رئيس التحرير
خالد مهران

بوتين لن يكتفي بأوكرانيا.. فشل القيصر سيكون أسوأ من انتصاره بالنسبة لأمريكا والغرب

بوتين لن يكتفى بأوكرانيا
بوتين لن يكتفى بأوكرانيا

أكد عدد من القادة الغربيين على أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لن يتوقف عند حدود أوكرانيا إذا انتصر في الحرب عليها، وأن بوتين لن يكتفى بأوكرانيا.

وفي الوقت الذي يؤكد فيه الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، على أن النصر سيكون حليف روسيا في هذه الحرب، يؤكد الرئيس الأمريكي جو بايدن على أن بوتين لا يمكن أن ينتصر في الحرب على أوكرانيا.

جونسون: إذا انتصر بوتين فإنه لن يتوقف عند حدود أوكرانيا

بوريس جونسون رئيس وزراء بريطانيا

حيث جدد رئيس الوزراء بوريس جونسون التأكيد على استمرار بلاده في دعم أوكرانيا، مشيرا إلى أن لندن كانت في طليعة الدول التي تفرض عقوبات على حكم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وقال في كلمة ألقاها، اليوم السبت، خلال مؤتمر لحزب المحافظين: "إذا انتصر بوتين فإنه لن يتوقف عند حدود أوكرانيا، بل سيتمادى إلى جورجيا ودول البلطيق"

كما اعتبر أن عودة العلاقات إلى طبيعتها مع الرئيس الروسي بعد العملية العسكرية في أوكرانيا، مثلما فعلت الدول الأوروبية عام 2014، ستكون بمثابة ارتكاب نفس الخطأ مرة أخرى، في إشارة إلى ضم موسكو لشبه جزيرة القرم في ذاك الحين.

وفي وقت سابق، اعتبرت وزيرة الخارجية البريطانية، ليز تروس، أن الأزمة الأوكرانية حاليًا، هي أخطر مما تبدو عليه، محذرة من أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في حال نجح بغزو أوكرانيا، فإنه سيواصل شن الحروب على الدول المجاورة

وقالت تروس في مقابلة مع صحيفة ديلي ميل، إنه إذا هاجم بوتين أوكرانيا فسيكون ذلك مقدمة لاستخدام روسيا للقوة لضم المزيد من دول الاتحاد السوفيتي السابق. وأضافت: نحن بحاجة لوقف بوتين لأنه لن يتوقف عند أوكرانيا

وتابعت: بات واضحًا للغاية أن طموحه ليس فقط السيطرة على أوكرانيا، إنه يريد إعادة عقارب الساعة إلى منتصف التسعينيات، أو حتى قبل ذلك. وأكدت أن دول البلطيق في خطر، وغرب البلقان أيضا

وأشارت إلى أن بوتين قال كل هذا علنا، إنه يريد إنشاء روسيا الكبرى، وإنه يريد العودة إلى الوضع كما كان من قبل، حيث كان الاتحاد السوفيتي يسيطر على مساحات شاسعة من أوروبا الشرقية. ولفتت إلى أنه من المهم للغاية أن نقف نحن وحلفاؤنا في وجه بوتين

زيلنيسكي: بوتين لن يتوقف عند أوكرانيا وسيفترس دولا أخرى من حلف شمال الأطلسي «الناتو»

الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسيكي

وفي وقت لاحق، أجرى الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسيكي مقابلة مع شبكة آيه بي سي نيوز الأميركية أكد فيها أن الرئيس الروس فلاديمير بوتن لن يتوقف عند أوكرانيا، محذرا من أنه سيفترس دولا أخرى من حلف شمال الأطلسي الناتو.

وفي كلمة له أمام البرلمان الأوروبي، شدد وزير الدفاع الأوكراني، ألكسي ريزنيكوف، على ضرورة وقف العمليات العسكرية الروسية ضد بلاه.

وأكد، أمام لجنة الأمن والدفاع في البرلمان الأوروبي، وجوب مواصلة الدعم الأوروبي لكييف، محذرًا من أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لن يتوقف عند أوكرانيا، بل قد تطال عملياته دولا أوروبية أخرى، وفق تعبيره، كما دعا إلى تصنيفه "مجرم حرب".

بوتين: سننتصر.. بايدن: بوتين لن يحقق النصر أبدًا في هذه الحرب 

بوتين وبايدن

وعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمام استاد مكتظ بالجموع الذين يلوحون بالأعلام، بتحقيق أهداف الكرملين، والانتصار بأوكرانيا.

وقال بوتين في التجمع الحاشد بملعب لوجنيكي بموسكو: "نعرف ما يجب علينا أن نفعله وكيف وبأي تكلفة، وسنحقق كل خططنا بشكل تام"، مضيفا أن الجنود، الذين يقاتلون في العملية العسكرية الخاصة بأوكرانيا، يبرزون وحدة روسيا.

وأشار الرئيس الروسي إلى أن العملية الجارية في أوكرانيا ضرورية لأن الولايات المتحدة كانت تستخدمها لتهديد بلاده، وواجب روسيا الدفاع في مواجهة "إبادة جماعية" تقوم بها أوكرانيا للناطقين بالروسية.

وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن، إن روسيا ستكون عاجزة عن السيطرة على أوكرانيا برمتها، مؤكدًا أن بوتين لن يحقق النصر أبدًا في هذه الحرب.

وأوصخ بايدن«قد تستمر روسيا في تحقيق التقدم بثمن مروع، لكن يتضح من الآن أن أوكرانيا لن تشكل أبدًا انتصارًا لبوتين. قد يتمكن بوتين من السيطرة على مدينة، لكنه لن يتمكن من الاستيلاء على البلد برمته.

ماذا سيحدث إذا انتصر بوتين في أوكرانيا؟ 

توقع مقال بصحيفة "واشنطن بوست" (The Washington Post) الأميركية أن تسبب هزيمة روسيا لأوكرانيا تغيرات جيوسياسية واسعة في أوروبا وفي أهداف حلف الناتو والنظام العالمي القائم وبداية حقبة تسيطر فيها الصين على تايوان وجنوب شرق آسيا وخلق 3 كتل في العالم (أميركية، وروسية، وصينية)، وأن تعم الفوضى والصراع العالميين؛ حيث تتكيف كل منطقة في العالم بشكل متزعزع مع التكوين الجديد للقوة.

وأوضح كاتب المقال روبرت كاغان أنه عندما يكمل الروس عمليتهم، سيكونون قادرين على نشر قوات برية وجوية وصاروخية في قواعد بغرب أوكرانيا وكذلك في بيلاروسيا، التي أصبحت فعليا وكيلا لروسيا.

وبالتالي سيتم تجميع القوات الروسية على طول الحدود الشرقية لبولندا التي يبلغ طولها 650 ميلا، وكذلك على طول الحدود الشرقية لسلوفاكيا والمجر والحدود الشمالية لرومانيا، ومن المحتمل أن يتم وضع مولدوفا تحت السيطرة الروسية أيضا. وسيكون التهديد الأكثر إلحاحا على دول البلطيق، إذ تقع روسيا بالفعل على حدود إستونيا ولاتفيا مباشرة وتلامس ليتوانيا عبر بيلاروسيا ومن خلال موقعها الأمامي في منطقة كالينينغراد.

وأشار الكاتب إلى أن الإستراتيجية الجديدة لروسيا هي فك ارتباط دول البلطيق بحلف شمال الأطلسي من خلال إثبات أن الحلف لا يمكنه بعد الآن أن يأمل في تقديم الحماية لتلك البلدان.

وأضاف بأنه مع وجود بولندا والمجر و5 أعضاء آخرين في الناتو يتشاركون الحدود مع روسيا الجديدة الموسعة، فإن قدرة الولايات المتحدة وحلف شمالالأطلسي على الدفاع عن الجناح الشرقي للحلف سوف تتضاءل بشكل خطير.

واستمر كاغان في توقعاته، وقال إن الوضع الجديد قد يفرض تعديلا كبيرا في معنى وهدف حلف الناتو. فالرئيس بوتين يريد إعادة تأسيس مجال نفوذ روسيا التقليدي في شرق ووسط أوروبا، ويسعى حاليا، على الأقل، إلى تشكيل حلف الناتو من مستويين، حيث لا تنتشر قوات التحالف على أراضي حلف وارسو السابقة؛ أي جميع دول شرق أوروبا التي على حدود روسيا، ويسعى أيضا إلى إنشاء "بنية" أمنية أوروبية جديدة مع وجود القوات الروسية على طول الحدود الشرقية للناتو.

وتوقع الكاتب أيضا أن يشجع انتصار روسيا على أوكرانيا وعدم مجابهة الولايات المتحدة والغرب عموما روسيا عسكريا، الصينَ على اجتياح تايوان والسيطرة عليها لتهيمن في شرق آسيا وغرب المحيط الهادي.

وقال إنه حان الوقت للبدء في تخيل عالم تسيطر فيه روسيا بشكل فعال على جزء كبير من أوروبا الشرقية، وتسيطر الصين على جزء كبير من شرق آسيا وغرب المحيط الهادي. وسيتعين على الأميركيين وحلفائهم الديمقراطيين في أوروبا وآسيا أن يقرروا، مرة أخرى، ما إذا كان هذا العالم مقبولا.

واختتم كاغان مقاله بأن خريطة أوروبا شهدت العديد من التغييرات على مر القرون. ويعكس شكلها قبل الغزو الروسي لأوكرانيا توسع القوة الأميركية وانهيار القوة الروسية من الثمانينيات حتى الآن، لكن من المرجح أن تعكس مرحلة ما بعد الغزو إحياء القوة العسكرية الروسية وتراجع نفوذ أميركا. وإذا اقترنت هذه التغيّرات بمكاسب للصين في شرق آسيا وغرب المحيط الهادي، فسوف يبشر ذلك بنهاية النظام العالمي الحالي و"بداية حقبة من الفوضى والصراع العالميين؛ حيث تتكيف كل منطقة في العالم بشكل متزعزع مع التكوين الجديد للقوة".

وكانت صحيفة “واشنطن بوست” نشرت مقالا للمعلق ديفيد إغناطيوس، قال فيه إن هجوم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الشامل على أوكرانيا يوم الخميس أنهى فترة ما بعد الحرب الباردة وسيشكل النظام العالمي، مضيفا أن معمارا جديدا للعلاقات الدولية يجب أن يبنى إلا أن شكله يعتمد فيما إن نجحت حملة بوتين أم فشلت.

الجيش الفرنسي: فشل بوتين في أوكرانيا سيكون أسوأ من انتصاره

بوتين

يشعر الجيش الفرنسي بالقلق إزاء فشل الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في أوكرانيا إذ إن هذا الأمر سيجعله أكثر خطورة فربما يقوده فشله إلى استخدام "وسائل أخرى"، بما في ذلك استخدام أسلحة غير مشروعة، حسبما قالت اليوم الإثنين صحيفة لا تريبيون الفرنسية.

وبحسب صحيفة لا تريبيون أشار رئيس أركان الدفاع الفرنسي، الجنرال تييري بوركهارد، فى رسالة موجهة إلى الضباط، إلى أن الرئيس الروسي في وضع استراتيجي ربما لم يكن يتوقعه وبينما كان من المفترض أن تظهر العملية الخاصة قوة روسيا، فإن العكس هو الصحيح وهذا يجعل التنبؤ بما سيقوم به بوتين أكثر صعوبة.

وقال الجنرال بوركهارد:" في هذه الفترة الخطيرة للغاية،والتي تتسم بتوتر شديد، يجب أن نتحلى بمزيد من اليقظة لمواجهة أي تهديد جديد يمكن أن يحدث أي شيء ويجب أن نكون على أهبة الاستعداد.

وتابعت لا تريبيون قائلة:" سواء ربح فلاديمير بوتين "حربه" في أوكرانيا أو تعثر فيها، أو حتى خسرها، فقد يظل العالم الغربي لفترة طويلة تحت رحمة عدم القدرة على التنبؤ وخطورة الرئيس الروسي.

ويشعر الجيش الفرنسي بالقلق أيضًا بشأن الخيار الثاني إذ يخشى على وجه الخصوص، من أن "خطر إذلال" فلاديمير بوتين سيجعله أكثر خطورة وأكثر صعوبة وعليه توقع الجيش هذا العامل في إستراتيجيته الدفاعية.

وبحسب مسئول عسكري لا يستبعد الجيش الفرنسي أية احتمالات من بينها إمكانية التصعيد العمودي (الصراع النووي) من قبل بوتين، مضيفا إلى أن مصدر القلق الرئيسي هو أن الفشل ربما يكون خطيرًا على فلاديمير بوتين وبالتالي على الجميع.

وتابع قائلا: "فلاديمير بوتين "فعل ما كان يعلنه دائمًا ولكن أسيء فهمه ولقد أظهر بالفعل مدى خطورة القرارات التي يتخذها"،مشيرًا إلى أن ما يقلق الجميع أن بوتين ليس بوسعه التراجع وقد يستخدم وسائل أخرى إذا لم ينجح بالوسائل التي تم تنفيذها بالفعل.

وبحسب الإليزيه "ففي أسوأ الأحوال سيتم استخدام أسلحة غير مشروعة وهناك بالتأكيد سيناريوهات أخرى، يمكن أن تتمثل في تدمير المدن وزيادة العنف ضد المدنيين والأسوأ لا يمكن وصفه".

وعدد الإليزيه الوسائل الأخرى التي قد يستخدمها بوتين بدءا من الحرب ( الكابلات البحرية، السيبرانية، الكابلات الفضائية ) وصولا إلى الحرب النووية، بما في ذلك استخدام الأسلحة الكيميائية، مؤكدا أهمية اتخاذ كافة التدابير سواء الدفاعية أو الهجومية بما في ذلك العقوبات لدرء هذه المخاطر.