أهداف الصين الكبرى وراء تنظيم أولمبياد شتوية ناجحة
أهداف الصين الكبرى من وراء تنظيم أولمبياد شتوية ناجحة
تصبو الصين لتنظيم دورة ألعاب أولمبية شتوية ناجحة لتحقيق عدة أهداف.
ووعدت الصين عندما فازت باستضافة الألعاب في 2015 بتنظيم ألعاب أكثر خضرة وتعميم الرياضات الشتوية، لكنها لم تتوقع معركة مع جائحة عالمية ولا مقاطعات دبلوماسية. فما هي الأهداف التي تسعى الصين إلى تحقيقها وسط تلك التحديات الجديدة؟
-الفوز بالبطولة والصعود على منصات التتويج
بصفتها الدولة المضيفة، تريد الصين بلا شك أن ترى نفسها على المنصة. وشاركت الصين لأول مرة في دورة الألعاب الأولمبية الشتوية عام 1980 بوفد مكون من 28 شخصا.
وفازت يي تشياوبو بأول ميدالية صينية في الألعاب الأولمبية الشتوية في عام 1992 عندما حصلت على الميدالية الفضية في التزلج السريع.
وتاريخيا، لم تفز الصين بالعديد من الميداليات في الألعاب الشتوية كما فعلت في الألعاب الصيفية. ووصلت البلاد إلى منصة التتويج فقط في 6 من 15 رياضة أولمبية شتوية، لكن هذه المرة تخوض المنافسات بالعديد من المتنافسين الموعودين.
وحصلت الصين على تسع ميداليات من دورة الألعاب الأولمبية الشتوية لعام 2018 في بيونغتشانغ بكوريا الجنوبية، من بينها واحدة فقط ذهبية.
وفازت الصين بمعظم ميدالياتها - 33 في المجموع - في التزلج السريع على المضمار القصير بما في ذلك الأولى التي فاز بها يانغ يانغ في عام 2002.
وتحتل الصين المرتبة الثانية في العالم في هذه الرياضة بعد كوريا الجنوبية التي فازت بـ 48 ميدالية.
وتشارك الصين بأحصنة سوداء من الرياضيين في رياضات شتوية متعددة.
عندما يتعلق الأمر بالتزلج على الجليد، يتوقع الصينيون لسوي ون جينغ وهان تسونغ منافسة شرسة في بكين، وحصلا على الميدالية الفضية في بيونغتشانغ بعد أن فقدا الذهب بفارق 0.43 نقطة فقط. ثم هناك نجمة التزلج الصينية الحرة إيلين جو المرشحة للفوز بثلاثة أحداث شتوية.
-توسيع قاعدة المشاركة وخلق المزيد من فرص العمل
لا تتعلق الألعاب الأولمبية بالرياضيين بالمحترفين فقط، الهدف الأسمى لهذه الألعاب بالنسبة للصين هو جعل 300 مليون مواطن يقعون في حب الرياضات الشتوية. هذا الهدف حدده الرئيس شي جين بينغ نفسه كجزء من مساعي بلاده لاستضافة دورة الألعاب الأولمبية الشتوية.
وفي يناير، أعلنت إدارة الرياضة الصينية أن 346 مليون شخص في جميع أنحاء البلاد شاركوا في الرياضات الشتوية منذ عام 2015 مما يتجاوز الهدف الأصلي.
ويأتي الحرص على دفع الرياضات الشتوية لخلق فرص عمل أكثر للصينيين بقدر ما يتعلق بالترويج لنمط حياة نشط. وقال وزير الرياضة آنذاك ليو بينغ في عام 2015 "سيخلق ثلاثمائة مليون شخص يشاركون في رياضات الجليد والثلج سوقًا ضخمًا للرياضات الشتوية وسلسلة صناعة طويلة".
واستهدفت خطة تطوير الرياضات الشتوية الرسمية إنشاء صناعة بقيمة 1 تريليون يوان (157 مليار دولار أمريكي) بحلول عام 2025. لتحقيق هذا الهدف، تحولت الصين إلى وسائل الإعلام وانتجت ما لا يقل عن 12 فيلمًا وبرنامجًا تلفزيونيًا لتوسيع قاعدة المشاركين في الرياضات الشتوية.
ولا يقتصر مصطلح "المشاركين" في الألعاب وفقا للتعريف الصيني على الأشخاص الذين يمارسون الرياضات الشتوية فحسب، بل يشمل أيضا الطلاب الرياضيين وأولياء أمورهم، بالإضافة إلى المدربين والحكام وزوار الكرنفالات الشتوية وحتى أعضاء الجمهور في عروض المسابقات حول الرياضات الشتوية.
-بطولة خضراء
تكافح بكين لتحسين جودة الهواء من أجل تنظيم دورة ألعاب أولمبية شتوية خضراء.
ووعد منظمو أولمبياد بكين الشتوي 2022 بألعاب أولمبية خالية من الكربون تكون "خضراء وشاملة ومنفتحة وخالية من الفساد".
وطلبت اللجنة الأولمبية الدولية أن تكون الألعاب الأولمبية المقامة بعد عام 2030 "إيجابية للمناخ"، بينما تلتزم الألعاب التي تقام منذ عام 2020 بأن تكون محايدة للكربون.
وفي سبيل ذلك، أعادت بكين استخدام ملاعب أولمبياد بكين الصيفي 2008، بما في ذلك الاستاد الوطني الشهير "عش الطائر" لحفلي الافتتاح والختام ومركز الألعاب المائية الوطني " المكعب المائي" الذي تم تحويله إلى " مكعب ثلجي" لفعاليات الكيرلنغ.
وستعمل الطاقة المتجددة أيضًا على تزويد المنشآت الرياضية والملاعب بالطاقة بالكامل.
وتستخدم بكين أيضا مبردات ثاني أكسيد الكربون لصنع الجليد في أربعة من مواقع وهي المرة الأولى التي يتم فيها استخدام هذه التكنولوجيا في الصين وفي الألعاب.
وتساهم مبردات ثاني أكسيد الكربون بشكل أقل في الاحتباس الحراري من المبردات التقليدية ولا تضر بطبقة الأوزون.
وقال تقرير الاستدامة قبل الألعاب إن "الطاقة النظيفة" والسيارات الموفرة للطاقة ستشكل 84.9 في المائة من المركبات المستخدمة في الأولمبياد. وقد تم تشجير بعض الأجزاء من بكين وتشانغجياكو لتعويض انبعاثات الكربون. ومع ذلك، لا تزال المخاوف بشأن تلوث الهواء. ورغم أن مستوى الملوثات المحمولة جوًا الصغيرة التي تسمى بي أم.5 انخفض بنسبة 63 في المائة منذ عام 2013 عندما بدأت الصين في إصدار بيانات جودة الهواء إلا أن تلوث بكين لا يزال أقل من معايير منظمة الصحة العالمية.
وقال المنظمون في تقرير الاستدامة إنهم سيستخدمون نظاما لصنع الثلج يستخدم مياها أقل بنسبة 20 في المائة مقارنة بالطرق التقليدية.
-حياة طبيعية وسط الوباء
لقد فرضت تحديات غير متوقعة مثل فيروس كورونا وكذا محاولات من قبل بعض الدول لمقاطعة الأولمبياد دبلوماسيا وهو ما تعين على الحكومة الصينية التعامل معها.
وعلى الصعيد الصحي، أثبتت الاختبارات ايجابية 106 أشخاص مرتبطين بالألعاب منذ 4 يناير.
وأقامت الصين ما يسمى بفقاعة مغلقة للمشاركين تغطي أماكن المعيشة وأماكن المنافسة والتدريب وغيرها من المرافق التي لا يمكن للجمهور الوصول إليها.
وللحد من العدوى يمكن فقط لمشاهدين مختارين من الصين دخول الأماكن.
وأوضحت اللجنة الأولمبية الدولية أن الهدف ليس إقامة أولمبياد خالية من الفيروس ولكن بطولة "دون انتشار" داخل الحلقة المغلقة.
وترغب الصين في تسليط الضوء على أن شعبها يعيش حياة طبيعية خلال الوباء وتفوق نظامها السياسي.
وكانت الصين تتمنى أن تكون الالعاب الرياضية بمثابة عامل موحد وليس عاملا مفرقا. وكانت هناك محاولات تقودها الولايات المتحدة للمقاطعة وحفنة من الدول الغربية لمقاطعة الألعاب دبلوماسيا فضلا عن التغطية الاعلامية السلبية. وقد حرصت الصين على حضور شخصيات سياسية في دول أخرى كخطوة مضادة للمقاطعات الدبلوماسية