هل رفض «بن سلمان» و«بن زايد» الرد على مكالمات «بايدن»؟.. بلينكن يجيب
زعمت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية، أن كل من الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي، والشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبو ظبي، رفضا الرد على المكالمات الهاتفية للرئيس الأمريكي، جو بادين.
وقالت الصحيفة الأمريكية في تقرير لها: "ذكر مسؤولون من الشرق الأوسط والولايات المتحدة إن البيت الأبيض حاول دون جدوى ترتيب مكالمات بين الرئيس بايدن والزعماء الفعليين للمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة حيث كانت الولايات المتحدة تعمل على بناء دعم دولي لأوكرانيا واحتواء ارتفاع أسعار النفط"
وتابعت الصحيفة: "قال المسؤولون إن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان والشيخ الإماراتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رفضا طلبات واشنطن للتحدث مع بايدن في الأسابيع الأخيرة، حيث أصبح المسؤولون السعوديون والإماراتيون أكثر صراحة في الأسابيع الأخيرة في انتقاداتهم للسياسات الأمريكية تجاه منطقة الخليج"
ولفتت الصحيفة إلى أن كلا من بن سلمان وبن زايد تلقيا مكالمات هاتفية من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأسبوع الماضي، بعد أن رفضا التحدث مع بايدن ثم تحدث كلاهما لاحقًا مع الرئيس الأوكراني.."
وتعليقا على التقرير، قال متحدث باسم وزارة الخارجية الإماراتية لشبكة "CNN" الأمريكية، إن "الإمارات والولايات المتحدة الأمريكية على تواصل للعمل على جدولة وقت المكالمة".
بلينكن: الولايات المتحدة تشترك في "مصالح مهمة للغاية" مع دول الخليج
صرح وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، بأن الولايات المتحدة تشترك في "مصالح مهمة للغاية" مع دول الخليج، بما في ذلك إمدادات الطاقة العالمية.
وقال بلينكن، في مؤتمر صحفي بوزارة الخارجية، عندما سئل بشأن تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال" مفاده أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد رفضا اتصالات من الرئيس جو بايدن: "أمس فقط، قضيت وقتا طويلا على الهاتف مع نظيري الإماراتي (الشيخ عبدالله بن زايد)، ونحن نتحدث بانتظام".
وأشار بلينكن إلى "الدعم الإماراتي الذي تم الإعلان عنه مؤخرا بتأييد زيادة إنتاج النفط من دول أوبك بلس"، وقال: "أعتقد أنه أمر مهم لتحقيق الاستقرار في أسواق الطاقة العالمية، للتأكد من استمرار وجود إمدادات وفيرة من الطاقة حول العالم".
وأضاف بلينكن: "ألتقي بشكل منتظم مع نظيري السعودي (الأمير فيصل بن فرحان)، بما في ذلك في ميونيخ، قبل بضعة أسابيع فقط".
وأشار إلى أن بايدن تحدث مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز في فبراير الماضي "في مناقشة وضعت أجندة موسعة للغاية"، مضيفا: "نحن الآن نتابع هذه الأجندة مع نظرائنا من كبار المسؤولين السعوديين".
وتابع بلينكن: "يمكننا القيام بكل هذا أثناء القيام بما قلنا إننا سنفعله منذ البداية، وهو وضع حقوق الإنسان في مركز سياستنا الخارجية".
ولي العهد السعودي: إننا لا ننظر إلى إسرائيل كعدو بل كحليف محتمل
هذا الجدل جاء بعد أيام قليلة من مقابلة أجراها الأمير محمد بن سلمان، مع مجلة "ذي أتلانتيك" الأميركية نشرت نصها وكالة الأنباء السعودية الرسمية، حيث قال، إنّ بلاده لا تنظر إلى إسرائيل "كعدو" بل "كحليف محتمل". وكان بن سلمان يرد على سؤال عما إذا كانت بلاده ستحذو حذو دول عربية أخرى أقامت خلال السنتين الماضيتين علاقات دبلوماسية مع إسرائيل.
وقال ولي العهد السعودي، وفق نص المقابلة الكامل الذي نشرته الوكالة باللغتين العربية والانكليزية، "إننا لا ننظر إلى إسرائيل كعدو، بل ننظر لهم كحليف محتمل في العديد من المصالح التي يمكن أن نسعى لتحقيقها معًا، لكن يجب أن تحل بعض القضايا قبل الوصول إلى ذلك"، من دون أن يوضح ما هي هذه القضايا.
وفي شأن آخر قال: إنه "ببساطة لا يهتم"، وذلك ردا على سؤال عما إذا كان الرئيس الأمريكي جو بايدن يسيء فهم أمور تخصه. وأضاف أنه يتعين على بايدن التركيز على مصالح أمريكا.
وأشار ولي العهد في تصريحات منفصلة نقلتها وكالة الأنباء الرسمية في السعودية إلى أن بلاده قد تختار تقليص استثماراتها في الولايات المتحدة. ولدى سؤاله خلال المقابلة مع المجلة عما إذا كان بايدن يسيء فهم أمور عن ولي العهد قال الأمير "ببساطة لا أهتم". وقال إن الأمر يرجع لبايدن "في التفكير في مصالح أمريكا".
وأضاف أنه ينبغي للبلدين ألا يتدخلا في الشؤون الداخلية لبعضهما. واستطرد الأمير "ليس لنا الحق في أن نعطيكم محاضرات في أمريكا... ونفس الشيء بالنسبة لكم".
وقال ولي العهد إنه شعر بأن حقوقه هو انتهكت باتهامه فيما يتعلق بالقتل الوحشي وتقطيع جثة خاشقجي الذي قتل داخل قنصلية السعودية في إسطنبول. وقال "أشعر أن قانون حقوق الإنسان لم يطبق معي... البند 11 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ينص على أن المتهم بريء حتى تثبت إدانته".
وأضاف الأمير محمد للمجلة أن هدف الرياض هو الحفاظ على علاقتها "القوية والتاريخية" مع أمريكا وتقويتها. وأشار إلى أن الاستثمارات السعودية في الولايات المتحدة تصل إلى 800 مليار دولار. وقال الأمير في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء السعودية الرسمية "كما لدينا فرصة لتعزيز مصالحنا لدينا فرصة لخفضها".