الورقي
تنبأ بالحرب الروسية في مسلسل «خادم الشعب»
قصة الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي.. ممثل كوميدي ومهرج يقرر مصير العالم
قال الرئيس البرازيلي، بولسونارو، إن مصير الشعب الأوكراني يقرره ممثل كوميدي تم انتخابه رئيسا للجمهورية وفقا لما ذكره موقع g1، في اشارة إلى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
فما قصة هذا الرجل الذي أصبح حديث العالم، والذي يقف أمام إحدى أقوى قوة عسكرية في العالم؟.
من ممثل ومهرج لرئيس دولة
في شهر مايو 2019، تم تنصيب الممثل فولوديمير زيلينسكي رئيسا لأوكرانيا بعدما نجح بحملة انتخابية "بسيطة" منبثقة من الشعب، في استقطاب الأوكرانيين والاستفادة من إحباطهم من النخبة السياسية التي حكمت البلاد في مرحلة ما بعد الحكم السوفياتي، بعد تحقيق فوز ساحق على الرئيس السابق بترو بوروشنكو الموالي لروسيا.
دخل الممثل الأوكراني الكوميدي، الحياة السياسة بإعلانه ترشحه ليلة رأس السنة في ما بدا وكأنه جزء من عمل استعراضي. غير أن الكوميدي تمكن بعد أربعة أشهر من تحقيق فوز ساحق على الرئيس السابق بترو بوروشنكو.
مقدما نفسه كرجل من الشعب، يتحدث بعفوية ويصف نفسه بـ "المهرج"، ويذكر مرارا بطفولته في مدينة كريفي ريه العمالية والصناعية التي يتحدث سكانها الروسية.
وأكد في خطاب تنصيبه أن "مهمته الأساسية" هي التوصل لوقف لإطلاق النار في منطقة دونباس، وشدد لهجته أيضا تجاه روسيا، مؤكدا أنه سيطلب تعويضات من الكرملين لضم روسيا شبه جزيرة القرم في عام 2014 وتغذيتها للحرب الانفصالية.
وقال إنه يريد السفر برحلات عادية ونقل مقر الرئاسة من المبنى السوفياتي الضخم في كييف إلى "مكان مفتوح". ووعد بالحفاظ على التوجه المؤيد للغرب الذي تبنته البلاد عام 2014، كما قال إنه سيفعل "كل شيء" لوضع حد للحرب في الشرق.
مولده ونشأته وديانته
ولد الرئيس الأوكراني الحالي فولوديمير زيلينسكي في 25 يناير عام 1978م، في مدينة كريفي ريه بأوكرانيا، لأب وأم من أصول يهودية.
نشأ فولوديمير زيلينسكي في مدينة كريفي ريه الصناعية جنوب أوكرانيا في عائلة يهودية، وهو يتحدث العديد من اللغات أبرزها اللغة الأوكرانية والروسية والإنجليزية.
زيلينسكي أب لطفلين وهو مجاز في الحقوق، ومارس مهنة التمثيل حيث يوجد له العديد من الأدوار المعروفة في الأفلام السينمائية والمسلسلات التلفزيونية في أوكرانيا وروسيا أيضًا
وخلال سنوات دراسته، انضم زيلينسكي إلى مجموعة مسرحية في الجامعة.
وفي عام 1997، قاد زيلينسكي فريق رقص مسرحي ترفيهي، أدى عرضًا في برنامج تلفزيوني محلي شهير.
وفي 2003، أصبح زيلينسكي رئيسًا لشركة (Kvartal 95) في أوكرانيا المتخصصة في إنشاء وسائط ذات محتوى ترفيهي.
وفي العام نفسه، تزوج زيلينسكي بصديقة في المدرسة الثانوية، إيلينا كياشكو، وأنجبا ابنا وابنة.
وأصبح بعد ذلك مؤلفًا ومخرجًا ومنتجا لمسلسل "Vecherniy Kvartal" الكوميدي، الذي تناول التطورات الاجتماعية والسياسية في البلاد في إطار ساخر.
من ممثل كوميدي ومهرج إلى رئيس دولة
جاء الظهور الأول لفولوديمير زيلينسكي على شاشات التلفزيون الأوكرانية بوصفه رئيسا للدولة، على هيئة ممثل في مسلسل كوميدي ذي شعبية كبيرة في البلاد.
كان زيلينسكي يؤدي -في مسلسل "خادم الشعب" التلفزيوني- دور مدرس تاريخ بسيط يصبح بمحض الصدفة رئيسا للجمهورية، وذلك عقب انتشار شريط مصور يظهره وهو يستخدم ألفاظا نابية ضد الفساد.
جاء زيلينسكي من "الدار إلى النار"، فالرجل الذي لم يسبق له العمل في المجال السياسي، والعمل السياسي الوحيد الذي قام به، كان في سياق درامي، حيث تقمص شخصية رئيس للدولة في مسلسل «خادم الشعب»، بات يرأس الدولة التي تشغل حديث ساسة العالم أجمع.
أصبح "خادم الشعب" اسم الحزب السياسي الذي أسسه، واستخدمه لنشر نهجه السياسي الذي كان يدعو إلى تطهير الحياة السياسية من الفساد وإحلال السلام في المناطق الشرقية من البلاد.
وعرض المسلسل، لأول مرة على قناة Inter-channel التلفزيونية الحكومية في عام 2005، وصار واحدًا من المسلسلات الأكثر تصنيفًا من حيث عدد المشاهدات في أوكرانيا.
ويتناول المسلسل -في إطار هزلي- الصراع الطويل الذي تخوضه أوكرانيا مع حكم الأقلية، أو ما يعرف بـ "الأوليغارشية والبيروقراطيين" الغارقين في الملذات، وذلك منذ أن نالت البلاد استقلالها عن الاتحاد السوفيتي قبل 18 عاما.
أحداث كوميدية حولتها الشخصيات إلى مشاهد بثها التلفزيون الأوكراني وتابعها المواطنون بفضول وتشويق، ولم يكن ليدور بخلد أحدهم - ولا حتى زيلينسكي نفسه- أن المسلسل يكتب قسما واسعا من مستقبلهم ومستقبل أوكرانيا أيضا.
في أحد مشاهد المسلسل، يتجول الرئيس الأوكراني في شوارع كييف، لكنها كانت مقفرة تماما من الناس الذين فروا من البلاد، فيذهب إلى المطار ليشاهد آخر طائرة تغادر إلى ما وراء الحدود.
وهذا ما يحدث الان، حيث تحول هذا المشهد إلى حقيقة، فالأن يعيش الرئيس الأوكراني بالفعل حرب حقيقية، بعد أن شنت روسيا حربا لا هوادة فيها على بلاده.
