وسط انقسام عربي وتحفظ أمريكي..تفاصيل التحركات والتحركات المضادة لعودة سوريا لـ«الجامعة العربية» قبل قمة الجزائر
شهدت الفترة الماضية تحركات من بعض الدول العربية من أجل عودة سوريا لجامعة الدول العربية، وسط انقسام عربي وتحفظ أمريكي، وذلك قبل القمة العربية القادمة المزمع عقده في الجزائر.
ففي الوقت الذي تدعو فيه كل من مصر والإمارات والأردن وسلطنة عمان وبعض الدول العربية إلى عودة سوريا للجامعة العربية، ترفض بعض الدول العربية وعلى رأسها قطر هذه الخطوة.
الأسد: ما ينقصنا كعرب هو وضع أسس لمنهجية العلاقات السياسية وإجراء حوارات عقلانية مبنية على مصالح الشعوب
فخلال لقاءه الأخير بوزير الخارجية العماني، بدر بن حمد البوسعيدي، الذي قام بزيارة لسوريا، أكد الرئيس السوري بشار الأسد، إن "ما ينقصنا كعرب هو وضع أسس لمنهجية العلاقات السياسية، وإجراء حوارات عقلانية مبنية على مصالح الشعوب"، مشيرا إلى أن "التعامل مع المتغيرات في الواقع والمجتمع العربي يتطلب تغيير المقاربة السياسية، والتفكير انطلاقا من مصالحنا وموقعنا على الساحة الدولية".
وقال وزير خارجية سلطنة عمان بدر البوسعيدي، من دمشق إن "هناك جهودا خيرة تقوم بها العديد من الدول العربية في الوقت الحاضر للم الشمل وتصفية الأجواء وتصحيح أخطاء الماضي".
وأضاف البوسعيدي في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره السوري فيصل المقداد أنه "على الصعيد العربي هناك جهود خيرة تقوم بها العديد من الدول العربية في الوقت الحاضر للم الشمل وتصفية الأجواء وتصحيح أخطاء الماضي والتوجه بنظرة تكون أكثر مستقبلية لعلاقات التعاون العربي المشترك والتضامن".
وأضاف: "نتجاوز الماضي بالمستقبل الواعد وبالتفاؤل ونتمنى أن تؤتي هذه الجهود ثمارها ونتائجها الايجابية التي تخدم شعوب أبنائنا وأجيالنا الحالية وبالمستقبل".
الجامعة العربية.. أبو الغيط: وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم التشاوري في الكويت لم يتطرقوا إلى إمكانية مشاركة سوريا في القمة المقبلة للجامعة وعودتها إلى مقعدها
موقف جامعة الدول العربية من عودة سوريا للجامعة عبر عنه الأمين العام للجامعة أحمد ابو الغيط أكثر من مرة.
حيث أعلن الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط أن الظروف الملائمة لم تتهيأ بعد لعودة سوريا إلى مقعدها في الجامعة، بعد تعليق مستمر لأكثر من 10 سنوات لعضويتها.
وذكر أبو الغيط أثناء مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية الكويتي أحمد ناصر المحمد الصباح، أخر هذا الشهر، أن وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم التشاوري في الكويت لم يتطرقوا إلى إمكانية مشاركة سوريا في القمة المقبلة للجامعة وعودتها إلى مقعدها.
وقال: "موضوع عودة دولة لشغل مقعد أو دعوتها للمشاركة في قمة، يسبقه مشاورات وأفكار ورؤية الدول الأعضاء، وكيف ترى هذه الدولة، وما هو المطلوب من سوريا، وهذا لم نصل إليه بعد، ولم يطرح".
وفي وقت سابق، قال الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، أن سوريا قد تعود للجامعة خلال القمة المقبلة في حالة حدوث توافق عربي على مشروع القرار، مشيرا إلى رغبة عدد من الدول في ذلك.
وأضاف أبو الغيط، أن ما حدث في سوريا كان أمرا كبيرا، واستثار غضب عرب كثيرين، كون نصف مليون سوري فقدوا حياتهم، فضلا عن تشريد الملايين، وإهانة المرأة السورية، والتمكين الأجنبي من دمشق".
وحول موقف عدد من الدول من عودة سوريا إلى مقعدها في الجامعة العربية قال أبو الغيط، إن "بعض الدول العربية تنفتح بشكل هادئ على سوريا، لكن لم أرصد طلبا رسميا أو غير رسمي بشأن بدء عودة دمشق للمقعد"، لافتا إلى أن وزير الخارجية الجزائري أكد على تمسكه بعقد قمة في الجزائر بمارس 2022.
وأشار إلى أن الجزائر والعراق والأردن لديهم رغبة في عودة سوريا، وهو ما يعتبره بداية زخم، مضيفا: "نرصد رد الفعل السوري عن بعد، ونرى أنه قد يرحب بالعودة".
وشدد أبو الغيط، على أن تصرفات القيادة السورية لا تعفى من مسؤولية انفلات الموقف من تحت قيادتها.
وعن القمة العربية المقبلة، قال أبوالغيط: "الجزائر متصدرة للعودة السورية، والعراق يتحدث عن العودة السورية والأردن لديهم رغبة في عودة سوريا وبدء اتصالات وعودة سفراء، وهذا كله يمثل بداية زخم".
وأفاد بأن "آلية العودة تتمثل في إقرار المجلس الوزاري للجامعة مشروع قرار يرفع من المندوبين ويوضع أمام القمة لإقراره".
وحول إمكانية حضور مندوب الحكومة السورية القمة المقبلة، قال إن ذلك سيحدث حال وجود "توافق عربي"، مؤكدا صعوبة طرح الأمر للتصويت.
الموقف المصري.. سامح شكري: مصر تتطلع إلى أن تتوفر الظروف لعودة سوريا للنطاق العربي
الموقف المصري عبر عنه وزير الخارجية سامح شكري أكثر من مرة، حيث قال سامح شكري، إن مصر تتطلع إلى أن تتوفر الظروف لعودة سوريا للنطاق العربي، وتكون عنصرًا داعمًا للأمن القومي العربي.
وأضاف شكري - خلال مؤتمر صحفي مشترك، عقده بمقر وزارة الخارجية العمانية، مع بدر بن حمد البوسعيدي وزير الخارجية العماني "سوف نستمر بالتواصل مع الأشقاء العرب؛ لتحقيق هذا الغرض، ونتطلع إلى أن تتخذ الحكومة السورية الإجراءات التي تسهل عودة سوريا للجامعة العربية".
وفي مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الروسي في العاصمة الروسية موسكو مطلع أكتوبر الماضي، أكد شكري أن سوريا جزء لا يتجزأ من الأمن القومي العربي، والعلاقات السورية المصرية ذات أهمية وكانت تعد من ركائز التعاون والحفاظ على الأمن القومي العربي.
وردا على سؤال لـ RT حول عودة سوريا للجامعة العربية، أكد أنه من الضروري عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية والحاضنة العربية.
وقال شكري، إن مصر تألمت لما عانى منه الشعب السوري خلال السنوات الماضية، موضحا أن الشعب السوري تعرض للقتل والنزوح.
ولفت إلى أنه يأمل فى عودة سوريا لما كانت عليه من استقرار، ولكي يستمتع الشعب السوري فى ممارسة الحياة السياسية.
وأكد أن الشعب السوري هو من سيقرر مستقبله وسيصيغ الحكومة التي تمثله في الانتخابات المقبلة.
الامارات.. وزير الخارجية الإماراتي يدعو إلى ضرورة عودة سوريا لشغل مقعدها بجامعة الدول العربية
وفي شهر سبتمبر الماضي، استقبل الرئيس السوري، بشار الأسد، وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي، عبد الله بن زايد آل نهيان، في أول زيارة لمسئول إماراتي رفيع منذ بدء الأزمة السورية قبل أكثر من 10 سنوات.
وضم الوفد الإماراتي عددا من المسؤولين من بينهم، علي محمد الشامسي، رئيس الهيئة الاتحادية للهوية والجنسية والجمارك وأمن المنافذ.
وذكرت الرئاسة السورية، في بيان، أن الجانب السوري والوفد الإماراتي بحثا "العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، وتطوير التعاون الثنائي في مختلف المجالات ذات الاهتمام المشترك، وتكثيف الجهود لاستكشاف آفاق جديدة لهذا التعاون".
وأضاف البيان أن الرئيس الأسد أكد على قوة العلاقات بين البلدين ونوه بـ "المواقف الموضوعية والصائبة التي تتخذها الإمارات، مشددا على أن الإمارات وقفت دائما إلى جانب الشعب السوري".
كما نقلت الرئاسة السورية عن وزير الخارجية الإماراتي "دعم الإمارات لجهود الاستقرار في سوريا، معتبرا أن ما حصل في سوريا أثَّر على كل الدول العربية، معربا عن ثقته أن سوريا وبقيادة الرئيس الأسد، وجهود شعبها قادرةٌ على تجاوز التحديات التي فرضتها الحرب".
وفي مارس الماضي، دعا وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان إلى ضرورة عودة سوريا لشغل مقعدها بجامعة الدول العربية.
وقال الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، في مؤتمر صحفي مع نظيره الروسي، سيرجي لافروف، بالعاصمة أبوظبي، آنذاك، إنه من الأدوار المهمة لعودة سوريا هو أن تعود لجامعة الدول العربية، وهذا يتطلب جهدا أيضا من الجانب السوري كما يتطلب جهدا من "الزملاء في الجامعة العربية".
وأضاف أن الأمر يتعلق بالمصلحة العامة، أي مصلحة سوريا ومصلحة المنطقة، لافتا إلى أن هناك "منغصات" بين الأطراف المختلفة، لكن لا يمكن سوى العمل على عودة سوريا إلى محيطها.
الأردن.. رئيس مجلس النواب الأردني يدعو إلى عودة سوريا إلى حاضنتها العربية
دعا رئيس مجلس النواب الأردني، عبد الكريم الدغمي، إلى عودة سوريا إلى “حاضنتها العربية”، واصفا سوريا بأنها “خاصرة الأمة وحاملة لواء إرثها، وآن الأوان لعودتها إلى حاضنتها العربية، ولا بد يومًا أن يشرق فجر الأمة”.
وقال الدغمي، “نحن كبرلمان عربي علينا أن نضغط على حكوماتنا وأن نطلب من قادتنا إن شاء الله في مؤتمر القمة القادم في الجزائر عودة سوريا إلى حاضنتها العربية لتعود أيضًا ويشارك وفدها في البرلمان العربي كما كان سابقًا”، حسب ما نقلته وكالة “عمون” الأردنية.
وأضاف، “وجب علينا اليوم البناء على ما حققه الأشقاء في سوريا والعراق من انتصارات على عصابات الظلام، وأن نشد الخطى داعمين لوحدة شعبهم وسلامة أراضيهم وأمنهم واستقرارهم، رافضين كل أشكال التدخل في شؤونهم، حتى تنعم الأجيال بالأمن وتشرع النوافذ أمام مستقبل واعد يستحقه الشعبان العظيمان”.
الجزائر.. سوريا تستحق العودة إلى الجامعة العربية لأنها وفية لمبادئها
أما موقف الجزائر من عودة سوريا للجامعة العربية فقد عبر عنه وزير الخارجية الجزائري، صبري بوقادوم، عندما قال خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الموريتاني، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، في 2020، إن الجزائر تدعو إلى “قبول عودة سوريا إلى أحضان جامعة الدول العربية”.
وجدد الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، هذه الدعوات بعد أسبوع فقط من تصريحات بوقادوم، وقال تبون، خلال لقاء أجراه مع قناة “روسيا اليوم”، إن سوريا تستحق العودة إلى الجامعة العربية، لأنها وفية لمبادئها، وفق تعبيره.
وفي الوقت نفسه، أشار تبون إلى أنه كان من الواجب على النظام السوري فتح المجال في الداخل للشعب، حسب رأيه.
لبنان.. غياب سوريا يشكل الفجوة الكبرى في القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية
برزت الدعوات اللبنانية المطالبة بعودة النظام السوري إلى الجامعة العربية على لسان وزير الخارجية اللبناني السابق، جبران باسيل، الذي دعا إلى ذلك في عدة مناسبات، بالإضافة إلى رفض لبنان قرار تجميد عضوية النظام.
وفي 2019، دعا باسيل لعودة سوريا إلى “الجامعة” باعتبار أن غيابها يشكل الفجوة الكبرى في القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية، التي استضافتها بيروت في ذلك الوقت.
العراق.. ضرورة عودة سوريا لتحقيق مبدأ التكامل في العمل والتنسيق العربي
كما طالب وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، خلال زيارته إلى السعودية، بعودة سوريا إلى جامعة الدول العربية، مشيرًا خلال لقائه بالأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، عبد اللطيف الزياني، إلى ضرورة هذه العودة لتحقيق مبدأ التكامل في العمل والتنسيق العربي، حسب بيان أصدرته وزارة الخارجية العراقية.
وكان وزير الخارجية العراقي السابق، بشار الجعفري، دعا الدول الأعضاء في الجامعة العربية إلى مراجعة قرارها بتعليق عضوية النظام السوري في الجامعة.
سوريا.. عودتنا إلى جامعة الدول العربية "ليست في مركز اهتمامنا"
الموقف السوري من هذه التحركات، عبر عنه وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، الذي أكد أن عودة بلاده إلى جامعة الدول العربية "ليست في مركز اهتمامنا".
وقال المقداد، في حوار صحفي بمؤسسة الوحدة للصحافة والنشر، "الجامعة العربية مؤسسة يجتمع فيها العرب، لم تحقق أيا من الأهداف، وما يهمنا هو تحسين العلاقات مع الدول العربية"، مؤكدا أن "عودة سوريا إلى الجامعة ليست في مركز اهتمامنا.. نحن نعمل على تحسين العلاقات مع الدول العربية وإعادتها إلى ما كانت عليه ولدينا الآن 14 سفارة عربية مفتوحة".
وأضاف: "النظام التركي يتحمل مسؤولية عدم التوصل إلى نتائج في اللجنة الدستورية"، مشددا على أن "صياغة الدستور لن تكون على حساب الشعب السوري وتفتيت بلاده".
كما أكد أن "كل ما يرتبط بلجنة مناقشة الدستور شأن سوري بحت ونجاحها مرتبط بضمان عدم التدخل الخارجي بعملها أيا كان"، معتبرا أن "الغرب ليس لديه نية صادقة لإنجاح اللجنة".
ورأى أنه "من المهم أن يحافظ المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسون على موقفه المحايد ومن يطرح الحلول هم أعضاء اللجنة وليس المبعوث الخاص أو الأصدقاء".
وأوضح المقداد أن "الولايات المتحدة من أكثر المنتهكين لقضايا حقوق الإنسان والمستغلين له"، مؤكدا أن "العدوان الأمريكي دمر مدينة الرقة وهي شاهد حي على وحشيته"
قطر.. الأسباب التي تم على أساسها تعليق عضوية دمشق لا تزال موجودة
وتقود قطر تحركات مضادة لمنع عودة سوريا للجامعة العربية، وفي أخر تصريح له كشف وزير الخارجية القطري محمد بن عبدالرحمن، عن موقف بلاده من عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية مرة أخرى؛ بعد تعليق عضويتها منذ نحو 10 سنوات، إبان اندلاع الحرب هناك، قائلا: إن الأسباب التي تم على أساسها تعليق عضوية دمشق، لا تزال موجودة.
وأضاف وزير الخارجية القطري، في مؤتمر صحفي مع نظيره التركي بالدوحة،: كانت هناك أسباب تم على أساسها تعليق عضوية سوريا بجامعة الدول العربية، وهذه الأسباب لا تزال موجودة، ولم نر أي تقدم ولا تغير في سلوكيات النظام السوري، وتعاطيه مع هذه الأسباب.
واعتبر بن عبد الرحمن، أن تطبيع العلاقات مع سوريا، دون اتخاذ خطوات جدية من أجل إيجاد حل سياسي في سوريا، وإنقاذ الشعب السوري، وإعادة اللاجئين والنازحين إلى منازلهم ومناطقهم، فلن يكون هناك منطق خلف تطبيع العلاقات مع النظام.
السعودية.. طريق سوريا نحو العودة إلى الجامعة العربية مفتوح إذا تمكنت من التخلص من سيطرة الجهات الأجنبية
الموقف السوري من عودة سوريا للجامعة العربية عبر عنه المندوب السعودي لدى الأمم المتحدة، السفير عبد الله المعلمي، في الجلسة العامة الـ 53 للجمعية العامة للأمم المتحدة، في17 ديسمبر الماضي، والذي أكد أن طريق سوريا نحو العودة إلى الجامعة العربية مفتوح إذا تمكنت من التخلص من سيطرة الجهات الأجنبية ومقررات الأمور فيها، حسب تعبيره.
ودعا المندوب السعودي الدائم لدى الأمم المتحدة السفير عبد الله المعلمي، إلى عدم التصديق بأن الحرب في سوريا انتهت، مؤكدا أن المسار السياسي هو السبيل لحل الأزمة السورية.
أمريكا.. فشل عودة سوريا للجامعة العربية مرهون لحد كبير بالولايات المتحدة
الموقف الأمريكي ظهر من خلال عدد من التصريحات التي صدرت عن المسئولين الأمريكيين، فأثناء الزيارة الأخيرة التي قام بها وزير الخارجية الإماراتي عبدالله بن زايد آل نهيان إلى دمشق، استنكرت واشنطن الزيارة التي أجراها وزير الخارجية الإماراتي عبدالله بن زايد آل نهيان إلى دمشق والتقى خلالها الرئيس السوري بشار الأسد.
وأوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس في مؤتمر صحافي: "نحن قلقون لورود تقارير عن هذا الاجتماع والإشارة التي يبعث بها". ولفت برايس إلى أن "هذا الموضوع غالبا ما تتاح الفرصة للبحث فيه مع شركائنا المقربين في المنطقة، بمن فيهم الإماراتيون، ونحن أبلغنا موقفنا بكل وضوح".
وأضاف: "هذه الإدارة لن تبدي أي دعم لجهود تبذل من أجل تطبيع العلاقة مع بشار الأسد أو تعويمه".
كما دعا المتحدث "كل دول المنطقة إلى أن تأخذ في الاعتبار كل الفظاعات التي ارتكبها هذا النظام وبشار الأسد شخصيا بحق الشعب السوري خلال العقد الأخير، كما والجهود التي لا يزال يبذلها النظام من أجل حرمان القسم الأكبر من البلاد من المساعدات الإنسانية ومن الأمن".
إلى ذلك، أكد أنه "لم يطرأ أي تغيير على موقفنا" معتبرا أن "الأسد لم يقل ما من شأنه تعويم صورته أو ما يوحي بأنه هو أو نظامه غيّر أساليبه". لكنه أكد أن اللقاء لم يكن "مفاجئا" لواشنطن، في إشارة إلى أن الإمارات قد تكون أبلغت الولايات المتحدة مسبقا بخطوتها.
في 2019، قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية إن فشل عودة سوريا للجامعة العربية مرهون لحد كبير بالولايات المتحدة.
ونقلت "يديعوت أحرونوت" عن الدكتور حسن مرهج، المحاضر في شؤون سوريا في كلية الجليل في الناصرة، قوله إن جامعة الدول العربية "ما زالت خاضعة للموقف الأمريكي ومتطلباته، وهذا ما يقف في وجه عودة سوريا إليها"، ودلل مرهج على رأيه هذا بالقول إن "طرد سوريا (عام 2011) من الجامعة العربية جاء بناء على طلب الولايات المتحدة".
وفي سياق متصل أكد ألبين زاكولا، وهو صحفي يحلل العقوبات ضد سوريا، أن "الولايات المتحدة ستواصل الضغط على دول الخليج الساعية إلى إعادة الاندماج في سوريا، ليس فقط في الإمارات، ولكن أيضا في البحرين".
خطوة طرد النظام من الجامعة العربية كانت خطأ
تحدثت صحيفة “ذا ناشيونال” الأمريكية، مع مسؤولين دبلوماسيين شرق أوسطيين عن الجهود التي تقوم بها الدول العربية لإعادة النظام السوري إلى الجامعة العربية.
وجاء في تقرير للصحيفة، أن الدول الإقليمية التي تسعى لإعادة التواصل مع النظام، تسعى أيضًا إلى إيجاد آلية وإجماع لإعادة دمشق إلى جامعة الدول العربية.
وقال عدد من الدبلوماسيين للصحيفة، إن خطوة طرد النظام من الجامعة العربية كانت خطأ، لأنها أزالت أي صوت إقليمي في محاولتها التوسط مع دمشق لإنهاء إراقة الدماء، وتنازلت فعليًا عن المسؤولية الجماعية.
كما قال مسؤول في جامعة الدول العربية للصحيفة، “قد يستغرق ذلك وقتًا، وقد لا يتم مع حلول موعد قمة الجزائر في عام 2022”.وبحسب المسؤول، يتم التعامل بشكل رئيس مع مسألة إعادة قبول سوريا الآن خلف أبواب مغلقة.
وأضاف المسؤول أن “تسعة وزراء خارجية عرب، أبلغونا أنهم يشعرون أن غياب سوريا أضر بالمساعي العربية المشتركة، وأن سوريا يجب أن تعود عاجلًا وليس آجلًا”.
وأضاف أن “قرار تعليق عضوية سوريا عام 2011، كان متسرعًا وأسهم في تعقيد الوضع في سوريا”.