رئيس التحرير
خالد مهران

أحمد القاضى يكتب:هل حقًا "أنكم قافشِين في الثامنة"؟؟

النبأ



تبقى الرياضة عامةً وكرة القدم على وجة التحديد المتنفس الحقيقي للشعب المصري ومهرباً له من كل أزماته الإجتماعية والإقتصادية، ومن الطبيعي أن يشغل الشارع الرياضي بطولة كأس الأمم الإفريقية المقامة حالياً في الكاميرون وأداء المنتخب الباهت خلال مباريات الدور الأول..


إنتهت مرحلة المجموعات مرحلة تجميع النقاط وتصحيح الأخطاء وانتقلنا لمرحلة أكثر شراسة وضراوة وهي مراحل ما يسمى بالـ knockout أو خروج المغلوب التي لا مجال فيها للأخطاء وتقل فرص تصحيحها حيث أن ادراك وتعديل الخطأ في المباراة قد يكون بالصعوبة ما كان نظراً لقوة المنافسين في طريق المنتخب المصري بداية من كوت دي فوار وحتى الأدوار النهائية إن قدر الله وتمكنا من التغلب عليهم تباعاً..


ولكن يبقى السؤال: هل فعلاً لاعبي المنتخب المصري والإدارة الفنية ومن على رأسها حالياً "قافشين في الثامنة" فعلاً كما يُقال في أحد اعلانات شبكات المحمول.. اتمنى ذلك وأن يخيب ظن غالب الشعب المصري ويرتقي أداء المنتخب المصري ويظهر بنسق تصاعدي في الأدوار التالية وصولاً للمبارة النهائية ويضع قبضته على معشوقته كأس القارة السمراء فهو وحده من يحمل رقمها القياسي، وهذا الجيل بحاجة إلى من يُلهب حماسته ويُسقيه من نفس كأس التحفيز الذي كان يحتسيه جيل المعلم حسن شحاته طوال أربعة سنوات هن الأعظم في تاريخ الكرة المصرية على الإطلاق..


مع أن هذا الجيل به من المهارات والخبرات والمواهب التي وإن أُتيحت لمدير فني ماهر ومتمكن فسيرسم بها تابولهات كروية فنية رائعة، يكفي أن هذا المنتخب به واحداً من أفضل لاعبي العالم - إن لم يكن أفضلهم على الإطلاق- مع وجود حارس مرمى لا يقل في قُدراته عن السد العالي عصام الحضري حارس الجيل الذهبي، وكذلك في كل الخطوط يبقى وأن نؤكد أن المهارات الموجودة سواء كانت من المحترفين أو المحليين تستحق التواجد على منصات التتويج ويستحق المتوهج اوروبياً محمد صلاح أن يرفع كاس الأمم الإفريقية لأنه الأفضل في إفريقيا على الأقل..


طُرق اللعب التي تُطبق في الملعب بإختلاف أنواعها وتطبيقاتها ما هي إلا وسائل للوصول للغاية الأسمى وهي هز شباك المنافسين وإقصاؤهم للوصول لأبعد نقطة في البطولة، وليس من المنطقي التشبث بطريقة قد لا تتوافق مع قُدرات ومهارات لاعبينا تحت أي مسمى سواء قناعة شخصية أو عند ومكابرة لأن الواقع يؤكد أنه ما زال هُنالك الكثير في جعبة المنتخب المصري لم يقدمه بعد، الشعب المصري لا يهمُه النتيجة فقط ولكن يأتي الأداء في المقام الأول وإلا لما تم فسخ عقد الكابتن حسام البدري؟ مع إنه حقق الأهداف المطلوبة منه ولماذا إمتعض الشعب المصري من أداء المنتخب في المباريات الثلاث في كاس العالم الماضية وتم فسح عقد هيكتور كوبر ايضاً مع إنه حقق المطلوب منه، والشئ بالشئ يُذكر، لماذا تترحم جماهير الأهلى على أداء الأسطورة مانويل جوزيه ولما طالبت بعودته مرتين لقيادة القلعة الحمراء؟ ولما يتردد حتى الآن اسم حسن شحاته كقائد للمنتخب الوطني بعد كل تعثر أو فشل طمعاً في الأداء وحلاوته؟


من منا لا ينسى اننا لعبنا في كأس العالم للقارات شوطاً من أمتع ما يكون أمام ملوك الكرة الأرضية السامبا البرازيلية وإن سألت أحداً عن تلك المباراة حتى اليوم سيقول بأننا تعادلنا أو إنتصرنا ولم نُهزم ابداً من حلاوة الأداء وسلاسة اللاعبين في الوصول للمرمى وحتى وان خرجنا من التصفيات النهائية المؤهلة لكأس العالم 2010 مع المنتخب الجزائري في أم درمان لم يُستعتَب فيها المدير الفني شحاته ولا اللاعبين لأنهم قدموا ما لديهم، ولكن في الوقت الراهن وبالأحرى منذ قيادة الأرجنتيني كوبر ومن بعده المكسيكي أجيري ولحقه المصري حسام البدري وأخيراً البرتغالي كارلوس كيروش فيستمر الأداء الباهت منزوع الدسم الذي لم نعتد عليه من المنتخب المصري ناهيك عن غياب الروح المصرية الأصيلة والتي تظهر في الملعب حتى وان كان المدير الفني يعيش في غيابات الجب.
الأمر ما زال في الملعب والوقت يبقى متاحاً لمصالحة الجماهير المصرية العريضة والتي تهتم بأمر المنتخب أكثر من أمر أُسرها وعملها وتنتظر الفرحة من أقدام ورؤوس اللاعبين فتنسى بها آلام الحياة ومصاعب العيشة مهام قست عليهم.


اثبتوا لجمهوركم أنكم قافشين في الثامنة وستنتظركم الآلاف في مطار القاهرة فرحين بما آتاهم مُنتخبهم..

                                       أحمد القاضى : كاتب صحفى