لجنة الفتوى توضح أيهما أفضل للمسافر الصيام أم الفطر؟
أيهما أفضل للمسافر.. الصيام أم الفطر؟ يعتبر هذا الأمر من الأمور التي تشغل بال كثير من المسلمين الذين يتطلب عملهم التنقل كثيرا والسفر من مكان إلى آخر، ولهذا يسألون: أيهما أفضل للمسافر.. الصيام أم الفطر؟
أيهما أفضل للمسافر الصيام أم الفطر؟
وللإجابة عن هذا السؤال، قال الشيخ فهمي غنيم، عضو لجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية، إن من القواعد التي قعدها العلماء، إن المشقة تجلب السير وأن الضرر يزال، ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها، وما خير النبي بين أمرين إلا اختار أيسرهما.
وذكر أن الإفطار في السفر، هو رخصة من الله للصائم، بلغنا بها النبي الكريم، بأن من كان في عذر من سفر أو مرض فيجوز له الإفطار والقضاء، لقوله تعالى "}فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ".
وأشار إلى أن الفقهاء قالوا بأنه لا مانع من الصيام في السفر، فإذا ما صام المسافر أجزأه، وصح صيامه، إلا أنهم اختلفوا في الأفضل للمسافر، الصوم أو الأخذ برخصة الإفطار.
وأوضح، أن المشقة في السفر لو كانت هينة والأمر متساوى عند الصائم بين الصيام والإفطار، فالصيام أولى، وعلى الجانب الآخر، لو كان السفر فيه مشقة، فالأخذ برخصة الإفطار أولى.
رخصة الإفطار
قال الدكتور شوقي علام -مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم إن الصوم في مضامينه يراعي حالة التيسير التي يحتاج المكلف إليها بالفعل.
جاء ذلك خلال لقائه الرمضاني اليومي في برنامج كُتب عليكم الصيام مع الإعلامي حمدي رزق، الذي عُرض على فضائية صدى البلد، اليوم، مضيفًا فضيلته أن الشرع الشريف أناط رخصة الفطر في السفر بتحقق قطع مسافة قصر وجمع الصلاة وهي 85 كم، دون نظر إلى ما يصاحب السفر عادة من المشقة؛ فإذا وُجد السفر وُجِدَت الرخصة، وإذا انتفى انتفت. أمَّا المشقة فهي حكمة غير منضبطة؛ لأنها مختلفة باختلاف الناس، فلا يصلح إناطة الحكم بها، ولذلك لم يترتب هذا الحكم عليها ولم يرتبط بها وجودًا وعدمًا؛ قال تعالى ﴿وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ﴾ [البقرة 185].
ولفت مفتي الجمهورية النظر إلى أن الله سبحانه وتعالى بيَّن أن الصوم خير للمسافر وأفضل مع وجود المُرَخِّص في الفطر بقوله تعالى ﴿وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ﴾ [البقرة 184]، والصوم خير له من الفطر في هذه الحالة وأكثر ثوابًا ما دام لا يَشُقُّ عليه؛ لأن الصوم في غير رمضان لا يساوي الصوم في رمضان ولا يُدانيه؛ وذلك لمن قدر عليه، فإذا ظن المسافر الضرر كُرِه له الصوم، وإن خاف الهلاك وجب الفطر.