تفاصيل معركة «3» شركات نقل ذكي عملاقة للسيطرة على السوق المصرية
دخلت شركات النقل الذكي بمصر، في ماراثون «منافسة شرسة»، على تقديم أفضل الأسعار والخدمات للعملاء بالإضافة إلى زيادة عدد الخطوط والانتشار جغرافيا فى القاهرة الكبرى خلال العام الحالى.
«أوبر» تفقد السيطرة
وكان السوق المصري يشهد خلال 4 سنوات الماضية، سيطرة كاملة من شركتى «أوبر وكريم»، على النقل الذكي، منذ استحواذ أوبر على غريمتها السابقة شركة كريم في عام 2019.
واختلف وضع «أوبر» واختلت سيطرتها على سوق النقل الذكي في مصر، بعد دخول عملاق النقل الذكي الصيني «دي دي»، والتطبيق الروسي «إن درايفر»، حيث زادت المنافسة بالسوق المصرية، وهو ما يحد من سيطرة شركة «أوبر» بعد استحواذها على «كريم».
وفي شهر يناير الماضي، اضطرت شركة «أوبر» مع زيادة شركات النقل الذكي في مصر؛ لخفض أسعار رحلاتها لـ«خدمة أوبر أكس» من 3 جنيهات و5 قروش إلى جنيهين و80 قرشًا، وخفض سعر كل دقيقة مقطوعة خلال الرحلة إلى 42 قرشًا بدلا من 45 قرشًا، بينما ثبتت سعر الأساسي للرحلة فى خدمة أوبر أكس عند مستوى 8 جنيهات.
وفي السطور التالية، ترصد جريدة «النبأ»، معلومات عن شركات النقل الذكي الجديدة في مصر، وكيف أثر على السوق وشركة أوبر خلال الأيام القليلة الماضية.
«دي دي» الصينية
ومن أشهر شركات النقل الذكي، التى ظهرت مؤخرًا، شركة «دي دي» الصينية، والتي أعلنت انطلاقها في شهر سبتمبر الماضي بشكل رسمي، حيث بدأت عملها فى مصر بالإسكندرية كمرحلة أولى، ولديها 550 مليون مستخدم حول العالم.
وبحسب تقرير لـ«CNBC»، تمتلك «أوبر» حصة 12% في «ديدي» الصينية؛ ما يجعلها ثاني أكبر مستثمر في الشركة بعد سوفت بنك.
وتعد «ديدي» واحدة من كبرى الشركات الصينية، وتسعى حكومة بكين للسيطرة عليها من خلال استثمار شركات تابعة للدولة.
وتشترط «دي دي» في السائقين توافر رخصة قيادة سارية وبطاقة الرقم القومي وإجراء فيش جنائي وألا يقل موديل السيارة عن 10 أعوام من تاريخ الصنع.
قالت «ديدي»، إنها ستقدم باقة ترحيب قيمتها 150 جنيهًا تشمل قسائم خصم للمستخدمين الجُدد ، مع منح السائقين مكافأة مالية إذا قام بـ10 رحلات خلال الأسبوع الأول من التسجيل، كما يحصل السائق على مكافأة بقيمة 25 جنيهًا عن كل دعوة مُستخدم جديد ناجحة، بالإضافة إلى نظام مكافآت مُتدرج يحصل عليه «الكابتن» عندما يُحقق عددًا معينًا من الدعوات ويحصل على حزمة ترحيب (150 جنيها من القسائم).
وحول أسعار الرحلات، تقدم الشركة خدمتين هما «وصلني» و«وصلني بلس»، وتعريفة فتح العداد خدمة «وصلني» تصل إلى 7.20 جنيه مقابل 7.50 جنيه في خدمة «وصلني بلس».
في حين تبلغ دقيقة الانتظار خلال وقت الرحلة نحو 36 قرشًا في خدمة «وصلني»، و40 قرشًا في خدمة «وصلني بلس».
وتصل تكلفة الحد الأدنى للرحلة في خدمة «وصلني» هو 11 جنيهًا مقابل 12 جنيهًا في خدمة «وصلني بلس»، ورسوم إلغاء الرحلة في خدمة «وصلني» 10 جنيهات، في حين تصل إلى 11 جنيهًا في «وصلني بلس».
«إن درايفر» الروسية
أما بالنسبة لـ«إن درايفر»، فهي شركة للنقل الذكي بدأت في مدينة ياكوتسك الروسية على يد مجموعة من الطلاب، اعتراضًا على رفع أسعار شركات التاكسي.
وبحسب الموقع الرسمي للشركة، فإنها تقدم خدماتها في أكثر من 450 مدينة بـ34 دولة، ولديها أكثر من 80 مليون عميل.
وكانت «إن درايفر»، ظهرت في أغسطس الماضي، داخل الأسواق المصرية، بشكل مفاجئ بعروض جذابة لأصحاب السيارات والعملاء.
وبدأت شركة «إن درايفر» تقديم مغريات للسائقين والركاب على حد سواء بهدف توسيع حضورها في السوق، بالإضافة إلى المميزات للسائقين والركاب لحثهم على تنزيل تطبيقها الجديد واستخدامه، مما شجع البعض على الانضمام حيث لا تحصل عمولة من السائق لمدة من 6 إلى 9 أشهر، ومن ثم وتقدم تعريفة أقل للراكب.
ولا تملك «إن درايفر»، مقارًا ولا وكلاء ولا أرقام هواتف في مصر حتى الآن، وتعتمد في التواصل على تطبيقها الذكي فقط، سواءً من قبل السائقين أو الركاب.
وبحسب سائقي الشركة، فإن تطبيق «إن درايفر» يوفر للكابتن معرفة المنطقة التي يذهب إليها العميل (نقطة الوصول)، وهو ما لا يتوافر في تطبيق «أوبر» كما يعرف سعر الرحلة مسبقًا، كما تقتصر عملية الدفع في التطبيق على الكاش فقط وهي ميزة للسائق، حيث يحصل على أموال الرحلة مباشرة.
وعن السعر بالنسبة للعميل، يتميز التطبيق بإتاحة الفرصة للعميل بتحديد المسافة الخاصة بالرحلة، ليقوم التطبيق بوضع حد أدنى لسعر تلك المسافة، ثم يقوم العميل بوضع مبلغ مالي يفوق الحد الأدنى، وفي حالة قبول أي من السائقين بهذا السعر يتم قبول الرحلة.
بداية التوازن
وفي هذا السياق، قال النائب محمد عبد الله زين الدين، عضو لجنة النقل والمواصلات مجلس النواب، إن دخول شركات جديدة للاستثمار في النقل الذكى بمصر يعد بداية التوازن في المنظومة.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ«النبأ»، أن ذلك بداية لدخول شركات جديدة في النقل الجماعي بمصر، لافتًا إلى أنه سيكون هناك تنظيم لعمليات النقل الذكي داخل الدولة وتزويد السوق بأحدث السيارات المتطورة صديقة البيئة.
وأشار «زين الدين»، إلى أن شركات النقل الذكي تحل الأزمات المرورية، والتلوث، وزيادة الشركات يرفع سقف المنافسة لتزويد العميل بأفضل العروض والخدمات، قائلًا: «الأسعار ستكون عادلة وليس هناك احتكار لشركة بعينها، وأفضل مثال على ذلك هو رفع سعر البنزين مرتين ولم ترفع أي شركة أسعارها».
وأكد عضو لجنة النقل والمواصلات مجلس النواب، أن الشركات بدأت في المحافظة على أكبر قدر من العملاء المستهدفين باستقرار الأسعار وتقديم عروض تروجية وهو الأمر الذي يعود على المواطن بالنفع.
وتابع: «كانت البداية لتحسين المنظومة بمصر هو دخول شركتي (دي دي) و(إن درايفر)، وهناك شركة كبرى جديدة في طريقها إلى العمل في مصر وخاصة بنقل أوتوبيسات جماعية، وهذا الكلام جاء بناء على تصريحات من وزارة النقل خلال اجتماعها مع اللجنة».
وأوضح البرلماني، أن زيادة شركات النقل الجماعي في مصر سيؤدي إلى تقليل عدد السيارات بالشوارع، وسيصبح الاعتماد عليها بشكل كامل في التنقل في القاهرة الكبري والإسكندرية، وخاصة مع افتتاح العاصمة الإدارية الجديدة».