مقترح أمام الدول الغربية..
استبعاد روسيا من «سويفت» يهدد اقتصاد موسكو.. ويحقق أهداف الصين
يبدو أن الحرب الروسية الأوكرانية أخذت منعطفًا جديدًا، بعد مطالبة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، باستبعاد روسيا من نظام سويفت، هو الأمر الذي يهدد اقتصاد موسكو، ويحقق أهداف الصين بتخلص من هيمنة الدولار الأمريكي.
وخلال الساعات القليلة الماضية، بدأت الدول الغربية، في بحث مقترح إمكانية استبعاد البنوك الروسية من نظام سويفت «Swift» المالي العالمي، بعد إعلان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، شن عملية عسكرية ضد أوكرانيا.
ووصف بعض الخبراء، بأن استبعاد روسيا من نطام «سويفت» بـ«قنبلة نووية» ستضرب الاقتصاد، وهو الأمر الذي سيكون له تأثير هائل على روسيا.
وفي هذا السياق، أعلن كل من الرئيس الأمريكي جون بايدن والمستشار الألماني أولف شولتز، أن عزل روسيا عن النظام المصرفي العالمي «سويفت»، ليس مطروحا الآن.
وفي السطور التالية، يرصد موقع «النبأ» الإخباري، 5 أسئلة حول نظام «سويفت» وطريقة استخدمه من قبل أمريكا ودول الاتحاد الأوروبي، وكيف ستتأثر روسيا من استبعادها؟، وهل هناك دول مستفادة؟.
ما هو نظام «سويفت»؟
سويفت هو اختصار لجمعية الاتصالات المالية العالمية بين البنوك، ويقع مقر هذه الجمعية التعاونية في بلجيكا وتحديدا في «لا هولب»، بالقرب من بروكسل، تأسست في العام 1973 من قبل البنوك الرائدة في العالم، والجمعية عبارة عن وسيط مبدأه بسيط وهو «استبدال التلكس بخدمة الرسائل الآلية لكتابة وإرسال أوامر الدفع بين البنوك المختلفة في جميع أنحاء العالم»، ولا تحتفظ «سويفت» بالأموال أو تحولها، ولكنها تسمح للبنوك بإبلاغها بالتبادلات التي تهمها، النظام يربط أكثر من 11 ألف مؤسسة في أكثر من 200 دولة، في عام 2021، نُقلت ما معدله 42 مليون رسالة في اليوم.
كيف تستخدم البنوك نظام «سويفت»؟
سويفت نظام مراسلة آمن تستخدمه آلاف البنوك حول العالم في بورصاتها من أجل إجراء تحويلات بسيطة لتسوية معاملات عملائها أو تبادل الأوراق المالية أو الأسهم أو السندات.
ما عواقب تعليق «سويفت» بالنسبة لأى دولة؟
في عام 2012، حظر المجتمع الدولي بالفعل بلدًا من استخدام خدمة سويفت، طردت الشركة 30 مؤسسة إيرانية من خدماتها، بما في ذلك بنكها المركزي، تماشيًا مع عقوبات الاتحاد الأوروبي ضد الجمهورية الإسلامية وبرنامجها النووي.
بعد توقيع الاتفاقية النووية الإيرانية في العام 2015، أعيد ربط طهران بالنظام، ثم انفصلت مرة أخرى عندما فرضت الولايات المتحدة عقوبات جديدة في عهد دونالد ترامب في العام 2018.
وفقًا لمركز كارنيجي في موسكو، خسرت إيران ما يقرب من نصف عائدات تصدير النفط و30% من تجارتها الخارجية نتيجة لهذا الفصل.
كيف سيؤثر استبعاد روسيا من نظام «سويفت»؟
تعتمد روسيا بشدة على نظام «سويفت» نتيجة المليارات من صادرات من الهيدروكربونات التي تعمل بالدولار.
ويمكن للبنوك الروسية، أن تعتمد على النظام الوطني للتبادلات المصرفية في البلاد، ومع ذلك، سيكون لديهم صعوبات كبيرة على الصعيد الدولي. فالتأثير الاقتصادي سيكون خطيرًا وفوريًا، في العام 2014، تم التلويح بالتهديد بهذه العقوبة بعد غزو شبه جزيرة القرم وقدر وزير المالية الروسي في ذلك الوقت تأثير مثل هذا الإجراء بنسبة 5 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي الروسي.
ويتكون نظام «سويفت»، من نحو 11 ألف عضو، بما في ذلك قرابة 300 بنك روسي، فإذا تم فصل البنوك الروسية بقرار من الاتحاد الأوروبي أو الولايات المتحدة عن رسائل «سويفت»، فسضطر إلى تنفيذ معاملاتها مع شركائها الأجانب بالطريقة القديمة، أي عن طريق الفاكس، وهو أمر يستغرق وقتا طويلا للغاية.
وسيقلص فصل البنوك الروسية عن سويفت حجم المعاملات الدولية، وسيؤدي إلى تقلبات أسعار العملات، وهروب رؤوس أموال هائلة إلى الخارج.
هل هناك دول تستفاد من استبعاد روسيا من «سويفت»؟
ومن المرجح أن يؤدي طرد روسيا من نظام سويفت، إلى مزيد من التقارب من الصين، ويخدم أهداف إدارة الزعيم الصيني شي جينبينغ، التي تسعى حثيثا إلى تخليص النظام المالي العالمي من هيمنة الدولار الأمريكي.
وعقاب روسيا بالاستبعاد من نظام «سويفت» سوف يسرع السير في هذا الاتجاه وتحقيق طموح الصين.