الاستخبارات الروسية تتهم أمريكا بإرسال فلول «داعش» لأوكرانيا.. كيف تحولت أوكرانيا إلى بؤرة جديدة للتنظيم ؟ التفاصيل
حذرت روسيا من أن الولايات المتحدة الأمريكية، تقوم بتدريب عدد من إرهابيي تنظيم داعش في سوريا، ومن المخطط استخدامهم في القتال في دونباس شرق أوكرانيا.
وقالت الاستخبارات الخارجية الروسية في بيان "قام الأمريكيون في نهاية عام 2021 بتحرير عشرات الإرهابيين التابعين لتنظيم "داعش" من مواطني روسيا وبلدان رابطة الدول المستقلة".
وأضاف البيان الروسي "تم إرسال هؤلاء الأشخاص إلى قاعدة التنف التي تسيطر عليها الولايات المتحدة، حيث خضعوا لتدريب خاص على أساليب القيام بأعمال التخريب والإرهاب، مع التركيز على منطقة دونباس".
وأشارت روسيا إلى أن الاستخبارات المركزية الأمريكية، وقيادة العمليات الخاصة التابعة للقوات المسلحة الأمريكية تواصلان تشكيل "وحدات داعشية جديدة" في الشرق الأوسط والدول الأفريقية، ومن المقرر أن يتم نقلهم للمشاركة في أنشطة التخريب والإرهاب في أوكرانيا عبر أراضي بولندا.
وقال نائب وزير الخارجية السوري بشار الجعفري، إن الغرب ليس لديه مانع أن "يسلح الشيطان" ضد روسيا، غير مستبعد إمكانية نقل مسلحي حركات إرهابية بما في ذلك من تنظيم "داعش" إلى أوكرانيا، مثلما حدث وتمت الاستعانة بهم في مناطق أخرى من العالم لخدمة المصالح الأمريكية والغربية، معتبرا أن إعادة تدوير الإرهابيين هو اختصاص أمريكي.
وحذرت منظمة العدل والتنمية من انتقال داعش والقاعدة للقتال بجوار القوات المسلحة الأوكرانية، بعد الدعوة التى وجهها الرئيس الاوكراني للمقاتلين الأجانب من الدول الأوروبية للقتال بجوارالجيش الأوكراني.
وقال المتحدث الرسمى للمنظمة زيدان القنائي إن تنظيم داعش والقاعدة قد يستغلا الحرب الروسية الأوكرانية للانتقال لأوكرانيا؛ لقتال القوات المسلحة الروسية خاصة بعد هزيمته بالعراق وسوريا وانتقال مقاتليهم لعدة دول أوروبية. ولم تستبعد المنظمة انتقال تنظيم داعش أو القاعدة للقتال بجوار الجيش الأوكرني أو المرتزقة الاجانب من عدة دول.
أوكرانيا تنفي تزويد تنظيم داعس بالأسلحة
في 2015، نفت أوكرانيا أن تكون زودت تنظيم داعش بأسلحة، وذلك بعد إعلان الكويت أنها فككت خلية متهمة بنقل أسلحة من أوكرانيا إلى التنظيم الجهادي في سوريا.
وقالت وزارة الدفاع الأوكرانية في بيان إن «الإتهامات الموجهة إلى أوكرانيا بشأن نقل أسلحة إلى إرهابي تنظيم داعش لا أساس لها من الصحة». وأضاف أن «اوكرانيا لم تصنع ولا اشترت أنظمة دفاع جوي من طراز +اف ان-6+ الصينية الصنع، ولا أمنت نقلها إلى أراضيها. لا بل أن أنظمة +اف ان-6+ ليست ولم تكن يوما من أسلحة القوات المسلحة وسائر المجموعات المسلحة الأوكرانية».
وصرح رئيس إدارة الأمن الأوكراني، فاسيلي غريتساك أن التنظيم الإرهابي "داعش" قد كثف نشاطاته في أوكرانيا.
وقال غريتساك: "للأسف، في الآونة الأخيرة، شهدنا بعض النشاطات لهذا التنظيم في بلادنا"، مشيرا إلى أن قوات الأمن بدأت في اتخاذ تدابير فعالة لمنع انتشار نشاط التنظيم الإرهابي.
ويذكر أن تنظيم "داعش" الإرهابي قد نشر شريط فيديو، قال فيه إن أوكرانيا من بين أعدائه.
وفي 2019، أعلنت السلطات الأوكرانية، عن اعتقالها قائدًا كبيرًا في داعش، اسمه البراء الشيشاني، وسط كييف في عملية مشتركة مع وكالة الإستخبارات المركزية الأميركية.
ويُعتقد أنّ القائد الجورجي الأصل شغل منصب نائب وزير الحرب في داعش وترأّس فرقة مسؤولة عن "العمليات الخاصة" والمراقبة، ويزعم أنه شارك في كل أنواع العمليات: بدءًا بإعدام "الكفّار" وقطع الرؤوس العلني ووصولًا إلى العمليات الإرهابية في الخارج.
ويُعتبر البراء الشيشاني، واسمه الحقيقي سيزار توخوساشفيلي، واحدًا ضمن مجموعة من قادة داعش أصلهم من وادي بانكيسي شمال جورجيا.
ووفقًا لجهاز الإستخبارات الأوكراني، واصل البراء الشيشاني تنسيق عمليات الإرهاب التي نفّذتها داعش من موقعه في كييف.
في 2016، ذكرت تقارير صحفية، أن قراصنة ينتمون لمجموعة "كيبر بيركوت" تمكنوا من الولوج إلى هاتف تابع لأحد مقاتلي كتيبة "آزوف" الأوكرانية المتطرفة، والعثور على صور وفيديوهات لعناصر يرتدون زي تنظيم "داعش".
ويظهر الفيديو مقاتلين مقنعين كتب على قبعاتهم شعارات دينية يستخدمها "داعش"، وتحتها علم التنظيم، وهم يتناولون الطعام بالقرب من عناصر كتيبة "آزوف".وتأسست كتيبة "آزوف" مايو/أيار 2014 للمشاركة في عملية "جيس كييف" في جنوب شرق أوكرانيا ضد المعارضين لسياستها.
وضمت التشكيلة الأساسية لـ "آزوف" بداية أعضاء من جماعات عنصرية ونازية جديدة مثل "الجمعية الاشتراكية القومية" و"القوميون الأوكرانيون"، وانضم إليهم فيما بعد أعضاء من نشطاء متطرفين.
وفي 2016 أيضا، أعلنت الأجهزة الأمنية الأوكرانية أنها اعتقلت أو طردت من الأراضي الأوكرانية العديد ممن يشتبه في انتمائهم إلى تنظيم "الدولة الإسلامية الجهادي. وقالت في بيان أنها اكتشفت في مدينة خاركيف الصناعية الكبيرة القريبة من الشرق الإنفصالي الموالي لروسيا، شقة يستخدمها عناصر من تنظيم "الدولة الإسلامية"، قبل أن يغادروا إلى العراق أو سوريا.
وأعتقلت الاجهزة الامنية، خلال عملية في خاركيف، 4 رجال يتحدرون من آسيا الوسطى، طرد اثنان منهما، بينما ينتظر آخران قرار المحكمة. كذلك، قبضت في مدينة دنيبرو الكبيرة القريبة من الشرق الأوكراني الإنفصالي، على "مطلوب من الإنتربول يتحدر من إحدى جمهوريات الإتحاد السوفيتي السابق"، وفقا للبيان.
وأوضحت أن الرجل "كان متورطا مباشرة في تجنيد مؤيدين لتنظيم "الدولة الاسلامية" ونقلهم من آسيا الوسطى إلى سوريا، مؤمنا لهم الوسائل ومكان الإقامة ووثائق السفر".
واشارت في بيانها إلى أن "عنصرا آخر يشتبه في انتمائه إلى التنظيم المتطرف قبض عليه في كييف، وقد يكون "تدرب بين عامي 2014 و2015 داخل معسكرات في سوريا، وشارك في أنشطة عسكرية مع التنظيم في سوريا والعراق".
وأكدت اوكرانيا، منذ بداية السنة، أنها اعتقلت أو طردت عشرات المؤيدين للتنظيم. وانضم نحو 7 آلاف شخص من دول الاتحاد السوفيتي السابق إلى مجموعات جهادية في سوريا والعراق، وفقا لأجهزة الأمن الروسية.
وفي 2016، أكدت مصادر استخباراتية أوروبية أن أوكرانيا تحولت إلى بؤرة جديدة لتنظيم داعش، وفق ما نقلت صحيفة لافانغوارديا الإسبانية عن مصادر أمنية أوروبية شددت على الخطورة الكبرى التي تُمثلها المعلومات والمؤشرات القادمة من أوكرانيا، خاصةً من مدينة كيرشون القريبة من شبه جزيرة القرم، جنوب أوكرانيا.
وأوضحت المصادر أن المدينة تحولت إلى بؤرة مُثيرة للقلق، بسبب الدعم اللوجستي المتوفر لدى مقاتلي داعش هناك، ما يجعلهم قادرين على القتال وإحداث أضرار فادحة في المنطقة أو في الدول المستهدفة والتي لم تتضح هويتها بعد، في ظل الخسائر الهامة التي تكبدها التنظيم في سوريا والعراق.
وأكدت المصادر للصحيفة أن التحذير من دواعش أوكرانيا، الذين لم تحدد عددهم ولا جنسياتهم ليس جديدًا، ويعود أول إنذار ولفت نظر إلى وجود داعش في المنطقة إلى وقت طويل نسبيًا، ولكن قلة المعلومات التفصيلية، إضافةً إلى قلة الثقة بمصدر التحذير، حسب الصحيفة، تسبب في تراخي الأجهزة الأمنية المعنية بملف داعش.
ويُرجح الخبراء حسب الصحيفة أن اختيار داعش أوكرانيا، خاصةً المناطق الجنوبية القريبة من القرم، سببه الحرص على تأمين وصول مقاتليه الهاربين من سوريا والعراق، إلى أوروبا عبر طرق بديلة عن دول البلقان، والحدود التركية اليونانية، والبحر الأبيض المتوسط، إضافةً إلى تسهيل وصول مقاتلين أو ذئاب منفردة من الجمهوريات الروسية نفسها إلى أوروبا لتنفيذ ضربات إرهابية، أو التدرب في مخيمات داعش في كيرشون قبل العودة إلى روسيا للانتقام من موسكو نفسها.
تقرير.. روسيا تتصدر قائمة الدول التي انحدر منها "داعش"
في 2017، نشرت شركة الاستشارات الأمريكية (Soufan)، تقريرًا ذكرت فيه إن روسيا تتصدر قائمة الدول التي انحدر منها أعلى عدد من المقاتلين الأجانب الذين ذهبوا للقتال في سوريا والعراق وانضموا إلى "داعش".
ووفقا للتقرير فإنه "يوجد الآن ما لا يقل عن 5600 مواطن أو مقيم من 33 بلدًا عادوا من العراق وسوريا إلى بلدانهم". وبحسب التقرير فإن أكبر عدد مقاتلين بالنسبة للمناطق الجغرافية جاء من دول الاتحاد السوفيتي السابقة، حيث بلغ (8717)، في حين جاء الشرق الأوسط بالمرتبة الثانية بعدد بلغ (7054)، ثم أوروبا الغربية (5718)، تليها دول شمال إفريقيا بعدد وصل إلى (5319)، ثم دول جنوب شرق آسيا بـ (1568) مقاتل، وكذلك من دول البلقان بـ(845) مقاتل، وأتت بالمرتبة الأخيرة أمريكا الشمالية بما يقارب (439).
ويقدر أن هناك أكثر من 40 ألف مقاتل أجنبي انضموا إلى ما يعرف بتنظيم "الدولة الإسلامية" من أكثر من 110 دولة قبل وبعد "إعلان الخلافة" في حزيران / يونيو عام 2014.
كما أكد التقرير أن هناك ارتفاعا ملحوظا بعدد النساء اللواتي التحقن بـ "داعش" بالإضافة إلى ارتفاع بعدد الأطفال المولودين هناك. وذكر التقرير أنه "منذ عام 2015، كان هناك زيادة ملحوظة في عدد النساء والأطفال الأجانب الذين يسافرون إلى سوريا والعراق، وكذلك في حالة الأطفال، المولودين في المناطق التي سيطر عليها "داعش".
وفي مكالمة هاتفية مع DW عربية، الألمانية، قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة دويزبورك إيسين يوخين هيبلار، إنه من الصعب معرفة دقة هذه الأرقام، حيث أن "هذه الأرقام تم جمعها من حكومات الدول المعنية"، مشيرا إلى أن مجموعة "سوفيان لا تستطيع أن تعد الأشخاص أنفسهم، فالعاملون في المجموعة يسألون حكومات دول مختلفة عن تقديرهم لهذه الأعداد".
ويؤكد هيبلار، أن الأعداد الواردة في التقرير بالنسبة لألمانيا مثلًا هي أرقام مثبتة من قبل الحكومة الألمانية ومؤسساتها كوزارة الداخلية ووكالات الاستخبارات والشرطة وغيرها. "ولكن ربما الأرقام أعلى من 915 بقليل، لكن التقييم بشكل عام يبدو واقعيًا".
وأضاف الأستاذ هيبلار، أنه توجد عدة مجموعات من العائدين وهم يقسمون إلى ثلاث مجموعات. "فهناك مجموعة من العائدين الذي أصيبوا بخيبة الأمل لأن "داعش" استغلتهم في طرق لم يكونوا راضين عنها". وبالنسبة لهذه المجموعة يقول هيبلار، إن الكثيرين انضموا إلى "داعش" ظنًا منهم أنهم سيقاتلون بشار الأسد أو الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران، لكنهم بالحقيقة قضوا معظم وقتهم يقاتلون مجموعات سنية أخرى. هذا بالإضافة إلى انهيار الصورة الرومانسية التي كانت لديهم حول الجهاد. ويؤكد هيبلار أن هذه المجموعة لا تشكل خطرًا على أوروبا، بل بالعكس يمكن أن تساعد السلطات على رفع الوعي بين المسلمين في أوروبا عن وهم الجهاد الذي سوقت له "داعش".
ويضيف أن "هناك مجموعة ثانية من العائدين الذين كانوا يحاولون فقط الخروج من "داعش" لأنهم يعتقدون بأن وقت الجهاد قد مضى وهؤلاء يحاولون أن يندمجوا مرة ثانية في المجتمع الألماني". هذه المجموعة، حسب هيبلار، ليست الخطر الأكبر على أوروبا بالرغم من أهمية مراقبتهم.
أما المجموعة الثالثة التي يعتبرها هيبلار الأخطر والتي يجب مراقبتها على الدوام، فهي تشمل " عناصر زادت من تطرفها من خلال التدريبات الجهادية التي تلقتها، حيث تم تدريبها على استخدام الأسلحة والمتفجرات". ويختم بالقول "هؤلاء الأشخاص يمثلون خطرًا شديدًا على المجتمعات الأوروبية ويجب أن يكونوا محط والمراقبة".