رئيس التحرير
خالد مهران

وفاة حنان بسبب الإهمال الطبي تحول فيسبوك إلى دفتر عزاء

حنان صيام من البحث
حنان صيام من البحث عن مولود إلى القبر.. قصة قلبت أسوان

أدت الحادثة التي تعرضت لها سيدة أربعينية في أسوان، لتحول فيسبوك إلى دفتر عزاء، ينعى وفاة حنان بسبب الإهمال الطبي. 

بداية الواقعة

بدأت واقعة وفاة حنان بسبب الإهمال الطبي، عندما ذهبت السيدة المدعوة حنان صيام، البالغة 42 عاما، لإجراء أشعة صبغة على الرحم، داخل مركز شهير للأشعة بمدينة كوم أمبو، وكانت كل أحلامها من الدنيا أن تنجب، لتتمتع بنعمة الأمومة، وتتكئ على طفل يشاركها العمر، مصطحبه معها داخل المركز ابنة عمها.

وفي صالة الانتظار جلسة ابنه عم «حنان»، باسطة يديها بالدعاء أن يجبرها الله ويحقق مرادها في الإنجاب، وكانت تتلقى اتصالات عدة من أقاربها، بعضهم يطمئن على نتائج الفحص، والبعض الآخر يتساءل حول سر التأخير داخل المركز دون نتيجة.
 

تفجر الماساة

بعد مرور أكثر من ساعتين لمرافقة «حنان» داخل المركز، منذ دخولها غرفة الأشعة، بدأ الشك والقلق يتسربان إلى ابنة عمها المصاحبة لها، مما دفعها للاستفسار عن سبب هذه المدة الطويلة، لتكتشف أنه تم نقل «حنان» إلى قسم العناية المركزة، بمستشفى كوم أمبو المركزي، دون إخبارها.

عائلة «حنان» في قبضة الحيرة

 

وأصابت وفاة حنان بسبب الإهمال الطبي، إلى سيطرة مشاعر الغضب والحيرة على أسرة «حنان»، وهم حائرون كيف ذهبت إلى مركز الأشعة واقفة على قدميها، وخرجت منه على ظهرها منقولة للمستشفى، أشبه بالجثة، مع تأكيد من الأطباء، أنها تعرضت لتشنجات، أدت إلى نقلها من المركز إلى المستشفى، ودرجة وعيها أقل من الطبيعي.

ولم تمض سوى أيام معدودة ثم توفيت «حنان» تاركة وراءها لغزا كبيرا، حيث تم نقل الجثة إلى مشرحة المستشفى، ووضعها تحت تصرف النيابة، التي أمرت الطب الشرعي بفحصها.

«النبأ» حصلت على صورة من التقرير المبدئي الصادر من مكتب الصحة، وتضمن، أن الجثة تخول من أيه إصابات، إلا أنه توجد بعض مظاهر التغير بعد الوفاة، منها التلون الموجود بالظهر، مع احتقان ولون داكن بالوجه والعينين، يشتبه أن يكون بسبب فشل التنفس، كما مدون بتقرير المستشفى.

وأوضح التقرير أن السبب المؤدي للوفاة، هو هبوط حاد في الدورة الدموية، ناتج من فشل في الوظائف القلبية والتنفسية، نتيجة الإصابة بفيروس كورونا، نظرا لأنها كانت تعاني من غيبوبة تامة، وتشنجات نتيجة ما بعد توقف عضلة القلب، وانقطاع الاكسجين عن المخ.

وأوضح التقرير لا توجد ظاهريا شبهة جنائية.

 

المشهد الحالي فى اسوان

 

وفى النهاية أصبح المشهد المسيطر على الشارع الأسواني، أن «حنان» الأربعينية، التي بدأت رحلتها بالبحث عن أبسط حقوقها، وهي الإنجاب باللجوء إلى مركز شهير للأشعة، باعتباره أيقونة طبية وتشرف عليه وزارة الصحة، هكذا يجب أن يكون، لكن الواقع أنه كان أداة فى «دفن» أحلام البريئة، بعدما نقلت إلي المستشفي وظلت تصارع المرض وينهش فى جسدها لعدة أيام، إلا أنها فارقت الحياة تاركة وراءها تلا من الأوجاع وعلامات الاستفهام.

 

وتجري النيابة العامة حاليا تحقيقاتها لكشف غموض الحادث.