[email protected]

نقلا عن "المصري اليوم"