الرئيس الأوكراني«زيلينسكي»..يحلم بـ«إسرائيل الكبيرة» ويتاجر بـ«الهولوكوست».. تفاصيل
تصريحات الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، يهودي الديانة، عن إسرائيل واليهود والمحرقة النازية لليهود، المعروفة باسم الهولوكوست، أثارت الكثير من الجدل، في الوقت الذي تخوض فيه بلاده حربا شعواء مع روسيا.
قال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، إنّ أوكرانيا ستصير أشبه "بإسرائيل كبيرة" مع تصدر الأمن قائمة الأولويات في السنوات الـ10 المقبلة.
كما اعتبر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أنّ القدس يمكن أن تُشكّل "المكان المناسب لإيجاد السلام"، في إشارة منه إلى المفاوضات التي كان دعا إلى إجرائها مع روسيا.
وقال زيلينسكي في رسالة عبر تلغرام إنّ "رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت يحاول إيجاد طريق للتفاوض مع روسيا ونحن ممتنّون له على كلّ جهوده، حتى نتمكّن عاجلا أم آجلا من بدء المناقشة مع روسيا. ربّما في القدس. إنّه المكان المناسب لإيجاد السلام، إذا كان ذلك ممكنا".
التهديد الذي تواجهه أوكرانيا يشبه التهديد الذي يواجه إسرائيل
وكان زيلينسكي قد قال في خطاب للكنيسيت الإسرائيلي، عبر خاصة زوم، أن "التهديد الذي تواجهه أوكرانيا يشبه التهديد الذي يواجه إسرائيل".
وذكر الرئيس الأوكراني الذي لطالما شدد على انتمائه إلى الديانة اليهودية أن أوكرانيا "اتخذت خيارها قبل 80 عاما بإنقاذ اليهود"، مشبّها في عدة نقاط أتى على ذكرها، العملية العسكرية الروسية في بلاده بالمحرقة النازية.
وأضاف زيلينسكي: "نريد أن نعيش، لكن أعداءنا يريدوننا أن نموت". وتابع "لا نحتاج إلى إقناعكم بأن تاريخ شعبنا مرتبط فكما واجهتم في الماضي نواجه دمارا كاملا للشعب والثقافة".
كما استغل الرئيس الأوكراني، وهو يهودي الديانة، الفرصة للتساؤل حول "تردد" إسرائيل في بيع منظومة القبة الحديدة الدفاعية لبلاده لاستخدامها لمواجهة الهجوم الروسي.
وقال: "الجميع يعرفون أن منظومات الدفاع الصاروخي الخاصة بكم هي الأفضل، وأن بوسعكم يقينا مساعدة شعبنا وإنقاذ أرواح الأوكرانيين واليهود الأوكرانيين".
وقد وجه عدد من الإعلاميين والشخصيات السياسية العربية انتقادات شديدة لمحتوى الخطاب الذي ألقاه الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي أمام الكنيست الإسرائيلي.
وقال أحمد الطيب، النائب في الكنيست، في تغريدة إن خطاب زيلينسكي "صهيوني بامتياز ووصل حضيضه بوضع إسرائيل تاريخيا بمرتبة الضحية عبر اقتباسه كلام غولدا مئير ضد العرب والفلسطينيين".
وأضاف: "نحن ضد الاحتلالات وقتل المدنيين والأبرياء، لكن الغرب وإسرائيل يعانون من معيار أخلاقي مزدوج ومفضوح".
وقال خليل العناني، أستاذ العلوم السياسية بجامعة جونز هوبكنز الأمريكية، إن خطاب زيلينسكي "منطقي وغير مفاجئ، حيث أنه من أهم داعمي المشروع الاستيطاني الإسرائيلي، ومن المدافعين عن جرائم إسرائيل في غزة".
وكتبت الإعلامية غادة عويس أن "استجداء زيلينسكي إسرائيل لتساعده مقزز وبلا أخلاق وينسف كل صدقيته ويقوض شرعية الرواية الأوكرانية... الكيل بمكيالين في الغرب أصبح لا يطاق".
وأعرب العديد من المسؤولين في إسرائيل عن استيائهم الشديد من خطاب الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي أمام الكنيست، الذي شبه فيه العملية العسكرية الروسية بـ "محرقة اليهود".
وقال وزير الاتصالات يوعز هندل في تغريدة: "نقدّر رئيس أوكرانيا وندعم الشعب الأوكراني... لكن من المستحيل إعادة كتابة التاريخ الرهيب للمحرقة... الحرب أمر مروع، ولكن مقارنتها بالهولوكوست يعد أمرا شائنا".
كما هاجم عضو الكنيست يوفال شتاينتس خطاب زيلينسكي، وكتب على "تويتر": "الحرب دائما شيء مروع، والقصف والاحتلال أمر لا يطاق بالنسبة للشعب الأوكراني. ولكن أي مقارنة بين حرب عادية، مهما كانت صعبة، وإبادة ملايين اليهود في غرف الغاز يعتبر تشويها كاملا للتاريخ".
وأضاف أن زيلينسكي "ادعى بأن الشعب الأوكراني ساعد اليهود في المحرقة. صحيح أن الآلاف ساهموا في إنقاذ اليهود... لكن الحقيقة التاريخية المحزنة تقول إن الكثيرين أيضا ساعدوا النازيين بحماس في مشروعهم، ولاحقوا اليهود ونهبوا ممتلكاتهم".
وانتقد عضو الكنيست ميشال والديجر خطاب زيلينسكي، مؤكدا أنه "لا مجال للمقارنة بين ما يحدث الآن في أوكرانيا وما حدث في الهولوكوست. نحن نتفهم ونحزن على ما يحدث في أوكرانيا، لكن المقارنة شائنة وغير مناسبة وتقلل من الرعب الذي حدث في المحرقة."
ورأت صحيفة ”جيروساليم بوست“ الإسرائيلية، أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أخطأ بمقارنة الوضع في بلاده الآن بالمحرقة النازية لليهود ”الهولوكوست“، وأن خطابه أثار انتقادات كثيرة.
وقالت الصحيفة بشأن خطاب زيلينسكي بالفيديو أمام الكنيست الاسرائيلي: ”لم يكن لمقارنة الوضع في أوكرانيا بالهولوكوست التأثير الذي كان يأمله الرئيس الأوكراني“.
وأضافت: ”بدلًا من تحفيز قادة إسرائيل والمشرعين على العمل والتضامن، فإن المقارنات الكبيرة بشأن الهولوكوست جذبت تركيز الجمهور على الهولوكوست بدلا من ندائه لتزويد بلاده بالأسلحة، كما أن الخطاب أثار انتقادات بسبب عدم ملاءمته“.
وأشارت الصحيفة إلى أن وزير الاتصالات يوعاز هندل كتب على تويتر تغريدة قال فيها ”أقدر رئيس أوكرانيا وأدعم الشعب الأوكراني في القلب والفعل، لكن من المستحيل إعادة كتابة التاريخ الرهيب للمحرقة…صحيح أن هناك إبادة جماعية في أوكرانيا، وهي حرب مروعة، لكن المقارنة مع أهوال الهولوكوست شائنة“.
ووفقا للصحيفة اعترض عضو الكنيست الصهيوني المتدين سيمشا روثمان على إشارة زيلينسكي إلى الأوكرانيين الذين أنقذوا اليهود وكتب على تويتر: ”أنا لا أفهم الأوكرانية، ولكن إذا كانت الترجمة التي سمعتها لكلمته دقيقة، فقد طلب منا زيلينسكي أن نتعامل مع الأوكرانيين مثلما عاملونا قبل نحو 80 عامًا… أنا آسف، ولكن أعتقد أنه سيتعين علينا رفض هذا الطلب“.
ونقلت الصحيفة عن أحد الوزراء قوله: ”عندما يتعلق الأمر بإرسال أسلحة أو أنظمة دفاعية مثل القبة الحديدية، التي طلبها زيلينسكي على الرغم من عدم قدرة إسرائيل على إرسالها لأسباب فنية، من غير المرجح أن تساعد أوكرانيا كثيرًا، وعلى أي حال، هناك إجماع في مجلس الوزراء على أنه لا ينبغي أن تتدخل إسرائيل بهذه الطريقة“.
وأضاف الوزير الإسرائيلي: ”السبب الرئيسي لذلك والذي تمت مناقشته بإسهاب من قبل هو الوجود الروسي الكبير على الحدود الشمالية لإسرائيل في سوريا“.
بدوره، قال الوزير السابق والعضو في الكنيست عن الليكود يوفال شتاينتس: ”لو ألقى زيلينسكي كلمته في الأوقات العادية (غير الحربية)، لكنا قلنا إنه يقترب من إنكار الهولوكوست، كل مقارنة بين حرب منظمة مهما كانت صعبة وإبادة ملايين اليهود في غرف الغاز في إطار الحل النهائي، هي تشويه كامل للتاريخ“.
وتابع في تغريدة على تويتر: ”وينطبق الشيء نفسه على الادعاء بأن الأوكرانيين ساعدوا اليهود في الهولوكوست. الحقيقة التاريخية هي أن الشعب الأوكراني لا يمكن أن يفخر بسلوكه في محرقة اليهود“.
اللعب بورقة الهولوكست والمحرقة النازية لليهود
وقد دأب الرئيس الأوكراني على اللعب بورقة الهولوكوست أو المحرقة النازية لليهود التي جرت في عهد هتلر.
فقد اتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، موسكو بالسعي إلى "محو" أوكرانيا وتاريخها، داعيا اليهود إلى "عدم لزوم الصمت" بعد قصف روسي قريب من موقع بابي يار الذي شهد مذبحة لليهود على يد النازيين خلال الحرب العالمية الثانية.
وقال في مقطع مصور: "لا يعرفون شيئا عن عاصمتنا، لا يعرفون شيئا عن تاريخنا، لكن لديهم أوامر بمحو تاريخنا ومحو بلدنا ومحونا جميعا"، وحض بلدان العالم على عدم الوقوف على الحياد.
وتابع الرئيس الأوكراني أن الهجوم الصاروخي الذي استهدف برج التلفزيون في كييف في موقع شهد مذبحة نازية طالت أكثر من 30 ألف يهودي خلال الحرب العالمية الثانية (ما أطلق عليه الهولوكوست) يظهر أن "كييف بالنسبة إلى كثر في روسيا غريبة تماما".
وموجها حديثه ليهود العالم، قال زيلينسكي: "أنا أخاطب الآن جميع يهود العالم. ألا ترون ما يحدث؟ لهذا السبب من المهم جدا ألا يلزم ملايين اليهود حول العالم الصمت الآن".
وأضاف "النازية ولدت في صمت. لذلك ارفعوا الصوت حيال قتل المدنيين. ارفعوا الصوت حيال قتل الأوكرانيين"، على حد قوله.
وكشف الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، أن أجداده كانوا من بين الذين عانوا من المحرقة النازية (الهولوكوست)، وروى كيف ساعد أفراد من عائلته الجيش السوفيتي خلال الحرب العالمية الثانية.
وخلال حديثه مع شبكة أخبار «سي إن إن» الأمريكية، قال زيلينسكي، إن والد ووالدة جده قتلا خلال حريق أضرمه النازيون في قرية كانا يقيمان بها.
وقال زيلينسكي: «عندما يتحدث الروس عن النازيين الجدد ويشيرون إليّ، أرد فقط أنني فقدت عائلتي بأكملها في الحرب، لأنهم جميعًا تعرضوا للإبادة خلال الحرب العالمية الثانية».
ووجه الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، رسالة بالعبرية لليهود حول العالم، نفي صحفي إسرائيلي موجود حاليا في كييف بع ما جاء فيها بشأن "بابي يار".
وقال زيلنيسكي في منشور بالعبرية على تليغرام "لقد تعرضنا جميعا للقصف الليلة الماضية في كييف، وكلنا متنا مرة أخرى في بابي يار من هجوم صاروخي. على الرغم من أن العالم يعد باستمرار "أن ذلك لن يتكرر أبدا"، في إشارة لموقع يخلد ضحايا المجازر النازية "الهولوكوست" في ضواحي كييف.
وتابع زيلنيسكي: "يعتبر بابي يار مكانا ذي مكانة خاصة في كييف وفي أوروبا. مكانا للصلاة. موقع تذكاري لآلاف ومئات الآلاف من الناس الذين قتلوا على يد النازيين، مكان المقابر القديمة في كييف. لماذا يحولون مثل هذا المكان إلى هدف لهجوم صاروخي؟ إنكم تقتلون ضحايا الهولوكوست مرة أخرى"، وفق ما نقلته قناة "كان" الإسرائيلية الرسمية.
وأضاف الرئيس الأوكراني الذي ينحدر من أصول يهودية "أناشد الآن كل يهود العالم - ألا ترون ما يحدث؟ لذلك، من المهم جدا ألا يلتزم ملايين اليهود حول العالم الصمت الآن أمام هذه المشاهد. لأن النازية ولدت في صمت. اصرخوا ضد قتل المدنيين، ضد قتل الأوكرانيين".
كلمة في متحف المحرقة الرئيسي في إسرائيل
طلب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلقاء كلمة في متحف المحرقة الرئيسي في إسرائيل "ياد فاشيم" فيما يتعلق بالغزو الروسي، حيث "يواصل الجانبان التذرع بالإبادة الجماعية النازية" في سعيه إلى حشد الدعم من خلال اجتماعات الفيديو مع الجماهير الأجنبية، بما في ذلك الكونغرس الأمريكي والبرلمان البريطاني.
روسيا والنازيون الجدد في أوكرانيا
«نزع سلاح أوكرانيا وإزالة الطابع النازي عنها»، هذه كانت من بين الأهداف المباشرة التي حددها الرئيس بوتين والمسئولين الروس للحرب الدائرة الأن بين روسيا وأوكرانيا على الأراضي الأوكرانية.
هذه الاتهامات كررها وزير الخارجية سيرغي لافروف، بقوله، إن «الرئيس بوتين اتخذ القرار بشنّ هذه العملية العسكرية الخاصة لنزع سلاح أوكرانيا وتحريرها من النازية كي يتمكن الأوكرانيون، بعد تحريرهم من هذا القمع، من تقرير مصيرهم بحرية».
هذه التصريحات من الرئيس الروسي والمسئولين الروس، أثارت استياء ودهشة الكثير من الأوكرانيين والغربيين، على اعتبار أن الرئيس الأوكراني نفسه من أصول يهودية، كما اعتبره أخرون أنه مجرد مبرر للحرب على أوكرانيا، مذكّرين بأن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يهودي وفقد ثلاثة أفراد من عائلته في الهولوكوست.
وقال زيلينسكي، مخاطبًا الروس بلغتهم: »أوكرانيا في نشرات أخباركم وأوكرانيا في الواقع دولتان مختلفتان تمامًا. والفرق الرئيسي بينهما هو أن بلدنا حقيقي»، متابعا: «قيل لكم إننا نازيون. ولكن هل يمكن لشعب فقد أكثر من 8 ملايين شخص في المعركة ضد النازية أن يدعم النازية؟».
وأضاف متسائلا: «كيف يمكنني أن أكون نازيًا؟ اشرحوا ذلك لجدي، الذي خاض الحرب بأكملها في مشاة الجيش السوفياتي، ومات عقيدًا في أوكرانيا المستقلة". وكان زيلينسكي قد ذكر أن جدّه فقد ثلاثة من إخوانه في المحرقة النازية.
وقال السفير الأميركي السابق لدى أوكرانيا، مايكل ماكفول: «يتحدث (بوتين) عن نزع النازية. لا يوجد نازيون في أوكرانيا». وأوضح في تصريحات لشبكة «إم. إس. إن. بي. سي»: «زعيم أوكرانيا ليس نازيا، إنه زعيم منتخب ديمقراطيا. إنه يهودي. إنه ليس نازيا». واعتبر ماكفول أن «أي محاولة لربط أوكرانيا بالحركات النازية القديمة تفتقر إلى أي أساس منطقي. علينا أن نعامل (بوتين) كزعيم غير عقلاني وشرير، هاجم ظلما وبشكل صارخ دولة أوكرانيا الحرة والديمقراطية».
ويرفض زيلينسكي مزاعم الكرملين، مقارنا بدوره بين الهجوم الروسي على المدنيين وعدوان ألمانيا النازية. وقال: «هذه الليلة بدأوا قصف أحياء مدنية. هذا يذكرنا (بالهجوم النازي) في 1941»، مستخدما اللغة الروسية للجملة الأخيرة متوجّها للمواطنين الروس.
وأضاف على صفحته في فيسبوك: «هاجمت روسيا أوكرانيا بجبن وبطريقة انتحارية، كما فعلت ألمانيا النازية خلال الحرب العالمية الثانية»، داعيا الروس لـ«الخروج» إلى الشوارع «للاحتجاج على هذه الحرب».
ويقول كير غيلز، الباحث في مركز «تشاتهام هاوس»، لهيئة الإذاعة البريطانية إن روسيا «سريعة في وصف خصومها وضحاياها في أوروبا بالنازيين... رأينا ذلك ليس فقط في أوكرانيا، لكن أيضًا في (جهود موسكو) لتشويه سمعة دول البلطيق».
ونقلت «بي. بي. سي» عن شركة التكنولوجيا «لوجيكلي» التي تتعقب مئات حسابات وسائل التواصل الاجتماعي المؤيدة للكرملين، أنها رصدت «طفرات كبيرة في القصص التي تربط أوكرانيا بالنازية».