دراسة: تأثير هائل للأزمة الأوكرانية على إسرائيل
بالتفاصيل.. موقف إسرائيل من الأزمة الأوكرانية.. أول تعليق رسمي من تل أبيب على الصراع بين موسكو وكييف
أعلنت إسرائيل موقفها الرسمي من الأزمة الأوكرانية، لأول مرة منذ بداية الأزمة، حيث أكدت في بيان رسمي دعمها لوحدة أراضي أوكرانيا وسيادتها.
بيان: إسرائيل تشارك المجتمع الدولي قلقه إزاء الخطوات التي تم اتخاذها في شرق أوكرانيا والتصعيد الخطير
في أول تعليق منها على الموضوع، أبدت إسرائيل دعمها لسيادة أوكرانيا، على خلفية قرار روسيا الاعتراف باستقلال جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين في منطقة دونباس.
وذكرت الخارجية الإسرائيلية في بيان صدر عنها اليوم الأربعاء أن إسرائيل "تشارك المجتمع الدولي قلقه إزاء الخطوات التي تم اتخاذها في شرق أوكرانيا والتصعيد الخطير للوضع".
وأبدت الوزارة أمل إسرائيل في "إيجاد حل دبلوماسي سيؤدي إلى استعادة الهدوء" واستعدادها لـ "المشاركة في هذه المساعي إذا اقتضى الأمر ذلك".
وجاء في البيان: "تدعم إسرائيل وحدة أراضي أوكرانيا وسيادتها، كما تهتم دولة إسرائيل برفاه آلاف المواطنين الإسرائيليين المقيمين في أوكرانيا والجالية اليهودية الكبيرة هناك".
وأبدت الوزارة استعداد إسرائيل لتقديم مساعدات إنسانية فورية إلى أوكرانيا لتلبية احتياجاتها، مؤكدا أن هناك اتصالات بين الطرفين لمناقشة هذه المسألة.
وتابعت: "تواصل إسرائيل حوارها الوثيق مع شركائها بشأن سبل استئناف الجهود الدبلوماسية".
لابيد: إسرائيل" ستقف بطبيعة الحال إلى جانب حليفتها الولايات المتحدة،
قال وزير الخارجية الإسرائيلي، رئيس الوزراء بالتناوب، يائير لابيد، إنه إذا اندلعت حرب بين روسيا وأوكرانيا، فإن "إسرائيل" ستقف بطبيعة الحال إلى جانب حليفتها الولايات المتحدة، على الرغم من الاهتمام بالحفاظ على علاقات جيدة مع الروس.
وأضاف في تصريحات لـ (القناة 12)، أن في هذه المرحلة يختلف تقييمنا الاستخباراتي عن تقييم الأميركيين والبريطانيين، "نحن نقدر أن فرص غزو روسيا لأوكرانيا أقل بالنسبة للتقديرات الأمريكية، لكننا بالتأكيد نستعد لذلك".
وفيما يتعلق بما إذا كانت إسرائيل ستشارك في العقوبات المفروضة على روسيا، قال لابيد: "على الرغم من الرغبة في الحفاظ على علاقات جيدة مع موسكو والتنسيق الأمني، إلا أنه يتوجب علينا النظر في هذا الأمر".
دراسة تدعو إسرائيل إلى دعم الموقف الأميركي في الصراع المتصاعد في أوروبا الشرقية
أشارت دراسة إسرائيلية إلى أن الأزمة الأوكرانية، سواء تصاعدت إلى حرب أو تم التوصل إلى تفاهمات بين الولايات المتحدة وروسيا تزيل تهديد الأخيرة بغزو أوكرانيا، باتت تضع تحديات أمام النظام العالمي الذي ترسخ في العقود الثلاثة الأخيرة، منذ انهيار الاتحاد السوفييتي. ويؤثر ذلك بشكل مباشر وغير مباشر، وفوريا وفي المدى الأبعد، على الشرق الأوسط عموما وإسرائيل خصوصا.
ودعت الدراسة، الصادرة عن "معهد أبحاث الأمن القومي" في جامعة تل أبيب، إسرائيل إلى دعم الموقف الأميركي في الصراع المتصاعد في أوروبا الشرقية، بسبب العلاقات الخاصة بين الدولتين والالتزام الأميركي بأمن إسرائيل. وفي هذا السياق، أوصت الدراسة بأن تمتنع إسرائيل عن الدخول في مواجهة، علنية خصوصا، مع الإدارة الأميركية حتى في حال جرى توقيع اتفاق نووي جديد مع إيران قريبا.
ومن الجهة الأخرى، أوصت الدراسة الحكومة الإسرائيلية بالحفاظ بقدر الإمكان في هذه المرحلة على قنوات الاتصال مع موسكو، من أجل الامتناع عن احتكاك عسكري في سورية. كذلك أوصت باستمرار ترسيخ إسرائيل لعلاقاتها مع دول عربية ونقل "رسائل إيجابية" إليها، "من أجل الاستعداد لاحتمال حدوث قلاقل فيها إثر تبعات الأزمة الدولية وبهدف منع تراجع عملية تطبيع العلاقات".
وبالنسبة لإسرائيل، حسب الدراسة، يوجد للأزمة الأوكرانية ثلاثة مستويات مركزية: العالمي، الإقليمي، والسوري. وفي المستوى العالمي، فإنه كلما طالت الأزمة، وخاصة في حال نشوب حرب تستمر لفترة طويلة، ستطالب إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، إسرائيل باتخاذ موقف ودعم واضح للخطوات الأميركية والمشاركة في ممارسة ضغوط على روسيا والانصياع لعقوبات ستفرض عليها.
وأضافت الدراسة أنه "في ظروف كهذه، ثمة شك كبير إذا كانت الإدارة الأميركية ستصغي وتتفهم ادعاءات وتوضيحات إسرائيلية أن مصالحها تستوجب الحفاظ على قنوات مفتوحة مع موسكو أيضا. ويرجح أنه إثر تحفظ دول في الشرق الأوسط من إظهار تماثل كامل مع موقف الولايات المتحدة وخطواتها، أن تحاسب الإدارة الدول التي ستحاول الاستمرار في الوقوف على الحياد". لكن الدراسة أشارت أيضا إلى إمكانية أن تعزز الأزمة في أوروبا الشرقية أهمية الشرق الأوسط كمزود للطاقة بدلا من روسيا. وأشارت الدراسة في هذا السياق إلى قطر والسعودية. واعتبرت الدراسة أن أحد بدائل تزويد الغاز من روسيا هي حقول الغاز في البحر المتوسط المشتركة بين مصر وقبرص وإسرائيل.
وفي المستوى الإقليمي، اعتبرت الدراسة أن الأزمة في أوروبا الشرقية، وخاصة إذا تدهورت إلى حرب، "ستؤثر بصورة مباشرة على استقرار قسم من الدول في الشرق الأوسط، وبالأساس لكونها تعتمد بقدر كبير على التزود بمنتجات زراعية عموما وبالقمح خصوصا من أوكرانيا وروسيا". فمصر، على سبيل المثال، تشتري معظم الحبوب من روسيا وأوكرانيا، والأخيرة مزودة الذرة المركزية لمصر.
ويضاف إلى ذلك تحديات تواجهها دول كثيرة في المنطقة، التي تنبع من الزيادة السكانية، نسب البطالة المرتفعة وخاصة بين الجيل الشاب، وكذلك تأثير تغير المناخ. وهذه كلها ستضع مصاعب أمام قدرة دول بمنع تدهور في وضعها. وفي وضع كهذا ستتزايد احتمالات عودة الاحتجاجات الشعبية في دول ضعيفة، مثل سورية ولبنان وليبيا والعراق، وربما الأردن ومصر.
وانعدام الاستقرار في دول كهذه من شأنه إضافة تحديات أمنية أمام إسرائيل، ويرجح أن تضطر إسرائيل نفسها إلى مواجهة تبعات ارتفاع أسعار الطاقة وتبعاته على غلاء المعيشة. كما أن تركيز الولايات المتحدة على أوروبا، سيسرع ابتعادها عن الشرق الأوسط وتقييد دعمها العسكري لحليفاتها في المنطقة.
وفيما يتعلق بتأثير الأزمة الأوكرانية على جبهة إسرائيل الشمالية، وخاصة مقابل سورية، رجحت الدراسة أن تستغل روسيا الحلبة السورية لكي تجسد أمام الولايات المتحدة أن بيديها رافعات لتحويل مناطق أخرى في أوروبا الشرقية إلى مناطق قابلة للاشتعال. وفي الفترة الأخيرة، تضع روسيا مصاعب أمام الغارات الإسرائيلية ضد التموضع الإيراني في سورية ونقل أسلحة إلى الأراضي السورية وإلى حزب الله في لبنان.
ووصفت الدراسة الطلعات الجوية الروسية والسورية المشتركة وخاصة قرب هضبة الجولان المحتلة، الشهر الماضي، بأنها "رسالة واضحة لإسرائيل أن بمقدور روسيا، إذا أرادت، أن تعرقل كفاح إسرائيل ضد المحور الإيراني، مثلما يتم التعبير عنه في الأراضي السورية".
وأضافت أن تعميق العقوبات الأميركية على روسيا، إثر هجوم روسي في أوكرانيا، "ستكون له تبعات سلبية على إسرائيل. وفي إطار الرد الروسي ضد حلفاء الولايات المتحدة، قد توقف موسكو التنسيق العملياتي الروسي – الإسرائيلي وأن تحاول إحباط هجمات إسرائيلية في سورية بواسطة منظومات دفاع جوي وطائرات اعتراض روسية. وإلى جانب ذلك، من الجائز أن تمتنع روسيا عن لجم إيران وربما تشجيعها أيضا على تفعيل أذرعها، ليس ضد القوات الأميركية في روريا فقط، وإنما ضد إسرائيل أيضا".
وأوصت الدراسة الحكومة الإسرائيلية بالامتناع عن بيع أسلحة لأوكرانيا ودول مجاورة لروسيا، وخاصة أسلحة مضادة للدبابات، ومواصلة منع بيع "القبة الحديدية" من الجيش الأميركي لأوكرانيا.
كما أوصت الدراسة الحكومة الإسرائيلية بالاستجابة لخطوات التقارب من جانب تركيا، كونها دولة هامة في حلف شمال الأطلسي. "وبنظرة واسعة، تحسين العلاقات معها سيعزز مكانة إسرائيل الإستراتيجية وقيمتها في المنطقة".
الجيش والحكومة والوكالة اليهودية يستعدون لاستيعاب موجة هجرة متوقعة من أوكرانيا
وذكرت وسائل إعلام عبرية، أن الجيش والحكومة الإسرائيليين ومعهما الوكالة اليهودية يستعدون لاستيعاب موجة هجرة متوقعة من أوكرانيا، في ظل الأزمة الأوكرانية، ودعوات المسئولين الإسرائيليين بعودة الإسرائيليين من كييف.
وأوضحت أن السلطات الإسرائيلية قد بدأت هذه الاستعدادات، بمبادرة من وزيرة الاستيعاب والهجرة، بنينا تامانو شطا، كما أنه ترأست جلسات الاستماع الطارئة.
وأشارت إلى أن عددا كبيرا من الوزراء والمسئولين في الجيش الإسرائيليين قد حضروا هذا الاجتماع الطارئ، لافتة إلى أنه في حال وصول ما يزيد عن 5000 شخص أو مهاجر إلى إسرائيل في أسبوع واحد، فإن الأمر يستدعي الاستعداد له.
وجددت إسرائيل، دعوة رعاياها في أوكرانيا لمغادرة البلاد فورا، بعد أن حذرت من أن اندلاع الأعمال العدائية قد يكون سريعا وقاسيا.
وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية في بيان: "بعد تقييم للوضع جرى السبت، في وزارة الخارجية، وسلسلة المحادثات التي أجراها مدير عام الوزارة مع الأطراف المعنية في مؤتمر ميونخ للأمن والأحداث في شرق أوكرانيا، تكرر الوزارة دعوتها للمواطنين الإسرائيليين في أوكرانيا لمغادرة البلاد على الفور".
وأشارت إلى أنه "من أجل مساعدة المواطنين الإسرائيليين، قررت وزارة الخارجية أن يبقى السفير مايكل برودسكي وطاقم السفارة في كييف في الوقت الحالي وسيقومون بفتح القسم القنصلي بالسفارة غدا (الأحد) من أجل توفير وثائق السفر للمواطنين الذين يحتاجون لها".
وقالت: "تتابع وزارة الخارجية (الإسرائيلية) التطورات بالإضافة إلى قرارات الولايات المتحدة والمملكة المتحدة بإخلاء سفاراتهما في كييف ونقلهما إلى مدينة لفوف، بهدف حماية حياة مبعوثي دولة إسرائيل في أوكرانيا وتوفير حل للمواطنين الإسرائيليين".
الأزمة الأوكرانية قد تؤثر على إستراتيجية إسرائيل تجاه سوريا وإيران
وأفاد تحليل نشره موقع "بريكنغ ديفنس" أن الأزمة الأوكرانية قد تؤثر على استراتيجة إسرائيل تجاه سوريا وإيران، خاصة وأن إسرائيل تعتمد على علاقات جيدة مع روسيا التي تسمح لها بالقيام بعملياتها في سوريا.
وأوضح التحليل أنه في حال حصول الغزو الروسي لأوكرانيا، والتوترات المتوقعة مع الغرب، قد تتعقد العلاقات الإسرائيلية – الروسية، خاصة وأن الولايات المتحدة أكبر حليف لإسرائيل.
وأشار التحليل إلى أن "إسرائيل قد تجد نفسها في موقف حرج" فهي ترتبط بعلاقات قوية مع واشنطن، ولكنها في الوقت ذاته تحتاج إلى الحفاظ على علاقتها مع موسكو التي تسيطر إلى حد كبير على المجال الجوي في سوريا، حيث تجري إسرائيل ضربات عسكرية ضد المصالح الإيرانية.
ولفت التقرير إلى أنه في حال فرض عقوبات واسعة على روسيا، سيتعين على إسرائيل أن توازن خطواتها، إذ إن أي إجراءات ضد روسيا قد تؤدي إلى عرقلة العمليات الإسرائيلية في سوريا، وهو ما تعتبره إسرائيل أمرا "حيويا لأمنها القومي".
ونقل التحليل عن مصدر دفاعي إسرائيلي، لم يذكر اسمه، أن اجتماعات أمنية رفعية المستوى بحثت مؤخرا ما يمكن أن يحدث للعمليات العسكرية في سوريا في حال تغير العلاقات مع روسيا.
كما تتخوف إسرائيل من خسارة الشركات الروسية التي تشتري منها منتجات "تكنولوجية" متطورة غير عسكرية.
إسرائيل قد تجد نفسها في موقف حرج جدا إذا ما اضطرت للمواجهة مع موسكو
المحلل السياسي، عامر سبايلة، قال إن "علاقة إسرائيل مع موسكو، علاقة قوية وعميقة جدا، وهناك تنسيق أمني كبير بينهما، ولكنها قد تجد نفسها في موقف حرج جدا إذا ما اضطرت للمواجهة مع موسكو".
وأضاف في رد على استفسارات موقع "الحرة" أن " موسكو تعلم أن علاقتها مع إسرائيل إحدى النقاط الهامة التي قد تستخدمها للضغط على كل المحور الغربي، بحيث قد تصبح إسرائيل أداة ضغط على واشنطن".
وأوضح أنه يتفق مع ما جاء به التقرير بأن إسرائيل قد تكون من المتضررين من الأزمة الروسية – الأوكرانية، خاصة وأن وقف التنسيق الأمني قد يكبد إسرائيل خطوات لم تكن في الحسبان، خاصة في ما يتعلق بإستراتيجيتها تجاه المخاطر الإيرانية التي تهدد أمنها القومي.
الحكومات الإسرائيلية سعت خلال الفترة الماضية إلى مسك العصا من المنتصف
المحلل السياسي، أنيس عكروتي أكد أن الحكومات الإسرائيلية سعت خلال الفترة الماضية "إلى مسك العصا من الوسط وحافظت على نفس المسافة تقريبا مع موسكو وكييف".
وأوضح في حديث لموقع "الحرة" أن إسرائيل "حاولت في أكثر من مرة أن تلعب دور الوسيط لرأب الصدع بين الجارين المتخاصمين، فخلال شهر أبريل من العام الماضي طلب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي، من رئيس الوزراء، آنذاك، بنيامين نتنياهو رعاية قمة روسية أوكرانية، وهو طلب رفضه الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين".
وأضاف أن هذا الطلب تجدد مرة أخرى خلال شهر أكتوبر الماضي حين التقى رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بينت، بالرئيس الروسي في سوتشي لكن الطلب جوبه بالصد.
واتفق عكروتي مع التحليل، بأن "إسرائيل ستجد نفسها في وضع لا تحسد عليه" خاصة وأنها الحليف الأبرز للولايات المتحدة، مشيرا إلى أن أي تصعيد روسي سترد عليه واشنطن بمزيد من العقوبات الاقتصادية، وبذلك ستضطر إسرائيل للمشاركة في فرض هذه العقوبات، الأمر "الذي من شأنه أن يقطع حبل الود القائم مع موسكو".
ويرى أن إسرائيل "لا تبدو في وضع مريح وتخشى أن تدفعها الأحداث نحو القفز في أحد المركبين وهو ما سيكون له تداعيات مفصلية على علاقاتها مع الغرب من جهة وعلى أمنها القومي من جهة أخرى".
إسرائيل تتعامل مع روسيا من منطلق المصالح المشتركة بين البلدين
استبعد، المحلل السياسي مئير مصري، "أن يؤثر صراع كهذا على العلاقة الإسرائيلية الروسية، حيث أن إسرائيل تتعامل مع روسيا من منطلق المصالح المشتركة بين البلدين".
وأضاف أستاذ العلوم السياسية في الجامعة العبرية في القدس، عضو اللجنة المركزية لحزب العمل، أن "إسرائيل ليست وكيلا أو تابعا للدول الغربية، كما أن منطق الحرب الباردة قد عفا عليه الزمن".
ويرى مصري أن "العلاقة الإسرائيلية الروسية قائمة على مجموعة من المصالح المشتركة بين البلدين ولن تتأثر باحتدام الأزمة بين روسيا ودول الناتو بخصوص أوكرانيا"، منوها إلى أنه "يجب الكف عن اعتبار إيران جزءا من معسكر روسي لأن الوضع ليس كذلك".
وزاد "لا أبالغ إذا قلت إن إسرائيل أهم من إيران بالنسبة لموسكو، أو على الأقل أهمية البلدين متكافئة وذلك لعدة أسباب: أولا، لأن إسرائيل أثبتت أنها من أمتن دول الشرق الأوسط وأكثرها استقرارا، وأن المصلحة تقتضي الحفاظ وتنمية العلاقات معها. وثانيا، لأن السياسة الروسية التقليدية تحرص على الحفاظ على علاقات متميزة مع الدول التي تعيش فيها مجموعات كبيرة من أصول روسية، حيث يعيش في إسرائيل أكثر من مليون شخص من أصول سوفييتية نصفهم هاجروا من روسيا الاتحادية وللكثير منهم ارتباط بروسيا".
وأشار مصري إلى أن السبب الثالث "لأن الوجود الإيراني في سوريا أصبح عبئا على روسيا ولذلك فإن النشاط الإسرائيلي المناهض لمحاولات إيران التمركز في سوريا يصب في مصلحة روسيا كما أنه يخدم إسرائيل، حتى لو أن الخطاب الروسي الرسمي لا يصرح بذلك".
تل أبيب تستعد من أجل إجلاء آلاف اليهود الأوكرانيين
وذكرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، الاثنين، أن تل أبيب تستعد من أجل إجلاء آلاف اليهود الأوكرانيين، في حالة اندلاع حرب تلوح في الأفق بين روسيا وأوكرانيا.
وأوضحت أن ممثلي هيئات مختلفة في إسرائيل بأنهم ناقشوا، خلال اجتماع، الأحد، إمكانية إجلاء الآلاف من اليهود في أوكرانيا، إن تعرضت لغزو روسي، تقول تقارير غربية إنه وشيك.
ومن بين هذه الهيئات، مكتب رئيس الوزراء وزارة الخارجية ووزارة الدفاع ووزارة الشتات والوكالة اليهودية.
وأوضحت أن الدولة العبرية تمتلك خططا منذ فترة طويلة للإجلاء الجماعي لليهود من شتى البلدان، إذا اقتضت الحاجة، مشيرة إلى أنه جرى تحديث الخطط الخاصة بأوكرانيا بسبب التوترات المتزايدة هناك.