تفاصيل كلمات وزراء الطاقة العرب في المؤتمر الدولي للتقنيات البترولية
انطلقت اليوم الاثنين، فعاليات المؤتمر الدولي للتقنيات البترولية 2022، والذى تستضيفه المملكة العربية السعودية في الفترة من 21 إلى 23 فبراير 2022. وبدأ المؤتمر بعقد جلسة وزارية تحت عنوان "دعم التعافى العالمى من خلال الطاقة المستدامة".
وخلال الجلسة الوزارية، أكد وزير الطاقة السعودى عبد العزيز بن سلمان، أن العالم لا يستطيع إنتاج كافة الطاقة التى يحتاجها من الطاقات الجديدة وحدها وأنه لا بد من التوازن فى سوق الطاقة وأن هذا ما يقوم به تحالف أوبك بلس الذى يضم 23 وزيرًا يؤمنون بشدة أن التحالف استطاع تحقيق الأفضل لنا ولاقتصادياتنا ولشعوبنا وللصناعة بأكملها.
رؤية السعودية في ضمان أمن الطاقة
وأشار إلى أن التحالف مطلوب منه زيادة الإمدادات وفى نفس الوقت يواجه دعوات ضد الاستثمار فى إنتاج البترول والغاز وهى الرؤية التي تحتاج لإعادة النظر لما لها من تأثير عالمى، مؤكدًا أن بلاده ستستمر بالاستثمار فى الطاقة النظيفة ومشروعات الاستدامة، فى ذات الوقت الذى تتوسع فيه فى الإنتاج من الثروة البترولية.
ودعا بن سلمان، دول العالم لتطوير التقنيات اللازمة بالتعاون والتكاتف للحد من الانبعاثات وغازات الاحتباس الحرارى فى كافة القطاعات لأن ذلك هو التكامل نحو مواجهة التغيرات المناخية، مضيفًا أن إرادة الحل الشامل يحتاج إلى تضامن من الجميع.
كما طرح رؤية المملكة في العمل على 3 ركائز للطاقة، تتمثل في ضمان أمن الطاقة، والاستمرار في تطوير الاقتصاد، ومواجهة التغير المناخي، وأنها ملتزمة بخطة للوصول إلى الحياد الصفرى لانبعاثات الكربون بحلول عام 2060، من خلال نهج الاقتصاد الدائرى للكربون، وبما يتوافق مع خطط البلاد التنموية، وتمكين تنوعها الاقتصادى، بالإضافة لتمكين الشباب.
وزير الطاقة الاماراتى: ضرورة مواصلة الاستثمار في الوقود الأحفوري وإنتاج وقود منخفض الانبعاثات
ومن جانبه أكد المهندس سهيل المزروعى وزير الطاقة والبنية التحتية بالإمارات أن تحالف أوبك + قدم المساعدة للجميع وأن الامارات تفخر بكونها جزءًا منه، وقال أوبك بلس تنظر للعرض والطلب وهناك خطة للحفاظ عليه فأوبك بلس ليس لها علاقة بأى شىء خارج هذا الاطار وارتفاع الاسعار الذى نراه حاليًا يعلم الجميع أسبابه، مضيفًا "خطتنا ناجحة وليست هناك مشكلة فى الامدادات ولكن هناك عوامل اخرى خارج سيطرتنا تؤثر على الأسواق".
وفيما يتصل بتحول الطاقة أوضح الوزير الإماراتي، أنه فى عام 2016 ووضعت الامارات استراتيجية لعام 2050 حيث كان الاعتقاد أن التحول للطاقة النظيفة سيكون مكلفًا جدًا ولكن اتضح إنه أمر جيد وقد وفر لنا 191 مليار دولار وذلك فقط بالتحول بنسبة 50% إلى الطاقة النظيفة سواء طاقة نووية أو شمسية، مما دعانا إلى التفكير بشكل ايجابى حول التحول الطاقى لموارد طاقة أنظف، فلدينا مشروعات فى حوالى 40 دولة.
وأضاف أن الامارات ليست فقط دولة منتجة للبترول بل دولة منتجة للطاقة الجديدة والمتجددة النظيفة وأنها تؤمن أن الهيدروجين سيكون له سوق جاذب وتستهدف أن تكون لاعبًا مهمًا فيه بنسبة تصل إلى 25% من هذا السوق وأن البداية ستكون بالهيدروجين الأزرق وسيتبعه الهيدروجين الأخضر حيث تم إنشاء أول مصنع للهيدروجين الأخضر ونقوم حاليًا بدراسة استخداماته ومنها كوقود للنفاثات ووسائل النقل البحرى فى المستقبل، مؤكدًا ضرورة العمل ايضًا على مواصلة الاستثمار فى الوقود الاحفورى وانتاج وقود منخفض الانبعاثات الكربونية من دول الخليج.
وزير النفط الكويتى: اتفاق أوبك بلس أثبت أنه الأسلوب الأمثل لتحقيق التوافق
ومن جانبه أوضح الدكتور محمد عبد اللطيف الفارس نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير النفط والكهرباء والماء والطاقة المتجددة بالكويت، أن اتفاق التعاون المشترك بين أوبك وأوبك بلس أثبت خلال العامين الماضيين أنه الاسلوب الامثل لتحقيق التوافق فى ظل ماتمر به صناعة البترول، مشيرًا إلى أن الآليات التي تم وضعها فى اتفاقات أوبك وأوبك بلس أوضحت للعالم مدى نجاحها وأنها حساسة جدًا لرد فعل الأسواق، حيث نضمن وجود آلية تحدد بوضوح كيفية التعامل مع الاسواق شهريًا.
وفيما يتصل بالتحول الطاقى أكد الفارس أن استراتيجية الكويت تتوافق مع المنطقة في التركيز على خفض انبعاثات الكربون وتطبيق تقنيات التقاط الكربون وتحقيق أقل انبعاثات كربونية حيث تهدف للانتقال بسلاسة من الهيدروكربونات فى عام 2035، وأن الخطة ستتيح باستخدام عدة طرق لالتقاط الكربون واستخدام الهيدروجين الأزرق والأخضر.
وأشار إلى وجود العديد من المشروعات التجريبية لدى الكويت، كما تتبنى الكويت استراتيجية إعادة تدوير الهيدروكربون وتعمل على تطويرها، معربًا عن أمله في أن تحقق قمتى المناخ المقبلتين في مصر والامارات نجاحًا في تطوير استراتيجية إعادة تدوير الهيدروكربون، مشددًا على أن تطوير التكنولوجيات المناسبة هو أحد العوامل الأساسية لتحقيق تحول الطاقة بنجاح، مطالبًا بتوجيه الاهتمام للاستثمار في التكنولوجيا سواء في صناعة البترول والغاز أو الطاقة المتجددة سعيًا للنجاح.
وزير النفط العراقى: الرؤية المتوازنة لتحالف أوبك بلس تحقق أهداف التغير المناخى
إلى ذلك، أوضح وزير النفط العراقى إحسان عبد الجبار، أنه من أجل مصلحة أسواق الطاقة بأكملها، يجب أن تظل أوبكبلس ملتزمة بالاتفاق الحالى المستمر والمستدام وأن استراتيجية بلاده للتحول الطاقى لعام 2030 تعتمد على وقف العمل بكل محطات توليد الكهرباء التى تعمل بالوقود الهيدروكربونى وإضافة مصادر طاقة نظيفة ولقد عقد اتفاقيات مع عدة شركات بهذا الخصوص.
وأضاف أن العراق وصل إلى 40 مليون نسمة ونسبة نمو 3.1%، و5% نموًا سنويًا فى استهلاك الطاقة، ولديه تعاون مع شركات مثل توتال وبى بى فى الطاقة الشمسية وهم من كبرى الشركات العالمية العاملة فى العراق، وأن التطور الذى يشهده العراق يعطى رسالة جيدة أنه يمكن أن يضيف شيئًا فى هذا المجال، وأن الرؤية المتوازنة التي يطرحها تحالف أوبك بلس تحقق أهداف التغير المناخى والأهداف التجارية والاقتصادية للدول، وأنه لصالح سوق الطاقة يتعين على أوبك بلس، أن تواصل الحفاظ على الاتفاقات الحالية وأن أى تغير دراماتيكى قد يضر بالأسواق فالاستمرار فى الحفاظ على استقرار الاسواق والحفاظ على مستوى العرض والطلب هو لصالح المستهلكين والمنتجين.
جدير بالذكر أن المؤتمر الدولى للتقنيات البترولية هو مؤتمر ومعرض دولى سنوى للبترول والغاز، يناقش التقنيات والقضايا الرئيسية التى تهم المختصين بقطاع الطاقة ويشارك في نسخة العام الحالي مسئولين وخبراء من 70 دولة، وأكثر من 300 شركة عالمية، ويشمل 107 جلسات فنية تقدم فيها أكثر من 800 ورقة بحثية.