الأزمة الأوكرانية.. تعرف على موقع مذبحة الهولوكوست «بابي يار» الذي استهدفته القوات الروسية في أوكرانيا وأثار غضب اليهود
أدان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الضربة الروسية على موقع البث التلفزيوني في كييف والذي يقع بجوار موقع مذبحة الهولوكوست والتي أودت بحياة خمسة أوكرانيين على الأقل.
وقال زيلنيسكي في منشور بالعبرية على تليغرام "لقد تعرضنا جميعا للقصف الليلة الماضية في كييف، وكلنا متنا مرة أخرى في بابي يار من هجوم صاروخي. على الرغم من أن العالم يعد باستمرار "أن ذلك لن يتكرر أبدا"، في إشارة لموقع يخلد ضحايا المجازر النازية "الهولوكوست" في ضواحي كييف.
وتابع زيلنيسكي: "يعتبر بابي يار مكانا ذي مكانة خاصة في كييف وفي أوروبا. مكانا للصلاة. موقع تذكاري لآلاف ومئات الآلاف من الناس الذين قتلوا على يد النازيين، مكان المقابر القديمة في كييف. لماذا يحولون مثل هذا المكان إلى هدف لهجوم صاروخي؟ إنكم تقتلون ضحايا الهولوكوست مرة أخرى"، وفق ما نقلته قناة "كان" الإسرائيلية الرسمية.
وأضاف الرئيس الأوكراني الذي ينحدر من أصول يهودية "أناشد الآن كل يهود العالم - ألا ترون ما يحدث؟ لذلك، من المهم جدا ألا يلتزم ملايين اليهود حول العالم الصمت الآن أمام هذه المشاهد. لأن النازية ولدت في صمت. اصرخوا ضد قتل المدنيين، ضد قتل الأوكرانيين".
منظمات يهودية تستنكر القصف الروسي
استنكرت منظمات يهودية، الضربة الروسية قرب موقع مذبحة بابي يار النازية في كييف التي اعتبرها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم خطوة من جانب موسكو لـ "محو" التاريخ الأوكراني.
ودعت مؤسسة "ياد فاشيم"، النصب التذكاري الإسرائيلي للمحرقة "المجتمع الدولي إلى اتخاذ تدابير مشتركة لحماية أرواح المدنيين وكذلك المواقع التاريخية لما لها من قيمة لا تعوض في الأبحاث والتعليم وذكرى المحرقة".
وأضافت المنظمة - في بيان: "بدلًا من تعرضها لعنف صارخ، يجب حماية المواقع المقدسة مثل بابي يار".
وقال نتان شارانسكي رئيس المجلس الاستشاري لنصب بابي يار السجين السوفيتي السابق: "يسعى بوتين إلى تشويه المحرقة واستغلالها لتبرير غزو غير شرعي لدولة ديمقراطية ذات سيادة. وهو أمر بغيض تمامًا".
ما هو نصب «بابي يار»؟
و«بابي يار»، هو نصب تذكاري للهولوكوست يخلد ذكرى ضحايا المجازر التي نفذها النازيون والمتعاونون الأوكرانيون المحليون خلال حملتهم ضد الاتحاد السوفيتي في الحرب العالمية الثانية وسقط فيها آلاف اليهود في عام 1941.
ففي عام 1941، أي عقب بضعة أسابيع من اجتياح النازيين لجزء كبير من الاتحاد السوفييتي، قامت فرقة من كتيبة الصاعقة النازية بمعية عملاء أوكرانيين بقتل أكثر من 33 ألف يهودي من نساء وأطفال ورجال في وادي بابي يار في أسوء مجرزة تعرض لها اليهود الذي كانوا ضحية الإبادة المنظمة للحقبة النازية في ألمانيا.