لماذا الرضاعة الطبيعية الاختيار الأنسب؟ والتوقيت المثالي لوقفها؟.. الصحة تُجيب
نشرت وزارة الصحة فيديو توعوي بأهمية لبن الأم، والرضاعة الطبيعية، وكشفت أن الوقت المناسب لوقف الرضاعة الطبيعية بعد سنتين من عمر الطفل، لأن لبن الأم يعطي الطفل احتياجاته الغذائية بنسبة % 30.
إلى ذلك، قالت الدكتورة هنا أبوالغار أستاذ طب الأطفال بجامعة القاهرة، إنه برغم توصيات الصحة العالمية واليونيسيف وتبنيهم لحملات واسعة في مصر، لنشر الوعي بأهمية الرضاعة فى الأشهر الستة الأولى من عمر الطفل، إلا إن من يرضعون رضاعة خالصة دون دخول أى مواد مساعدة فى الأربعة أشهر الأولى من عمرهم فى مصر لا يتعدون 30% من الأطفال، وأن السهولة التى نتناول بها بدائل الرضاعة الطبيعية فى مجتمعنا خاصة وفى بلاد كثيرة فى العالم المتقدم عامة تدل على عدم فهم ووعى بحجم الإعجاز الموجود فى لبن الأم.
وأضاف، أن حجم الدعم المجتمعى للأم المصرية فى هذ المهمة المرهقة بدنيا وذهنيا قليل، وما زالت الأمهات فى طبقات كثيرة تجد حرجا شديدا فى إرضاع وليدها فى العلن بالرغم من ستر ثديها فى حين أن إخراج «بيبرونة» بها لبن صناعى مقبول تماما.
اللبن الصناعي حل أسهل
ولفتت أبو الغار إلى أن بعض الأطباء والصيادلة يجدون فى اللبن الصناعى الحل الأول والأسهل لمشكلات الرضاعة الطبيعية، ولأنه مشبع ومحتواه ارتفعت جودته جدا عبر السنوات فى محاولة لاستبدال لبن الأم عند الحاجة، فالطفل يكبر ويشبع وبكاؤه وتوتر الأبوين يقل، وبالتالى يترسخ لدى المحيطين إحساس أن الرضاعة الطبيعية "أوبشن" لطيف لكن ينقصنا إدراك ما يفتقده الطفل بقرار الرضاعة الصناعي.
وأشارت أستاذ طب الأطفال إلى أن لبن الأم مكوناته متغيرة بشكل يومى، فلبن "السرسوب" عالى القيمة الغذائية، كميته قليلة ولونه وقوامه مختلف، لكن به كل ما يحتاجه الطفل فى الأسبوع الأول، وهناك حكمة من كونه قليلا فى الكم وهى تحفيز الطفل على المزيد من الرضاعة لزيادة إنتاج اللبن من الثدى، وأيضا لفتح رئتيه وتحفيز الدورة الدموية لديه، وتقوية عضلة القلب وتشجيع وجوده فى حضن أمه لمدة طويلة فى أول أسبوع كمرحلة انتقالية من الرحم إلى خارجه، مكوناته من بروتين عال ودهون أقل ونسبة عالية جدا من الأجسام المضادة التى تحمى الطفل من أى ميكروب يتعرض له بعد الولادة غير موجودة فى اللبن الصناعى ذى المكونات الثابتة. ولأن كميته قليلة والأم قلقة كون ثديها لم يمتلئ والطفل يجوع بسرعة فالأسبوع الأول هو أكثر وقت يتم إدخال فيه الرضاعة الصناعى سواء من الأسرة أو من الطبيب المعالج، ولأن الطفل يتعرف على حلمة "البيبرونة" وكثيرا ما يفضلها لأن مجهوده فى لقمها ومصها أقل فتبدأ المعاناة فى تفضيله لها ورفضه لحلمة الأم.
مكونات اللبن الطبيعي تتغير يوميًا
وقالت أبو الغار، إن مكونات اللبن الطبيعى أيضا تتغير يوميا حسب عمر الطفل وهى سهلة الهضم للطفل من بروتين وسكريات ودهون عالية الجودة هامة لبناء المخ والجهاز العصبى وأجسام مضادة وإنزيمات وهرمونات تساعد على بناء والحفاظ على المناعة ليس فقط فى أول عام من الولادة وإنما فى الكبر، كما تحمى من أمراض الحساسية والسكر والضغط وأمراض القلب وحتى الاكتئاب والتوتر ومشكلات التعلم فى الطفولة والكبر وكلها مكونات تسعى الصناعة إلى تقلديها وقد تطورت بالفعل جدا وهو أمر هام فى حال وجود أسباب طبية تمنع الرضاعة من الأم إلا أنها لم تقترب من معجزة اللبن الطبيعى.