كيف يستفيد الجنيه من قرار تحويل روسيا المدفوعات مقابل الغاز إلى الروبل؟
في خطوة جديدة أثارت جدلًا كبيرًا حول العالم، قرر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، تحويل روسيا لنظام المدفوعات مقابل إمداد الغاز للدول غير الصديقة إلى الروبل الروسي، بدلًا من الدولار واليورو.
يأتي ذلك في الوقت نفسه الذي يشهد فيه العالم حال من التقلبات الاقتصادية؛ نتيجة اندلاع الحرب بين روسيا وأوكرانيا، وهو الأمر الذي تسبب في تشديد العقوبات الغربية على موسكو، من خلال القطاعات الاقتصادية والمالية، حيث تم تجميد أصول روسية في دول الغرب تصل قيمتها إلى نحو 300 مليار دولار.
وبعد قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، شهدت أسعار الغاز في أوروبا ارتفاعًا بمعدل نمو 10 بالمئة وتقترب من 1250 دولارًا.
ومن المتوقع أن يؤثر قرار الرئيس الروسي على وضع الدولار في العالم، وتراجع الطلب على العملة الخضراء ومن ثم انخفاض السعر على مستوى جميع الدول والذي من بينهم مصر الذي وصل فيها الدولار إلى 18.35 جنيهًا.
سلة العملات
وفي هذا السياق، قال الدكتور على الإدريسي، أستاذ الاقتصاد بمدينة الثقافة والعلوم، إن العالم يتعامل مع بعضه من خلال سلة من العملات وفكرة التعامل بالدولار واليورو والجنيه الاسترليني هو الأمر الذي يعظم من قوتهم وقيمتهم وسعر صرفهم.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ«النبأ»، أن تنوع العملات في التعاملات التجارية يعطي فرص أمام العملات الأخرى لفتح بابًا للاعتماد عليها، وهو الأمر الذي سيؤدي إلى التوازن بين العملات في جميع الدول.
وأشار «الإدريسي»، إلى أن القرار في صالح الجنيه أمام الدولار، فأن الاعتماد الكلي على الدولار فقط يرفع من قيمته وصرفه أمام العملات الآخرى.
وأوضح أن ارتفاع عملة أو انخفضها يتم بناء على قوة العرض والطلب، متابعًا: «القرار سيؤدي إلى انخفاض الطلب على الدولار وهو أمر في صالح مصر، حتى لا يصبح الاعتماد بشكل كلى على الدولار».
وأكد أستاذ الاقتصاد، أن الجنيه خلال الفترة الماضية حدث له خفض لقيمته وليس اتفاع في سعر الدولار، قائلًا: «والرهان في تحسين وضع الجنيه هو زياد الطلب، هو ما حدث خلال الفترة الأخيرة حيث تم التنازل عن الدولار في مصر لشراء شهادات بعائد 18%».
وتابع: «نسبة التنازل عن الدولار وصلت إلى 300%، وهو الأمر الذي أدي إلى ارتفاع قيمة الجنيه أمام الدولار لأن الطلب على الجنيه المصري زاد للاستثمار في شهادات الإدخار».
أسعار الغاز
وعن تأثر أسعار الغاز بقرار بوتين، لفت إلى أن ارتفاع أو انخفاض أسعار الغاز سيتوقف على رد فعل دول الغرب على قرار التعامل بالروبال الروسي.
وواصل: «الأمر يحمل أكثر من سيناريو سيؤثر على أسعار العملات والغاز الفترة المقبل، أبرزهم هل ستوافق دول الغرب على قرار روسيا وتتحرك على استخدام الروبال أم سيكون هناك تسوية أو قرارات مضادة».
وختم: «هذا بالإضافة إلى أن أمريكا متوقع لها البحث عن مصادر أخرى للغاز، وسيحدث مزيدًا من المشكلات بين وموسكو وواشنطن، ولكن لا يزال الأمر غير واضح سياسيًا أو اقتصاديًا».