هل تصدر السعودية قائمة أكثر دول مستقبلة للطلبة المصريين أكذوبة؟
أزمة الطلاب المصريون العائدون من أوكرانيا، أعادت الأنظار إلى تصدر السعودية قائمة أكثر دول مستقبلة للطلبة المصريين، وفقًا لإحصائيات منظمة اليونيسكو عام 2019.
تصدر السعودية قائمة أكثر دول مستقبلة للطلبة المصريين
وأثار تصدر السعودية قائمة أكثر قائمة أكثر دول مستقبلة للطلبة المصريين، الكثير من التساؤلات حول الأسباب، لا سيما وأن مصر كانت من الدول الرائدة في مجال التعليم، وكانت المملكة العربية السعودية تستعين بأساتذة الجامعات المصريين، لتدريس الطلبة في جامعاتها.
الغريب أن هناك دول أوروبية تذيلت القائمة، وأخرى معروف عنها التقدم في مجال التعليم، جاءت في مراكز متأخرة، فحصلت ألمانيا على المركز الثاني، وتلتها الولايات المتحدة الأمريكية، ثم تركيا، بينما جاءت بريطانيا في المركز الخامس، وتلتها أوكرانيا ثم ماليزيا وروسيا، وتبعتهم فرنسا، في حين تذيلت قطر القائمة.
خدعة تصدر السعودية قائمة أكثر دول مستقبلة للطلبة المصريين
ويرى عضو هيئة التدريس بجامعة حلوان، وائل كامل، أن التصنيفات الدولية للجامعات، أكذوبة وخديعة كُبرى، تم تصديرها لنا بشكل يخالف الحقيقة وطبيعة كل مجتمع واحتياجاته؛ لإثبات –كذبًا- أن المشاكل التعليمية بالبلدان العربية لا حل لها؛ إلا من خلال الاستعانة بالخبراء الأجانب للتخطيط أو التدريس.
ويؤكد «كامل» لـ«النبأ الوطني»، أنه تم التصدير للشعوب العربية كذبًا أن الجامعات العربية، التي دخلت التصنيفات العالمية وحققت مراكز متقدمة فيها لم تكن تستطيع هذا الأمر لولا أنها انتدبت مستشارين أجانب وضعوا لها خطتها الاستراتيجية وتم منحهم استقلال نسبي في العمل ليزداد التدخل الأجنبي بجامعاتنا، وإدعائهم بوجود الشراكة مع الجامعات الأجنبية ووجود فروع لهم بالدول العربية لا غنى عنها لتحقيق تعليم وجودة والاستعانة بأساتذتهم وخبرائهم.
تضخيم الأبحاث
الكثير من الجامعات العربية بشكل عام والسعودية خصوصًا، قامت بتضخيم الأبحاث وتصنيفات أداءها عن طريق دفع أموال لباحثين بجامعات أجنبية لتنتسب على الورق فقط إلى مؤسسات بحثية محلية لديهم، الأمر الذي جعلها تستقطب الطلاب المصريين بهذه الصورة، من خلال خدعة أنها أكثر كفاءة وتوفر تعليم جيد، حسب وائل كامل.
ويتابع، "هذا لا ينكر وجود جامعات بالسعودية تقدم تعليم بجودة عالية، بسبب الاهتمام بالمخصصات المالية وتوفير المناخ اللازم لبيئة تعليمية سليمة خالية من المعوقات، ولكن الموضوع الأساسي في أكذوبة التصنيفات الدولية للجامعات؛ لأنها تشكل العامل الأساسي لاستقطاب الطلاب.
ويلفت وائل كامل، إلى الفارق الكبير بين المخصصات المالية ومعدل الإنفاق على التعليم الجامعي بالسعودية ونظيره بمصر، إذا ما وضعنا في الحسبان عدد الملتحقين بالتعليم العالي بكل دولة ونصيب الفرد من هذا المعدل الخاص بالإنفاق.
واختتم «كامل» حديثه مع «النبأ الوطني»، بالإشارة إلى الفارق الكبير أيضًا بين رواتب أعضاء هيئة التدريس بالسعودية ونظيرها بمصر، والتي قد تصل لأكثر من عشرين ضعف، مُضيفًا أن تلك العوامل سببًا رئيسيًا، في استمرارية استقطاب الكفاءات المصرية للعمل هناك، بخلاف الفارق بين مستويات الرعاية الصحية والاجتماعية التي تتوفر لعضو هيئة التدريس بكل البلدين، والتي بالتبعية تؤثر بشكل أساسي على مناخ الإبداع والابتكار والتفرغ لهم؛ لهذا لا مجال للتطرق لتلك النقاط المؤثرة مرة أخرى.