من هم«النازيون الجدد» التي تريد روسيا اجتثاثهم من أوكرانيا وعلاقتهم باليهود..ولماذا تدعمهم إسرائيل؟
تردد اسم «النازيون الجدد» كثيرا منذ بدء الحرب الروسية على أوكرانيا، على لسان الكثير من المسئولين البارزين الروس، وعلى رأسهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حيث تتحدث موسكو عن اجتثاث هؤلاء النازيون، كأحد شروط وقف العملية العسكرية التي تقوم بها روسيا في أوكرانيا.
وبحسب تقرير للشرق الأوسط، أثارت مزاعم انتشار النازية في أوكرانيا استياء كييف ودهشة حلفائها، واعتبر منتقدو بوتين الاتهامات مجرّد ذريعة لمحاولة تبرير الحرب، مذكّرين بأن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يهودي وفقد ثلاثة أفراد من عائلته في الهولوكوست.
فمن هم «النازيون الجدد»، التي تريد روسيا التخلص منهم في أوكرانيا وما علاقتهم باليهود؟
كلمة "النازية" و"النازيين الجدد" تكررت 7 مرات على لسان بوتين
كان من بين الأهداف المباشرة التي حدّدها بوتين لحربه، «نزع سلاح أوكرانيا وإزالة الطابع النازي عنها». وقال بوتين إن دول حلف شمال الأطلسي (الناتو)، في سبيل تحقيق أهدافها الخاصة، دعمت القوميين المتطرفين والنازيين الجدد في أوكرانيا، لافتًا إلى أن هؤلاء لن يغفروا لسكان القرم وسيفاستوبول اختيارهم إعادة التوحيد مع روسيا.
وفي تصريح لقادة الجيش الأوكراني، قال بوتين: "التوصل إلى اتفاق بيننا سيكون أسهل إذا ما توليتم السلطة"، موضحًا أن "روسيا تقاتل إرهابيين ونازيين جددًا في أوكرانيا".
وأوضح بوتين، أن هدف روسيا يتلخص في حماية الأشخاص الذين تعرضوا على مدى ثماني سنوات، إلى سوء المعاملة والإبادة الجماعية، من قبل نظام كييف، وأنه يسعى لـ "اجتثاث النازية" من أوكرانيا.
وأضاف، يجب على روسيا "الدفاع" عن نفسها، ووقف "الإبادة الجماعية" و"إزاحة النازيين" في أوكرانيا.
هذه الاتهامات كررها وزير الخارجية سيرغي لافروف، بقوله في مؤتمر صحافي مع مسؤولين انفصاليين موالين لروسيا في شرق أوكرانيا، إن «الرئيس بوتين اتخذ القرار بشنّ هذه العملية العسكرية الخاصة لنزع سلاح أوكرانيا وتحريرها من النازية كي يتمكن الأوكرانيون، بعد تحريرهم من هذا القمع، من تقرير مصيرهم بحرية».
وأضاف لافروف أن روسيا «ستفعل كل ما بوسعها لضمان استقلال الحكومة الأوكرانية، و(قدرتها على) تمثيل تنوع الشعب الأوكراني»، مؤكدا أن «الحكومة الحالية تقع تحت سيطرة خارجية، وتسعى لدعم وتشجيع الفلسفة النازية، كما أنها تحت سيطرة الغرب».
وأعلنت الرئاسة الروسية "الكرملين" أنها تتطلع بواسطة عمليتها العسكرية الخاصة في أوكرانيا إلى اجتثاث "النازية" في هذا البلد وتحييد قدراتها العسكرية.
وقال المتحدث الصحفي باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحفيين، ردا على سؤال حول كيفية فهم عبارة "اجتثاث النازية" وما إذا كانت موسكو ترى من الضروري تغيير النظام في كييف: "كأمر مثالي يجب تحرير أوكرانيا وتطهيرها من النازيين والمناصرين للنازية وفكرها".
وأضاف بيسكوف:" أن تجريد أوكرانيا من السلاح يعني إبطال إمكاناتها العسكرية، التي ازدادت مؤخرا إلى درجة كبيرة بدعم من الخارج"، مشددا على أن كلمة "احتلال" لا تنطبق على العملية العسكرية الروسية الخاصة لتجريد أوكرانيا من السلاح، ومشيرا إلى أن مستقبل أوكرانيا هو مسألة اختيار يعود لشعبها.
وقال المحلل السياسي الروسي، ألكسندر نازاروف، يعد النازيون الأوكرانيون القوة الأكثر معاداة لروسيا في أوكرانيا، وليس من المستغرب أن يكونوا في طليعة العمليات الدائرة في أوكرانيا، وتحويل البلاد إلى دولة نازية على نحو متزايد.
وتتهم روسيا القوميون الجدد أو النازيون بالتورط في جرائم حرب مختلفة في أوكرانيا، تتراوح من نهب المدنيين إلى قتلهم واغتصابهم، وأشهر هذه الكتائب هي "تورنادو" والتي قامت كييف بحلها في ديسمبر/كانون الأول 2014 ولكن لم تحقق أو تحاكم أعضائها قط.
وحسب روسيا، يتمتع القوميون والنازيون الجدد الموجودون في الحكومة الأوكرانية الحالية بتاريخ ثري من انتهاك حقوق الإنسان وارتكاب الجرائم، التي وثقتها وزارة الخارجية الروسية في كتاب من 80 صفحة.
الغرب يتعجب ويسخر من كلام المسئولين الروسي عن «النازيون الجدد»
تصريحات المسئولين الروس عن «النازيين الجدد»، قابلها الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكى، والكثير من المسئولين في الغرب، بنوع من السخرية والتعجب.
حيث قال الرئيس الأوكراني متعجبا: «أنا يهودى، فكيف يمكن أن أكون نازيا؟!».
وقال زيلينسكي، مخاطبًا الروس بلغتهم: "أوكرانيا في نشرات أخباركم وأوكرانيا في الواقع دولتان مختلفتان تمامًا. والفرق الرئيسي بينهما هو أن بلدنا حقيقي"، متابعًا: «قيل لكم إننا نازيون. ولكن هل يمكن لشعب فقد أكثر من 8 ملايين شخص في المعركة ضد النازية أن يدعم النازية؟".
وأضاف الرئيس متسائلًا: "كيف يمكنني أن أكون نازيًا؟ اشرحوا ذلك لجدي، الذي خاض الحرب بأكملها في مشاة الجيش السوفيتي، ومات عقيدًا في أوكرانيا المستقلة". وكان زيلينسكي قد ذكر أن جدّه فقد ثلاثة من إخوانه في المحرقة النازية.
ويرفض الرئيس زيلينسكي مزاعم الكرملين، مقارنًا بدوره بين الهجوم الروسي على المدنيين وعدوان ألمانيا النازية، وقال على صفحته بـ "فيسبوك": "هاجمت روسيا أوكرانيا بجبن وبطريقة انتحارية، كما فعلت ألمانيا النازية خلال الحرب العالمية الثانية".
وقال زيلينسكي، مخاطبًا الروس بلغتهم: «أوكرانيا في نشرات أخباركم وأوكرانيا في الواقع دولتان مختلفتان تمامًا. والفرق الرئيسي بينهما هو أن بلدنا حقيقي»، متابعًا: «قيل لكم إننا نازيون. ولكن هل يمكن لشعب فقد أكثر من 8 ملايين شخص في المعركة ضد النازية أن يدعم النازية؟».
وأضاف الرئيس متسائلًا: «كيف يمكنني أن أكون نازيًا؟ اشرحوا ذلك لجدي، الذي خاض الحرب بأكملها في مشاة الجيش السوفياتي، ومات عقيدًا في أوكرانيا المستقلة». وكان زيلينسكي قد ذكر أن جدّه فقد ثلاثة من إخوانه في المحرقة النازية.
ويرفض الرئيس زيلينسكي مزاعم الكرملين، مقارنًا بدوره بين الهجوم الروسي على المدنيين وعدوان ألمانيا النازية. وقال: «هذه الليلة بدأوا قصف أحياء مدنية. هذا يذكرنا (بالهجوم النازي) في 1941»، مستخدمًا اللغة الروسية للجملة الأخيرة متوجّهًا للمواطنين الروس.
وأضاف زيلينسكي على صفحته بـ«فيسبوك»: «هاجمت روسيا أوكرانيا بجبن وبطريقة انتحارية، كما فعلت ألمانيا النازية خلال الحرب العالمية الثانية»، داعيًا الروس إلى «الخروج» إلى الشوارع «للاحتجاج على هذه الحرب».
ويرى حلفاء كييف أن بوتين يقدّم تبريرات مغلوطة، تعتمد على الخلط بين عناصر تاريخية وواقع أوكرانيا اليوم.
وقال السفير الأميركي السابق لدى أوكرانيا، مايكل ماكفول: «يتحدث (بوتين) عن نزع النازية. لا يوجد نازيون في أوكرانيا». وأوضح المسؤول السابق في تصريحات لشبكة «إم إس إن بي سي»: «زعيم أوكرانيا ليس نازيًا، إنه زعيم منتخب ديمقراطيًا. إنه يهودي. إنه ليس نازيًا». واعتبر ماكفول: «أي محاولة لربط أوكرانيا بالحركات النازية القديمة تفتقر إلى أي أساس منطقي... علينا أن نعامل (بوتين) كزعيم غير عقلاني وشرير، هاجم ظلمًا وبشكل صارخ دولة أوكرانيا الحرة والديمقراطية».
من جانبه، يرى سايمون شليغل، المحلل المختص بأوكرانيا في مجموعة الأزمات، أن «الحرب العالمية الثانية تحمل أهمية كبيرة في الثقافة الجمعية الروسية، إذ يُعدّ النازيون العدو الأكثر وضوحًا. لذلك، فإن مقارنة (طرف) بالنازيين معيار جيد لتحديد العدو». وتابع شليغل متحدثًا لـ«الشرق الأوسط»: «هناك سبب تاريخي لاعتماد هذه الرواية، التي تصوّر الأوكرانيين كقوميين متشددين، وترسم مقاربات مع أوكرانيا اليوم ومجموعات قومية شاركت في القرن العشرين في أعمال عدائية ضد الاتحاد السوفياتي».
ويقول كير غيلز، الباحث في مركز «تشاتهام هاوس»، لهيئة الإذاعة البريطانية، إن روسيا «سريعة في وصف خصومها وضحاياها في أوروبا بالنازيين». وتابع: «لقد رأينا ذلك ليس فقط في أوكرانيا، ولكن أيضًا في (جهود موسكو) لتشويه سمعة دول البلطيق».
ونقلت «بي بي سي» عن شركة التكنولوجيا «لوجيكلي» التي تتعقب مئات حسابات وسائل التواصل الاجتماعي المؤيدة للكرملين، أنها رصدت «طفرات كبيرة في القصص التي تربط أوكرانيا بالنازية».
ويقول أندرياس أوملاند المحلل في مركز ستوكهولم لدراسات أوروبا الشرقية (SCEEUS)، لـ DW: "هذا الحديث عن النازية في أوكرانيا ليس في محلّه تمامًا". ويضيف: "رئيس أوكرانيا يهودي ناطق بالروسية فاز في الانتخابات الرئاسية الأخيرة بفارق كبير ضد مرشح أوكراني غير يهودي".
ووفقًا لأوملاند، هناك أيضًا مجموعات يمينية متطرفة في أوكرانيا، لكنها ضعيفة نسبيًا مقارنة بالعديد من الدول الأوروبية. وأضاف "كانت لدينا جبهة موحدة من جميع الأحزاب اليمينية المتطرفة في الانتخابات البرلمانية الأخيرة عام 2019 وحصلت هذه الجبهة الموحدة على 2.15 بالمائة".
وأضاف، في الماضي، تعرضت الوحدات القتالية اليمينية الأوكرانية التي تقاتل الانفصاليين في شرق أوكرانيا لانتقادات، مثل فوج أزوف.
تم تأسيس هذا الفوج من قبل مجموعة يمينية متطرفة، ولكن تم دمجه في قوات وزارة الداخلية، الحرس الوطني، في خريف 2014، كما يقول أندرياس أوملاند.
بعد ذلك، كان هناك فصل بين الحركة والفوج الرسمي، الذي لا يزال يستخدم الرموز القديمة، ولكن لم يعد من الممكن تصنيفه ضمن مجموعات التطرف اليميني.
ووفقًا لأوملاند، فإنه يتم ملاحظة وجود بعض الجنود اليمينيين المتطرفين أحيانًا أثناء الدورات التدريبية للجيش، ولكن: "يتم الكشف ذلك وفضحه".
خلاصة القول هي أنه في أوكرانيا، كما هو الحال في العديد من البلدان الأخرى، هناك مجموعات يمينية متطرفة صغيرة. ومع ذلك، وفقًا للخبراء، يلعب هؤلاء دورًا ثانويًا تمامًا في المجتمع. لذلك لا يوجد سبب لـ "نزع النازية".
ووصف أولريش شميد، أستاذ الثقافة والمجتمع الروسي في جامعة سانت غالن السويسرية ومختص في القضايا القومية في أوروبا الشرقية، تصريح بوتين بشأن "نزع النازية" في أوكرانيا بأنه "تلميح خادع".
وقال شميد، كانت هناك أيضًا مجموعات يمينية متطرفة فردية في احتجاجات الميدان الأوروبي في 2013/2014. ومع ذلك، فإنهم يلعبون اليوم دورًا ثانويًا، كما قال شميد لـ DW: "إنهم موجودون، لكن في روسيا نفسها يوجد عدد من الجماعات اليمينية المتطرفة مماثل تقريبًا لما هو الحال في أوكرانيا".
لماذا تدعم إسرائيل النازيون في أوكرانيا؟
أفادت صحيفة “Times Of Israel” أن روسيا استدعت السفير الإسرائيلي لدى موسكو، ألكسندر بن تسفي، لتوضيح موقف إسرائيل بشأن “غزو” أوكرانيا.
وبحسب ما نشرته الصحيفة، في 25 من شباط، عن تقارير عبرية، سأل نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، السفير الإسرائيلي: “لماذا تدعم إسرائيل النازيين في أوكرانيا؟”.
وأضافت الصحيفة أن روسيا قدمت مرارًا زعمًا مشكوكًا فيه أن غزوها لجارتها يسعى إلى “إزالة النازية” عن الدولة، والتي يعتبر رئيسها فولوديمير زيلينسكي يهوديًا.