أول زعيم خليجي يلتقى بايدن..تفاصيل زيارة أمير قطر لأمريكا..صفقات بالمليارات وتصنيف الدوحة حليفا استراتيجيا من خارج «الناتو»
حظيت زيارة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد أل ثاني للولايات المتحدة الأمريكية ولقاءه بالرئيس الأمريكي جو بايدن في البيت الأبيض بزغم سياسي كبير، لأهمية الملفات التي ناقشتها هذه الزيارة، وعلى رأسها استقرار إمدادات الطاقة لأوربا في حال غزو روسيا لأوكرانيا، وملف إيران النووي، والملف الأفغاني، والملف الفلسطيني، بالاضافة إلى عقد عدد من الصفقات التجارية والعسكرية تقدر بمليارات الدولارات، لا سيما وأنها هي الأولى لزعيم خليجي منذ تنصيب بايدن.
ضمان استقرار امدادات الطاقة ودعم شعب أفغانستان وتعزيز الأمن والازدهار في الخليج ومنطقة الشرق الأوسط
قبل الزيارة، أفاد البيت الأبيض، بأن الرئيس الأمريكي جو بايدن سيبحث مع أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ملفات هامة خلال زيارته المرتقبة لواشنطن في 31 يناير.
وجاء في بيان البيت الأبيض أن "الرئيس بايدن يتطلع إلى الترحيب بأمير قطر تميم بن حمد آل ثاني في البيت الأبيض في 31 يناير 2022".
وأضاف أن هذه الزيارة "توفر فرصة للرئيس والأمير للتشاور حول مجموعة من القضايا الإقليمية والعالمية ذات الاهتمام المشترك، بما في ذلك تعزيز الأمن والازدهار في الخليج ومنطقة الشرق الأوسط، وضمان استقرار إمدادات الطاقة العالمية، ودعم شعب أفغانستان، وتعزيز التعاون التجاري والاستثماري بين بلدينا".
وأشار البيان إلى أن بايدن "سيتقدم بالشكر إلى أمير تميم على جهود قطر الاستثنائية والمستمرة لضمان العبور الآمن من أفغانستان للمواطنين الأمريكيين والمقيمين الدائمين والشركاء الأفغان، كما يتطلع الرئيس إلى هذه الزيارة المهمة ويؤكد على الشراكة القوية بين الولايات المتحدة وقطر".
وقالت جين ساكي المتحدثة باسم البيت الأبيض في بيان إن اجتماع الشيخ تميم مع بايدن سيتيح للزعيمين فرصة لمناقشة "ضمان استقرار إمدادات الطاقة العالمية".
وكانت وكالة “بلومبيرج” الأمريكية، قد نقلا عن مصادر مطلعة، إن مسؤولي إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تحدثوا مع قطر حول إمكانية إمداد الدوحة لأوروبا بالغاز المسال في حال “غزت روسيا أوكرانيا”.
وبحسب “روسيا اليوم”، قال مصدران مطلعان إن الرئيس جو بايدن يعتزم أن يطلب من أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثان، زيارة البيت الأبيض، ربما في وقت لاحق من هذا الشهر.
ووفقا لبلومبيرج، يريد المسؤولون الأمريكيون المساعدة في تخفيف مخاوف الأوروبيين بشأن كيفية تدفئة منازلهم هذا الشتاء، وفقا لأشخاص مطلعين على المناقشات الخاصة، والذين تحدثوا للصحيفة بشرط عدم الكشف هويتهم.
وأضافت أن من بين القضايا الأخرى "تعزيز الأمن والازدهار في الخليج وفي منطقة الشرق الأوسط بوجه عام" و"دعم شعب أفغانستان".
ولفتت الوكالة إلى أن بعض الدول الأوروبية أعربت عن مخاوفها من أن يؤدي فرض عقوبات قاسية على روسيا بسبب الأزمة الأوكرانية إلى الإضرار باقتصاداتها، وإلى دفع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى قطع أو تقليص إمدادات الغاز لأوروبا في منتصف الشتاء.
وتعد قطر واحدة من أكبر منتجي الغاز الطبيعي المسال في العالم، حيث يتم بيع حوالي ثلاثة أرباع هذا الوقود إلى دول آسيوية تفتقر للطاقة مثل اليابان وكوريا. وتوفر قطر حوالي 5٪ من الغاز الطبيعي لأوروبا.
إدارج الدوحة في قائمة الحلفاء الرئيسيين لواشنطن خارج إطار حلف شمال الأطلسي "الناتو".. ماذا ذلك يعني لقطر؟
وخلال اللقاء، أعرب الرئيس الأمريكي جو بايدن خلال لقائه أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني عن نيته إدارج الدوحة في قائمة الحلفاء الرئيسيين لواشنطن خارج إطار حلف شمال الأطلسي "الناتو".
وقال بايدن خلال لقائه أمير قطر في البيت الأبيض: "سأبلغ الكونغرس أنني سأصنف قطر حليفا رئيسيا من خارج حلف شمال الأطلسي، وهو ما سيعكس أهمية علاقاتنا".
وأضاف: "أعتقد أن هذا قد طال انتظاره... قطر صديقة جيدة وشريك موثوق".
ويؤكد كريستيان أولريشسن أن التصنيف الجديد "سيوفر لقطر فوائد من حيث توثيق التعاون الأمني والمشتريات العسكرية، كما أن هذا التصنيف هو عمل رمزي للغاية يؤكد عمق ومتانة العلاقات الثنائية.
كما اعتبر الخبير العسكري ديفيد دي روش أن وضع الحليف الرئيسي من خارج حلف الناتو يأتي مع بعض الفوائد اللوجستية، مثل الأولوية للحصول على معدات عسكرية أمريكية.
تميم: أجريت اجتماعا مثمرا مع سعادة السيد لويد أوستن وزير الدفاع الأمريكي
قال أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني إنه أجرى خلال زيارته لواشنطن "اجتماعا مثمرا" مع وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن.
وجاء في تغريدة نشرت في الحساب الرسمي للأمير تميم على "تويتر"، يوم الاثنين: "أجريت اجتماعا مثمرا مع سعادة السيد لويد أوستن وزير الدفاع الأمريكي والذي ستعمل مخرجاته على تطوير تعاوننا الاستراتيجي العسكري، لا سيما وأن الجهود المشتركة لقطر والولايات المتحدة موجهة كليا نحو السلام والاستقرار في المنطقة والعالم".
شراء طائرات بوينج.. صفقة تقدر قيمتها بنحو 20 مليار دولار
وأعلن بايدن خلال اللقاء الذي حضره وزير الخارجية أنتوني بلينكن، ووزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، ووزير الأمن الداخلي ماريو كاس، ومشرعون بالكونغرس، عن إبرام شركة «بوينغ» الأميركية اتفاقين رئيسين مع الخطوط الجوية القطرية، ينصّ أحدهما على بيع الشركة المملوكة من الدوحة 34 طائرة شحن من طراز «777 إكس»، في صفقة تقدّر قيمتها بنحو 20 مليار دولار، مشيرًا إلى أن هذه الصفقة ستخلق عشرات الآلاف من الوظائف داخل الولايات المتحدة.
وأكد البيت الأبيض، أن قطر أبرمت اتفاقا مع شركة "بوينج" الأمريكية لشراء 34 طائرة شحن من طراز "777 إكس" مع إمكانية إضافة 16 أخرى، وذلك تامنا مع زيارة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد لواشنطن.
وقال البيت الأبيض، إن الخطوط الجوية القطرية "تنوي شراء 25 طائرة بوينج من طراز "737 ماكس".
وكانت "الخطوط الجوية القطرية "قد أعلنت أنها عقدت سلسلة من الاتفاقات مع شركة "بوينغ" لشراء طائرات شحن، تتضمن صفقة تصل قيمتها إلى 20 مليار دولار لشراء 50 طائرة شحن من طراز "8-777"، فضلًا عن توقيع مذكرة تفاهم لشراء 25 طائرة من طراز "10-737"، كما أبرمت اتفاقًا مع "جنرال إليكتريك" لاستخدام محركات من إنتاج الشركة بقيمة تصل إلى 6.8 مليار دولار.
صفقة طائرات مسيرة.. واشنطن وافقت على بيع طائرات مسيرة لدولة قطر بالرغم من اعتراض وزارة الخارجية الأمريكية
كما أسفرت الزيارة عن إبرام صفقة طائرات دون طيار تقدر قيمتها بنحو نصف مليار دولار، بعد أن كشفت وكالة أمريكية أن وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاغون» أن واشنطن وافقت على بيع طائرات مسيرة لدولة قطر بالرغم من الاعتراضات والقلق في أروقة وزارة الخارجية بواشنطن.
ونقلت وكالة "nbcnews" الأمريكية تصريحات مسؤولين أمريكيين أن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) وافقت على صفقة بيع طائرات مسيرة عسكرية بقيمة 500 مليون دولار لدولة قطر، بالرغم من العراقيل والاعتراضات التي رافقت الصفقة في أروقة وزارة الخارجية الأمريكية وتجلي ذلك بالرد البطيء على طلب الحكومة القطرية".
وبحسب التقرير الذي نشرته الشبكة الأمريكية استنادًا إلى مصادرها، طلبت قطر سابقًا من الولايات المتحدة شراء طائرات مسيرة من طراز "أم كيو - 9 ريبر"، العام الماضي، لكن لم يتم الرد على الطلب.
وأشار التقرير، إلى أن الدوحة تدفع مرة أخرى لإتمام هذه الصفقة في محاولة للاستفادة من المساعدة التي قدمتها في عمليات إجلاء الرعايا الأمريكيين من أفغانستان، وتخطط للضغط في هذا الاتجاه أثناء أمير قطر إلى واشنطن، الشهر المقبل".
وقال مسؤول مطلع على المناقشات للشبكة إن "الولايات المتحدة تنظر إلى قطر باعتبارها شريكًا موثوقًا فيه، ويمكنها تحمل مسؤولية امتلاك أسلحة متقدمة مثل الطائرات المسيرة المسلحة".
وأضاف المسؤول أن "قطر يمكن أن تكون مفيدة في مكافحة الإرهاب، وفي الضربات الجوية بعيدة المدى في أفغانستان، التي لا تتطلب وجودًا أمريكيًا على الأرض".