رئيس التحرير
خالد مهران

بيت الأمة على صفيح ساخن.. 3 أزمات طاحنة تشعل الصراع على رئاسة حزب الوفد

أزمات الوفد تشعل
أزمات الوفد تشعل الصراع بين أبوشقة ويمامة

 

حفيد «سعد زغلول»: الحزب فقد دوره.. والبعض يشن حروبا خفية ضد المرشح المعارض

حملة «يمامة»: هناك غضب بين الوفديين بسبب سياسة الإقصاء والفصل 

 

أجواء ساخنة يعيشها بيت الأمة، الذي يواجه كثيرا من الأزمات خلال الفترة الحالية، خاصة مع انطلاق ماراثون الانتخابات على رئاسة حزب الوفد المقررة في 11 مارس المقبل.

ويخوض الانتخابات مرشحان فقط، وهما المستشار بهاء أبو شقة الرئيس الحالى للحزب، وكذلك الدكتور عبد السند يمامة عضو الهيئة العليا للحزب، وذلك قبل أيام من تراجع ياسر قورة، وإعلان انضمامه لحملة «يمامة».

ويأتي ذلك التراجع في أعقاب الأزمة التى وقعت بين «قورة» واللجنة المشرفة على الانتخابات، بعد رفض اللجنة عقد أي مؤتمر صحفي أو انتخابي للمرشح قبل سداد قيمة التبرع.

وبتراجع «قورة» عن الترشح، يصبح هناك جبهتان مختلفتان تتصارعان على رئاسة الوفد، والتي تتمثل في كل من بهاء أبوشقة، والذي يعتمد سياسة الصوت الواحد حسب أعضاء الحزب، في مقابل جبهة «يمامة» التى تتخذ مبدأ الانفتاح على الجميع والديمقراطية منهجًا لعملها.

ولا يملك «أبوشقة» أي برنامج انتخابي جديد، فهو يؤكد بأنه أمام برنامج قائم بالفعل منذ أكثر من مائة عام أرساه زعماء الوفد سعد زغلول ومصطفى النحاس وفؤاد سراج الدين، يشيد به العالم حتى يومنا هذا -على حد وصفه-.

في المقابل، يستند عبد السند يمامة، في برنامجه الانتخابي إلى سياسة الانفتاح والتى تعتمد على القضاء على سياسة الجزر المعزولة داخل حزب الوفد، وعودة الحزب لمكانه الطبيعى.

فصل قيادات الحزب

في فبراير من العام الماضى، كان حزب الوفد مع أكبر أزماته والتى تمثلت في فصل 10 أعضاء من الجبهة العليا للحزب، وتعيين أشخاص جدد بدلًا منهم، الأمر الذي أثار حفيظة الوفديين تجاه قيادات الحزب.

وأعلن المستشار بهاء الدين أبو شقة رئيس حزب الوفد، -وقتها- أنه انطلاقًا من لائحة الحزب وما يفرض على رئيسه لحماية الحزب والدفاع عن مصالحه، تقرر الفصل النهائى لعدد من القيادات.

مخالفات مالية 

وفي يناير الماضي، كان الحزب على موعد مع أزمة سياسية  بين قياداته وصلت إلى تقدم المهندس حمدي قوطة عضو الهيئة العليا في الحزب ونائب رئيس مجلس إدارة جريدة الوفد، ببلاغ للنيابة العامة حمل رقم 116/2022، بشأن ما ورد في تقرير الجهاز المركزي للمحاسبات، الخاص بالمخالفات المالية داخل الحزب، والذي تضمن مخالفات مالية بلغت قرابة الـ97 مليون جنيه.

وطالب عضو الهيئة العليا لحزب الوفد، باتخاذ الإجراءات القانونية في تحمل الجريدة مبلغ 20 مليون جنيه فوائد، وصرف رواتب وتحمل التأمينات لأشخاص لا يعملون داخل الجريدة ولا الحزب.

أزمات مالية ومديونيات 

ويواجه حزب الوفد أزمة مالية كبيرة.. وعلى الرغم من تأكيد بهاء أبوشق، بأنه استلم الحزب برصيد 600 ألف جنيه والجريدة برصيد صفر وديون 48 مليون جنيه، وكان يوجد التزام كل شهر وهو تسديد 2 مليون جنيه مستحقات ورواتب للصحفيين والإداريين في الجريدة، إلى جانب تسديد ديون لصالح مؤسسة الأهرام وأقساط التأمينات، إلا أن الأزمة مازالت قائمة، حيت يشتكي الصحفيون بالجريدة من عدم صرف مرتباتهم لأكثر من 6 أشهر.

وفي هذا السياق، قال الدكتور علاء الشوالي، حفيد الزعيم سعد زغلول، مؤسس بيت الأمة، إن الحزب استعبده من الجمعية العمومية، مشيرًا إلى أنه في كل الأحوال لن يشارك في الانتخابات لعدم قناعته بما يجري، -على حد وصفه-.

وأضاف في تصريح خاص لـ«النبأ» أن المشكلة ليست في المرشحين، ولكن الأزمة الحقيقية في الأشخاص أنفسهم، وهم غير المؤهلين لممارسة الديمقراطية -حسبما قال-.

وأشار إلى أن هناك حروبا خفية ضد المرشحين لا يسأل عنها المستشار بهاء ابو شقة، والذي ليس له علاقة بها ممن يرغبون في التجويد، مشيرًا إلى أن «أبو شقة» لا يتدخل في الانتخابات، ولا يلجأ للعب تحت الحزام، متابعا أن الأزمة تكمن في القماشة الوفدية والأشخاص الذين يشكلون مصير الحزب.

ولفت إلى أن هؤلاء الأشخاص يتسببون في حدوث مضايقات، مضيفا أن إحدى اللجان أغلقت بابها في وجه أحد مندوبي المرشح المعارض، مما اضطره إلى عقده في أحد المقاهي.

وتابع: «منذ عامين ناديت باختيار مجموعة لقيادة الحزب، بعد التوافق عليهم، ومن ثم الانتخاب من بينهم، حتى لا يتكرر سيناريو مرسى وشفيق، ولكن هذا لم يحدث».

وأَضاف أن الوفد لا يمثل أي حزب من الأساس في الوقت الحالي، فهو لا يؤدي أي وظائف الأحزاب المتعارف عليها إطلاقا، مضيفًا: «بيتخانقوا مع بعض ويتصارعوا وغير مؤثرين في الشارع».

وأكد حفيد زعيم الوفد، أن الصراعات الداخلية بين الأعضاء أدت إلى ما نشهده حاليًا من تدني في دور الحزب، مواصلًا حديثه: «على الرغم من ذلك لا يمكن الجزم بأن الفوز محسوم لصالح أبو شقة»، متابعًا أن انتخابات الوفد لا تدار بفكر مدى قدرة الشخص على قيادة الوفد من عدمه بسبب سوء القماشة الوفدية والتي ليس للقيادات ذنب فيها.

واختتم حديثه لـ«النبأ»: «الانتخابات تدار بنفس طريقة خوض الأحزاب للانتخابات البرلمانية».

ومن جانبه، قال أحد أعضاء حملة عبد السند يمامة الانتخابية، إن هناك حالة من الاحتقان بين الوفديين بسبب ممارسات الإقصاء للمعارضين التى كانت تتم داخل الحزب على مدار الفترة الماضية.

وأضاف في تصريح خاص لـ«النبأ»: هناك ترحيب كبير من قبل الوفديين الذين يرفضون السياسة الحالية للمستشار أبو شقة في إدارة الحزب، مشيرا إلى أن أول قرار سيتخذه يمامة حال الفوز هو عودة جميع المفصولين.

ولفت إلى أن الحزب به الكثير من الأزمات المالية، والتى تسببت في عدم صرف الراوتب للصحفيين منذ أكثر من 6 أشهر، مضيفا أن هناك خطة للحل تعتمد على مطالبة الوفد لأعضائه بالبرلمان بسداد الالتزامات المالية التى كانوا تخلفوا عنها وتجاهلها الرئيس الحالي للحزب.