مرصد الأزهر: 2885 إسرائيليا اقتحموا ساحات الأقصى خلال مارس
أكد مرصد الأزهر لمكافحة التطرف أن نحو 2885 صهيونيًّا اقتحموا ساحات «الأقصى» خلال شهر مارس الماضي، تحت حراسة أمنية مشددة من قِبَل شرطة الاحتلال، ومن أبرز الانتهاكات خلال الشهر الماضي، قيام أحد المستوطنين، في اليوم الأول من شهر مارس، بترديد نشيد الكيان الصهيوني داخل باحات الأقصى بصوت مرتفع، فيما اقتحم آخر مرتديًا زيّه الكهنوتي وأدى صلاته وطقوسه التلمودية أمام مسجد قبة الصخرة.
الاقتحامات الصهيونية التي تتعرَّض لها ساحات المسجد الأقصى
وأضاف مرصد الأزهر، في تقريره الشهري حول الاقتحامات الصهيونية التي تتعرَّض لها ساحات المسجد الأقصى المبارك:"وفي صورة من أبرز صور التداخل والتعاون بين الاحتلال الصهيوني والجماعات المتطرفة، اقتحام عضو الكنيست المتطرف "إيتمار بن جفير"، في الـ31 من مارس، وظهوره في مقطع مصور يقول: "من يُسيطر على الأقصى يُسيطر على كل أرض إسرائيل –أرض فلسطين التاريخية". مطالبًا بضرورة السيطرة على الأقصى حتى يتم إحكام السيطرة على الأرض واحتلالها.
وطوال مارس الماضي حرص مرصد الأزهرعلى متابعة دعوات التحريض الواسعة لاقتحام ساحات الأقصى المبارك خلال شهر رمضان المبارك، خاصة في ظل تقاطعه مع أيام عيد "الفصح": من 16 وحتى 21 أبريل، الموافق 15 إلى 20 رمضان.
وتمثّلت أبرز دعوات الحشد في الـ27 من مارس، عندما اقتحم العشرات من كبار حاخامات المستوطنات والمدارس الدينية المتطرفة ساحات الأقصى، وعقدوا النقاشات والمحاضرات التحضيرية لاقتحام الأقصى في عيد الفصح. فيما تمثلت أخطر الدعوات في مطالبة حاخامات مجموعة تُسمى "السنهدرين الجديد" بتنفيذ "قربان الفصح" داخل ساحات الأقصى، فيما أكد الحاخام "يهودا كروز" أن وقت تقديم القربان قد حان ولم يعد يحول دون تقديمه شيء.
وأشار مرصد الأزهر إلى أن منظمات الهيكل المزعوم تُطلق هذه التهديدات المتعلقة بتقديم قربان الفصح داخل الأقصى كل عام، ولم يسبق أن نجحت في مبتغاها الخبيث، بيد أن المرصد يؤكد أن الدعوات هذا العام تأخذ منحى أكثر جدية من جانب المنظمات المتطرفة المدعومة من سلطات الاحتلال، والتي تهدف – من خلال تنفيذ هذا القربان- إلى تغيير الواقع داخل الأقصى، وفرض التقسيم الزماني والمكاني داخل ساحاته، وإقامة هيكلهم "المزعوم".
ولفت مرصد الأزهر إلى أن منظمات الهيكل المزعوم تعمل في مسارٍ متوازٍ من خلال الضغط المباشر على سلطات الاحتلال من أجل تمكينهم من تنفيذ مخططاتهم، ومن ذلك: تقديم زعيم ومؤسس حركة "حوزريم لهار- عائدون إلى الهيكل"، "رفائيل موريس"، طلبًا لشرطة الاحتلال لتمكين جماعته المتطرفة من تقديم القربان داخل الأقصى، تحقيقًا لما أسماه "ذروة العبادة اليهودية في أقدس الأماكن"، واصفًا موقف الشرطة حال رفضها بأنه "سلوكًا معاديًا لليهود".
وكان من نتاج ذلك التحريض الواسع على المنصات المختلفة لمنظمات الهيكل المزعوم، اقتحام قرابة الـ500 مستوطن في الأسبوع الأول من شهر رمضان الكريم، وحتى قبل حلول أيام عيد الفصح. وتأدية طقس يُطلقون عليه "بركات الكهنة" بشكل علني وجماعي مقابل البائكة الشرقية، في الـ7 من أبريل. وإعلان منظمات الهيكل عن تنفيذ محاكاة لقربان الفصح في منطقة القصور الأموية الملاصقة للسور الجنوبي للأقصى يوم الاثنين 11 أبريل.
القيود على دخول المصلين إلى الأقصى
وفي الوقت الذي تعبّد فيه سلطات الاحتلال الطرق أمام اقتحامات موسعة للمستوطنين في شهر رمضان، نجد في المقابل فرض مزيد من القيود على دخول المصلين إلى الأقصى، تمثل أبرزها السماح للمصلين –رجالًا ونساءً- ممن تزيد أعمارهم على 60 عامًا بالدخول دون قيود؛ بينما سيتعيّن على الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 45 و60 عامًا استصدار تصاريح لدخول القدس والصلاة في الأقصى.
كما تستمر في سياسة "جزّ العشب" لضرب الحالة الشعبية المقدسية التي تتصدى لانتهاكات الاحتلال في القدس والأقصى المبارك، والتي كان من أبرزها إبعاد رئيس لجنة أهالي الأسرى المقدسيين، "أمجد أبو عصب"، لمدة شهر عن الأقصى والبلدة القديمة. وتجديد إبعاد الشيخ "عبد الرحمن بكيرات"، مدير مركز زيد بن ثابت لتحفيظ القرآن في القدس، لمدة 4 أشهر إضافية.
على الجانب الآخر قوبلت كل ممارسات الاحتلال لعرقلة وصول الفلسطينيين إلى الأقصى، بدعوات مكثفة بشد الرحال إلى الأقصى في رمضان لإحباط مخططات الاحتلال والتصدى لمحاولات الجماعات المتطرفة السيطرة على الأقصى المبارك، حيث شارك نحو 50 ألف مصلٍ في صلاتي العشاء والتراويح يوم الاثنين 4 أبريل. وشارك حوالي 80 ألف مصلٍ في صلاة الجمعة الأولى من شهر رمضان الفضيل؛ إذ توافدوا من جميع أرجاء فلسطين المحتلة.
وفي الختام، حذر مرصد الأزهر من خطورة إقدام تلك الجماعات على تقديم هذا القربان داخل الأقصى المبارك، وما سيتبعه من مساس بحرمة الأقصى ووضعه الديني القائم، وأثر ذلك في انفجار الأوضاع داخل الأراضي الفلسطينية، خاصة في ظل استثمار الجماعات والمنظمات المتطرفة لتقاطع المناسبات الإسلامية – الصهيونية لاستعراض القوى وتنفيذ طقوسهم الاستفزازية، ما يستدعي موقفًا دوليًا حازمًا للتصدي للانتهاكات الصهيونية للمقدسات الإسلامية داخل دولة فلسطين المحتلة.